أمس فعلا موضوع الحدود هذا عمل لي مشكلة مع العديد من ربعي اللّي فعلا ولا إراديا وبعد سطرين من العنوان راحوا يهاتفون بعض بشيء من الفزع عن ورطتي بدخول عالم الكتابة السياسية ومن أبشع أبوابها، وان مستقبلي المهني والسياسي راح فيها واللّي كان كان ,, وعندما خابرني ابو الشباب هيمة مبديا قلقه وانزعاجه من ولوجي عوالم السياسة على الورق طبعا كما نقل الى مسامعه، تأكد حدسي كما كنت اقول لكم بالامس بأن ربعنا هنا على جريف وما يصدقون انهم وجهاً لوجه - اما شغلة وجهاً لوجه هذه صايرة فعل لا ارادي يفرّخ بلادي برامجية بطول قطار في الفضائيات العربية بدءا من الراقصات ونهاية بالشعراء مع موضوع فيه طرف او ممكن انه بقدرة قادر يقبل الطرح والضرب بمفردات القاموس السياسي,, والشاهد في الامر انني كنت اقول امس ان الناس هنا ما تعرف حدودها الطبيعية في التفكير او السلوك وانا بحاجة لإعادة ترسيم هذه الحدود في تفاعلاتنا,, بالصدفة كنت في مهمة عمل الاسبوع الفارط في مدينة جدة وساقتني الظروف لامتطاء ليموزين يقوده مواطن يعلم الله يالربع ان الرجل من لحظة ارتمائي على المقعد الخلفي واغلاقي لباب المركبة وهو يهذى على رأسي بما لا عين رأت ولا اذن سمعت,, الرجل في مشوار العشرين دقيقة افرغ في روعي رؤاه حيال ازمة السير وحلولها وانتقل لموضوع العمالة وهمومها وعرّج بي على اقتصاد السوق وازمة النفط واسعاره في العالم ولم يفته ايضا الحديث عن الدفء العالمي والذي انتهى بنا الى الدفء المنزلي وهجولة الأبلات في البراري والقفار,, ولكم ان تتخيلوا هالعشرين دقيقة كيف مرت على جمجمتي المُنهلكة خلقة من رحلة الرياض - بومباي - جدة (على فكرة هي رحلة مباشرة الرياض جدة بس الجماعة رزعونا ما هو كثير طبعا في الطيارة لانهم يحترون ركاب بومباي اللّي تأخروا شوي) طبعا اكيد مأساة ولا تحتمل خصوصا لما يكون اخر النهار ونفسية البني ادم صايرة شوربة ودماغه يعمل ببطء متناهي,, ولما اقول لكم ان المسألة فيها نظر ولا يمكن السكوت عليها هي فعلا كذا واكثر على رأي اخونا خالد المريخي يخلّيه ربي,, ياناس كل سائقي المركبات في بلدان العالم الصاحي مستحيل ينطق البني آدم الاّ ان كان يسألك وين رايح وبعدها يمكن يمد لك جريدة ترزع دماغك فيها وبينك وبينه حاجز زجاجي فيه فتحة تمد له منها المقسوم وهو منثبر وراء مقود مركبته بكل روعة وتموّج ,, وعندنا شوفوا ويش ممكن للسائق ان يعمل بك طالما انه معتقلك مسافة المشوار,, المضحك المبكي في هذا السياق تحديدا ان ربعنا لما يركبوا مع الليموزين في بلاد برا يحوسون مرير السائق المسكين ويفرضون عليه يسولف عليهم في كل شيء بدءا من احسن مكان يسكنون فيه الى الجو في الديرة ونهاية بأحسن مكان يتونسون فيه ويوسعون صدورهم للدرجة اللي ما يصدّق الضعيّف متى يفتك من صحبتهم اللّي ممكن تودّي في حادث لانه مشغول بفتح واغلاق الفتحة اللّي بينه وبينهم في الحاجز الزجاجي,, وما ظنيت اني بانهى المسألة اليوم,, اعطوني فرصة لبكرة.
لفني مثل السحايب والمزون في عيوني برق وبقلبي رعد هي تمون العين والا ما تمون لى خذت قلبي وقفّت ياسعد,. |
عبدالله الطويرقي