تقول امي: ولدت وحيداً,.
وكنت في حارتنا طفلاً وحيداً,,!!،
يعجبك التراب والماء,, يعجبك ان تصنع طينا,,!،
تقول أمي,, باني آخذ ملعقةً اقلب بها العجين,.
فتارة اتركه كومة كبيرة,.
ومرة,, اصبه في قوالب الفناجين,,!!،
وانني احب غسل يدي في اليوم اكثر من عشر مرات,.
رغم اني مازلت في الرابعة,.
وحين وصلت الخامسة تقرحت يداي
واصبح اللعب بالطين من المستحيلات,,!!،
وبعدها ادخلوني المدرسة,.
لأتعلم القرآن والحساب,.
وهناك وجدت مدرساً قلت لهم اسمه احمد
يضرب الاولاد,,
واني مريض ولا اريد الذهاب
فتذكرت بعدها ان ابي قال يوماً لأحمد,.
هذا ولدي,, اضربه في راسه,, ودع يداه لان بها الم,,!،
,, او,,لا,,لا,,
اضربه في كل جسمه
ولاتدع له سوى العينين,.
يستدل بهما المكان,,!!،
ثم قاطعتني امي قائلة:
لقد تركت بعدها المدرسة,.
فقد كنت اوقظك صباحاً لتقول لي, انا اليوم,.
غايب,, وفي السنة التي بعدها نجحت بامتياز,.
وكان الكل يمدحك,,
وابوك كان يمدحك,,!،
يقول لقد رفعت راسه في المدرسة,,!!،
فتذكرت راسي الذي طلب من احمد ان يقطعه,,!!،
علي هادي العمير
،- مكة المكرمة
،**قصة صديق الصفحة علي هادي العمير مصاغة بشكل راق في بساطته وبالغ العذوبة بسهولته
وايجازه،
وبالغ القوة في ذات الوقت بوضوح الرؤية واقتصاد الصياغة والوعي بحركة الفعل البسيط البليغة.
يتخذ الكاتب من الجملة قالت امي ذريعة يكثف عبرها الزمن الفني للقصة، منها نحن نعرف عن
طفولته ببراءتها كل شيء من سلوكه وعاداته بل ومرضه، حتى كبر وتخرج بامتياز يرفع الراس الذي
كان موعوداً لإهانة فرّ منها البطل منذ كان صغيراً,, نعرف كل شيء من خلال قالت لي امي التي
لم تستغرق الا زمناً بالغ القصر لحدث القول,, تلك مهارة في حبكة الشكل تعادل ذكاء الكاتب في
إحكام الموضوع.
|