نسخ المخططات بين الرفض والقبول |
يحتاج الانسان في حياته الى مأوى يقيه عوامل المناخ وظروف الطقس ويكون في مكان آمن ليعيش فيه
ويمارس نشاطه اليومي وقد تطور المأوى من كهوف بالجبال وخيام وعشاش بالصحراء الى منازل رحبة
تبنى بالمواد الأولية التي من حوله, وقد تطور ذلك الوضع بتطور مواد البناء ووفرتها مع وجود
التقنية الحديثة في النظم الانشائية، الى مساكن تضمن للانسان حياة أكثر راحة ورفاهية.
فكل انسان يطمح ان يكون له منزل خاص به يجمعه مع اسرته، لذلك يكون حريصا جدا في بحثه عن موقع
الأرض وجيرانه والمخطط المناسب لمتطلباته واحتياجاته في حدود الامكانات المادية المتاحة.
فعندما يعزم على البناء، فانه يتوجب عليه عمل مخطط لكي يتم البناء بموجبه نجد كثيرا من الناس
يبدأ بتخطيط منزله بنفسه فيأخذ الورقة والقلم لعمل مخططه ومنهم من يرى ان يأخذ مخططا سابقا
وينفذه ومنهم من يقوم باستشارة من سبقه بالبناء فهو يدور بأفكاره ماذا يعمل وكيف يصمم ولديه
رغبات يريدها في مسكنه فهذه الأشياء تدور في ذهن اي شخص يريد البناء وعند ذهابه الى بعض
المكاتب الهندسية يجد من يقابله بكتالوجات الفلل التي عملها المكتب لعملائه سابقا فغالبا لا
يجد ضالته سوى اعادة رسم ما رسمه دون توضيح عيوبه أو اضافة وكأن المكتب رسام عند المالك,
لأنه يخفى على كثير من الناس عمل المعماري أو المصمم المعماري، فالتصميم المعماري هو عبارة
عن تكوين هندسي لفراغات لها استعمال معين فكل شخص يستطيع عمل غرفتين بينهما حمام أو مجلس
ومقلط لكن هل هذه الفراغات درست من الناحية المعمارية كدراسة للحركة وعلاقات عناصر المشروع
مع بعضها البعض بما يتلاءم مع الوظيفة او مع القياسات العالمية.
ان التصميم المعماري ليس شيئا سهلا وليس كل مهندس يصبح مصمما معماريا يعني التخصصات الهندسية
الأخرى فكل مشروع معماري له دراسته الخاصة, فنجد كثيرا من الناس لكي يسهل على نفسه يسحب له
مخططا سبق تنفيذه وقد يكون به عيوب بعد تنفيذه فسحب المخططات خطأ جسيم كما سيتم توضيحه.
وحيث ان هذا الموضوع هام جدا ويرتكبه كثيرمن الناس فمن الواجب علينا كمهندسي عمارة أو
معماريين ان نوضح سلبيات هذه الطريقة وهي نسخ المخططات أو ما يطلق عليها سحب لكي يستخرج
الفسح من البلدية فالقضية ليست في فسح البناء بل أكبر من ذلك ان القضية تكمن في تصميم
المشروع, فمن البدهيات ان متطلبات أي شخص تختلف تماما عن الآخر سواء في عدد افراد العائلة أو
المتطلبات الاجتماعية أو الوظيفية أو الاحتياجات الخاصة به,, الخ.
فالمصمم المعماري يدرس المبنى من جميع النواحي سواء جمالية أو وظيفية أو اقتصادية أو
اجتماعية أو اعتبارات خاصة بالموقع وفئات المستخدمين أو المستعملين لهذا المبنى.
ولأن كثيرا من الناس اعتادوا على كتالوجات مخططات الفلل لدى بعض المكاتب الهندسية التي تسهل
على المكتب ببيع اكبر كمية من هذا المخطط فما عليه إلا ان يختار منزله بل هو في الحقيقة
منزل شخص آخر بعيوبه ومميزاته ويشاهد خطوطا تمثل جدرانا وابوابا فقط ويمر على تلك المخططات
مشاهدة فقط دون دراسة تحليلية للمخطط من الناحية التصميمية والحركة والمداخل والمخارج ودون
تحديد موقف للسيارة أو تنسيق للموقع.
تتلخص سلبيات ذلك كالتالي:
،1- عدم مراعاة الظروف المناخية حيث نجد ان المخطط صمم على شارع غربي ويتم سحبه ووضعه على
شارع شمالي دون مراعاة لتصميم اختلاف الواجهات من الناحية المناخية.
،2- عدم مراعاة الموقع حيث ان لكل موقع ظروفه الخاصة سواء من ناحية الحركة أو المناخ أو
المجاورين,, الخ.
،3- غالبا المخطط المسحوب لا يحقق رغبة المالك.
،4- عدم توافق المخطط المسحوب مع الارض الجديدة مما يؤدي الى تغير في مقياس الرسم وبذلك يتم
تعديل الابعاد المكتوبة على المخطط.
،5- عدم مراعاة للتربة المصمم عليها لأن المخطط المسحوب عليه صمم على أرض صخرية مثلا فينفذ
على تربة رملية أو طينية ونلاحظ اختلاف مقاومة التربة واعتبر هذا نوعا من انواع الغش
بالمخططات.
،6- ان الخطأ اذا وجد بالمخطط فإنه يستمر وينتقل من جيل الى آخر وربما يعدل بتصغير بعض عناصر
المشروع مثل دورات المياه نجد عرضها في أول مخطط مترين الى ان وصلت دورة المياه 1,20م في
،1,20م في بعض المخططات.
،7- ان اصحاب تلك المخططات المسحوبة غالبا ما يعدلون عليها في الموقع تعديلات جذرية قد تؤثر
على النظام الانشائي للمبنى كتغيير اتجاه الأعمدة في الدور الأول وبهذا يرتكب اكبر خطأ هندسي.
،8- اضافة المظلات الحديدية للمبنى فنجدها قد تغطي بعض شبابيك المنزل ولا يستفاد من ذلك
الشباك لأنه تم تنفيذها بعد اكتمال المبنى وصممت من قبل العمال الذين يريدون تغطية اكبر قدر
ممكن من المساحة.
ان كتالوجات المخططات غالبا لا تأخذ في الاعتبار بعض العناصر الهامة في المبنى مثل فراغ
يستعمل لغسيل الملابس لاتقل أهميته عن المطبخ لمزاولة نشاط الغسيل والتنشيف والكوي لعموم هذه
المخططات وعدم وجود هذه الغرفة كان من يضعها قد اخطأ وذلك بسبب عدم وجودها بالمخططات
الكتالوجات ولكي نوضح العمل المعمم ما نلاحظه كمتخصصين انما هو تقليد لما يراه على الواقع أو
ماذا فعل جاره فيعمل مثله, فمثلا في يوم من الأيام كان لابد من وضع بلكونة في فلته وكأنها
عنصر هام جدا وبعد الدراسات اصبحت غير مناسبة لمجتمعنا حسب الظروف الاجتماعية والمناخية وهذه
الأيام نرى الشبابيك المستطيلة الشكل وعليها سياج حديدي متشابه في جميع الفلل وذلك حسب ورشة
الحدادة.
وبذلك ينتج بأن يضع المالك فراغات لاحاجة اليها فلو كلف نفسه بدراسة احتياجاته لدى متخصص وان
الشخص صمم لاحتياجاته بالحاضر والمستقبل لما ظهرت مساقط افقية متشابهة أو منقولة.
فأي صاحب مشروع يريد الحفاظ على سرية مخططه وكذلك يفترض بالمكاتب الهندسية المحافظة على سرية
تلك المخططات لأنها ملك لأشخاص وحقوق الطبع محفوظة وكذلك نقل الواجهات المنفذة.
فمن الافضل من تصفح هذه الكتالوجات عليه باختيار المصمم المعماري الذي يثق به ويعطيه
متطلباته ويناقشه بالافكار التصميمية موضحا له ذلك بالمجسمات المعمارية والمنظور مع ايضاح
أثاث الفراغ ليريك حجم الغرفة واستيعابها وفقا للمعايير التصميمية العالمية.
لا يتخيل تلك الغرفة عكس رؤيتها x4 ان يذهب الى الموقع ويرى بعينه لأنه لما يقال هذه غرفة 4
على الطبيعة, فمن هنا تتضح لنا أهمية تصميم أثاث الغرفة بما يتلاءم مع الوظيفة مثل تحديد
أماكن الأسرة أو المكتب أو الكراسي,,الخ.
وفي بعض الأحيان قد يعجبه شكل مسقط معين ربما لا يتناسب مع متطلباته أو نوعية المشروع الموقع.
وأحيانا يتم تصغير مخطط دون اعادة التصميم بأن نأخذ مخططا على مساحة 1000متر مربع وتصغيره
على مساحة 400متر مربع.
فسحب المخطط عملية سهلة جدا وبسيطة وتوفر الوقت ولكن ما يترتب عليها هو اهدار للأموال التي
تدفع في تنفيذ هذا المخطط فنجد كثيرا من اصحاب هذه المباني يبيع بخسارة أو لا يفضل السكن به
بسبب سوء تصميمه لأنه صمم لغيره فكم من فلة بيعت بخسارة.
،* مصمم ومخطط معماري
،* مهندس: عبدالله الرصيص *
|
|
|