يعمد غالبية الناشرين على الإنترنت إلى كتابة سطر في أسفل كل صفحة في مواقعهم يشير إلى ان الموقع محمي الحقوق مستخدمين العلامة المعروفة c والتي ترمز إلى الكلمة copy Riahts مع كتابة التاريخ واسم مالك الحقوق غير أن باحثا أكاديميا أجرى دراسة استقرائية لتتبع مدى اهتمام الناشرين بحقوقهم الفكرية وكان أن اتصل بي ذلك الباحث مستعلما عن طريقتي في حماية الصور والمقالات والمواد التي أنشرها في موقعي وقد أثار بأسئلته اهتمامي ولفت نظري منهج ذلك الباحث ونتائجه التي توصل إليهالم تنشر الدراسة بعد .
وكان مما توصل إليه أن غالبية من اتصل بهم قد وضعوا تلك العلامة والعبارة التي تليها فقط لأنهم رأوا الآخرين يضعونها دونما حماية حقيقية لحقوقهم مشيرين إلى أنهم وضعوا تلك العلامة لأن غالبية من ينشرون على الإنترنت يقومون بذلك.
كما توصل إلى أن الكثير كذلك يجهلون السبل القانونية لحماية حقوقهم وما يترتب على تلك الحماية وما اذا كانت عملية مجدية أم لا.
وقبل النظر إلى واقع النشر على الشبكة اليوم يحسن بنا أن ننظر في ما تشمله الحماية للحقوق الفكرية وما إذا كانت تلقى القبول قانونا ينظم عمل الشبكة.
والحقيقة أن مقتضيات نظام الحماية تلقى رفضاً لدى الكثير من الناس على الشبكة, ولا يزال احترام تلك القوانين حكرا على المؤسسات الحكومية والتجارية وما شابهها من الهيئات التي تخشى على المؤسسات الحكومية والتجارية وما شابهها من الهيئات التي تخشى على سمعتها وتحترم قوانين النشر.
وهي تشكل جانبا من الإنترنت لا يشمل إنتاج الأفراد وسلوكهم وإن كانت القوانين تشمل تلك الفئات لكنها لا تزال قوانين وحسب.
ويمثل نقل الإنتاج الإبداعي للآخرين أمرا غير ذي بال لدى الكثير من الناس فهم لا يبالون بنسخ الصور ونقل النصوص من مواقع الآخرين وتضمينها في مواقعهم وتقديمها للعالم على أنها من إنتاجهم, ولأن القانون لن يتعقب أحدا لمجرد القيام بذلك فإن الممارسات من هذا النوع أصبحت من قبيل المعتاد على الشبكة.
ولذا يتردد الكثير من الناس في نشر مالديه من إنتاج فكري على الشبكة لأن ذلك سيعني وصوله إلى الملايين من الناس وعدم ضمان حمايته, وقد بلغ الأمر ببعض أرباب المواقع إلى القيام بنسخ محتويات كاملة لمواقع أخرى وكأنهم يقدمون مرآة لذلك الموقع mirror site، كيف لا ومتابعة هذه المسألة يكاد يكون أمر مستحيلا, وقبل أن تصبح قوانين حماية الحقوق الفكرية على الشبكة مجدية عمليا وممكنة واقعا فإن سيل الاستنساخ لن يتوقف ومواقع الأفراد لن تتوقف عن الاستفادة من إنتاج الآخرين على الشبكة دونما رقيب.
فالملاحقة القانونية تبدو شبه مستحيلة في الوقت الحالي.
فماذا لو قام صاحب موقع في الفلبين بنسخ موقع لشخص او مؤسسة في بلغاريا؟ وحتى الآن لم نسمع منذ أن نشأت الإنترنت واستمرت في الترقي عن اعتقال شخص بسبب التعدي على حقوق الآخرين الإلكترونية على الشبكة فيما عدا بعض القضايا الإلكترونية التي لا مساس مباشرا لها بقوانين حماية الحقوق الفكرية, ولم تتعد قضايا الإنترنت سوى قضايا محدودة انتهت بالتسوية في الغالب, والإنترنت قامت وتطورت على مبدأ حرية النشر أو ما يرمز له على المواقع بالشريط الأزرق Blue Ribbon الذي يعبر عن حرية التعبير لكن هذه الحرية تخطت الحدود إلى حرية التعدي على حقوق الآخرين الفكرية.
والاطلاع على تلك القوانين التي تحكم الإنترنت أمر مهم لكل ناشر مهما كان حجمه.
* جامعة انديانا
وللمراسلة على البريد التالي: khalid *khalidnet . com