Wednesday 2nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 14 ذو القعدة


في الصميم
إضاءات مشرقة يجسدها سلطان بن عبد العزيز آل سعود

عندما يتناول الكاتب سجايا ومواقف الرجال الكبار يجد ان قلمه يستعصي عليه والمفردات تفر من
بين يديه، لكونهم أكبر من كل الاقلام، ومن كل المفردات، ومع ذلك فإن مسؤولية الكاتب الوطنية
تحتم عليه ان يشير بصورة جليّة لمواقف نبلاء هذه الأمة بهدف تكريس المثل والقيم الكريمة في
مجتمع الخير والعطاء,.
هذا المجتمع الذي تتبوأ الأسرة المالكة فيه موقع القيادة، بحيث نذرت نفسها منذ اكثر من
ثلاثمائة وستين سنة لخدمته ورفعته ورقيّه، والذي ميّزها - وقد أشرت الى هذه النقطة بالتحديد
في مقالات سابقة - أنها وُلدت ونشأت من نسيج مجتمعها ولم تكن وافدة عليه، او غريبة عنه،
فمؤسس الدولة السعودية في دورها الأول الأمير محمد بن سعود عام 1157ه - 1744م, هو نتاج
للطبقة الوسطى في المجتمع السعودي,, وهكذا كان أبناؤه وأحفاده وصولاً الى مؤسس المملكة
العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، وخير دليل على ذلك انه -
رحمه الله - عندما عاد من الكويت مع نفر من رجاله الأشداء المخلصين لاسترداد الرياض، كان
يرحمه الله واحداً منهم يناقشهم ويحاورهم ولا يختلف معهم في الأهداف النبيلة التي سعوا
جميعاً لتحقيقها وهي اعادة الرياض العاصمة الى وضعها الطبيعي الذي يتسامى مع العدل والشرعية
والحقوق المشروعة لتكون من جديد منطلقاً للوحدة والتوحيد والأمن والأمان بحيث لا يكون ذلك
وقفاً على رقعة المملكة العربية السعودية، وإنما يشمل الأمتين الاسلامية والعربية، وقد تحقق
كل ذلك بفضل من الله ثم بتلاحم القيادة السعودية مع شعبها، ونعيش اليوم أزهى وأرقى معاني
العزة والمنعة والقوة.
وفي هذه القيادة إضاءات مشرقة في تاريخنا الحديث، فالنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير
الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود هو في
أحايين كثيرة يكون أقرب للمواطن السعودي من أسرته التي تعهدته بالرعاية والاهتمام، فإذا
تناولنا جهود سموه الكريمة في ايجاد مؤسسة عسكرية محترفة، قادرة ومتمكنة - بإذن الله - على
حماية البلاد والعباد من الأشرار والطامعين، فإن هذه المؤسسة تحولت الى رافدٍ قويٍّ، مؤثرٍ
في تكريس القيم العظيمة، فلولا القيادة السعودية الواعية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين
وولي عهده الامين، والمتابعة المباشرة من قِبَل سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، لما وصلنا
الى ما نحن فيه من منعة وخير وعزة، فمشروع الخزن الاستراتيجي في الرياض الذي افتتحه صاحب
السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس
الحرس الوطني في يوم تاريخي مشهود يمتد أثره من الحاضر الى المستقبل ويجعل بلادنا قادرة على
تجاوز أي محنة مهما كبرت آثارها في مجال الطاقة ومشتقاتها,, فهذا المشروع الذي تابعه لحظة
بلحظة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز يهدف الى ايجاد مخازن استراتيجية للمواد
البترولية المكررة في مواجهة الظروف الطارئة.
ان مشاريع الخزن الاستراتيجي هي التجسيد الحقيقي لاهتمام الدولة بأمن واستقرار وازدهار
المملكة العربية السعودية، فهي ثمرة حيوية من ثمار التخطيط والدراسة للمشاريع الكبرى التي
توليها الدولة جلَّ اهتمامها، وقد هيأت هذه المشاريع الفرص الواسعة لأبناء هذه البلاد للعمل
والابداع المخلصين للارتقاء بالأمة والوطن الى مصاف الدول المتقدمة.
الأمير سلطان,, مرة أخرى
في مقال سابق تناولت معضلة يعاني منها شاب سعودي بعد ان عرضتها عليَّ زميلة بصحيفة الجزيرة
بصورة مكتوبة ومتلفنة أيضاً وهي تتلخص في أن والد ذلك الشاب رجل طاعن في السن حيث يبلغ من
العمر تسعين عاماً ولديه مشاكل صحية، اما أخوه الأكبر والوحيد، فهو مشلول شللاً كاملاً بعد
ان أصيب في حرب الخليج الثانية، وله بعض الأبناء القصّر، أما والدته فهي سيدة مسنّة تعاني من
مختلف الأمراض والعائل الوحيد لهذه الاسرة هو ذلك الشاب الذي يعمل مضيفاً جوياً على الخطوط
السعودية وهو متزوج وله ابن واحد.
وأسرته في أمسِّ الحاجة لبقائه الى جانبها وقد تناولت قضيتهم ضمن مقالي الاسبوعي في زاويتي
في الصميم وقد علمت ان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس
مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - يحفظه الله - قد اولى هذا الموضوع
اهتمامه ووجه - حفظه الله - بنقله وفق رغبته ليكون الى جانب والديه وأسرته.
وعلمت أيضاً ان المضيف بعد ان تحققت رغبته التي كانت حلماً يلازمه طلب إبقاءه في (الجو) بعد
ان قدم إقراراً بأنه قد تمكن من حل مشاكل اسرته ولم يعد هناك ما يحول دون استمراره في عمله
متنقلاً بين عواصم العالم.
وهذا ان دلَّ على شيء فإنما يدلّ على اهتمام صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز
آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بكل صغيرة
وكبيرة تمسُّ ابناً من أبناء هذا الوطن ويؤكد ما قلته في المقال أعلاه ان سموه هو دائماً
قريب جداً لأبناء هذا الوطن بصورة قد تكون أكثر قرباً من قرب والديهم منهم.
د, خالد آل هميل
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved