د, عبدالعزيز الطرباق في بحث عن المياه يستعرض جهود الملك عبدالعزيز في تنمية موارد المياه في الحجاز 5/1/1367ه احتفلت جدة بوصول مياه الشرب العذبة إليها عبر الأنابيب |
* جدة - واس
احتفلت مدينة جدة في الخامس من محرم عام 1367ه الموافق 20 نوفمبر 1947 بوصول أنابيب الماء العذب النقي بعد أن كانت تعاني من الظمأ وعدم وفرة المياه الصالحة للشرب.
فقد أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله بعد عودته من زيارة مصر في عام 1365ه بجلب الماء إلى جدة من عيون مر الظهران المعروف اليوم بوادي فاطمة وهي عيون الجموم وأبي شعيب والهنية والحسينية وأبي عروة والبرقة والروضة والحنيف.
وبين الدكتور عبدالعزيز بن سليمان الطرباق في بحث القاه عن المياه تحت عنوان (رموز طبيعية مشرقة في مئوية التأسيس) ضمن جلسات عمل الندوة التاسعة عشرة للجمعية السعودية لعلوم الحياة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بين أن جدة كانت تعاني من قلة المياه قديما إلى أن خففتها الحكومة السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه تخفيفا مؤقتا بجلب كنداسة تساعد في انتاج المياه العذبة بطاقة 135 طن في اليوم حتى نشبت الحرب العالمية الثانية فقلت مادة الوقود مما أدى إلى ايقاف الكنداسة عن العمل تماما,وأشار إلى أن عين أبي شعيب تعتبر من أقرب العيون إلى جدة حيث تبعد عنها مسافة 65 ميلا وقد سحبت المياه من كل عين بمعدل الثمن لكي لا تختل مصلحة المزارعين في المنطقة وعوضت الحكومة أصحاب العيون بمبلغ 45 ألف ريال لقاء ما يؤخذ من ينابيعهم.
وأوضح الدكتور الطرباق في بحثه أنه تم تنفيذ هذا المشروع في عام 1369 بضخ 65 ألف جالون مياه يوميا إلى جدة عبر أنابيب قطرها 15 بوصة مصنوعة من الأسبيست وسمي هذا المشروع (عين العزيزية) نسبة إلى الملك عبدالعزيز رحمه الله,,وتمت فيما بعد مضاعفة حجم الانابيب وعددها وانشئ خزان للماء على بعد 15 كيلومترا شرقي جدة يتسع لمليون جالون وأنابيب لتوزيع المياه على الأحياء والمنازل.
وقال الدكتور الطرباق ان فائدة العزيزية لم تقتصر على جدة فقط، بل شملت فائدتها عبر مرور أنبوبها من طريق مكة/ جدة بمسافة 45 كيلومترا ووضعت مآخذ على مسافات متقاربة تمد الحجاج والمسافرين وغيرهم.
وأضاف: فمن رأى تلك الألوف من الحجاج الذين يمشون على أقدامهم بين الثغر والعاصمة المقدسة سالكين ذلك القفر الأجرد وهم يتسابقون لملء أجوافهم ويغسلون وجوههم وأطرافهم بالمياه يدرك عظم فضل الله الذي أجراه على يد الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه,,واستعرض الدكتور الطرباق موارد المياه القديمة في الحجاز ولاسيما في مكة وجدة التي كانت أقل المواطن المعمورة في الجزيرة ماء وأكثرها ازدحاما ونماءً وعندما دخل الملك عبدالعزيز الحجاز كانت عين زبيدة التي يستقى منها سكان مكة والحجيج تسقي الناس من اثني عشر موردا.
ومعروف عن تاريخ عين زبيدة أن زبيدة زوجة هارون الرشيد هي اول من أجرى ماءها إلى مكة المكرمة حيث أجري من وادي نعمان في قناة محفورة إلى عرفة فمزدلفة فالبئر الكبيرة (بئر زبيدة) المعروف مكانها بحبس الجن.
وفي عام 1291ه أنشئت في مكة (هيئة عين زبيدة) وكان عملها تعهد موارد المياه ومشاربها بالإصلاح والبناء, تنفق الهيئة عليها من صندوق خاص بها له أملاك وأوقاف وغذاها الملك عبدالعزيز رحمه الله بالمال بعد دخوله الحجاز وأمر بزيادة الموارد للجهات,واستعيض عن مجاريها القديمة في داخل البلدة بأنابيب حديثة وعمم الماء في عرفات والشوارع المحيطة وفي طريق الحجيج وفي مزدلفة ومنى أيضا,فقد تصدى الملك عبدالعزيز رحمه الله لمشكلة توفير المياه كما تصدى لغيرها من المشاكل الكبرى التي كانت تعاني منها المملكة وقت توحيدها.
|
|
|