إذا ضاق المقام بارض قوم واعلنت الرحيل فذاك احرى انا لم ينثني عزمي ولكن تظافرت الهمومُ عليَّ تترى ؟ فداهم قد جعلتُ الروحَ دوماً وما ضنى قلوبَ الناسِ صخراً أنا قد ضامني غدرُ الليالي بتكليم فجرحي الآن يدمى أنا لم ارتكب ذنباً عظيماً ولم اجني على الاحداث امراً أليس الجرمَ أني قد بذلتُ إليكم إخوة الإسلام عمراً؟؟ اليس الجرمَ اني في عطائي دفعتُ الروحَ إصراراً وعزما؟؟ اليس الإثم اني في مرادي أحب الخير تطبيقاً وفعلاً؟؟ أما أني إذا عانوا خصاماً أكفُ الشرَ إحلالاً وكبراً أما أني إذا ساءت بقومٍ علاقات الوداد اكون رفداً وإن خاض السفيه معي حديثاً فإني بشخصه الوهمي أدري أليس الكبر في الإنسان عيب يريد خفاءه جوراً وظلماً؟؟ فما طعس الحقائق في وجوه تزيد وجاهة وتزيد حسنا كفى بالمرء تنميقاً وكذباً فبئسا للنفاق اليوم بئسا هبوني قد أسأت إلى اناس فمن ذا يجزيَ الإحسان شكراً؟؟ إليكم اخوتي في الله عذراً فقد اثقلتكم هماً وشكوى فمنكم استبيح النفس صفحاً فمالي حيلةً إن قلت شعراً وإن حل الرحيل فأرفدوني بحسن الذكر تعطيراً وستراً | |
فوزية الشهري
،**على نحو ما تقوم المقابلة في المواقف في ذلك الموقع بين الشاعرة في جانب وبين اللائي
يترصدنها بالكيد والغيظ وتثبيط الهمة تتشكل ايضاً القصيدة في مقابلة مماثلة راسياًو بين الصف
الايمن الذي تتوالى فيه الاشطر الاولى في القصيدة في مقابلة مع توالي الاشطر الثانية للابيات
التي تقول
فداهم قد جعلت الروح دوماً وماظني قلوب الناس صخراً انا لم ينثني عزمي ولكن تضافرت الهموم علي تترى | |
حيث الشاعرة بصفاتها ونبلها في الاشطر الاولى في مواجهة صفات عكسية اولؤم الى اليسار في
نهاية كل بيت من البيتين السابقين، فإن توارى هذا التقابل بقيت الصفة ونفيها او ما شابه ذلك.
تجرى الشاعرة تجربة معاشة، لأنها تمس واقعاً معروفاً لناجميعاً حيث يواجه المرء احياناً
بالعداء بلاسبب الا لتفوقه او تفانيه او اخلاصه.
هذا جانب من الطبيعة الانسانية توعز إلينا الشاعرة بانها تدركه وتنتصر عليه، لياتي بعد ذلك
ندمها ان تسامت عليه حدّ اعتبار ذلك إثماً وذنباً ارتدادٌ صادم حين تقول
أليس الجرم اني قد بذلت إليكم إخوة الإسلام عمراً أليس الجرم اني في عطائي دفعت الروح اصراراً وعزماً | |
ثم بعد هذا الندم تاتي انتكاسة اخرى تندم فيها على ندمها وتطلب الصفح من اللائي اساءت اليهن
رداً لمكيدتهن قبل رحيلها متذرعة بأن ما ساءت به لم يكن عن سوء طوية وانما هو رد للإساءة
بالاساءة كأنما هوحق عادل لتقول
هبوني قد اسات الى اناس فمن ذا يجزي الإحسان شكراً؟؟ فمنكم استبيح النفس صفحاً فمالي حيلة ان قلت شعراً | |
وتمعن في طلب الصفح مذكرة بانه طالما قد حان رحيلها فلم يبق لها منهن اولهن منها إلاطيب
الذكرى حين تقول
وإن حل الرحيل فارقدوني بحسنِ الذكرى تعطيراً وستراً | |
على ان هذه التراوحات في الموقف بين العتب والمواجهة والتراجع والندم ثم التراجع عن الندم
وطلب الصفح لاتفسد في القصيدة صدقها في متابعتها بشكل عفوي للحالة النفسية المرتبكة
والطبيعية في ذات الوقت لمن يمر بمثل هذه التجربة.
اظن ان الشاعرة الصديقة فوزية الشهري حين تثري محاولاتها الشعرية بأشكال اخرى من الصياغة
الشعرية سينضج ذلك تجربتها ويحرر قدرتها على الانسياب مع الشعر بسهولة اكبر.