Thursday 18th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 2 ذو القعدة


البترول في ذكرى مئوية التأسيس

،* منذ أكثر من ثلاثين سنة أقدم الاستاذ عبدالله بن خميس على إصدار مجلة أسماها حينها بمجلة الجزيرة
يقوم منهاجها على الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته وإصلاح شأن عباده وخدمة لغة القرآن وتبني الدعوة
لإعادة مجد هذه البلاد وبعث سؤددها,
وقد صدرت تلك المجلة في وقت اصطرعت فيه المطامع الاستعمارية في بلاد الإسلام، وتنازعتها مطامع
المعسكرين الاستعماريين الغربي والشرقي، وغزت ديار الإسلام التيارات الاستعمارية الهوجاء، ومعظم البلاد
العربية تعاني من قيود التبعية والفقر والانحلال,
وفي عدد المجلة الخامس طرح عبدالله بن خميس استفتاء عن الزيت (البترول) (النفط)، ومشاكله في بلادنا؟!،
ودعا رجال الفقه والفكر والأدب والسياسة والاقتصاد للمشاركة في الاستفتاء للإفادة من خبراتهم ورياديتهم
وأفكارهم وآرائهم,
خاصة ان (البترول) كان ومايزال يعد جانباً مهماً من جوانب حياتنا، وقاعدة كبرى من القواعد التي يقوم
عليها كياننا، ويرتبط بها واقعنا ومستقبلنا ويعيش عليها كثير من جوانب حياتنا المعيشية والاجتماعية
والاقتصادية,كما أن الأحاديث عن (البترول) في بلادنا كثيرة ومتشعبة تتحدث عنه تكويناً وتنقيباً
وتخزيناً وكشفاً واستخراجاً وتتحدث عنه: تسويقاً ونقلاً وأسعاراً وهبوطاً وارتفاعاً,فما هو اثر
،(البترول) في بلادنا، سلباً وايجاباً، قوة وضعفاً، واقعاً ومستقبلاً,, ؟!،
خاصة إذا علمنا ان بلادنا كانت بلاداً قاحلة ماحلة، تعيش واقعاً بدائياً وخشونة عيش وجهلاً ومتربة,
كيف وقد حوّل الله سبحانه من حالها، وجعلها دولة حضارية، تزاحم الأمم في التمدن والعمران والتقدم
والعلم والرقي,
إن اكتشاف (البترول) يعتبر في بلادنا تحولاً كبيراً غيّر فيها مجرى الحياة وسلط عليها الأضواء، وسلكها
في عداد البلدان ذات الأثر والمكانة,إن اكتشاف (البترول) في بلادنا كان فتحاً جديداً لتقدمها في كافة
الميادين وسبباً في رخاء معيشة السكان وتطوير حياتهم ووفرة المال في ايديهم,يقول محمد عمر توفيق: الزيت
ثروة قومية كأية ثروة اخرى تحرص الأمم عليها، لتكييف حاضرها ، وتوجيه مستقبلها، ولتكون في حالة تطور
دائم الى الأحسن في كل مجال,
وفي المقابل، يقول محمد احمد جمال: ان السنوات الطوال التي مضت على اكتشاف البترول في بلادنا واستغلاله
والاستفادة مادياً منه كانت كفيلة، لو نظمنا الانتفاع بهذه النعمة البترولية الكبرى، ونظرنا الى
المستقبل بأن نجعل من بلادنا اعظم بلد زراعي وصناعي في المحيط العربي على الأقل,لقد كان من الممكن ان
تكون فائدتنا من (البترول) أ عظم لو اتخذنا للأمر عدته، ولوحاولنا ان نجعل من التطور الذي احدثه الزيت
في حياتنا تطوراً جذرياً يصل للأعماق ولايكتفي بالسطوح، يُعنى بالمخبر قبل عنايته بالمظهر يهتم باللباب
قبل القشور,
وما زال - بحمد الله- الوقت سانحاً والباب مفتوحاً والطريق واسعة لذلك,منذ أكثر من ثلاثين سنة مضت ادلى
جمع من حملة الأقلام وأصحاب الفكر والرأي في استفتاء الاستاذ عبدالله بن خميس صاحب مجلة الجزيرة ،
وانقسم الناس إلى فريقين:
مؤيد ومعارض، موافق ومخالف، متفق ومنتقد مبتهج ومحزون، ومتفائل ومتشائم,بيد انه لم يقل احد اننا لم
نستفد من الزيت، حيث ذهب الغالبية الى ان هذه الفائدة ليست الفائدة المنتظرة سواء من حيث الكم، أو من
حيث الكيف!!,والأكثرون متفقون على ان اكتشاف (البترول) في بلادنا نعمة أنعم بها علينا الله عز وجل، وان
ماطرأ من نقص في الزراعة والصناعة ليس من جراء وجود هذه النعمة البترولية، وانما من طريقة
استغلالها,وغاية الأمر فإن (البترول) كان وسيبقى من أهم الموضوعات الضرورية الحساسة بالنسبة لحياتنا
الاجتماعية الحاضرة والمستقبلة معاً,وفي الختام فإني ادعو الى اربعة امور أساسية تُعدّ وسائل صحيحة
لإنهاض البلاد وتقدمها:
،(1) التعليم المركّز الهادف، ليتفهم افراد المجتمع واقعهم ويعملوا لصالح انفسهم وبلادهم وأمتهم,
،(2) المواصلات والاتصالات التي تربط انحاء هذه البلاد مدنها بقراها وتجعل منها جسداً متحركاً,
،(3) استغلال المساحات الشاسعة والأراضي الخصبة والمياه المتدفقة من خلال سياسة زراعية هادفة,
،(4) تشجيع الصناعة الوطنية وحمايتها وتأهيلها وتخصيصها، لتوفر للبلاد حاجتها,إن تلك السنين الثلاثين أو
أكثر التي مضت على ذلك الاستفتاء وتلك الآراء والأفكار لايُعتقد ان طول المدة قد غيّرت من واقعها شيئاً
كبيراً,بل لقد ازدادت ثروة (البترول) عما هي عليه آنذاك اضعافاً، وكثر معها الناس اضعافاً, وماقيل في
السبعينيات الميلادية هو صالح للتسعينيات، وهو في الواقع استشراف لآفاق المستقبل الزاهر,,
،* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود عضو الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية عضو جمعية
الاقتصاد السعودية,,
،* إعداد: د, زيد بن محمد الرماني*


backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
شعر
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved