نموذجان,, والخيار لكم |
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فتساوي الناس في الرغبات والميول، وتوافقهم في المعاملة والخلق والمواصفات,, من المستحيلات,, ومن المستحيل ايضا ان يكونوا على درجة واحدة في استشعار المسؤولية ومدى تصورهم واهتمامهم بالاشياء,, وكذلك تقديرهم لما تولوا وتحملوا من واجب,, فالكل مشرّق ومغرّب,, ومتروٍّ ومتسرع وبطيء ومستعجل وصاعد ونازل,, متضادات لا حصر لها,.
وسأتناول بالحديث متضادات بين مسؤول ومسؤول:
فمنهم من امتلأ وجهه بشراً وتهللاً,, ومحياه بشاشة وطلاقة واشراقا,, ومعاملته دماثة ولطافة,, وكلامه إيناساً,, ومقابلته لين الجانب وصدرا واسعا,, وبالمقابل من إذا رأيته ترى وجهاً عابساً ومكشراً ومقطباً,, ومعاملة خشنة فظة,, وكلاماً غليظاً تمجه الاسماع وتتقزز منه الأذواق والمشاعر, ومنهم حازم الرأي، ثاقب النظرة ماضي العزيمة، نافذ البصيرة، حكيم موفق، ذو عزيمة واصرار وتصميم وبالمقابل عاجز الرأي ضعيف الحيلة سقيم اعمى البصيرة واهي العزيمة, ومنهم من يعامل مرؤوسيه بالثقة المتبادلة والتغاضي عن الاخطاء العفوية والزلات والهفوات,, متسامح يضع الحزم في مواضعه، واللين في مواضعه,, محنك اريب يزن الامور بموازينها.
وبالمقابل من نزع الثقة بمرؤوسيه,,, يحاسب على كل خطأ وزلة ولا يتسامح وقد يتسامح عن كل خطأ,, مضطرب المعاملة ارعن التفكير يحزم في مواضع اللين ويلين في مواضع الحزم لا يتنبأ بما يفعل .
ومنهم من يعامل المرؤوسين والمراجعين بعقل وروية يحترم الكبير ويعطف على الصغير ناصر للمظلوم والظالم,,,معط كل ذي حق حقه، يعامل الجميع بميزان العدل والمساواة, وبالمقابل تجد من رفع رأسه في السماء لا يرى الناس شيئاً فكأن مرؤوسيه خدم عنده ومراجعيه متسولون يستجدونه.
وتجد من اعتبر مركزه ومكانته التي نالها حملاً ثقيلاً واستشعر الأمانة الملقاة على عاتقه كبيرة وعدها تكليفا لا تشريفاً,بينما تجد من غرته نفسه واعجبه مكتبه، وعد هذه المكانة راحة يأمر وينهى حسبما يحلو له فكأن شعوره بالأمانة تشريف لا تكليف.
وهناك من إذا قابلته بش في وجهك وهش، وقابلك بالتحية والترحاب حتى ليخيل اليك انه طالب حاجة يستصغر نفسه من غير ضعف ولا هوان او مهانة, وبالمقابل تجد من ينظر اليك بزهو، يغتصب كلماته اغتصاباً فكأن بينك وبينه عداوة لا يكفرها ويغسلها ماء البحر وتجد من بينهم من يستمع الى كلام المراجع ويعده بخير ويمتص غضبه ويطيب خاطره.
ومسؤول يسعى بكل ما اوتى من قوة عقلية وجسمية ونفسية لاداء الامانة في عمله لا تشغله الشكليات عن الجوهر ولا القشور عن اللب ولا المظهر عن المخبر.
وآخر يقدم مصالحه الخاصة على المصالح العامة مهتم غاية الاهتمام بالمظاهر والشكليات مستميت على ذلك.
ومنهم من جعل عمله ووقته ملكاً خاصاً للمراجع فوجوده في هذا المكان لم يكن الا لخدمة المراجعين وانجاز معاملاتهم,.
وغيره اعتبر مركزه ومكانته وعمله ملكاً خاصاً له فليس لاحد ازعاجه او حتى مناقشته يمن على المراجع في انجاز معاملته فكأنه متبرع ومتصدق ومتفضل عليه, ومنهم من يتنازل عن كثير من حقوقه ويتحمل ما يلاقيه من المراجعين بصبر وحلم, فهو في هذا المكان لخدمة المراجع.
بينما تجد من استعبد المراجع في كل شيء,, فلم يع انه ما وضع في هذا المكان الا لخدمة المراجع لكنه عكس الامر فالزم المراجع على خدمته, في سبيل تخليص معاملته.
ومن هؤلاء المسؤولين المثاليين من يعمل جهده في تحقيق مايستطيع من اهداف مسؤوليته ينجز اعماله الاهم فالمهم فما دون,, يهتم بالاصول والاساسيات ويجعل الروتين في خدمة ذلك الاساس.
ومنهم من يعتني بالروتين ومهتم به ولا يلقي للاصل بالاً وإن تحقق له الاصل فالروتين متغلب عليه في اهتماماته.
ومنهم من يزداد همه كلما زادت مسؤوليته ويزداد تواضعه كلما علت مكانته وارتفعت منزلته.
وبالممقابل من يزداد افراطه كلما تبوأ مكانة عالية ويلقي بالمسؤولية على من دونه ليقوم بها عنه,, معتبراً علو المنزلة ورقي المكانة راحة له وغيره خدم تحت طلبه ورهن اشارته.
** خاتمة المطاف ومحصلة القول ونتيجة الأمر,, ان المسؤول الاول محبوب مذكور بالخير مدعو له في وجهه وبظهر الغيب, بينما الآخر مبغض مكروه مذكور بكل شؤم وشر مدعو عليه في ظهر الغيب.
فأيهما نختار لانفسنا ونرضاه ونحب أن نعامل به فنعمل على مساره ونشابهه ولن ينجو الاثنان من السؤال والمساءلة,, كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ,.
عبدالمحسن المنيع
الزلفي
|
|
|