* القاهرة - أ,ش,أ
ضمن سلسلة مكتبة الاسرة التي تصدر تحت رعاية السيدة سوزان مبارك صدرت مختارات امل دنقل والتي تضم خمس عشرة قصيدة منتقاة من كل اعمال الشاعر الراحل.
المجموعة تبدأ بقصيدة من ديوانه اوراق الغرفة 8 وقد كتبها على سرير المرض قبل رحيله عن عالمنا وهو يعتمد فيها على المفارقة حيث يرصد في المستشفى لون البياض في اربطة الشاش والقطن ولون الاسرة وقرص المنوم وكوب اللبن ويقول كل هذا يشيع بقلبي الوهن كل هذا البياض يذكرني بالكفن.
ثم يعقب الشاعر بعد هذا بالمفارقة فلماذا اذا مت يأتي المعزون متشحين بشارة لون الحداد هل لان السواد هو لون النجاة من الموت لون التميمية ضد الزمن؟.
وقد اشتهر الشاعر بقصيدته البكاء بين يدي زرقاء اليمامة والتي يحمل ديوانه الاول اسمها مع بعض التعديل ليصبح: بين يدي زرقاء اليمامة فهو مثلها تنبأ بنكسة 1967.
وامل دنقل الذي ولد بجنوب مصر يرسم صورة لنفسه في قصيدته الجنوبي هل انا كنت طفلا ام ان الذي كان طفلا سواي, هذه الصورة العائلية كان ابي جالسا وانا واقف تتدلى يداي رفسة من فرسي تركت في جبيني شجا وعلمت القلب ان يحترس لكن تلك الملامح ذات العذوبة لانتتمي الان لي والعيون التي تترقرق بالطيبة الان لا تنتمي لي صرت عني غريبا,وتتوالى قصائد امل دنقل ذات الطابع المميز بحدة المشاعر ودقة التفاصيل عبر دواوينه (العهد الاتي) تعليق على ما حدث.
ويمتاز شعر دنقل بالتركيز على اللقطة والوصف من داخلها بدقة متناهية ففي مقطع بعنوان شتاء عاصف يقول كان ترام الرمل منبعجا كامرأة في اخريات الحمل وكنت في الشارع ارى شتاء الغضب الساطع يكتسح الاوراق والمعاطف.
وكانت الاحجار في سكونها الناصع مغسولة بالمطر الذي توقف وكان في المذياع اغنية حزينة الايقاع (,,) علموه كيف يجفو فجفا جلست فوق الشاطىء اليابس وكان موج البحر يصفع خد الصخر وترجع الامواج تنطحه برأسها المهتاج ودون ان تكف عن صراعها اليائس ودون ان تكف عن صراعها اليائس.