أضواء تجديد العدوان على لبنان إصرار على الإحراج,, وتنكر للعهود |
الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل والتي بدأت عملياتها الفعلية من غارات للطائرات الحربية
بلغت في ساعة واحدة ليلة أمس تسع غارات على لبنان,, جاءت بعد وصول رئيس وزراء اسرائيل إلى تل
أبيب من أولى زياراته الرسمية للأردن في عهد الملك عبدالله الثاني.
وهذه الحرب الجديدة في توقيتها، المعتادة في عدوانيتها وخرقها لقواعد الشرعية، رغم المبررات
والأسباب التي يبديها الإسرائيليون - كونها جاءت في اعقاب مقتل الجنرال الاسرائيلي ايريز
جيرشتاين منسق العلاقات مع المليشيات اللبنانية العميلة لاسرائيل جيش جنوب لبنان وثلاثة من
مرافقيه، وقبل ذلك مقتل ثلاثة من ضباطه، وان هذه الحرب حسب الزعم الاسرائيلي انتقاما لمقتل
هؤلاء الضباط وجنرالهم الذي هو بمثابة القائد الفعلي لجيش جنوب لبنان - رغم هذه المبررات،
إلا أن المراقب لا يسعه إلا أن يربط بين توقيت بدء هذه الحرب العدوانية الشرسة على جنوب
لبنان وزيارة نتنياهو الى الأردن التي سبقها تهجم واساءة خبيثة من نتنياهو شخصيا للأردن
ولذكرى الملك الراحل حسين بن طلال والتي سرعان ما حاول التنصل منها باعطاء تبريرات واهية لم
تنطل على الاشقاء في الأردن، إلا أنه ومثلما سبقت زيارته تساؤلات في الأوساط الاردنية عن
جدوى العمل مع مثل هذا المتلون ازداد التساؤل أكثر في الوطن العربي عن جدوى الالتقاء به
واجراء محادثات معه رابطين بين فعلته الاجرامية الأخيرة بإعطاء الأوامر بشن حرب عدوانية على
جنوب لبنان، وبين فعلة سيئ الذكر مناحيم بيجن الذي اوكل لوزير حربه آنذاك أريل شارون شن
عدوان شامل على جنوب لبنان في عام 1979 , وصلت القوات الإسرئيلية على أثره حتى صيدا ، وقتها
كان بيجن عائدا من زيارة لمصر تباحث خلالها مع الرئيس الراحل انور السادات وهذا ما جعل
الرئيس السادات يغضب على فعلة بيجن، بعد ان احرجه جدا عدوانه على لبنان، ولكن غضب السادات لم
يثن بيجن عن مواصلة عدوانه على لبنان فاليهود لا عهد لهم ولا ميثاق.
ومن غريب الصدف أن العدوان الجديد على لبنان يتزامن مع الذكرى العشرين لتوقيع اتفاقية كمب
ديفيد، مما يؤكد ان كل اتفاقيات السلام التي عقدت مع مصر,, او مع الأردن لن تمنع اسرائيل ولن
تثنيها عن مواصلة عدوانها على باقي الدول العربية.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
|