Thursday 18th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 2 ذو القعدة


أضواء
الأكراد المظلومون من زعمائهم,, ودولهم,,!،

اعتقال ,, او خطف عبدالله أوجلان لا يهم، فالرجل أصبح الآن في يد ألد أعدائه الاتراك,, هذا الاعتقال
الذي يصلح ان يكون رواية بوليسية كإحدى قصص المخابرات,, والذي سيكون بداية لعمليات اخرى ضد كل
المهتمين بقيادة وتوجيه العمليات الارهابية، هذا الاعتقال يعيد الحديث مرة اخرى عن القضية الكردية
التي كتب وتكلم عنها الكثيرون حتى أصبح ذلك الحديث والكلام مكررا,
فالأكراد أمة مظلومة اولاً من قادتها,, ومن الدول التي يعيشون على ارضها,
القادة انساقوا وراء أحلام اقامة دولة تقتطع أراضيها من تركيا والعراق وسوريا وايران,, وربما روسيا
ولأن هذه الدول ليست كما هي حالة العراق الآن، اذ من المستحيل ان تصيب حالة الفوضى السياسية والتخبط
الذي عليه نظام بغداد الدول الأربع الأخرى,
ثم إن دولة محاصرة من اربع دول دون منافذ وبلا مصادر وثروات ستكون عالة على جيرانها وعلى المجتمع
الدولي وهو ما لا يريده احد, فحتى كردستان العراق حالة مؤقتة ستزول بعد زوال الاسباب التي اظهرتها,
ولذا فإن زعماء الأكراد ظلموا شعبهم مثلما ظلمت الدول التي يشكل الأكراد جزءا من مواطنيها اذ شنت تلك
الدول كرد فعل على الاعمال والحركات الانفصالية والاعمال الارهابية التي قام بها زعماء الاكراد وبالذات
في تركيا والعراق وايران,, شنت تلك الدول حملات قاسية وظالمة ضد الأكراد الذين دفعهم الاضطهاد والظلم
الى السير وراء زعمائهم رغم اخطائهم الكبيرة، فالاكراد حتى الآن لا يعترف بهم كمواطنين لهم خصوصيتهم
الثقافية والقومية فلا يسمح لهم استعمال اللغة الكردية سوى في المخاطبة فيما بينهم ولا يحق لهم التملك
سوى في محافظات محددة، وهم وان استطاعوا ان يحصلوا على امتيازات في العراق كونهم يشكلون قرابة ربع
السكان فحصلوا على الحكم الذاتي وانشاء الجامعات والاذاعة والتلفزيون والصحف، إلا أن نظام بغداد جرد كل
ذلك من مضامينه واهدافه، فأعضاء المجلس التشريعي للحكم الذاتي الكردي والوزراء ونائب رئيس الجمهورية
الذي يفترض ان يكون كرديا، جميعهم اعضاء في الحزب الحاكم,, ولنا ان نتصور كرديا عضوا متقدماً في حزب
قومي شيفوني لقومية اخرى هي العربية,, فقبل حرب الخليج، كان جميع محافظي المحافظات الكردية الاكراد
اعضاء في حزب البعث العربي الاشتراكي,,!!،
وكذلك نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان الجرزاوي عضو قيادة في حزب البعث العربي الاشتراكي ولا اعلم
هل هو عضو في القيادة القومية,, او فقط عضو قيادة قطر العراق المهم فهو يشغل منصب نائب رئيس
الجمهورية,,!! وبالاضافة الى طه ياسين رمضان الجرزاوي هناك محيي الدين معروف كردي يشغل منصب نائب رئيس
الجمهورية,, صلاحياته فقط نقل تعازي صدام حسين,,!!،
في الدول الاخرى فالاكراد لا يحق لهم انشاء جامعات او اصدار صحف,, بل ان بعض الدول لا تمنحهم حتى بطاقة
هوية اي جنسية البلد,
كل ذلك وبسبب اجراءات القمع من قبل تلك الدول,, وافعال زعماء الاكراد جميعهم بلا استثناء ظلت المسألة
الكردية بلا حل منذ ظهورها على المسرح السياسي قبل القرن الذي يوشك ان يمضي,, مثلما سيمضي اوجلان ايامه
في سجون تركيا,
جاسر عبدالعزيز الجاسر
backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
شعر
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved