صمت العصافير أقوياء ولكن |
** سقسقة
العدالة دونما قوة عاجزةٌ، والقوة دونما عدالة عاتيةٌ .
- حكمة فرنسية -
* * *
في الحياة امامك خياران لا ثالث لهما في مواجهتك مع الآخرين الذين هم اصدقاؤك او زملاؤك في العمل او اقرباؤك,, كل من حولك من الكائنات البشرية.
إما ان تعي تماماً حقوقك فتدافع عنها وتأخذها في ثقة واستبسال وحينها سوف ينعتونك بالمشاغب ومحب المشكلات والمتمرد ونعوت اخرى أقسى وأمر.
وإما ان تطأطىء رأسك وتخضع للذين يسلبونك حقوقك أو لا يعترفون بحقك في ممارسة حريتك والتمتع بحقوقك ويظل في داخلك بركان الثورة يغلي ولا ينفجر ويحاولون تهدئته بما يصبغونه عليك من صفات الهدوء والمثالية والرزانة والحكمة.
وعليك ان تختار أن تكون من أحد الصنفين المغضوب عليه الذي يحافظ على حقوقه أو المرضي عنه الذي يهادن ويستسلم لسلب حقوقه.
وإن تختر الاصح فأنت تختار الأصعب ولكنه الأبقى وهو الذي يجعل اولئك الذين ينعتونك بأسوأ الصفات يحترمونك وان لم يصرحوا بهذا الاحترام، اذ يكفيك رضاك عن ذاتك واحترامك لها.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف) أو كما قال, والقوة في مفهومها الحقيقي لا تعني البطش او العنف او وقاحة اللسان او الفعل انما تعني ثقة الانسان في الله المنصف العادل في حكمه وتوزيع المقادير بعدالة ثم الثقة في امكانية وقدرات الانسان الذي يدرك قوته دون الكائنات الاخرى بما ميزه الله بنعمة العقل, الانسان القوي هو الذي هو لا يستخدم العنف مطلقاً لأنه لا يحتاج اليه, الضعيف فقط هو الذي تميز بالعدوانية فيؤذي الآخرين وهو بذلك يؤذي ذاته ويسعى الى تدميرها.
لذلك فالمستكين دوماً لا يكون انسانا ايجابياً تجاه ذاته وتجاه الآخرين بل هو اشبه بالبناء الهش الذي يتهاوى بسبب الريح او اذا ما اصطدم به شيء ما قوي,, اقوى منه، اننا في دواخلنا اشبه بالبناء واعماقنا نحن المسؤولين عن بنائها اذا ارتضينا ان تكون بناء هشاً فلنتحمل الخرائب الداخلية.
اما اذا طمحنا نحو بناء قوي متماسك فلا بد ان نشحذ الهمة, وتأخذ حقوقنا مدركين أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى ومن ينتظر ان يطرق بابه طارق ليهديه حقه او حقوقه فسيطول الانتظار ولن يسمع طرقات الباب المقفل على حياته.
ناهد باشطح
|
|
|