Wednesday 2nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 14 ذو القعدة


دروس لاتبلى
عبر مستلهمة من سيرة الملك المؤسس
عبدالرحمن عبدالله العبدان *

لا أجدني في حاجة للكتابة عن تاريخ الملك المؤسس - رحمه الله - ولاعن سيرته الغنية بالصفات
العطرة، والقيم الرفيعة، ولا عن مسيرته الثرية بالأحداث، والبطولات والانجازات المتميزةوذلك
لسببين:
الأول: أن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بتاريخه، وسيرته، ومسيرته - هو ملء السمع
والبصر في داخل المملكة، وفي وطنه العربي، وعلى مستوى العالم، وليس في حاجة إلى من يقدمه في
أي جانب من جوانب حياته، والسبب الثاني أن هناك الكثير جداً من الكتابات والندوات والحوارات
سبقتني في الحديث عن ذلك كله في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، والمرئية، وبخاصة من خلال
التحضير لمهرجانات الذكرى المئوية (مرور مائة عام على تأسيس المملكة),،
وما أود أن أشارك فيه خلال هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً هو تناول بعض من صفات الملك
المؤسس - طيب الله ثراه - أطمع ان تكون دروساً يتأسى بها شبابنا في مستقبل حياتهم العملية،
وفي تكوين خبراتهم في التغلب على مصاعب الحياة، فالملك عبدالعزيز - يرحمه الله - كان مدرسة
من نوع فريد,.
يقول احد المفكرين عن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه: (كان عبدالعزيز يقيس قدرته بدقة، لم
يكن يمتلك ثقافة عصرية، ولكنه كان يمتلك ما لاتغني الثقافة عنه: الحس السليم والتقدير الصحيح
وكان الى هذا، مخلصاً فيما يرى، صادقاً مع نفسه والآخرين), 1
فالدقة في تقدير القدرات والإمكانات، والإخلاص في العمل لتحقيق الأهداف المرغوبة، والصدق مع
النفس ومع الآخرين هي عناصر أساسية للنجاح في تحقيق الطموحات مهما كانت كبيرة,, إذ الخلل في
تقدير القدرات والإمكانات عند الاقدام على أي عمل، نوع من المغامرة, وعدم الإخلاص في القول
والعمل يدمر الفعالية, وعدم الصدق مع النفس أولاً ثم مع الآخرين ثانياً، يفسد التعاون وتضافر
الجهود لغرض توفير القوة المناسبة، وبالتالي ينزع الثقة المتبادلة, والإنجازات الفريدة التي
حققها الزعيم العظيم تؤكد صحة ماقاله الاستاذ نهاد الغادري، وتؤكد ان الملك عبدالعزيز كان
نموذجاً مشرقاً في الفاعلية,.
وإذا كان الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - قد استطاع بإمكاناته المحدودة وبرجاله الذين لم
يعرفوا المدارس العسكرية ولا المدنية، استطاع بفكره الثاقب، وبايمانه الصادق بالله عز وجل ثم
بقضيته، وباخلاصه وصدقه مع نفسه ومع الآخرين أن يخطط ويقدر ثم ينفذ ليحقق إنجازات أشبه
بالمعجزات، أفليس من واجب شبابنا وهم على أبواب القرن الواحد والعشرين، والإمكانات من حولهم
كبيرة وكثيرة، والتعليم قد وصل أعلى درجاته، أن يستفيدوا من تجربة الملك عبدالعزيز، ويكونوا
صادقين مع أنفسهم ومع الآخرين، مخلصين لله عز وجل ثم في أداء واجباتهم التي أو كلها لهم ولاة
أمرهم - أعزهم الله - ليكونوا بناةً في وطنهم، صائنين لمنجزاته، فعّالين في أمتهم؟ ارجو ذلك
والله الموفق.
،1 الملك عبدالعزيز -رؤية عالمية - للدكتور ساعد الحارثي.
،* أمين عام المجلس الأعلى للإعلام
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved