تشكيل جمال,, ولكن؟!، لوحة: وليد الرويبع |
وجه جميل لفتاة غارقة في الأمل والاطمئنان، حد انه لا يكترث أو حتى ينتبه الى تلك الحشرات
السابحة باطمئنان ايضا- كأنما تتسكع فوق سطح لوح زجاجي امام الشاردة الذهن والوجد يفصل بينها
وبين الحشرات,, فما الذي أراد ان يقوله صاحب اللوحة، وليد الرويبع؟
نلحظ تلك الخطوط العرضية في أجسام الحشرات، والتي نعرفها في شكل النحل، صانع العسل، أهو ذلك
المعنى الساذج البسيط في ان النحل اشارة الى جمال الوجه؟ وجه كعسل النحل؟ أو ان النحل لم يحط
على الوجه إلا لحلاوته، ولأنه مثل زهرة رائعة لا تغري الناس وحدهم بل حتى تخدع النحل، مثلما
خدعت قبل ذلك عناقيد العنب التي رسمها أبلليس العصافير، فحطت عليها تنقرها,,!،
معنى ساذج، لو تأكد لنا لنصحنا الصديق وليد بالاقلاع عن هذه الحيل ويقينا انه لم يخطر له
ببال، اذ سرعان ما تتكشف الملاحظات ليس في ملمس اللوحة ما يوعز ببريق الزجاج، والحشرات تتسكع
على الوجه مباشرة، وهذه الشوارب الطويلة للصراصير وحدها لا للنحل، وفي تجاويف الوجه، بين
الخد والأنف وعند غمازة الفم أعشاش لتلك الصراصير، بل ان بعض شعرات للجميلة قد تكسرت فوق
الوجه فأوعزت بامتلائه بالشوق والشدوخ هذه الحشرات -الصراصير- ليست عابرة، ولكنها تتجول بهذا
الاطمئنان فوق الوجه لأن فيه مسكنها الذي تقيم فيه وتتوالد، فما الذي اراد ان يقوله وليد هذه
المرة؟!,أهو رأي في جمال المرأة الذي مهما راق وصفا ظل ينطوي على دمامة من نوع ما، في الطبع
أو المزاج مثلا، بدمامة الحشرات؟ لا نظن.
أيضا,.
نعرف ان فنانا شهيرا، هو مارسيل دوشامب، قد صور وجه الموناليزا معشوقة كل العصور، واضاف اليه
شنبا رجاليا,, ونعرف ايضا انه صور في لوحة اشهى انواع الفاكهة والخضراوات الطازجة التي يسيل
لمرأى صورتها اللعاب، واطلق فوقها الصراصير تمرح,,!،
وما أراده دوشامب هو ان يصدم الذوق الذي اتخذ من وجه الموناليزا موضوعه الأثير، الذي لم
يستطع ان يكتشف معنى للجمال إلا في الجمال الشكلي المألوف في الحياة,, جمال الوجه أو الزهرة
أو حبة الفاكهة، وقد افلح دو شامب في مباغتة ذلك الذوق السائد واقحامه بالاحباط بدليل ما حظي
به دوشامب من عداء فهل أراد وليد ايضا ان يعيد لعصرنا محاولة دوشامب؟,هي رؤية واعية، لا نظن
ان فنانا في بداياته قد أدركها لأنها لا تكتمل إلا بعد مسار طويل للنضج، لكننا في ذات الوقت
لا ننكر عليه حقه في الاعتراف بموهبته التي تتعجل نضج رؤاه.
|
|
|