* السبت
هاتفني (عبدالله) كالعادة يطلب مساعدة ما، وكالعادة انجزت له ما يريد، كنت قد اعتدت على سماع صوته فقط عندما ما يطلب شيئا ما,, لا أتذكر مرة واحدة سأل فيها عن (اخباري)!!
* الأحد:
استطاع أخيراً صديقي (المزعج) ان يجدني اليوم، قال لي: سأقرأ عليك بعضا من أشعاري!,, قلت له: لا داعي لذلك,, اعطني الأوراق سأقرؤها في وقت آخر!,, ألح علي وأقسم بالايمان المغلظة انه لن (يأخذ) من وقتي سوى خمس دقائق!
كنت استمع له وأنا أنظر لساعتي,, تحولت الخمس الدقائق إلى (نصف) ساعة,, وبعد ان انتهى من قراءة القصائد,, حملق في عيني,, قلت له: (حلوة)! صرخ في وجهي: متى ستنشرها بالجريدة!
لم ينتظر حتى ابدي موافقتي,, ثم اكمل بسرعة: أريدها في صفحة ملونة,, وبمساحة كبيرة,,
وأريدك ان تكتب مقدمة تشيد فيها بشاعريتي! قلت له وأنا في عجلة من أمري: (طيب)!
* الاثنين:
لاحظت متأخراً أنني (سيئ) الحظ,, أو لم يحالفني التوفيق كما يحب ان يقول ذلك أخي!
صباح اليوم ورغم حذري في قيادة السيارة,, إلا انه وقع لي حادث بسيط,, ولكنه أرعبني جداً!
في المكتب,, كان من الواضح ان (المدير) لا يريد الموافقة على ترقيتي فاختلق (ألف) مشكلة ومشكلة,, قلت له وأنا أخرج من مكتبه (العامر): لا داعي لكل هذه المشاكل,, بامكانك ان تقول (لا) فتريح وتستريح!
في المساء,, هاتفني أحد الاصدقاء قائلا: أتذكر صديقنا (فلان),, قلت: ما به؟,, قال: لقد (مات) صباح اليوم في حادث سيارة!
,, (نزل) علي الخبر كالصاعقة,, أقفلت السماعة وقلت في نفسي: (ختامها) مسك!!
* الثلاثاء :
قرأت اليوم في الجريدة حواراً مع مسؤول,, اكتفيت بقراءة العناوين,, اكتشفت انه بعد ان حذفت ال،(لا) النافية من العناوين,, ثم قرأتها مرة أخرى,, أحسست بأن الحوار اصبح صادقا جدا ومعبرا عن الواقع اكثر من السابق!
* الاربعاء :
سألتني اليوم طفلة اختي قائلة: هل تحب أمك؟!
قلت وأنا مندهش من هذا السؤال: بالطبع,, وهل يوجد أحد لا يحب أمه؟!
,, قالت لي بكل ثقة: نعم؟! فتساءلت: ومن يكون؟,, ضحكت وهي تشير إلى نفسها قائلة: أنا!!
* الخميس:
تناولت الجريدة من على المكتب وقرأت الصفحة الاولى,, كانت هناك أخبار مفجعة وكئيبة ومحبطة,, وبعد ان تجاوزت الصفحة الاولى وتعمقت داخل العدد,, تنبهت إلى ان العدد الذي بين يدي يعود إلى يوم الخميس الماضي,, وتساءلت: إلى هذه الدرجة تشابهت اخبارنا (العربية) طوال اسبوع مضى,, وربما طوال سنين مضت؟!
تركي إبراهيم الماضي
|