اليوم,, في حقل الشيبة بالربع الخالي سمو ولي العهد يفتتح أحد أكبر المشروعات النفطية طموحاً في العالم |
* الدمام - حسين بالحارث
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني اليوم الاربعاء حفل افتتاح مشروع حقل شيبة الواقع شرقي صحراء الربع الخالي والذي يعد واحدا من اكبر المشروعات النفطية طموحا في العالم ويقع في احدث منطقة بترولية لدى ارامكو السعودية جرى تطويرها مؤخراً.
وكان العمل قد بدأ فعليا في تطوير حقل الشيبة في الربع الأول من عام 1996م استنادا الى توجيهات سديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - ويرجع اكتشاف هذا الحقل الى ثلاثين عاما مضت وتم الاحتفاظ به ضمن الاحتياطات حتى بدأ الانتاج فيه بصورة غير رسمية في النصف الثاني من عام 98م وبطاقة تبلغ 500 ألف برميل يوميا حيث يتم انتاج الخام ومعالجته ونقله من حقل الشيبة النائي الى المرافق الموجودة في بقيق (70 كيلومترا جنوب الدمام) من خلال انبوب يبلغ طوله 638 كيلومترا وتبلغ الاحتياطات البترولية في حقل الشيبة اكثر من 14 بليون برميل من الزيت الخام و25 تريليون قدم مكعب من الغاز, وتكمن اهمية حقل الشيبة في نوعية الزيت الخام المنتج منه وهو الزيت العربي الخفيف جداً، والذي يعد من الانواع العالية الجودة والنادر عالميا اذ تبلغ كثافته 42 درجة بدرجات معهد البترول الأمريكي ونسبة الكبريت فيه منخفضة إذ لا تتجاوز نسبة 0,7%.
وكان معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي قد قال ان حقل الشيبة لانتاج الزيت والغاز بالربع الخالي سيضع المملكة في موضع افضل مما هي عليه في السوق العالمية ويقوي مكانتها الاستراتيجية عالميا,, وأكد معاليه في حديث للصحفيين في موقع مشروع الحقل اثناء زيارة تفقدية لاعمال المشروع عام 97 ان طاقة الحقل الانتاجية ستكون نصف مليون برميل من الزيت الخام الخفيف مشيرا الى ان نوعية هذا الخام تمثل السبب في الاهتمام به حيث تعد من النوعيات الممتازة التي سوف تسد حاجة السوق العالمية موضحا معاليه ان احتياطي المملكة في المناطق الاخرى كافٍ ولكن العائد منه (حقل شيبة ) افضل بكثير من الزيوت المنتجة في العالم, يذكر ان 90% من الذين يديرون مشروع تطوير حقل شيبة رغم ضخامته هم من الشباب السعودي المؤهل كما ان ارامكو اجتازت الكثير من الصعاب والتحديات لتحقيق هذا الانجاز ومنها ضيق الوقت و الطبيعة الجغرافية للموقع وبعده في اعماق الربع الخالي وكان المهندس النعيمي اشار الى ان التخطيط والتنفيذ للمشروع قد تم على ايدٍ سعودية وكذلك سيكون التشغيل والصيانة.
حقل شيبة
يعتبر حقل الشيبة الذي يقع شرقي صحراء الربع الخالي واحدا من اكبر المشروعات النفطية طموحا بالعالم، واحدث منطقة بترولية لدى ارامكو السعودية جرى تطويرها ويقع الحقل في منطقة نائية وكانت معزولة وخالية تماما قبل بدء تطوير حقل البترول فيها وتضاريس هذه المنطقة وعرة، تتكون من كثبان رملية عملاقة تصل الى ارتفاع 205 أمتار، وتتكون فوقها كثبان رملية رخوة غير مستقرة ذات حجم اصغر، وتتسم منطقة الشيبة بمناخ صحراوي قاسٍ كما هو الحال بالنسبة لصحراء الربع الخالي ويتواجد الماء على عمق متر ونصف المتر تحت سطحها إذ ان مياه الامطار في فصل الشتاء تستقر ليوم واكثر فوق سبخاتها.
تطوير الحقل العملاق
يرجع اكتشاف هذا الحقل الى ثلاثين عاما مضت وتم الاحتفاظ به ضمن الاحتياطات حتى عام 1995م عندما بدأت اعمال تطويره الفعلية في تنفيذ برنامج لانتاج الزيت الخام ومعالجته ونقله من حقل الشيبة النائي الى المرافق الموجودة حاليا في بقيق (70 كيلومتر جنوب الدمام) والواقع ان هذا الحقل يقع في منطقة بقيت معزولة عن العالم آلاف السنين ولم يغامر احد بالبحث عن الموارد الضخمة الواقعة تحت رمال هذه المنطقة القاسية الظروف إلا في السنوات القليلة الماضية .
وقد تم اكتشاف الزيت في منطقة الشيبة اثناء حفر البئر الاستكشافية (بئر الشيبة رقم 1 عام 1968م) حيث وجدت كميات ضخمة من الغاز والزيت الخام العربي الخفيف جدا وهو ذوكثافة قدرها 42 درجة حسب مقياس معهد البترول الامريكي.
وقد بدأ العمل الفعلي في تطوير حقل الشيبة في الربع الاول من عام 1996م استنادا الى التوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله- وحكومته الرشيدة وكان جيولوجيو ارامكو السعودية يعلمون ان الحقل يحتوي على بلايين البراميل من الزيت الخام الخفيف الحلو ذي الخصائص الممتازة، كما انهم يعلمون انه لا توجد سوى مناطق قليلة جدا في العالم تكون فيها اعمال إنتاج الزيت على نفس القدر من الصعوبة في هذه المنطقة.
وعندما بدأ تنفيذ العمل لتطوير الحقل لم تكن هناك طرق معبدة بل ممرات وعرة استخدمتها فرق التنقيب من قبل، كما انه لم تكن هناك اية خدمات تذكر بل كان يتوجب على كل من يذهب الى تلك المنطقة ان يحمل معه كل شيء قد يحتاجه.
اما إنتاج حقل الشيبة البالغ 500 ألف برميل من الزيت الخام في اليوم فسوف ينقل بخط انابيب بطول 638 كيلومترا يمتد من حقل الشيبة إلى بقيق.
أعمال المشروع
يتكون برنامج تطوير حقل الشيبة من ستة عناصر، هي:
الطرق المؤدية الى الشيبة :
تمتد الطريق المؤدية الى الشيبة من الخط السريع بالقرب من منطقة البطحاء الى المعمل الرئيسي لفرز الغاز من الزيت (معمل فرز الغاز من الزيت رقم 2) في الشيبة , وقد كان التصميم الاصلي لهذه الطريق يتطلب تغطيتها بطبقة من طين المرل، إلا ان التصميم تم تطويره بطريقة مبتكرة وذلك بمعالجة ارضية الطريق برغوة مثبتة كي تكون الطريق مستقرة ومناسبة للاستخدام والنقل، في نفس الوقت اقتصادية من حيث التكاليف المتوقعة لصيانة الطريق.
مرافق الإنتاج
تشمل المرافق الجديدة في حقل الشيبة ثلاثة معامل لفرز الغاز من الزيت وخطوط انابيب تصلها ببعضها وخطوط كهرباء مطورة واجهزة مراقبة موزعة لمراقبة العمليات ونظاما آليا لتتبع عمليات الإنتاج في فوهات الآبار, كما يتضمن المعمل الرئيسي لفرز الغاز من الزيت مرافق لتوفير الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة لجميع المرافق في حقل الشيبة.
مرافق البنية الأساس
يتكون الحي السكني في حقل الشيبة من مجمع سكني وصناعي يحوي مرافق سكنية لاكثرمن 700 موظف، كما انه يشتمل على المكاتب ومهبط الطائرات ومحطة الإطفاء ومرافق للصيانة والمساندة ومرافق كهرباء، كما تشمل البنية الاساس في الحقل مرافق للاتصالات تتكون من خط من الالياف البصرية طوله 650 كلم ونظام رئيس للاتصال اللاسلكي ومقسم للتفونات ونظام للاجهزة اللاسلكية المحمولة.
خط الأنابيب
تم إنشاء خط انابيب جديد يبلغ طوله 638 كيلومترا، يمتد من المعمل الرئيسي لفرز الغاز من الزيت بحقل الشيبة الى معامل بقيق، كما تم تعديل خطوط الأنابيب والمضخات الموجودة حاليا شمال بقيق وتحسينها لتوصيل الزيت الخام الى فرض التصدير في رأس تنورة والجعيمة.
مرافق المعالجة
ادخلت تعديلات على المعامل الموجودة فعلا في بقيق واضيفت مرافق جديدة, وقد شملت المرافق الجديدة خزانات شبه كروية، وثلاث مضخات لشحن الزيت الخام، ووحدة تركيز ووحدة ضغط للغاز طاقتها 100 مليون قدم قياسية في اليوم ووحدة نزع طاقتها 200 مليون قدم مكعب قياسية في اليوم, ومحطة تحلية لمعالجة المياه.
الإمدادات
خلا عام 1996م فقط قامت اكثر من 300 شاحنة بنقل ما يزيد على 3800 حمولة أو حوالي 90 ألف طن من المواد من الظهران الى حقل الشيبة وذلك عبر مسافة تزيد على 800 كيلومتر, وكانت شاحنات المقاولين تنقل الحمولات لمسافة بلغت ثلثي المسافة بين الظهران وحقل الشيبة، ثم تكمل شاحنات ارامكو السعودية الخاصة بالسير في المناطق الرملية لنقل الشحنات عبر مناطق الكثبان الرملية الشاهقة, وفي جميع الإمدادات اللازمة لحقل الشيبة تمت الاستفادة من منتجات المصانع السعودية بشكل كبير لتحقيق الاهداف المرجوة.
حقائق وأرقام
ان مشروع تطوير حقل الشيبة يمثل احدى العلامات الفارقة في تاريخ انجازات ارامكو السعودية، وإكماله يقف شاهدا على القدرة التي تتمتع بها ارامكو السعودية على تطوير موارد المملكة البترولية متجاوزة بذلك التحديات الكبيرة لإنجاز مشروع فريد بكل المقاييس على مستوى العالم.
* تبلغ الاحتياطات البترولية في حقل الشيبة اكثرمن 14 بليون برميل من الزيت الخام و25 تريليون قدم مكعب من الغاز.
* الخام المنتج من حقل الشيبة هو زيت الخام العربي الخفيف جداً، وهو من النوعية العالية إذ الزيت تبلغ كثافته 42 درجة بدرجات معهد البترول الأمريكي ونسبة الكبريت منخفضة إذ لا تتجاوز نسبة 7%.
* يبلغ عمق المكمن 1494 مترا وبسمك قدره 122 مترا.
* بلغت ساعات العمل في تطوير الحقل 55 مليون ساعة عمل واستخدم فيه 12500 طن من الفولاذ المصنع وصب 153 الف متر مكعب من الخرسانة المسلحة.
* يبلغ طول خطوط انابيب الحقل الى بقيق 638 كيلومترا، اما الانابيب داخل معامل الحقل فيبلغ طولها 735 كيلومترا، وتمت ازاحة كميات هائلة من الرمال من موقع العمل تقدر ب30 مليون متر مكعب.
|
|
|