Sunday 28th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 12 ذو القعدة



صدى الإبداع
الرواية بين الروائي والراوي
د, سلطان سعد القحطاني

الابداع صفة من صفات المواهب التي اختص الله بها الانسان دون سائر المخلوقات وهذه الموهبة
الانسانية لا توجد عند كل انسان وان وجودها عند اناس دون اخرين يتفاوت في درجة النضج والقوة
فأما ان تكون الموهبة من اساسها ضعيفة، او انها لم تصقل بالممارسة والاطلاع فانه يصيبها نوع
من الصدأ الفكري وهذا يؤدي بدوره الى الإحباط في اختيار الفكرة ومعالجتها او الوقوع في فكرة
مطروقة مستهلكة او تكرار نفسه وقد يكون مباشرا في بعض الاحيان وبالتالي يكتفي المتلقي بالنظر
الى العمل مرة واحدة ولا حاجة له في الرجوع اليه مرة أخرى,
واذا عرفنا ان الابداع تعبير ذاتي وقناعة داخلية نابعة من ذات المبدع نفسه فان لكل مبدع
طريقته واسلوبه المميز والا كان ممن ذكرت قبل قليل, وهذه الطريقة وذلك الاسلوب سيسلك قناة من
قنوات التلقي وهي: تعبير مسموع وآخر مقروء والثالث مرئي وقد عرف الانسان منذ قديم الزمان
ومنذ ظهر على وجه الارض التعبير عما يجيش بداخله فنظم الشعر وألقى الخطب واقام المسارح
ليجسد عليها افكاره ورسم صورا يرمز بها الى اشياء بداخله لم يستطع حبسها بالاضافة الى رغبته
الاكيدة في نشر ابداعه واطلاع الاخرين عليه والتطلع الى رد الفعل من الاخرين,
وكل فن من الفنون رمز يحتاج الى فك مغاليقه من قبل المتلقي فاللوحة المباشرة تعطي معنى واحدا
أول مرة لان معناها مكشوف على حين لا تعطي اللوحة المكونة من معان عدة الا فكرة عامة تحتاج
الى مفاتيح عقلية وتأمل قد يطول وقد يقصر,
وما ينطبق على اللوحة التشكيلية ينطبق على القصة والقصيدة والرواية,
وعندما ظهرت الرواية الحديثة في اوروبا مواكبة ظهور المدنية الصناعية وتعقيد الحياة وتشعب
الظروف المعيشية وانتشار الوعي القرائي ونقد الحياة ذات الايقاع السريع وسباق الانسان مع
معطيات الزمن وجد الروائي مادة غزيرة تحتاج ان يعالج من خلالها عددا من المشكلات في اسلوب
فني وبلغة عصرية مميزة,
وكانت الرواية في بدايتها تجريبية حالها في ذلك الوقت حال اي جديد يظهر على حساب الظروف
والمعطيات التي يتطلبها ايقاع الزمن الذي تحول من شفوية الشرق الى قرائية الغرب الذي تحول في
،) في كل شيء وتحولت اساطير الشرق وفلسفاتها الروحية الى كتلة Technigueمجمله الى (تكنيك
مادية تولى العلماء والمفكرون والادباء والفنانون الغربيون صياغاتها من جديد على النمط
الحديث,
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved