Wednesday 2nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 14 ذو القعدة


عدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة ينوهون بجائزة الملك فيصل العالمية والمكانة التي
حققتها بين الجوائز العالمية
السفير المصري: المملكة تعتبر مثالاً للدولة التي تحرص على تكريم العلم والعلماء

أعرب عدد من سفراء الدول المعتمدين لدى المملكة عن عظيم سعادتهم وغبطتهم للمكانة الكبيرة
التي حققتها جائزة الملك فيصل العالمية,, بين الجوائز العالمية والنجاح الكبير الذي يواكب
هذه الجائزة وشمولية المواضيع التي تطرح في هذه المسابقة.
جاء ذلك في أحاديث للجزيرة بمناسبة تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل
سعود - حفظه الله - بتوزيع جوائز الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لهذا العام 1419ه.
حيث تحدث سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة الاستاذ حلمي بدير فقال يقاس تقدم الدول بعدد
من المعايير من اهمها نبوغ ابنائها في فروع العلم والمعرفة وكذلك مدى عناية تلك الدول بتكريم
البارزين والنابغين سواء كانوا من ابنائها او من اي مكان في العالم.
ولاشك ان المملكة العربية السعودية تقدم مثالا للدولة التي تحرص على تكريم العلم والعلماء في
مختلف الفروع وذلك من خلال جائزة الملك فيصل العالمية التي تحظى باحترام عربي ودولي كبيرين،
ذلك ان تلك الجائزة لا تقف عند حدود تفصل بين الجنسيات او الاديان, حتى اصبحت تلك الجائزة
تكريما حقيقيا لكل من يحصل عليها، وكان من بينهم هذا العام شخصية مصرية مرموقة هي السيدة
الدكتورة/ مكارم احمد الغمري الاستاذ بكلية الالسن جامعة عين شمس والتي فازت بجائزة الملك
فيصل للأدب العربي لتضيف بذلك الى السجل الحافل لمن سبوقها في الفوز بهذه الجائزة المرموقة
من علماء مصر ومفكريها.
وتحدث السفير حلمي بدير عن الدكتورة مكارم احمد الغمري والتي فازت بجائزة الادب العربي
مناصفة فقال: تتميز الدكتورة مكارم الغمري بانها من اوائل الباحثين في الدراسات المقارنة بين
الادبين العربي والروسي وهي الدراسات التي شكلت إثراء حقيقيا لبحوث الأدب المقارن الذي يساهم
في تقريب الثقافات المتباعدة وتعريفها.
إن الانجازات العلمية للسيدة الدكتورة/ مكارم الغمري التي اهلتها لنيل جائزة الملك فيصل
العالمية في الادب العربي لم تتحقق إلا عبر سنوات طويلة من الدراسة المخلصة والجهد الصادق
التي كانت نتاجها كتابات قيمة اثرت المكتبة العربية ومن بينها كتاب مؤثرات عربية وإسلامية في
الأدب الروسي الذي كان اول دراسة عربية شاملة وموثقة اظهرت مدى تاثر الأدب الروسي بالمؤثرات
العربية والإسلامية خلال القرن التاسع عشر.
وقدم السفير بدير في ختام حديثه خالص تقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد
العزيز رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية والقائمين على الهيئة كما قدم التهنئة الى
السيدة مكارم احمد الغمري وكذلك العلماء الأجلاء الذين فازوا بجائزة الملك فيصل في مختلف
فروع العلم والمعرفة لهذا العام.
كما تحدث الاستاذ محمد سلطان العويس سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة فقال:
تلجأ الدول المتحضرة الى اساليب متعددة ومتنوعة لتكريم المتميزين والنابهين والعلماء من
ابنائها وغيرهم من قادة الفكر ورواد المعرفة,, وكلما تطور المجتمع وازداد تقدما في مجال
الحضارة والتمدن، كلما كانت رعايته اكثر للعلماء والاعلام اعترافاً بفضلهم وجهدهم وحثا لهم
على مواصلة دورهم المتميز,, وتطرق الاستاذ العويس في كلمته الى المكانة التي تحققتها جائزة
الملك فيصل العالمية فقال لاشك ان جائزة الملك فيصل العالمية، على الرغم من قصر عمرها حيث تم
منحها لاول مرة عام 1399ه - اي منذ 20 عاما فقط - الا انها حققت نجاحا منقطع النظير واصبحت
تعتبر من اهم الجوائز في منطقة الخليج العربي,, بل في العالم أجمع,, واستطاعت، في مختلف
فروعها ان تتجاوزحدود المحلية والاقليمية وتنطلق الى آفاق عالمية رحبة مما جعلها لا تقل
شهرة ومكانة عن جائزة نوبل لاسيما وانها تلتقي معها في ثلاثة فروع هي الأدب والطب والعلوم
الى جانب تفردها بمنح جوائز للدراسات الإسلامية والأدب العربي وخدمة الإسلام، كما انها
استطاعت ان تتبوأ مكانة سامقة وموقعاً متميزاً على كافة الاصعدة العربية والإسلامية والدولية
حتى حظيت باحترام وتقدير وإعجاب الجميع نظرا لما تتمتع به شخصيات لجنتها الترشيحية - المكونة
من كوكبة مرموقة من المفكرين والعلماء - من كفاءة وعلم ونزاهة وتخصص في شتى ضروب ومجالات
العلم والمعرفة.
وأبرز الاستاذ العويس الاسباب التي اكسبت الجائزة هذه المكانة والتقدير فقال من الاسباب
والعوامل الرئيسية التي أكسبت الجائزة ذلك التقدير والاهتمام الذي حظيت به، هو خضوعها
لمقاييس علمية دقيقة، ونزوعها التام الى ان تكون حيادية بعيدة عن النظرة الاقليمية الضيقة
والاتجاهات العنصرية والاهداف والمعاييرالسياسية,, حيث ان نظرة سريعة الى جنسيات الذين حصلوا
عليها وتنوعهم وانجازاتهم التي قدموها للانسانية، خير دليل على نزاهة وحيادية الجائزة التي
تأتي - في المقام الاول - لإرساء الاهداف الخيرة والسامية التي أنشئت من اجلها لتقديم وتكريم
المبرزين والمتفوقين في خدمة الإسلام الذين حققوا النفع العام للمسلمين حاضرا ومستقبلاً،
اضافة الى مكافأة العلماء والمفكرين والرواد الذين اثروا ببحوثهم الرائدة والمميزة الفكر
الانساني الخلاق ولعبوا دوراً بارزا في تقدم ورقي البشرية بأجمعها.
وقال ان أهمية الجائزة لا تنبع من قيمتها المادية الكبيرة، بل من كونها تصدر من دولة ذات ثقل
ووزن اقليمي ودولي مرموق ومتميز,, دولة تعتبر مهبطاًللوحي وتضم في اراضها اطهر البقاع
الإسلامية المقدسة,, وايضا من كونها تحمل اسم شخصية عربية وإسلامية تركت بصماتها الواضحة
والمميزة محليا وعربياً ودولياً وستظل مواقفه العربية الاصيلة وادواره المشرفة نبراساً تهتدي
به الاجيال الحاضرة والقادمة ،كما ستظل المؤسسة الخيرية التي انشئت لتخلد ذكراه شاهداً على
البذل والعطاء اللامحدود الذي تبذله المملكة من اجل خدمة الإسلام والمسلمين في كافة اصقاع
المعمورة,.
واعرب السفيرالعويس عن عظيم امتنانه وسعادته لمنح جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام للاستاذ
جمعة الماجد عبدالله من دولة الإمارات فقال: لا ريب ان قرار لجنة الاختيار بمنح جائزة الملك
فيصل لخدمة الإسلام لهذاالعام 1419ه/1999م الى الاستاذ جمعة الماجد عبدالله أحد ابناء دولة
الإمارات البررة تعتبر فخراً وتكريماً لدولة الإمارات العربية المتحدة ولقادتها الذين يقومون
ايضا بإنشاء المؤسسات الخيرية والتعليمية ويساهمون مساهمة فعالة في كل ما فيه خير الإسلام
والمسلمين، كما انه يأتي تتويجا لجهوده الدؤوبة في مجال العمل الخيري الذي التزم به عبر
سنوات طوال دون كلل أوملل، وحافزاً لمواصلة هذا العمل الانساني لخدمة المحتاجين من ابناء
المسلمين,, ولسنا في مقام المدح وذكر المآثر، فالرجل غني عن التعريف ومشروعاته الخيرية تعكس
طموحاته الوطنية والانسانية في مجال اعمال الخير لوطنه وشعبه وامته الإسلامية,, لقد ضرب اروع
الامثلة في نبل الخلق وسمو السلوك والمقصد واصبح تجسيدا للرجل القدوة حيث جعل من العمل
الخيري عملاً مؤسسياً متميزا، راسخ الجذور، متوهج النور، وقام بافتتاح المدارس الخيرية التي
تضم آلاف الطلبة والطالبات الذين يتلقون العلم والدراسة دون اي رسوم، وأنشأ كلية الدراسات
الإسلامية والعربية وتعهدها بالإشراف والرعاية والإنفاق حتى باتت منارة علمية حضارية تخرج
اجيالا من الدعاة المتخصصين في الدراسات العربية والإسلامية كما ساهم في تأسيس جمعية بيت
الخير التي تنفق على العائلات الفقيرة,, واهتم بدعم الجمعيات الخيرية والمستشفيات
والمستوصفات داخل دولة الإمارات وخارجها وقدم المعونات المالية لكثير من المراكز الثقافية
والإسلامية سواء كانت في الدول العربية والإسلامية او في اوروبا وامريكا وغيرها، واقام
العديد من الانشطة والندوات التي تخدم التوجه الإسلامي والعربي وابتعث اعدادا من الطلاب
لإكمال دراستهم في الخارج وساهم في تاسيس البنك المركزي والمؤسسات المصرفية والبنوك التي
كانت في الماضي حكراً على غير المسلمين,, كماانه انشأ الكثير من المساجد في العالم العربي
والإسلامي وساهم في إنشاء العديد من المساجد في اوروبا وامريكا مركزاً استثماراته في بلده
ودول مجلس التعاون الشقيقة اضيف الى كل ذلك دوره الوطني البارز حيث كان من العناصر الفعالة
في تأسيس الاتحاد بين امارات الساحل قديما وسافر مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي 0
رحمه الله - الى عدة دول؛ كما مثل بلده في كثير من المحافل والمناسبات الهامة واعطى صورة
مشرقة في العالم عن المسلم العربي الخليجي,, فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء,,
وضاعف له الثواب يوم المآب,, وجعل اعماله الجليلة في ميزان حسناته.
وابرز السفير الإماراتي لدى المملكة حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين لهذه الجائزة وقال
لاشك ان تشريف خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - برعاية حفل توزيع جائزة الملك فيصل
العالمية للعام 1419ه في الرابع عشر من الشهر الجاري، تعكس العناية والاهتمام الذي توليه
المملكة لهذه الجائزة العالمية الكبرى، كما انها تؤكد احتفاءها بالعلم والعلماء والمفكرين
وتقديرها وتشجيعها لجهودهم الخيرة,, ورعايتها للجمعيات والمؤسسات الخيرية التطوعية في
المملكة العربية السعودية.
واختتم تصريحه قائلاً: اني انتهز هذه الفرصة التي سنحت، لأتوجه بالشكر الجزيل الى لجنة
الملك فيصل العالمية ودورها الرائد والهام على الصعيد الاقليمي والدولي لخدمة الدين الإسلامي
والآداب والعلوم,, كما اشيد بالدور الذي تقوم به المملكة - ايدها الله ورعاها - ذخراً للعرب
والإسلام والمسلمين,, ان يسبغ ويديم عليها نعمة الامن لتكون - دوماً وابداً - واحة أمن
واستقرار.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved