،* بيروت - د,ب,أ - أ , ف , ب
دخلت احتمالات التصعيد العسكري بين اسرائيل ولبنان امس الاثنين في سباق مع المعالجات
الدبلوماسية فيما أكدت بيروت تمسكها بالمقاومة خيارا لتحرير الشريط المحتل دون التعرض
للمدنيين.
وصرح مصدر حكومي بأن لبنان دعت فرنسا والولايات المتحدة الى وقف العدوان الاسرائيلي عليها,
وفي نفس الوقت اتصل العقيد ماهر الطفيلي مندوب لبنان لدى لجنة مراقبة تفاهم نيسان ابريل
التي تشرف على النزاع مع اسرائيل، برئيس المجموعة الأمريكي ريتشارد ايردمان في العاصمة
القبرصية نيقوسيا ليبلغه ان لبنان معني بعدم حصول توتر في الجنوب علما بأن عمليات المقاومة
لم تصب مدنيين اسرائيليين .
لبنان ملتزم باتفاق تفاهم ابريل
واكد الطفيلي في ملاحظات نشرتها وسائل الاعلام المحلية التزام لبنان ببنود تفاهم 26 نيسان/
ابريل لعام 1996 المكتوب وغير الموقع والذي يحصر الصراع العسكري في جنوب لبنان بين
المتقاتلين ويحظر التعرض للمدنيين.
وجاء تأكيد الموقف اللبناني ليضع الهجمات التي نفذها حزب الله ضد القوات الاسرائيلية في
الشريط الحدودي المحتل في الثلث الأخير من الشهر الماضي واسفرت عن سبعة قتلى عسكريين
اسرائيليين تحت مظلة التفاهم الذي تراقب تنفيذه لجنة خماسية تضم اضافة الى ايردمان، مندوبين
عن فرنسا وسوريا ولبنان واسرائيل.
التوتر في الجنوب ينذر بالتصعيد العسكري
وقد اتخذ التوتر في جنوب لبنان ابعادا تنذر بالتصعيد مساء امس الأول الاحد عندما اعلنت
اسرائيل على لسان اكثر من مسؤول انها بدأت تنفيذ عمليات عسكرية واسعة برا وبحرا وجوا ضد
لبنان ردا على مقتل جنودها في مواجهات مع مجموعات حزب الله في جنوب لبنان.
واقتصرت الهجمات الاسرائيلية حتى الآن على 15 غارة جوية نفذتها 81 طائرة حربية اطلقت 13
صاروخ جو-أرض خلال 051 دقيقة ليل امس الأول الاحد ضد أهداف لحزب الله والجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين- القيادة العامة المتحالفة معه في الجنوب ووادي البقاع الشرقي وضاحية الناعمة
قرب مطار بيروت الدولي.
ولم يبلغ عن وقوع اصابات في الغارات إلا ان الدمار المنظور الذي اسفرت عنه الهجمات الجوية
كان كبيرا اقله في فندق خوام القديم الطراز الذي يتخذ منه حزب الله قاعدة في مدينة بعلبك
الأثرية في وادي البقاع.
اجتماع طارىء للحكومة الأمنية الإسرائيلية
وفي القدس دعا رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو امس الاثنين الى عقد جلسة طارئة للحكومة
الأمنية للبحث في تتمة الردود الاسرائيلية على هجمات حزب الله اللبناني كما أعلنت رئاسة
الحكومة.
وقبل الاجتماع التقى نتانياهو على انفراد وزير الدفاع موشي ارينز ووزير الخارجية ارييل شارون.
واشنطن دعت لضبط النفس
ودعت واشنطن من ناحيتها الطرفين الى الهدوء في رسالة وجهتها وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت
التي تزور حاليا بكين, وصرح المتحدث باسم الخارجية جيمس روبن الذي يرافق أولبرايت في هذه
الزيارة ان وزيرة الخارجية وجهت رسالة عبر السفارات للتعبير عن قلقها الشديد ولتطلب من
الجانبين وقف التصعيد .
أرينز أعطى الضوء الأخضر لشن الغارات
وفي الواقع فان ارينز هو الذي اعطى الضوء الاخضر لشن غارات اسرائيلية على لبنان وذلك قبل
شهر، أي بعيد تسلمه مهامه، كما كشفت صحيفة هآرتس امس.
وحذرت الحكومة الاسرائيلية من انه اذا رد حزب الله على الغارات الجوية باطلاق صواريخ
علىالتجمعات السكنية الاسرائيلية فان اسرائيل سترد بهجمات اشد بكثير.
وبررت الدولة العبرية غارات أمس الأول الاحد بضرورة الرد على اطلاق الصواريخ على شمال
اسرائيل الذي يعتبر انتهاكا لاتفاق وقف اطلاق النار الموقع في 1996 لحماية المدنيين.
سكان شمال إسرائيل يبقون في المخابىء
وفي كريات شمونا بشمال اسرائيل طلبت اسرائيل من عشرات الآلاف من سكان المناطق الشمالية
البقاء في المخابىء في الوقت الذي تغير فيه طائراتها على أهداف يعتقد انها تابعة لحزب الله
في لبنان للثأر من مقتل اربعة اسرائيليين.
واعربت الولايات المتحدة عن قلقها من تصاعد التوتر بعد ان تعهدت اسرائيل امس الأول بضرب حزب
الله برا وجوا وبحرا لكن لم تظهر بوادر أي نشاط عسكري حتى الآن بخلاف الغارات الجوية, وطافت
سيارات جيب اسرائيلية في كريات شمونا وبلدات اخرى في شمال اسرائيل ووجه الجنود الاسرائيليون
تعليماتهم الى السكان عبر مكبرات صوت قائلين على كل السكان البقاء في المخابىء .
وقال الجيش الاسرائيلي ان طائراته ضربت اهداف البنية التحتية لمقاومي حزب الله كما ضربت
مخازن للأسلحة, ويتحسب سكان المناطق الشمالية لهجمات صاروخية يشنها حزب الله ردا على الغارات
الاسرائيلية.
أشد تصعيد في الجبهة منذ عام 1996م
وتعتبر الغارات الاسرائيلية والهجمات الصاروخية اشد تصعيد للجبهة الاسرائيلية اللبنانية منذ
عام 1996 حين شنت الدولة اليهودية هجوما أدى الى مقتل اكثر من 200 لبناني معظمهم من المدنيين
وشرد الآلاف من ديارهم.
ويأتي الهجوم الاسرائيلي ردا على عملية نفذها مقاتلو حزب الله بتفجير قنبلة على جانب الطريق
بالقرب من قافلة اسرائيلية في المنطقة التي تحتلها اسرائيل في جنوب لبنان في هجوم اسفر عن
مقتل البريجادير جنرال ايريز جيرشتاين ويحمل أعلى رتبة لضابط اسرائيلي يقتل في لبنان منذ
،1982م.
ويرأس جيرشتاين وحدة الاتصال بين الجيش الاسرائيلي والأمم المتحدة.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي ارينز الليلة قبل الماضية ان طائرات اسرائيلية مقاتلة
اغارت بالفعل على اهداف رئيسية لحزب الله في لبنان, وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي شاؤول
موفاز ان القوات الأخرى ستوسع الهجوم.
واضاف موفاز في مؤتمر صحفي مشترك مع ارينز ونتانياهو بمقر وزارة الدفاع بتل ابيب سيستمر
الهجوم على الأرض وفي الجو والبحر, وسيقاتل الجيش حزب الله, ولديه القدرة على ذلك , كما قتل
في هجوم حزب الله مراسل لراديو اسرائيل بالاضافة الى جنديين اسرائيليين, وجرح في الهجوم
ثلاثة جنود.
واعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم, ويقاتل حزب الله المدعوم من ايران من أجل اخراج القوات
الاسرائيلية وميليشيا جيش لبنان الجنوبي المتحالفة معها من منطقة تحتلها الدولة الصهيونية في
اقصى جنوب لبنان بعمق 15 كيلومترا,وقال الشيخ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في بيان
ان هذه العملية نصر جديد سيكون بمثابة نقطة تحول بالنسبة للمقاومة وسيخلف اثرا هاما على سكان
المنطقة.
لبنان تطالب المجتمع الدولي بالتدخل
من جهة اخرى صرح مصدر حكومي في بيروت امس الاثنين بأن لبنان دعت فرنسا والولايات المتحدة الى
وقف العدوان الاسرائيلي عليها بعد ان توعدت اسرائيل بشن هجوم انتقامي ردا على مقتل جنرال
اسرائيلي على يد حزب الله في الجنوب اللبناني, فقد اجرى رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص
اتصالات هاتفية اثناء الليل مع ديفيد هيل القائم بالأعمال الامريكي في بيروت ودانيل جونو
سفير فرنسا لدى لبنان,وقال الحص نعتقد ان أي عدوان على لبنان سيعتبر هجوما على وحدة الأراضي
اللبنانية .
وتابع الحص ندعو المجتمع الدولي الى التدخل لوقف الهجمات الاسرائيلية الجديدة التي استهدفت
مدنيين في شرقي لبنان .