Sunday 7th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 19 ذو القعدة


أساليب العقاب الماضية لن تعود
طلاب اليوم لا يتحملون الضرب

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واسعد الله اوقاتكم بكل خير دائما وبعد,.
قرأت للأخ محمد بن علي المعاطي موضوعاً عن الثواب والعقاب في التربية تحت عنوان صواب الطريق,, في المنهج الإسلامي كما قرأت للأخ/حمد بن عبدالله بن خنين موضوعاً عن الثواب والعقاب تحت عنوان (لماذا السقوط في التناقض؟ ضرب الطلاب اصبح من الماضي) ومن خلال قراءتي لموضوع الاخ محمد بن علي المعاطي فهمت بانه يؤيد مبدأ العقاب و(الضرب) على أن يتبع في ذلك المنهج الإسلامي وذكر بعض الشروط ومنها:
1- الا يلجأ المربي الى الضرب الا بعد استنفاد جميع الوسائل التأديبية والزجرية.
2- الا يضرب وهو في حالة غضبية شديدة مخافة الحاق الضرر.
3- أن يتجنب الأماكن المؤذية كالرأس والوجه والصدر والبطن.
4- ان يكون الضرب في المرات الاولى من العقوبة غير شديد وغير مؤلم وان يكون على اليدين بعصا غير غليظة.
5- اذا كانت الهفوة من المتعلم لاول مرة فيعطى الفرصة لعله يثوب عما اقترف مع اخذ العهد عليه حتى لا يعود للخطأ مرة ثانية.
وقال من هنا يتضح ان التربية الإسلامية قد عنيت بموضوع العقوبة عناية فائقة سواء كانت عقوبة معنوية او مادية وقد احاطت هذه العقوبة بسياج من الشروط والقيود فعلى المربين الا يتجاوزها ولا يتغاضوا عنها ان ارادوا لاولادهم التربية المثلى, وكم يكون المربي موفقاً وحكيماً حينما يضع العقوبة في موضعها المناسب كما يضع الملاطفة واللين في المكان الملائم .
اولاً: رقم (5) مكرر في نظري لانه يدخل في رقم (1) فالشرط رقم (1) ينص على ان لا يلجأ المربي الى الضرب الا بعد استنفاد جميع الوسائل التأديبية والزجرية والتي من ضمنها التعهد بالا يعود لمثله.
ثانياً: يمكن الالتزام بالشروط والضوابط التي ذكرها الاخ محمد المعاطي لو ان اعداد الطلاب قليلة وان جميع المعلمين لديهم دراية كاملة ووافية بالمنهج الإسلامي للعقاب وكذلك الحصول على موافقة الوزارة واولياء امور الطلاب وكل هذه الامور غير متوفرة ولا يمكن الحصول عليها.
ثالثاً: الا يضرب المربي وهو في حالة غضب شديدة وهنا فيه صعوبة مثل الطبيب الذي يطلب من مرضى الضغط ومرضى السكر بالا يغضبوا.
رابعاً: ان يكون الضرب على اليدين بعصا غير غليظة فأيدي طلاب الزمن الحاضر تختلف عن ايدي طلاب ايام زمان فما هو رأي الاخ محمد المعاطي بالخيزران وما هي مواصفات العصا غير صفة (غليظة)؟ طلاب الزمن الحاضر لا يتحملون اي نوع من الضرب مهما كانت الوسيلة المستخدمة.
خامساً: الضرب ممنوع (العقاب البدني) منعاً باتاً في مدارسنا منذ عام 1347ه حسب نظام مديرية المعارف والذي وافق عليه جلالة الملك عبد العزيز - يرحمه الله - في 9/8/1347ه بعد مناقشته من قبل مجلس الشورى.
ومن خلال قراءتي لموضوع الاخ حمد عبدالله بن خنين ظهر لي بان الاخ حمد على خلاف مع احد الزملاء الذين سبق لهم ان كتبوا عن موضوع العقاب والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وقد فهمت بان الاخ حمد بن خنين يعارض الضرب ولعل عنوان موضوعه يدل على ذلك (ضرب الطلاب اصبح من الماضي).
وإنني اوافقه على ذلك الى درجة كبيرة وبنسبة 95% أما نسبة 5% فتبقى لدى اللجنة في كل مدرسة وفي اضيق الحدود وتقتصر العقوبة في مواضيع تتعلق بالتربية واقول وبالله التوفيق ان موضوع الضرب ليس بجديد وقد سبق مناقشته على صفحات الجزيرة وغيرها من الصحف السعودية وغير السعودية كما سبق للعلماء والدارسين ان قدموا الكثير من الدراسات والافكار حول هذا الموضوع ومع ذلك لايزال موضوع الضرب يطرح للنقاش من حين لآخر من باب (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) كما ان في طرحه فرصة لأولياء الامور والمسئولين في الوزارة والمشرفين والطلاب ان يشاركوا بآرائهم وافكارهم واقتراحاتهم فهم الجميع هو خدمة الطالب لتتحقق الاهداف التربوية التي وضعتها الدولة الرشيدة وفقها الله.
وقد ضاعت الحقيقة بين الافراط والتفريط فالبعض يرى استخدام الضرب في كل صغيرة وكبيرة وان يكون للمدرس حرية تنفيذ ذلك والبعض الآخر يرى منع الضرب منعاً باتاً في البيت وفي المدرسة سواء للتعليم او للتربية ولابد لنا ان نفرق بين امرين هامين جداً:
(أ) الضرب للتعليم (ب) الضرب للتربية.
فالضرب للتعليم ممنوع منعاً باتاً وهناك الف طريقة وطريقة للتعليم ويقول الدكتور سعيد المليص نائب مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي اما الطالب المتأخر دراسياً الذي لايستطيع ان يواكب الدراسة بسبب متعلق بقدراته العقلية او الجسمية او غيرها مما يكون خارجا عن طوع الطالب وقدرته فكيف نعاقبه على امر لا يملكه وهذا في نظري ما نعاني منه الآن مع كثير من الاخوة والاخوات المشتغلين بعملية التعليم اذ ان التفريق بين هذين الامرين قد لا يكون واضحاً لدى الكثير منهم نظراً لضغط العمل في المدرسة والفصل او لعدم التدريب والتعليم على هذا بشكل كاف.
والضرب للتربية فتوجد ايضاً الف طريقة وطريقة ومع ذلك فآخر العلاج الكي سواء في البيت او في المدرسة ويقول الدكتور سعيد المليص في هذا الجانب وارى ان نفرق بين امرين مهمين حين نطبق مبدأ الثواب والعقاب والامران هما سوء السلوك وعدم الانضباط والالتزام بنظام المدرسة والمجتمع في صورته المصغرة والتأخر الدراسي الناتج عن قدرات عقلية محدودة .
وقد يسأل احد السؤال التالي لماذا كان الضرب موجوداً في مدارسنا في السابق مع ان النظام يمنعه منعاً باتاً؟, والاجابة هي ان اولياء الامور في السابق عندما يحضرون اولادهم الى المدارس يقولون لكم اللحم ولنا العظم وفي الماضي كان رئيس القبيلة وشيخ القرية وكبير العائلة كل منهم مفوض لتأديب كل من يخالف بما في ذلك ضربهم كما ان الاخ الكبير يضرب ابناء اخيه كذلك الاخت تضرب ابناء اختها اما الآن فلا احد يقبل من احد ان يضرب ابناءه حتى اقرب الناس اليه بل وصل الامر ببعض الاولاد رفض ان يضربهم والداهم, النفوس تغيرت وكذا الاهداف التعليمية لدى الطلاب واولياء الامور.
ومن الاسباب التي ادت الى تفاقم مشكلة الضرب هي عدم الاختيار الدقيق للمعلم والمعلمة فالكثير من المعلمين والمعلمات ينخرطون في سلك التعليم بحثاً عن الوظيفة بعيداً عن حب العمل في رسالة التعليم والتفاني من اجلهاوقد يصاحب ذلك نقص في الاعداد والتدريب قبل التخرج الى جانب انه التحق بالتدريس في السنوات الاخيرة مجموعة من خريجي الجامعات غير التربويين وفي مختلف التخصصات والمراحل التعليمية, ولعل خطوة جامعة ام القرى الاخيرة بان تكون مدة الدراسة اربع سنوات يحصل الطالب على بكالوريوس في تخصصه ثم بعد ذلك يتم اختيار من لديه رغبة وتتوفر فيه الشروط لمجال العمل الذي يرغبه فيحصل على تدريب لمدة عام دبلوم تربوي, فحبذا لو اخذت بذلك بقية الجامعات والكليات بما في ذلك الكليات التابعة لوزارة المعارف وبذلك يخضع اختيار المعلمين لضوابط اكثر دقة سوف تنعكس ان شاء الله على الميدان التربوي, ختاماً لابد من الاشارة الى الآتي فحسب معلوماتي:
- توجد لجنة في كل مدرسة او تشكل لجنة في كل مدرسة تقرر نوع العقوبة بما في ذلك عقوبة الضرب ولكن في حود ضيقة جدا جداً وللتربية فقط.
- رغم التعاميم والمتابعة حول الضرب وما قيل ويقال الا انه لايزال موجوداً في بعض المدارس والدليل على ذلك وجود الشكاوي حوله في ادارات التعليم وبعضها قد يصل الى وزارة المعارف او الصحف وعدد آخر منها قد يتم حلها في نطاق المدارس.
- عصر عودة الضرب وان اللحم لكم والعظم لنا او خذوا ابناءنا عظماً ولحماً وحافظوا عليهم فلا تكسروا العظم ولا تدموا اللحم قد انتهى ولا يمكن ان يعود وهذا ما يجب على المعلمين في الميدان ان يعلموه ويدركوه وعليهم اللجوء الى الوسائل التربوية للتعليم وترك موضوع الضرب كآخر وسيلة للتربية وللجنة في المدرسة التي تقرر ذلك وبحضور ولي الامر.
- يقول الدكتور سعد الناجم من المؤسف حقاً ان مهنة التعليم اصبحت وظيفة من لا وظيفة له لكونها مضمونة نسبياً ورواتبها عالية بالاضافة الى قلة الاختبارات امام الشباب بعد حصولهم على الشهادة الثانوية واذا كانت هذه حالة المعلمين فكيف بحالة المعلمات اللاتي تنحصر اكثر مجالات عملهن في التعليم.
كل ما كتب في هذا الموضوع او غيره يهدف الى المشاركة في وضع الحلول لبعض الصعوبات والكل مجتهد والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية نسأل الله التوفيق والسداد لخدمة الدين ثم المليك والوطن.
محمد بن صالح الداود
الطائف - الشرقية
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved