الزمن المقلوب أحمد العرفج الرأفة بالكلام
|
،1-5
,, لكن مرتعش القراءة، اكتب للانتقال من الخريف الى الربيع، وهنا تميل قوافل الهجرة الى
سواحل الغياب,!!،
بقلب ممتلئ (رأفةً) اقرأ للمنبطحين فوق الورق,, في محاولة للانتشار (الضبابي)، الذين يكتبون
،(بأموالهم) ، وينتشرون بصورهم، لإيهام الآخرين بأنه آت بما لم تستطعه الاوائل,,!!،
يكتبون ولا شجاعة للقلب، إلا على الكذب، وينتشرون ولا إقدام الا على الزيف، وكأن البشر لا
تستقيم أمورهم الا عندما يكتب امثال هؤلاء واشباههم، وما أكثرهم,!!
ليس لهم من شجاعة الذات المتورمة إلا ذلك اللحم والشحم الذي يعرفه القارئ من ممارسة الفرق
بين الشحم والورم!!،
،2-5
من هنا انطلق سهم المزاوجة بين الذي يبكي، والآخر الذي يتباكى,!!،
فكان القارئ البريء هو الخاسر الوحيد في لعبة (الكتابة بالنيابة)!!،
وما قبل خسارة القارئ، كانت خسارة الفضيلة، التي اصبحت مجالا فسيحا للكاذبين !!،
يقول صديقي اكتب يعني في ابسط دلالة، اتنفس، اقول بحرية ما في نفسي حين اقسر - بعوامل
خارجية - على ان اكتب الشخصي، الحقيقي، في نفسي، فأنا لا اكذب عليها وحدها، وانما اكذب على
الآخرين ايضا، وما يفيد المجتمع آنذاك مما اكتبه وما تكون الكتابة ؟! (1) ,
،3-5
الكتابة وحدها تتيح لنا علاقة (وردية) مع الآخر، الأكثر سطوة وشفافية وإنسانية، لأنها الأجدر
،- قدرة - على كشف الذات لذاتها,,، والأمهر - وعيا - على إزاحة البعد النفسي للنفس السامقة
الى الشرف الرفيع,,!!،
ان اللغة التي نركض في مجالها، ونحاول ان نتلمّس بها ذاتنا، وذات الآخرين، لا تمنحنا
الامتزاج مع ذواتنا، فكيف تحملنا الى الآخر؟! فالهاوية التي يسكنها، وراء المجهول -
اللامتناهي، لن يزيلها الكاتب فضلا عن (الذين يكتب لهم),,!! لن تتطور الكتابة، وتسترد
هيبتها، وجدارتها وباذخيتها، حتى نحمل فأس الهدم ، لأن الكتابة مجد حي لا يقوم الا بتوسيع
دائرة الهدم، حتى اللغة بمثابة البحر، وان البحر لا يتهدم، وانما تتهدم تياراته وامواجه وهو
بدونها لا يكون نفسه - لا يكون بحرا,, ,
،4-5
وصلنا - بفعل الفاعلين - الى سؤال يشبه الاعتراف: ليس في ذواتنا شيء منا,, كل ما فينا يأتي
من بلاد الله الواسعة,!!فنحن وحالتنا المريضة - خارج لغتنا,, خارج ذواتنا,,, خارج الأيام,,
الكاتب - هنا - في الحالة التي بين ايدينا,, إناء ويُملأ ,, والامتلاء يكون بأقلام الآخرين
,!!،
سُئل أحد الكتاب: لماذا تكتب,؟!،
اجاب: أكتب لكي اقتل خصمي ,,!!،
ولكن هناك من يكتب ليقتل الحرث والنسل والصدق ,, في محاولة منه لممارسة التورم والتضخم،
وجلب مزيد من الالقاب، التي لا يمكن تصديقها، او تكذيبها إلا بمرور الزمن,,!،
،5-5
الى الله المشتكى: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل (الأدعياء) منا، وصلنا الى كثرة الجراح إذ (كلما
داويت جرحا سال جرح!!) لعبة الشجرة والظل، والبحر والزرقة، والمرآة والصورة,,,
في الوقت الذي ننهض فيه لترتيب منزلنا المعرفي نصعق برؤية هذه (التصدعات في جبين الوجه
الثقافي)!!وما يحز في النفس ان هذه الممارسات تزداد وتتكاثر، وكأن فضيلة الصدق صارت غريبة
شاذة,,!!،
انها حالة مرضية,,
شبيهة بقول شاعرنا الكبير بدوي الجبل
ضغينة تتنزى في جوانحهم
ما كان أغناهم عنها، وأغنانا!!،
،** هوامش :
،(1) راجع (النظام والكلام) لأدونيس ص 170,
|
|
|