الجيش الإسرائيلي يدرس عدة خيارات للانسحاب من جنوب لبنان تحرك دبلوماسي أمريكي لاستئناف محادثات السلام السورية/ الإسرائيلية |
* واشنطن - القدس المحتلة - دمشق - بيروت - الوكالات
قال مسؤول امريكي ان مارتن انديك مساعد وزيرة الخارجية الامريكية سيجتمع مع الرئيس السوري حافظ الاسد في دمشق يوم الاحد المقبل لبحث استئناف محادثات السلام المتوقفة بعد الانتخابات الاسرائيلية.
وقال المسؤول لرويترز امس نأمل ان يتسنى الاعداد لاستئناف المفاوضات بعد الانتخابات الاسرائيلية .
وقد بدأت سوريا واسرائيل اجراء محادثات للسلام عام 1991 واستمرت تلك المحادثات بصورة متقطعة الى ان توقفت اوائل عام 1996 دون احراز اي تقدم في القضيتين الرئيسيتين وهما مصير مرتفعات الجولان وطبيعة العلاقات التي ستقوم بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لشبكة تلفزيون فوكس نيوز اول امس ان اسرائيل حريصة على محاولة استئناف محادثات السلام مع سوريا لكنه استدرك بقوله: موقف سوريا هو,, اعطونا كل شيء نريده قبل المفاوضات ثم نتفاوض,, ليس هذا طريقاً للدخول في مفاوضات على حد قوله.
ولمح نتنياهو الى ان المفاوضات قد تستأنف بعد انتخابات اسرائيل في 17 من مايو ايار اذا غيرت سوريا موقفها.
وفي دمشق من المتوقع ان يبحث انديك التفجر الذي وقع في الآونة الاخيرة للقتال بين مقاومي حزب الله اللبناني والقوات الاسرائيلية في لبنان مما اثار مناقشة جديدة بشأن ما اذا كان ينبغي ان تنسحب اسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان.
ولا تشمل جولة انديك اسرائيل وفسر المسؤول الامريكي ذلك قائلاً ان الحكومة الامريكية اجرت في الآونة الاخيرة محادثات في واشنطن مع مسؤولين اسرائيليين كبار وان انديك سيزور اسرائيل قريبا في رحلة اخرى.
وفي وقت من الأوقات كان من المعتاد ان تشمل زيارة كبار المسؤولين الامريكيين للمنطقة اسرائيل وتغير هذا الأمر خلال فترة تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء.
وفي القدس المحتلة ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس الثلاثاء ان وزير الحرب الاسرائيلي موشى ارينز طالب من الجيش اعداد تقرير عن الخيارات البديلة لانتشاره الحالي في جنوب لبنان.
من جهة اخرى عبر ارينز عن تأييده لتحريك المفاوضات مع سوريا, وقال: يجب الا تكون لدينا اوهام, يمكن التوصل الى اتفاق مع دمشق في حالة واحدة فقط اذا اعادت اسرائيل هضبة الجولان بأكملها ومن يفكر بعكس ذلك يخدع نفسه او يريد خداع الرأي العام .
ونقلت الصحف والاذاعة الاسرائيلية تصريح ارينز امام صحافيين ان الابقاء على الوضع الحالي - في جنوب لبنان - لا يبدو لي مرغوباً,, نواجه مشكلة خطيرة في لبنان .
واضاف: يجب ان نقارن الامكانيات التي تؤمنها البنية القائمة في (الحزام الأمني) والاتفاق الذي ابرم بعد عملية (عناقيد الغضب) 1996 بخيارات بديلة .
يذكر ان تفاهم نيسان/ ابريل 1996 الذي تم التوصل اليه بعد عملية عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق في جنوب لبنان يقضي بامتناع الدولة العبرية وحزب الله عن استهداف مدنيين.
وقال ارينز: ان هذا الاتفاق يحد من امكانيات الجيش الاسرائيلي ويشكل عائقاً في وجهه بسبب عدم توازنه لأن الجيش الاسرائيلي معرض نسبياً للخطر في جنوب لبنان تحركاته مراقبة ويتم نقلها (الى العدو) .
ولكنه اضاف: ليس من السهل التخلي عن هذا الاتفاق بسبب اطاره الدولي .
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شاوول موفاز سيعد تقريراً عن الانتشار الحالي لقواته في جنوب لبنان ونشاطاتها والخيارات الاستراتيجية البديلة بما في ذلك احتمال انسحاب عسكري احادي الجانب من جنوب لبنان .
وفي بيروت اكد وزير الدفاع اللبناني غازي زعيتر امس الثلاثاء ان الجيش اللبناني قادر على الانتشار حتى الحدود الدولية مع اسرائيل في حال انسحاب الدولة العبرية من المنطقة التي تحتلها في جنوب لبنان.
وقال زعيتر في حديث الى صحيفة النهار اللبنانية ان جيشنا قادر ومستعد للانتشار على كل الاراضي اللبنانية.
واضاف: من اولى مهمات اي جيش في العالم الدفاع عن حدود الوطن وهذا يعني انه عند تحرير الأرض من العدو الاسرائيلي من الطبيعي ان ينتشر الجيش على طول الحدود .
يذكر ان اسرائيل التي اعلنت عدة مرات استعدادها للانسحاب من جنوب لبنان حيث ما زالت تحتل منطقة مساحتها 850 كلم مربع اشترطت ان تتعهد الدولة اللبنانية بحماية حدودها الشمالية.
لكن بيروت ترفض اعطاء اسرائيل اية ضمانات امنية وتطالبها بالانسحاب بدون شروط وفق قرار مجلس الامن رقم 425 الصادر في 1978,ومن جهة اخرى اكد زعيتر حق الجيش اللبناني في الرد على الاعتداءات الاسرائيلية وقال صحيح ان امكاناتنا العتادية متواضعة بالنسبة الى آلة النار الاسرائيلية لكن من حق الجيش الرد على اي اعتداء .
|
|
|