* دمشق - د,ب,أ
تجتاح سوريا في الوقت الحالي موجة من الجفاف هي الأسوأ منذ 15 عاما حيث لم يهطل هذا العام وقد قارب فصل الشتاء على نهايته إلا 35,5 في المائة من كمية الامطار الشحيحة والتي تقدر في دمشق بحوالي 212 ملليمتر مكعب,,وكان الوضع أسوأ في البادية حيث مناطق الرعي التي تعتمد بشكل أساسي على الامطار , وبلغت كميات الأمطار التي هطلت عليها حتى الآن 16 ملليمترا مكعبا من أصل المتوسط الذي لا يتعدى 130 ملليمتر سنويا، أي حوالي 13 في المائة فقط,أما الأراضي الزراعية في الجزيرة شمال شرق سوريا فقد هطل فيها 25 ملليمترا مكعبا من اصل 129 ملليمتر مكعب، أي بنسبة 19,5 في المائة كان قسم منها من خلال عمليات الاستمطار المكلفة,,وأدى انخفاض نسبة الامطار الى خفض مخزون المياه والى قلة مناطق الرعي.
وفي هذا السياق قالت أنباء صحفية ان مشروع الاستمطار نفذ في أواخر العام الماضي 18 طلعة فوق دمشق والمنطقة الجنوبية لزيادة كميات الامطار الهاطلة.
ودعت الأنباء الى عدم التقليل من الخطر الذي يواجه البلاد جراء موجة الجفاف حيث ان الثروة الحيوانية تعتبر من أهم دعائم الاقتصاد الوطني في سوريا.
ويعتمد 60 في المائة من الأراضي الزراعية في سوريا على مياه الأمطار وقالت مصادر وزارة الزراعة ان هذه الأراضي تضررت نتيجة موجة الجفاف وان الحكومة تعول الآن على الاربعين في المائة المتبقية من الأراضي التي تعتمد على الري بمياه الانهار.
وقالت الأنباء ان الأمل في هطول امطار في مناطق الرعي اصبح ضعيفا الى حد العدم .
وقد انعكس الجفاف فورا على بعض المنتجات الحيوانية في البلاد حيث انخفضت اسعار اللحوم وارتفعت اسعار الحليب والاجبان في الاسواق السورية.
وإزاء هذا الوضع المخيف على الزراعة وتربية الحيوانات اضطرت الحكومة الى اتخاذ عدة اجراءات فورية للحد من الاضرار الناجمة عن الجفاف حيث سمحت لمربي الأغنام بتصديرها ووافقت على تقديم الدعم لهم لشراء العلف الذي يحتاجونه وكذلك على تخفيض الضرائب المفروضة على الاعلاف بنسب كبيرة وصلت الى 85 في المائة.
وعقد مجلس الشعب السوري جلستين لبحث هذه المشكلة في نهاية شباط فبراير الماضي وفي آذار مارس الجاري، ووافق المجلس على اجراءات الحكومة وقرر دعم صندوق تداول الاعلاف لتقديم القروض لمربي الاغنام وتوفير احتياجاتهم من المواد العلفية بأسعار مدعومة من الدولة.
كما قرر المجلس استمرار السماح للقطاع الخاص باستيراد المواد العلفية وتخصيص اعتمادات اضافية لاستيراد الأدوية البيطرية.
ويذكر ان سوريا تصدر الى دول الخليج مليون رأس من الغنم سنويا وتستورد حوالي مليوني رأس غنم وذلك للاستفادة من فروق الاسعار, وتمتلك سوريا 14 مليون رأس غنم حسب مصادر وزارة الزراعة السورية.