أضواء السودانيون متشائلون |
هل يمكن ان يتجاوز السودانيون عتبة التشاؤم إلى مرحلة التشاؤل وهي الحالة الوسطية التي تحدث عنها القاص الفلسطيني أميل حبيبي، والذي عنى بها الحالة الوسطية بين حالتي التشاؤم والتفاؤل.
وبعيدا عن قصة أميل حبيبي هل يمكن ان تكون هذه الحالة الوسطية هي التي ستسود بين السودانيين بعد الأنباء التي وردت من ولاية واراب في جنوب السودان بتوصل جبهة الانقاذ الديمقراطية المتحدة الموالية لحكومة الخرطوم مع متمردي الفصيل الذي يتزعمه جون قرنق والمسمى بجيش تحرير جنوب السودان لاتفاق لوقف اطلاق النار في كافة أنحاء جنوب السودان يبدأ العمل به في الأول من الشهر القادم نيسان/ابريل.
وتوقيع الاتفاق الذي جاء بعد مفاوضات استمرت اسبوعا بين السودانيين الجنوبيين وأشرف عليها من جانب المتمردين العقيد جون قرنق، ومن جانب الموالين للحكومة الدكتور ارك مشار يعطي بصيصاً من الضوء إذ يعد هذان الزعيمان الجنوبيان السودانيان هما الأكثر تأثيراً على باقي الجنوبيين وإذا ما صدق قرنق بالذات في التزامه، وأبدى تفهما كما ذكرت الأنباء للخطوات التصالحية التي أبدتها حكومة الخرطوم، فإنه يكون من حق السودانيين ان يعبروا حالة التشاؤم التي فرضت نفسها بسبب استمرار حرب التمرد الجنوبي الذي اشغل البلاد عن مهامها الأساسية المتمثلة في تحقيق تنمية ملحة يحتاجها السودان بشماله ووسطه وجنوبه.
كما ان الاتفاق اذا ما سار في الطريق المرسوم له وتطور ليشمل النقاط الأخرى التي اقتنع بها أعضاء الفصائل الجنوبية التي وقعت اتفاقا مع الحكومة المركزية ,, نقول اذا ما تطور هذا الاتفاق الى ما يأمله كل السودانيين من اتفاق سلام شامل يوقف الحرب يكون اتفاق واراب بداية مرحلة تاريخية جديدة في تاريخ السودان يحق للسودانيين ومحبيهم ان يعتبروها تاريخا لتجاوز حالتي التشاؤم والتشاؤل الى الحالة الأكثر اشراقا حالة التفاؤل.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|