Wednesday 2nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 14 ذو القعدة


بدون ضجيج
علّه بالعافية,,!،
جار الله الحميد

لا اعرف أين يذهبون بكل هذا الورق؟! حتى انني حين اراجع إدارة حكومية أظل مشغولا بمصير تلك
الدفاتر الضخمة، والدوسيهات المنتفخة، والموظف الذي يعكف على تدبيس أوراق على بعضها, ولأن
،(خط) الموظفين عادة هو أسوأ الخطوط فإنني اشك في ان تكون هذه الاكداس ذات قيمة فيما بعد!،
والموظفون الصغار شديدو الحرص على التعليمات ! وهذه التعليمات لا تعدو دروسا في الروتين
والبيروقراطية ألقاها في روعهم موظف متمرس بهكذا شكليات وغير مؤهل لاتخاذ اي قرار خارج
الورق ولو كان مقتنعا انه هو الصواب.
وهكذا,, عندما يراجع مواطن بشأن استخراج شهادة ميلاد يطلب منه الموظف المخلص للروتين بأن
يكتب معروضا ويصور البطاقة وربما عقد النكاح ويضعها في ملف علاقي لتسير معاملته وفق
الاصول، أي ان المواطن سيأخذ ورقة صغيرة مقابل ورق كثير يحتفظ به الموظف وتضيق ادراج مكتبه
به, ولكنه سعيد ايما سعادة انه اثبت لهذا المواطن ان الشغل شغل!،
وتجري مثل هذه التصرفات التي تمثل احدى اهم الاعاقات امام اداء شفاف وهام لاداراتنا، تجري:
في إدارات تتعامل بالحاسب الآلي! اي ان بامكان الموظف بلمسة زر ان يأخذ فكرة متكاملة عن
القضية التي ينوء بحمل ملفاتها المواطن وفي ذات الوقت ارتاح (شخصيا) من هذا السؤال الذي يزنّ
على دماغي: أين يذهبون بهذا الورق؟!،
يقول لي مواطن انه ذاق الامرين في إدارة تعليم البنات فقط لانه طلب شهادة تعريف لزوجته
المعلمة، فكان اول سؤال وجهه إليه الذي عنده نماذج التعريف : مأذا تريد بالتعريف؟! هه! زوجتي
تعمل لديكم ومن حقها ان تطلب شهادة تعريف متى أرادت! ولكن الموظف لم يبال بهذا استمر ببروده
يسأل: هل ستقدمها الى شركة السيارات؟ أم إلى البنك الذي يقسط ؟ أم ماذا! قال المواطن: ولنفرض
انها قدمتها لاحد من قلت؟ ضحك الموظف ضحكة الخبير الحكيم وقال: لا, يبه, نحن لا نعطي شهادات
تعريف لهذه الاغراض, ثم أخرج النموذج وعبأه وكتب تحته بخط عريض سيىء على الا تقدمها لغرض
شراء سيارة او الحصول على قرض عقاري او ما إلى ذلك ! ثم سلمه الورقة وأمره بأن يختمها من
المكتب الثالث على يسراك ! طيب,, لماذا لا يختمها هو؟! قلت له: يا جاهل, هذا توزيع اختصاصات!
فلو كان لديه الختم فاذا سيفعل الموظف في المكتب الثالث على يسراك ؟!،
وهذا النوع من التعامل مع الجمهور يجعل المواطن شديد الحرص على الا يراجع إدارة ما إلا إذا
كان قد سبقه اليها تليفون عاطفي من رجل شبه مهم إلى موظف خامل الشأن يتمنى مثل هذه الواسطات
ليبرهن لنفسه اولا انه يملك علاقات ! حتى لو كانت الواسطة من اجل ختم ورقة تعريف كالتي مر
ذكرها!،
ما دام الموظفون مصرين على زرط التميز والفول على ارضية المكتب وعلى مرأى من المراجعين الذي
يدعون لهم بنفاق واضح: يا عله عافيه! ما داموا بهذه التقنيات الرفيعة,, فهذا رزق بياعين
الورق والملفات العلاقي ,,!،
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved