عودي إلى أمومتك
|
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبعث من خلالك هذه الرسالة راجية ان تجد كل رعاية واهتمام,
عزيزتي الام يا نبع الحنان وكل الأمن والأمان لماذا تنازلت عن أمومتك ورميت بفلذة كبدك بأحضان غيرك
يتعلم ويشرب ويتغذى من تلك الخادمة,, يتعلم لغتها ويشرب عاداتها ويتغذى على معتقداتها فينشأ مزعزعاً
مهزوزاً متخبطا في متاهات المعتقدات,,
لماذا رميتِ بتلك الزهرة في احضان الصحراء والغربة وهو الذي يتأثر بكل ما يرد إليه من تصرف حسن او غير
ذلك, عزيزتي الأم، الأم من تربي لا من تلد فقط,, انتشليه قبل فوات الاوان وارضعيه حبك وحنانك لينشأ
طفلا سويا خاليا من العقد والمعتقدات,, انا هنا لا أصادر حقك في وجود خادمة ولكن للمساعدة لا للتربية
ولا لعمل كل شيء في المنزل,,
أين قيمتك وأمومتك ولمساتك الأنثوية في كل امور الحياة فكيف بالحياة الزوجية والأم الأبية؟!،
لماذا رميت بالحمل على تلك الخادمة الجاهلة بعاداتنا وتقاليدنا ونسيت أو تناسيت واجباتك تجاه اسرتك
ومجتمعك ودينك، بتربية ابنك على الفضيلة وحسن الخلق وحسن التصرف,
عزيزتي الأم، عودي إلى المنزل، لامومتك ، لزوجك ولمهمتك الاساسية,, ربي وعلمي ووجهي وازرعي حبا وحنانا
تجني ثمارا وثمارا وأطفالا أصحاء وايضا راعي الله في زوجك واسقيه من نبعك يساندك في حملك وتربية ابنك
تربية صالحة,, غذيه بعصائر العواطف والمشاعر الفياضة ليصل إلى اعلى المراتب لا الدنيوية بل الدينية
ويكون قائما ومقوّما عالي الهمة وناصحا ومرشدا لكل افراد الاسرة وايضا لكل الامة الاسلامية,
أناشدك عزيزتي الام بالرجوع للمنزل وبالتواجد الحسي لا الجسدي فقط لكي تربي وتنشئي جيلا سويا خاليا من
العقد النفسية والمؤثرات الخارجية التي تجرفه وتجعله طفلا ضائعا وتائها ومن ثم منحرفا فاقدا للحب
والعطف والحنان والامومة الحقة وهذا ما يجعله عصبيا يثور لاتفه الاسباب وينشأ به احساس بالضيق والضجر
والملل وكل هذا بسبب فقده لحنان الام ورعايتها ويتحول لطفل مشاكس وعنيد ليثبت وجوده وأهميته كفرد من
افراد الاسرة,عزيزتي الام,, احتوي ابنك وعلميه السلوك المهذب وابعدي عنه القلق والتوتر بإعطائه جرعات
من الحب والحنان وكلما زاد احتياجه زيدي الجرعة لينشأ طفلا سويا وما احوجنا في هذا العصر لجيل سوي صحيح
جسدا ونفسا ,, ذلك لم ولن يتم إلا بتواجدك عزيزتي الام حسا ومعنى وجسدا وحضنا,
وأخيرا أهمس بأذنك أيتها الام الرؤوم والزوجة الحنون وأقول لك: اتقي الله في زوجك وابنك، طفلك الكبير
الذي في داخله طفل بحاجة للرعاية والاهتمام من قبلك انت لا من تلك الخادمة,وأيضا طفلك الصغير الذي
سيصبح رجلا كبيرا سلاحا ودرعا واقيا ومدافعا عن الوطن
وأخيراً أتمنى لك عزيزتي الام التوفيق والوصول لتربية صحيحة وسليمة تجنين ثمارها وتكون حصيلتها طفلا
صالحا عالما معلما وملما بأمور دينه,
حنان أحمد
بريدة
|
|
|