ترانيم صحفية إنهم يقتلون الثقة!!، |
تعرض علينا احياناً برامج الأطفال الخاصة بالقناة السعودية الاولى وفيها تتم مقابلات مع
بعض الأطفال احيانا لذكر اسمائهم ولذكر نشيد معين يحفظونه فنجد ان اغلب الاطفال الذين
تقام معهم المقابلات يفتقدون كثيراً من الثقة في انفسهم بحيث نجد ان الطفل اذا سئل إما أن
يسهو واما ان يتلفت وإما نراه اذا تحدث بدأ يتهته او يتذبذب في تركيب العبارات ويتعلثم
لأنه يخشى ان يعبر عن نفسه ويظهر شخصيته للآخرين خوفاً من ان يكون في ذاته مايعيبها ولو
كان ذلك دون وجود أي عيب!!،
ان مثل هذه الحالات تظهر في وضوح لأطفال يفتقدون الثقة في انفسهم لانهم دائما يعتقدون
بأنهم على خطأ وان المجتمع هو مصدر السخرية والاستهزاء الذي يواجهونه وانهم لوعبروا عن
شخصياتهم اوميولهم مهما كانت بسيطة وايجابية فهم في النهاية افراد غير ناجحين الامر الذي
يجعلهم دائماً في حالة تردد وتذبذب,, بل حتى في مجال المدرسة احياناً نجد بعض الطلبة
اوالطالبات بخاصة في المراحل الابتدائية يعانون من هذ الامر فنجد ان الطالبة قدتحوز على
درجة ضعيفة في مشاركتها الفصلية ليس بسبب ضعفها في المادة او عدم استذكارها وانما لترددها
وخوفها وتذبذب حديثها,, مثل هؤلاء الاطفال هم ابناء لآباء قد يعاقبون كثيراً على حديثهم
اطفالهم ويظلون يصححون لهم كل مايقولونه وان لم يكن مايقولونه خاطئاً أو سلبيا وهنا عندما
يرى الطفل نفسه دائما في حالة نقد الأسرة فإنه بعد ذلك يكبر ثم بالتالي يكبر معه هذا
الشعور الكامن بنقد المجتمع له من حوله فينشأ انسانا مترددا حتى في ابسط قرارات حياته.
بل والنقيض تماما هو مايحاول فعله بعض الافراد عندما يرغبون تنمية شخصيات اطفالهم وتنمية
الثقة في نفوسهم فقد يرون الخطأ من هؤلاء الاطفال ثم يقفون امامه بصمت واعجاب احيانا,,
فترى الام طفلها وهو يشتم طفلا قريبا له ويضربه ليأخذ لعبته مثلاً فتفرح كثيراً اعتقاداً
منها ان هذا الامر ينم عن شخصية قوية وعن ثقة بالنفس واتزان للسلوك.
ولكن لا اعتقد ان الخطأ يوماً كان دليلا على الثقة؟! بل ان الاصرار على ارتكابه يدل على
شخصية ضعيفة لم تستطع يوماً مواجهة هذا الخطأ او ازالته او حتى على الأقل الاعتراف به؟!،
فليست الثقة ان اقوم بصدر قوي لأتلفظ على الآخرين بما يجرحهم ويهينهم وليست الثقة ان
اضع نفسي في خانة الخطأ واصر بل ان معناها ارقى واسمى من ذلك بكثير فالثقة هي ان ابني في
اطفالي حرية التعبير عن آرائهم دون ان اجعل لهم مجالا للخطأ وان يكون ردعي لهم نابعا من
محبة وليست بالضرب أو العقوبة الصارمة او السخرية التي تقتل فيهم حب المبادر ة والبروز
الايجابي حتى نجعلهم على الاقل اذا جاؤوا ليتحدثوا عما يجول في نفوسهم انما يتحدثون عنه
بكل صراحة وبكل عزم واصرار دون ان تراودهم الشكوك بأن طريقة حديثهم تجعلهم اناساً مبعدين
اجتماعيا حتى وان لم يكن فيها مايجعلهم كذلك.
فهل نوفر في اطفالنا الثقة التي تدفعهم الى الشدو بنشيدهم المحبب او ذكر اسمهم في برنامج
الاطفال بكل فخر وثقة.
اعتقد اننا لابد ان نعي ذلك ونحققه من اجل مجتمع يتسم اطفاله بمزيد من الاتزان السلوكي
الايجابي,.
|
|
|