** سقسقة:
الفرصة التي تضيع مثل عصفور يفلت من قبضة يدك يطير ولن يعود .
- حكمة عالمية -
***
يحكى أنه كان عند الاغريق القدماء تمثال يدعى الفرصة لم يبق قائما منه اليوم إلا قاعدته, على هذا التمثال كتب حوار خيالي بين عابر السبيل وبين التمثال جاء على هذا النحو:
عابر السبيل: ما اسمك أيها التمثال؟
التمثال: يدعونني الفرصة.
عابر السبيل: فما الذي جعلك هكذا مستوفزا على أطراف قدميك؟
التمثال: لأظهر إني واقف هنا إلى لحظة.
عابر السبيل: فلماذا أرى في قدميك أجنحة؟
التمثال: لأظهر إني ماض على عجل.
عابر السبيل: ولماذا شعر ناصيتك طويل؟
التمثال: ليمسك به من يبصرني.
عابر السبيل: فلماذا مؤخر رأسك أصلع لا شعر فيه؟
التمثال: لأظهر إنني أن أفلت فامساكي محال.
هذا الحوار يستند على شيء كبير من الواقع فقد استطاع أن يقدم وصفاً دقيقاً للفرصة التي هي سر تقدم الإنسان ونجاحه إذا ما استطاع أن يفتح لها أبواب حياته ويستثمرها.
وهي سر بقاء الكثير من الناس دون قطف ثمار النجاح أولئك المترددون عن انتهاز الفرصة لخوفهم من الجديد أو التغيير.
وهذا الخوف الذي يزرع في أعماق الإنسان منذ الطفولة -فتجده وان نجح في حياته أو عمله يتوجس خيفة من الغد أو من التقدم نحو نجاحات أكبر - هو المسؤول الأول ولو استطاع المرء السيطرة على مخاوفه, لامتطى صهوة جواد التميز والنجاح ولكنه يضيّع الفرص بالتخوف من الجديد والركون إلى سياسة الثبات التي يفضلها البعض عن ضجيج النجاح وعاصفة التغيير التي تعصف بحياة الناجح, والحياة مليئة بالفرص يمنحها الله لمن يشاء من عباده وتتوقف مسؤولية الإنسان عند استثمار تلك الفرص والمحافظة عليها والبعض لديه قدرة على ايجاد الفرص وذلك من خلال رغبته وتعطشه للعمل والتجربة وجهده المستمر في تطوير ذاته وحياته, كما أن البعض الآخر لديه قدرة على اضاعة الفرص بما تطوي نفسه على الخوف كما ذكرنا من قبل أو التشاؤم وعدم الاقبال على التجارب التي هي محك الفشل أو النجاح.
وقديما قيل المتشائم: من يجعل من الفرص المتاحة له صعابا والمتفائل: من يجعل من الصعاب فرصاً تغتنم.
صدق الحكماء وصدق الواقع الذي يحياه الإنسان.
ناهد باشطح