لهيبُ الأماني شبَّ في أضلُعي جمرا
وأنطقني حِيناً وأخرسني ذهرا
وعلمني ما الشعرُ والدمعُ والأسى
فزدتُ بها علماً وكُنتُ بها أدرى
أشيخي أحاسيس القلوب كثيرةٌ
واصدق احساسي مُفارقتي البُشرى
مُنى زمني أن ارتضى ذل قهره
ولكن نفس الحُرَّ لا ترتضي القهرا
ظمئتُ ولم أنهل من الماء جُرعةً
وللماءِ حولي في مساربه مجرى
وكُنتُ إذا حاولتُ أمراً حُرمتُهُ
وجاءت تباشيرُ الأسى بعدهُ تترى
فما أنا والحرمان في كُل موقفٍ؟
كأن يد الحِرمانِ تطلُبني ثأرا
عقدت مع الآلام عهداً مُوثقاً
فما أحدٌ ينوي بصاحبه غدرا
فكيف ترى في صُورتي مجد سالفٍ
عظيمٍ؟ وقد أزرى بحالي ما أزرى
زمانُكَ يا شيخي زمانُ عجائبٍ
إذا زُرِعت أشواكُه أنبتت زهرا
أتيتُم زمان المجد وهو أخُو صِبا
وجِئناهُ كهلاً قد حنَى دُوننا ظَهرا
فأيُّ جَمَالٍ يستبيني بسِحرِهِ؟
وعيني ترى في سِرِّ قُبحِ الوَرَى سِحرا
وأيُّ سَرابٍ أقطعُ البيدَ دُونهَ؟
وما قَطَعت رِجلي إلى موردٍ شِبرا
وأيُّ زَمانٍ ذِكرياتي تضَمُّهُ؟
وكرُّ ليالي البُؤسِ انستني الذِّكرى
عفا اللهُ عن شيخي فما كانَ ناسِياً
جِراحي، ولكِن فألُهُ رامَ أن تبرا
رآنيَ أهذي بالأماني فهَالَهُ
مُصابي فعَزَّاني بِشِعرٍ محَا الشِّعرا
قصِيدٌ لَهُ في كُلِّ أُفق تداوُلٌ
بِهِ تُطرِبُ الأفلاكُ أنجُمها الزُّهرا
فدُم لَلعُلا والشِّعرِ والبَائسِ الذي
يَراَكَ لهُ في كُلِّ نائبةٍ ذُخرا