الضجة التي تحدث هذه الأيام حول القبول والتسجيل في الجامعة هي صورة من الممكن ان تؤكد لنا صدق فكرة الرسم الكاريكاتوري الذي صوّره الاستاذ محمد الخنيفر قبل اسبوع مضى لدى الطالب الذي يهدد بقتل نفسه امام أعين والده بعد ان يئس من قبوله في الجامعة,, لماذا لا وهو يرى غيره ممن سبقهم في النجاح والمعدل الدراسي يتباهون على مقاعد الكليات الجامعية بكل زهو وهو الذي يدرك تماما مدى حرص الدولة على اكمال التعليم الجامعي للطالب طالما ان من حقه العام الدخول الى الجامعة وفي ظل ما يحدث أمام ناظريه خلف كواليس القبول والتسجيل في الجامعة.
وفي اعتقادي هنالك تفسيران لذلك اولهما ان هناك بالتأكيد قصورا وانحسارا شبه كلي في عملية التوازن التعليمي فيما يتعلق بالتنسيق بين الجامعات والكليات وتلك ملاحظة نضعها في مرمى وزارة التعليم العالي، حيث من المألوف أن تشاهد طلبة وطالبات يقبلون في الجامعات والكليات ونجدهم مع بدء العام الدراسي منتظمين في جامعات وكليات اخرى.
والثاني تفشّي ظاهرة الوساطة والتي تحمل في طياتها احيانا الجد وتارة اخرى المزح فعملية القبول والتسجيل لها حكايات وصور اصبحت ذات رائحة نتنة معروفة من الجميع.
وفي ذهني اضافة اخرى عدم نشر اسماء المقبولين مع معدلاتهم في الصحف كالسابق على الرغم بأن ذلك ايضا لن يمنع من وجود تلك الظاهرة مثل ما حدث في العام المنطوي؟! ان ما نشهده اليوم امر لا يرضي أحدا، ولا يمكننا البتة في تحقيق حق المواطن وتوازنه في كسبه العلمي، فالتقدم العلمي والعملي مستقبلا بالتأكيد لن يحقق أي نجاح او تقدم امام تلك التحديات التي يواجهها المواطن في أبسط حقوقه.
عبدالإله القاسم