الملحمة الحضارية الاقتصادي الملهم والقدوة والمعلم البطل عبدالعزيز صنع المجد لوطنه وأمته د, إبراهيم بن عبدالله بن سلمة* |
ترفل مملكتنا الغالية هذه الأيام في أزهى حلل المجد وهي تعيش عرسها الكبير احتفالا بالذكرى المئوية لتأسيسها على يد فارسها المغوار وبطلها الفذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
وكلما هلت علينا هذه الذكرى الخالدة يبزغ نجم المؤسس، باني المجد، وصانع التاريخ الذي وحد البلاد وشتت فرقتها وانقسامها، وجمع اطرافها المترامية الشاسعة في كيان واحد عملاق ودستور كتاب الله وقانونه شريعته السمحة، تعلو في سمائه راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
سفينة الأحلام
في عمل بطولي اجتاز أصعب المقاييس,, قاد عبدالعزيز البطل سفينة أحلام هذا الوطن مخترقا الأمواج العاتية من الفرقة والانقسام، ليستقر بهذه السفينة على بر الأمان، تزين شاطىء الوحدة والالتحام والوئام.
واذا كان التاريخ قد عرف قادة وزعماء صنعوا أمجادا, فجل هؤلاء كانوا يصنعون مجدا لأسمائهم أما زعيمنا عبدالعزيز فقد عني بنسخ تاريخ وطن وأمة,, وسجل مجده لصالح وطنه وأمته,, ولذلك فقد فتح التاريخ أوسع أبوابه له وسطر ملحمته بكل إجلال.
ونحن الآن امام رجل غير عادي ووطن غير عادي رجل ثاقب الفكر بعيد النظر سبق زمانه ومكانه واستشرق غد أوطانه ليصنع في (الأمس) دولة (المستقبل).
دولة تفردت بين الدول اقيمت فوق ارض صلبة من الإيمان ونشر علوم القرآن وضع عبدالعزيز أساسها المتين, وراح ابناؤه الأوفياء من بعده يعززون اعمدتها ويقودون بنيانها حتى شمخ صرحها شموخا قياسيا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله ويرعاه.
وما اسعدنا اليوم ونحن نستعيد ذكريات المجد ونتجرع حلاوة الوحدة والتئام الشمل وقد ولت عهود الفرقة والانقسام بغير رجعة لتفسح المجال امام دولة موحدة تنعم بالأمن والأمان ورغد العيش ورفاهية الإنسان ووطن التآلف والتراحم والذوبان والانصهار بين الحاكم والمحكوم، وتفانى الحاكم في (بناء الإنسان) وتحقيق رفاهيته، وإحاطته بسيج متين من نعمة الأمان ونعمة الصحة في الأبدان.
وارتفعت راية الحق
الذكرى الخالدة التي نحتفي بها هذه الأيام تعني ميلاد (النضج الاقتصادي) الذي صنعته بلادنا في زمن قياسي فبعد ان كانت في عيون الآخرين مجرد ارض صحراوية يقطنها بدو ورحل، يعيشون على رعي الغنم اذا هي الآن يشار اليها بالبنان في عالم التجارة والصناعة والزراعة والعمران بعد ان شيدت أسس الاقتصاد المتوازن الذي تنوعت مصادره دون ان يظل الاعتماد على النفط وحده.
الذكرى الغالية التي نتنفس هواها العطر وتجسد (النضج السياسي) الذي احترمه العالم أجمع, واصبحت المملكة في القاموس السياسي تعني السياسة المتزنة المعتدلة التي تقوم على الحكمة وبعد النظر.
هي ذكرى عطاء جليل ارتفعت فيه راية الحق المبين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وتعانق السيفان والنخلة رمزا للمتعة والقوة والخير والأمان والنماء.
الفهد ابن الأسد
وحين يسترجع التاريخ أمجاد البطل عبدالعزيز تتردد عبر صفحاته بطولات وعطاءات أبنائه الذين خلفوه فكانوا جميعا, واحدا تلو الآخر خير خلف لخير سلف.
واليوم يعيش الوطن ازهى ايامه في عهد خادم الحرمين الشريفين الأمر الذي يجعلنا نقول بكل الاعتزاز (حقا هذا الفهد من ذاك الأسد) فقد سارع الفهد يحفظه الله خطاه على طريق البناء، وواصل صناعة المجد متوجا عطاءات القائد المؤسس وأبنائه البررة الذين خلفوه.
وهنا تصدق تماما مقولة الملك عبدالعزيز الخالدة.
(إن اغلى ما أملك هم أبنائي,, وهم يعكفون بعدي على اكمال رسالتي، واذا منحهم الله العون الذي منحني, فانهم سيرسمون الطريق لأكثر من الف مليون مسلم).
انطلق الفهد على الطريق الذي رسمه أبوه,, فقد اهتم الأب أولا بالانسان وزيادة مساحة الوعي لديه,, فشن حربا ضروسا على الفقر والجهل والمرض,, وأدرك الفهد بحسه الوطني وفطنته ان بناء الإنسان هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل مربع على طريق التنمية فلا تنمية حقيقية دون تنمية الإنسان,, وكان من حسن الطالع أن يكون يحفظه الله أول وزير للمعارف كي يخطط ويضع الأسس الفاعلة لبناء الإنسان المستنير.
كما تلتقي شخصية (أسد الجزيرة) عبدالعزيز مع شخصية (الفهد) عند محور آخر لا يقل أهمية، وهي خدمة الإسلام والمسلمين، نصر قضاياهم العادلة، والتفاني في خدمة الحرمين الشريفين.
قال عبدالعزيز يوما (اللهم انصرني بالإسلام) واستجاب المولى لدعائه وحقق له النصر,, فكانت طريقته الخاصة لشكر الله ان أقام دولة الإسلام ورفع فوقها راية التوحيد وعزز اركانها بتعاليم الشريعة السمحة.
قال أيضا ذات يوم: (لست ممن يفخر بألقاب الملك ولا بأبهته ولست ممن يولعون بالألقاب ويركضون وراءها إنما أفخر بالدين الإسلامي، وبأننا دعاة مبشرين بتوحيد الله ونشر دينه، وأحب الأعمال لدينا هو العمل في هذا السبيل,, نحن دعاة الى التمسك بالدين الخالي من كل بدعة,, ونحن دعاة للعروة الوثقى لا انفصام لها).
وهنا تلتقي شخصيته مع شخصية الفهد الذي خلع عن نفسه لقب (الجلالة) وفي تواضع جم وتقرب الى الله سبحانه وتعالى اختار لقب (خادم الحرمين الشريفين) واعتبره احب الألقاب الى نفسه، وأقربها الى قلبه.
عبقرية عبدالعزيز
في أيام المجد التي نعيشها الآن,, حري بنا ان نستعيد صفحات من سيرة الملك عبدالعزيز لتكون دروسا تعتز بها أجيالنا المعاصرة والقادمة,, وهذه بعض الإشارات واللمحات السريعة لكنها في نفس الوقت دروس كبيرة نتعلم منها.
عبدالعزيز (الإنسان
الذين عاصروه يشهدون انه صاحب قلب كبير يحمل داخله كل الحب والصدق ونقاوة السريرة,, وقد اعطى نبضه وحبه لشعبه ومهما قيل في هذا المجال فليس أبلغ من مقولته الشهيرة (يعلم الله ان كل جارحة من جوارح الشعب تؤلمني، وكل شعرة منه يمسها أذى تؤلمني).
عبدالعزيز (الاقتصادي الملهم):
قال احد كتاب الغرب يوما (اعطني قطعة ارض صحراوية اضع عليها الملك عبدالعزيز فأحيلها الى جنة خضراء).
لعل إقدامه على استخراج النفط وتكريره مثال آخر على قوة شخصيته وحنكته الاقتصادية,, فقد كانت شخصيته القوية هي السبيل لاقناع الشركات العالمية ببترول الصحراء والتنقيب في باطن ارضها، في وقت كانت هذه الشركات لا ترحب بذلك، خاصة ان بلادنا في ذلك الوقت كانت تعاني الشح، وهو ما لم يكن يشجع الأجانب على العيش فيها لعدم توافر متطلباتهم الحياتية.
إلا ان شخصيته الفذة وحنكته استطاعت اقناع الشركات العالمية وكانت نظرته الثاقبة بمثابة الخطوة الأولى التي قطعتها بلادنا على طريق التصنيع وسبيلها لوضع أقدامها على خارطة العالم فشاءت إرادة الله ان تصبح المملكة أكبر منتج للنفط في العالم,, وقد فتحت صناعة النفط الطريق أمام الصناعات الأخرى الأساسية والتحويلية.
ويشهد العالم ان المملكة استطاعت ان تسخر عائدات النفط وتستثمرها في الأمثل لصالح وطنها وبناء أرضها وإنسانها.
عبدالعزيز مؤسس الدولة العصرية:
ظهر عبدالعزيز في زمن نضبت فيه الأرض العربية من الزعماء الأفذاذ,, ووقف صلبا يدافع عن الأمة العربية والإسلامية بينا يتخاذل الآخرون,, حارب الاستعمار وتبنى قضية فلسطين فكانت إحدى عينيه على أمته وعينه الأخرى على وطنه، الذي وحد أرجاءه وقوى بيانه وأقام الدولة المسلمة العصرية, التي تتمسك بدينها، وتواكب التقدم الحضاري على خارطة العالم، وتأخذ منه فقط ما يناسب عقيدتها وينسجم مع تراثها.
استطاع بذكائه الفطري الخارق، وحنكته السياسية ان يحظى بولاء مواطنيه، ويكسب احترام وتقدير القوى العالمية.
لم يؤسس عبدالعزيز دولة ليحقق الرفاهية لذاته او لأسرته,, لكنه أسس دولة لا تعرف الطموحات والنزاعات الشخصية دولة قرآنية لم تنته بانتقاله الى جوار ربه.
لم يطلب عبدالعزيز لذاته,, إنما طلب في دولته (الولاء لله) لذا واصلت الدولة بعد وفاته بل نما صرحها وارتفع بناؤها.
عبدالعزيز (المعلم)
كان للملك عبدالعزيز دوره الرائد في تأسيس النهضة التعليمية والثقافية والفكرية في المملكة, فما ان أرسى دولته حتى توجه للقضاء على أول أعداء البشرية (الجهل) فقام بفتح المدارس، توطين البادية في مراكز حضرية، وتكليف القضاة وغيرهم مهمة تعليم الناس وتوعيتهم بأصول الدين، وتلقينهم مبادى الكتابة والقراءة.
واتبع ذلك بفتح مديرية للمعارف في وزارة المالية، وعززها بالامكانيات والقيادات التعليمية الى ان تم تطويرها لتصبح وزارة للمعارف، ويكون ابنه (الفهد) أول وزير للمعارف لتبدأ على يديه ملحمة التنوير، ومعركة القضاء عل الجهل والفقر والمرض.
ومن عبدالعزيز المعلم تعلم أهل الجزيرة معنى (المواطنة) والاستقرار وحب المعرفة وطلب العلم ومحاربة الخرافات والبدع، والعودة للإسلام الصحيح بصفائه ونقائه.
عبدالعزيز (قوة الشخصية):
هو القائل عن نفسه (إن ما وهبني الله لم يكن بسبب قوتي، بل بسبب ضعفي وقوة الله سبحانه وتعالى) من هذا الإحساس المؤمن الصادق استمد عبدالعزيز شجاعته وإقدامه ومثابرته، فكان اذا وضع لنفسه هدفا ساميا سخر ذكاه وجهده لتحقيقه.
واتسم المغفور له بالنزاهة والعدل، وهو ما تعكسه مقولته الشهيرة (لا يدوم الملك بدون عدالة), وعرف عنه قوة العقل ورجاحته اذ وهبه الله الذكاء الفطري الخارق, وقوة الذاكرة والفطنة والملاحظة الدقيقة.
وكان رحمه الله فارسا في ميدان الكلمة,, يشهد له بالتعبير البليغ، ولا تخرج من فيه كلمة إلا في محلها، وكانت عباراته حافلة بالحكم والأمثال والأقوال المأثورة التي تشد إليه سامعيه فيتمنوا ألا يتوقف عن الحديث.
ومهما قيل وقيل يعجز المرء عن سرد كل السمات الشخصية الفذة التي حبا الله سبحانه وتعالى بها (أسد الجزيرة) الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه,, وهي السمات التي ورثها عنه أبناؤه فكانوا مثل أبيهم (صناع تاريخ),,
إلا ان هذه الصناعة بلغت ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله ويرعاه ويمتعه بالصحة ليواصل البناء الزاهر.
صناعة التاريخ:
لقد شهد عهده الميمون مجدا حضاريا فريدا يمكن إيجازه في الأسطر التالية بطريق (المختصر المفيد).
أولا: عزز الفهد يحفظه الله كيان الدولة العصرية التي تقوم على شريعة الله، ويتمتع فيها الإنسان بالأمن والأمان, والاستقرار ومختلف الحقوق التي تكفلها الشريعة وقد دعمت أركان الكيان بإصدار النظام الأساسي للحكم, ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق.
ثانيا: زيادة ثقل المملكة السياسي بانتهاج سياسة خارجية رصينة تقوم على مبادىء راسخة مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة,, وتتبلور هذه السياسة في دعم التضامن العربي الإسلامي ونصرة القضايا العربية الإسلامية العادلة, والدعوة للاستقرار والسلام العالمي وعدم التدخل في شؤون الغير.
ثالثا: تقديم أفضل الخدمات للحرمين الشرفيين وتأمين راحة ضيوف الرحمن.
وقد شهد الحرمان أكبر توسعة في التاريخ خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الميمون.
رابعا: تحقيق نهضة حضارية شاملة، وتنويع القاعدة الانتاجية للاقتصاد السعودي ورفع نسبة اسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الاجمالي، كذلك رفع نسبة اسهام القطاع الخاص في هذا الناتج.
خامسا: بعد ان عاشت المملكة لزمن طويل (دولة مستهلكة) انتقلت بسرعة مذهلة لعصر الدولة الصناعي (والمنتجة) بقيام أجيال من الصناعات الأساسية التحويلية التي توقف بالتدريج عجلة الاستيراد من الأسواق العالمية، وتصل صادراتها الصناعية لأكثر من مائة دولة حول العالم، لتنافس في هذه الأسواق اعتى الصناعات العالمية.
سادسا: قهرت المملكة صحراءها وحولتها الى ربوع خضراء حققت الاكتفاء الذاتي في كثير من المحاصيل الزراعية الرئيسية وفي مقدمتها القمح.
سابعا: حققت قطاعات الكهرباء والمياه والنقل والمواصلات والاتصالات نموا مذهلا فضلا عن الكباري والأنفاق العملاقة والطرق المعبدة.
ثامنا: تتمتع المملكة بنهضة تعليمية شاملة تعكسها العديد من الجامعات وآلاف المدارس,, لتوفر الدولة التعليم دون مقابل مادي للمواطنين والمقيمين خلاف المدارس الأهلية.
تاسعا: ازدهار الخدمات الطبية وانتشار المستشفيات المتقدمة في كافة أرجاء المملكة,, وصارت البلاد محط أنظار الكثيرين الباحثين عن علاج متطور عز عليهم في بلادهم وقد تكون هذه من البلدان المتقدمة.
عاشرا: توفر الدولة الرعاية والخدمات الاجتماعية لكل المحتاجين فضلا عن اتساع مظلات الضمان الاجتماعي، والتأمينات الاجتماعية وقيام صناديق الإقراض بدور مهم في تنمية الإنسان السعودي.
أحد عشر: لم تكتف الدولة بتوفير (مظلة الأمان) لمواطنيها,, بل امتدت بظلالها للدول الشقيقة والصديقة واحتلت مقدمة دول العالم من حيث نسبة المساعدات التي تقدمها للدول الأخرى,, كما احتلت موقع الصدارة في المسارعة في إغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية في الدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول.
من المئوية الى الألفية:
والآن,, فان السؤال الذي يفرض نفسه في هذه الذكرى المئوية الخالدة، وبعد ان استرجعنا في الذاكرة سمات وملامح وعطاءات المؤسست الباني: (ما هي الدروس المستفادة لنا ولأجيالنا من هذه السيرة العطرة التي سطرها عبدالعزيز وأبناؤه الأوفياء).
الدرس الأول: تخليد الذكرى:
وهذا التخليد لا يأتي بالزهو والخيلاء,, ولكن بالتواضع الى الله كماعلمنا المؤسس,, وبالتلاحم بين الشعب والقيادة للمحافظة على مكتسبات الوطن الحضارية وإثرائها وتنميتها.
الدرس الثاني: تقوى الله:
التوحيد والبناء هو شعار الذكرى المئوية,, ولم يأت البناء إلا بالتوحيد لذا فمن أهم الدروس المستفادة من هذه المناسبة تقوى الله, والدعوة الى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وتربية الأجيال الصاعدة على ذلك.
الدرس الثالث: عهد الولاء والانتماء:
وينعكس ذلك في تنمية مقدرات الوطن وثرواته، والإخلاص في حب الوطن,, وهو ما يجده المواطن بالتفاني في العمل وإتقانه واستثمار الوقت في الأمور النافعة وعدم العبث بالممتلكات العامة ومواصلة ترشيد استخدام الكهرباء والمياه وغيرها من المنافع والخدمات العامة.
الدرس الرابع: مزيداً من التلاحم بين أبناء الوطن وقادته:
هذا التلاحم يولد الاستقرار وأمن الوطن ووقوفه صلبا أمام التيارات المعادية,,
كما يهيىء المجال الخصب للنجاح الاقتصادي والرخاء الاجتماعي وتجعل الإنسان مطمئنا الى غده ومستقبل أبنائه.
الدرس الخامس: القدوة:
لا شك أن السمات الشخصية اليت تمتع بها المؤسس الكبير تجعله قدوة صالحة ومثلا أعلى يستحق الاقتداء به، بما في ذلك تقوى الله في السر والعلن، والشجاعة، والإقدام، والمثابرة، والتواضع الجم، والذكاء، وسرعة البديهة، ورجاحة العقل وعفة اللسان، وان الذكرى المئوية هي الفرصة المناسبة كي تقوم الأجيال بفتح كتاب (عبدالعزيز) والعيش بين دفتيه، واستلهام قيمه وأفكاره، فهو بحق مدرسة بل جامعة على الجميع ان يسارعوا الى الالتحاق بها والانخراط في فصولهاو والنيل من علومها، وأيضا عليهم ان يرتشفوا العلوم النافعة من سيرة الفهد العظيم: نهر العطاء الذي يواصل تدفقه ذخرا وكنزا للأجيال، ولتضافر جهود جميع أبناء الوطن عطاءً وولاءً ووفاءً كي تواصل مملكتنا الغالية وثبتها الحضارية، وتنطلق بإيمان وثقة من (المئوية إلى الألفية) تحيطها عناية الله وتقودها عطاءات الأوفياء من ابنائها.
وياوطنا,, طوبى لنا.
* رئيس دار العرب للاستشارات الصناعية
|
|
|