مابين انتظار الأمل ,,واليأس فيتامين(و) يفتح الأبواب المغلقة
|
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد
في الصباح الباكر وقبل طلوع الشمس استيقظ الطالب وزميله كغيرهما من طلاب التوجيهي حتى يقفا امام مبنى
جريدة الجزيرة وهما في توتر شديد لانهما كما تعلمون ينتظران على أحر من الجمر نتيجتهما في الثانوية
العامة، وبعد استلام هذا الطالب نسخة من الجريدة وإذا به يقفز في الهواء عاليا من الفرح وقد تطايرت
اجزاء الجريدة من جراء ذلك فاستقبله زميله بالاحضان مباركا وهو يهمس في اذنه قائلا وما هو المعدل وهل
سيدخلك في الجامعة في اي تخصص كائناً ما كان؟ فقال الطالب: لا يهم يا أخي فقد قرأت مؤخرا خبراً في
الصحف يقول ان ابواب الجامعة الفلانية مفتوحة لجميع الطلاب وان كلية التربية التي يعتبرها البعض - بكل
اسف - سلة الجامعة سوف تستقبل ما لا تقبله الكليات الاخرى وانهم سوف يقبلون معدل 70% وكما تعلم يا
صديقي بانهم سيقبلون بأقل من هذا المعدل في حالة استخدام فيتامين واو وغيره من الملينات والمسكنات وان
لم يقبلوني وغيري من الشباب من خريجي الثانوية العامة فأين سنذهب؟!،
فقال زميله : ابواب المعاهد والكليات الفنية والمهنية مفتوحة للجميع فلماذا لا تفكر في التوجه للدراسة
في هذا المجال الهام لك ولمجتمعك؟
فقال الطالب: هذا كلام جميل ولكن القدرات الاستيعابية لهذه الكليات والمعاهد محدودة كذلك، كما ان نسبة
كبيرة من الخريجين منها يواجهون معضلات كبيرة في المجال العملي التطبيقي عند مواجهتهم الحياة العملية
على ارض الواقع ويجب دراسة الاسباب المؤدية لذلك وهل هي في المؤسسات التي تؤهلهم ام في المؤسسات التي
توظفهم؟ ومن ثم يجب علينا وضع الخطط العلاجية المناسبة لمواجهة هذه المعضلات، كما ان البعض من الخريجين
لاسباب متعددة يتم تعيينهم على وظائف مهنية وفنية ولكنهم لا يمكنون من العمل في مجالهم بل ان اعمالهم
الفعلية كتابية بكل اسف!! فما الداعي لهذا العناء الدراسي والاهدار لكل تلك الامكانات والطاقات البشرية
والمادية؟
فقال زميله : لهذا فإن الامر يحتاج لتخطيط شامل حتى يتم توجيه الشباب للتخصصات التي يحتاجها مجتمعنا
وتتوافق مع رغباتهم وان نركز اكثر مما هو قائم على المجالات الفنية والمهنية والتخصصات التي نحتاجها
ونوفر لهم مجالات العمل في مجال تخصصاتهم ونضع الحوافز المغرية للشباب لكي يتوجهوا لهذه المجالات,
فقال الطالب: ولكن انا تخرجت الآن,, وأين سأذهب؟ وهل ستطلب مني الانتظار إلى ذلك الوقت؟
فقال زميله: يا أخي بامكانك الدراسة في الخارج؟
فقال الطالب: تكاليف الدراسة في الخارج عالية جدا وكيف سيتحمل والدي هذه المصاريف العالية وهو لم يقدر
عليها في مدرسة اهلية هنا؟!،
فقال زميله: حيرتني في أمرك يا صديقي ويظهر انك لن تتمكن من اكمال دراستك الجامعية لا هنا ولا هناك,
فقال الطالب: ولماذا هذا التحبيط وتثبيط الهمم في بداية اجازتي الصيفية,, ابعد كل هذا العناء والشقاء
لسنوات طويلة تقول لي ذلك؟
فقال زميله: لانك تبحث عن امور أكبر منك فسوف تستمر في هذه الدائرة الى ان تفقد فرصة القبول في الجامعة
وفي المقابل تجد الطلاب الآخرين الذين يعرفون من اين تؤكل الكتف سبقوك وحصلوا على قبولهم في التخصصات
التي يرغبون فيها,
فقال الطالب: لا يأخي لن يحدث ذلك فإن والدي له علاقات مميزة وأخي يعمل في الجامعة نفسها حتى ولو لم
يكن في عمادة القبول والتسجيل فسيكون له دور كبير في قبولي وانني اشكرك على اهتمامك بإشعاري بأهمية
تجميع الاصوات الكافية لقبولي قبل ان تطير الطيور بأرزاقها,, وبالمناسبة فقد ذكرتني بأن بعض اعضاء هيئة
التدريس يرتبون مع بعضهم البعض ويجمعون الاصوات الكافية في جلساتهم الخاصة لاي موضوع يودون اتخاذ قرار
اكاديمي فيه!! وعلى هذا الاساس فربما ان تجميعي الاصوات بهذا الاسلوب لكي احصل على قبول في الجامعة
صحيح من هذا المنطق!! أليس كذلك؟!،
فقال زميله: اتعلم ان هناك اوقاتاً مناسبة للتقديم للجامعة فان الفترات المعلنة شيء والوقت الذي يجب ان
تتحرك فيه انت شيء آخر حيث كما تعلم ان معظم كبار المسئولين في الجامعات يرتبون اجازاتهم في وقت زوبعة
القبول ودوشتها وبعد انتهاء هذه الصفوف الطويلة والوقوف امام الكاونترات والمعاناة الفعلية للطلاب
وأسرهم يبدأ العمل الفعلي الذي نتائجه مضمونة كل حسب فيتامينه فمن بين هذه الفيتامينات ما لديه القوة
الدافعة للسير في دهاليز الكاونترات من خلف الكواليس بدون إضاءة والذي سيقود في النهاية الى المكاتب
الفاخرة التي تطبخ وتصنع فيها قوائم الاستثناءات للقبول ويضيع من جرائها حقوق البعض من الطلاب!!،
فقال الطالب: لا عليك فسوف ارتب لذلك جيدا بصورة تعجبك ان شاء الله ولكن اود ان اسألك عن هذه التوصية
التي في جيبي الآن اقرأها واعطني رأيك فيها,
فقال زميله: هذه توصية قوية جدا ومضمونة النتائج ويظهر انك تخطط بصورة افضل مما كنت اتصور الى درجة انك
قد بدأت بتجميع التوصيات للقبول قبل ظهور النتائج وأرجو ان تسمح لي بمرافقتك للجامعة,
وعند الوقت المناسب ذهب الطالب وصديقه لعمادة القبول وطلب ان يقابل العميد فقيل له إذا كان ذلك في
موضوع القبول في الجامعة فاذهب الى ذلك الشباك الاخير على هذا الكاونتر,
فقال الطالب: لا,, لا,, لابد من ان اتحدث معه شخصيا,, فقيل له لا يمكن, فقال الطالب: لا,, لابد من ان
اقابله او ان اتحدث معه هاتفيا على اقل تقدير,, فقيل له ان العميد مشغول وسوف يتصلون به هاتفيا عندما
يجدون فرصة له يستطيع من خلالها الحديث معه,
وإذا بالحارس يقول للطالب: هذا سعادة العميد على الهاتف,
فقال العميد للطالب: اهلا وسهلا ومن أنت وماذا تريد؟
فقال الطالب : انا مواطن وأرغب في التقديم للقبول في الجامعة,
فقال له العميد: أهلا بك أيها المواطن,, وكل من تراهم حولك هنا مواطنون ويرغبون في التقديم للقبول في
الجامعة,
فقال الطالب : اعلم ذلك ولكنني احمل لكم هذه الرسالة الخاصة من فلان ابن فلان,
فقال العميد : اهلا وسهلا وآسف لحظة من فضلك واترك سماعة الهاتف وتفضل بالدخول,, وكيف تركك الحارس وراء
الباب؟!! ثم جاء العميد بلحمه وشحمه وسلم على الطالب سلاما حارا وأدخله في مكتبه الفاخر وقدم له
القهوة العربية مع التمر وبينما كان يتبادل اطراف الحديث مع سعادة العميد وإذا بأحد الموظفين يقول له
مبروك يا طويل العمر لقد تم قبولكم في التخصص الذي ترغبونه وإذا بجميع اموره تنتهي بلمحة بصر!! ويعتبر
امر تسجيله المستحيل حقيقة,,
وفي اليوم الاول من الدراسة توجه الطالب للجامعة وهو يتحسس طريقه ومواطن قدميه من قاعة الى اخرى وإذا
بصديقه الذي يتفوق عليه في المعدل لم يقبل ويتجول في ممرات الجامعة على امل لعل وعسى ان يتم قبوله في
اي تخصص!! فجلس الطالب مع صديقه المتفوق الذي لم يقبل وبدأ هذا الطالب المسجل بالواسطة يحاسب نفسه ومن
توسط له لان صديقه العزيز المتفوق دراسياً بدأت دموعه تتناثر من عينيه من الحسرة ولكنه مع كل ذلك مازال
لديه امل لقناعته بأن الحق أحق ان يتبع كما انه مؤمن بالمقولة التي تقول لابد ان يبقى الامل لنبقى معه,
عبدالله بن إبراهيم المطرودي
واشنطن
|
|
|