عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لاشك ان النشاط المدرسي هو الشطر الآخر من العملية التعليمية وهو مكمل لها وقد أخطأ من فهم ان التعليم هو مجرد حشو اذهان التلاميذ مقتصرين على حاسة او حاستين من حواس الإنسان، والنشاط المدرسي يبعد الملل والروتين ويكشف المواهب ويصقلها والكلام عن النشاط المدرسي ذو شجون.
وبعد هذه المقدمة المتواضعة اقول: ان النشاط المدرس قد حقق اهدافاً جيدة (والحق يقال) ولكن لازال النشاط المدرسي بحاجة الى دراسة جادة ونظرة فاحصة، وليس ذلك تقليلاً من جهود وزارتنا الموقرة حول هذا الموضوع، ولكننا نطلب المزيد لأن الطموح اكبر والهمة اعلى والغاية اسمى.
اخي القارىء: لن اتكلم عن إيجابيات النشاط المدرسي فثماره ونتائجه واضحة وضوح الشمس، ولكن سأذكر بعض معوقاته ومقوماته، والمقترحات التي تحقق اهدافه بإذن الله.
اولاً: عجز كثير من المدارس عن توفير اغلب الادوات والخامات الخاصة بالانشطة وذلك بسبب ضعف مواردها المالية.
ثانياً: عدم وجود اماكن وصالات ورش، وخاصة في المباني المستأجرة.
ثالثاً: كثرة مهام رائد النشاط الاجتماعي وعظمها في وقت كلف المدرس بتدريس انصبة قد تتجاوز ثمانية عشر حصة، فيها ما فيها من: (تحضير كتابي - تحضير ذهني - إلقاء للدرس - تصحيح للواجبات - جمع للدرجات - تقويم فصلي) وغير ذلك.
وليس معنى كلامي أن مهام رائد النشاط الاجتماعي ثقيلة بحد ذاتها، ولكنها تصبح عبئاً عندما يضاف عليها انصبة الحصص الدراسية الكثيرة.
والحل هو: عدم تكليف رائد النشاط المدرسي اكثر من ستة عشر حصة (في المرحلة المتوسطة والابتدائية) واصدار تعميم صريح في ذلك، بعيداً عن العبارات التالية:
(يراعى، له الاولوية في تخفيض النصاب) وغير ذلك,, لان هذه العبارات (مطاطية) يستخدمها كل مدير مدرسة بحسب ما يرى.
ومن وجهة نظري فإن رائد النشاط لا يقل اهمية عن امين المكتبة الذي يعطى نصف نصاب، بل لا ابالغ اذا قلت ان رائد النشاط الاجتماعي اهم منه، حيث يقود نشاط المدرسة كلها من جماعات وريادة واسر وتعبئة السجلات والتقارير ومسؤول ايضا عن التنسيق والاشتراك في الحفلات والمناسبات سواء داخل المدرسة او خارجها.
رابعاً: تذمر رؤساء الجماعات (من المدرسين) من النشاط لعدة امور منها:
1- عدم القناعة بالانشطة المدرسية.
2- ضعف كفاءتهم المهنية ومن ثم صعوبة الإنتاج (وهل تجني من الشوك العنب)!
3- كثرة الاعباء (23او 24 حصة+ إشراف يومي+ريادة فصل+ حصص انتظار+تصحيح واجبات+رصد درجات+ تقويم فصلي) وهذا المعلم يبحث عن حصة واحدة ليرتاح فيها ثم يطالب بعد ذلك بعمل اضافي وهو النشاط, وقد توافق حصة الراحةفي ذلك اليوم حصة انتظار ايضا فلنكن صرحاء والله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
وبكل صدق وامانة اقول: نعم لقد قطع المسؤولون عن الانشطة شوطاً كبيراً في تمييز رائد النشاط عن غيره، ولكنهم لم يبارحوا مكانهم في تمييز مشرفي الجماعات عن غيرهم من المعلمين مع ان مشرفي الجماعات هم من يباشر النشاط بعينه!!
ولحل هذه المشكلة نقول: لابد ان نميز مشرفي الجماعات عن غيرهم من المعلمين وذلك بما يلي:
أولا: ان يكون المعلم المشرف على الجماعة اقل نصابا من زميله الآخر الذي يشاركه في نفس التخصص بمقدار حصتين.
ثانياً: ان يعفى من احد الأمور التالية: (إشراف يومي - ريادة فصل - حصص انتظار).
وبهذا نميز المعلم المشارك في الانشطة عن غيره فيقدم برغبة ويعمل بإخلاص فتغيب شمس التذمر والتأفف وهذا ما نحتاج اليه لتحقيق الهدف المنشود.
وختاما احب ان اقدم للمسؤولين عن الانشطة الدراسية اقتراحا اخر ايضا وبطريقة أخرى ليكون حلا لجميع المشاكل السابقة وذلك بجعل حصة النشاط حصة رسمية مدمجة في الجدول الاسبوعي كالرياضة والفنية ويتولى تدريسها احد المدرسين الاكفاء والذين لديهم القدرة على الإنتاج والابتكار والعطاء ولديهم خلفية عن بعض الحرف والمهن الاساسية ك(الحاسب الآلي - الكهرباء - السباكة - الميكانيكا - وغيرها),, ويخصص لها تقويم ودرجات.
وبهذه المناسبة اطلب من مقام وزارتنا الموقرة اصدار كتب ومناهج تعنى ببرامج حصص النشاط المدرسي لجميع المراحل.
عبدالملك بن عثمان بن الأمير
رائد النشاط بثانوية الملك فهد بالمجمعة