Saturday 11th September, 1999 G No. 9844جريدة الجزيرة السبت 1 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9844


الأدب المثمن
ابن قتيبة يعرف بكتابه عيون الأخبار
أحمد عبدالله الدامغ

قمت منذ فترة قصيرة برحلة الى ما قبل عام 276ه قاصدا ابا محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدنيوري، واجريت معه لقاء ادبيا مقصورا على التعرف على كتابه عيون الاخبار وقد جعلت عنوان ذلك اللقاء يا أبا محمد حدثنا عن كتابك عيون الاخبار وانتهى بي مطاف ذلك اللقاء الى الحصول منه على نسخة وقرأت فيه شيئا يسيرا عن النميمة.
وبتصفحي له وجدت ان ابا محمد قد افاض في تعريفه افاضة تقطع اي ملاحظة تتضمن - ليت او ,, لو ان - ومن تعريفه المتعلق بمنهجه قوله: ولم ارصوابا ان يكون كتابي هذا وقفا على طالب الدنيا دون طالب الاخرة ولا على خواص الناس دون عوامهم ولا على ملوكهم دون سوقتهم فوفيت كل فريق منهم قسمه ووفرت عليه سهمه واودعته طُرفا من محاسن كلام الزهاد في الدنيا وذكر فجائعها والزوال والانتقال وما يتلاقون به اذا اجتمعوا ويتكاتبون به اذا افترقوا في المواعظ والزهد والصبر والتقوى واليقين واشباه ذلك لعل الله ان يعطف به صادفا ويأطر على التوبة متجانفا ويروع ظالما ويلين رقائقه قسوة القلوب, ولم اخله مع ذلك من نادرة طريفة وفطنة لطيفة وكلمة معجبة واخرى مضحكة لئلا يخرج عن الكتاب مذهب سلكه السالكون وعروض اخذ فيها القائلون ولاروح بذلك عن القارىء من كد الجد.
وقوله في تشبيهه: وانما مثل هذا الكتاب مثل المائدة تختلف فيها مذاقات الطعوم لاختلاف شهوات الاكلة واذا مر بك حديث فيه افصاح بذكر عورة او فرج او وصف فاحشة فلا يحملك الخشوع او التخاشع على ان تصعر خدك وتعرض بوجهك فان اسماء الاعضاء لا تؤثم وانما المأثم في شتم الاعراض وقول الزور والكذب واكل لحوم الناس بالغيب.
وعلى صفحة من كتاب السلطان منه يقول قال الهيثم بن عدي: تقدمت كلثم بنت سريع مولى عمرو بن حريث واخوها الوليد الى عبدالملك بن عمير وهو قاضي الكوفة وكان ابنه عمرو بن عبدالملك يرمى بها فقضى لها فقال هذيل الا شجعي في ذلك:
أتاه رفيق بالشهود يسوقهم
على ما ادعت من صامت المال والخول
فادلى وليد عند ذاك بحقه
وكان وليد ذا مراء وذا جدل
ففتنت القبطي حتى قضى لها
بغير قضاء الله في السور الطول
فلو كان من في القصر يعلم علمه
لمااستعمل القبطي فينا على عمل
له حين يقضي للنساء تخاوص
وكان وما فيه التخاوص والحول
اذا ذات دل كلمته لحاجة
فهم بان يقضي تنحنح او سعل
وبرق عينيه ولاك لسانه
يرى كل شيء ماخلا شخصها جلل
فكان عبدالملك بن عمير يقول: والله لربما جاءتني السعلة او التنحنح وانا في المتوضا فأكف عن ذلك.
اما ابو العلاء المعري فقد اشار الى الحاكم بالعدل من القضاة بقوله
ومن كان في الاشياء يحكم بالحجى
تساوى لديه من يحب ومن يقلي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
حوار
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved