رأي الجزيرة وجوب تنفيذ القرار 425 |
امتداداً لمواقف المملكة الداعمة لحق لبنان الشقيق في تحرير جنوبه المحتل، واستعادة سيادته لذلك الشريط الحدودي من أراضيه، جدد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - دعوته الى ضرورة الضغط على اسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية، ذات الصلة بالاراضي العربية المحتلة وبخاصة القرار رقم (425) الصادر من مجلس الأمن الدولي والداعي الى انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان دون قيد او شرط.
ودعوته هذه - ايده الله - تنسجم مع مواقفه الشخصية ومواقف حكومته الرشيدة تجاه لبنان الشقيق حكومة وشعباً في الحرية والسيادة الوطنية دون مساس بها، كما هو حق لبنان في السلام والأمن والاستقرار الذي استعاده لبنان انطلاقاً من مقررات الطائف التاريخية التي رعاها خادم الحرمين الشريفين، وحث جميع اللبنانيين على الالتزام بها وتنفيذها الأمر الذي ادى الى استعادة لبنان لعافيته الأمنية ولسلامه الاجتماعي.
ولم يبق سوى هذا الاحتلال الاسرائيلي البغيض للشريط الحدودي من جنوب لبنان واستمرار هذا الاحتلال رغم صدور القرار (425) من مجلس الأمن الذي يدعو اسرائيل للانسحاب من هناك، ورغم عمليات المقاومة الوطنية اللبنانية الناجحة ضد قوات الاحتلال وتساقط الجنود وكبار الضباط الاسرائيليين قتلى وجرحى في تلك العمليات.
وبالأمس اعلن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، كما اعلن وزير الحرب في حكومته موشى أرينز، أن على الجيش الاسرائيلي ان يبحث في عدة خيارات بديلة للاحتلال العسكري لجنوب لبنان,, وان المطلوب خيار يضمن عدم دخول اي لبناني الى شمال اسرائيل، ويضمن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب.
ولو أحسن نتنياهو وأرينز قراءة القرار (425) لأدركا ان انسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان لن يترك اي فراغ أمني او من اي نوع آخر، لأن للبنان جيشاً جاهزاً للانتشار في كل شبر يغادره الجنود الاسرائيليون، وهناك قوى الأمن الداخلي اللبنانية التي تدرك واجباتها الوطنية لحماية الأمن وتأمين الحدود بجانب الجيش من اي تسلل في أيٍّ من الاتجاهين.
وإذا كان نتنياهو وأرينز صادقين فيما أعلناه عن الرغبة في الانسحاب من جنوب لبنان، فلماذا لا يجرّبان تنفيذ القرار 425 كما صدر من مجلس الأمن دون اي محاولة للقفز على احكام نصوصه، لفرض شروط ومطالب اسرائيلية لا علاقة لها بهذا القرار؟.
الجزيرة
|
|
|