Thursday 18th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 2 ذو القعدة


اليوم المرتجى لسمك الموز لسالنجر
هذر خاسرين أنقياء

،* الكتاب: اليوم المرتجى لسمك الموز
،* المؤلف: ج, د, سالنجر,
،* ترجمة: بسام حجار
،* الناشر: دار الفارابي,
اليوم المرتجى لسمك الموز مجموعة قصصية للكاتب الأمريكي ج, د, سالنجر, وترجمة بسام حجار، وتحتوي هذه
المجموعة على خمس قصص هي على التوالي: جميل قلمي,, عيناي خضراوان، رجلي المخلع في كونتكتكت، اليوم
المرتجى لسمك الموز، مباشرة قبل الحرب مع الاسكيمو، الرجل الضاحك,
في هذه القصص التي يحاول المترجم إضاءتها نقديا، يكون المؤلف من طينة الكتاب الذين حين تكون قرأت لهم،
لا تعود كما كنت في السابق، هكذا يبدأ حجار في مقدمته، أقصد لا تعود تقرأ كما كنت تقرأ في السابق،
لأنه، في أية حال، من الأطياف التي تترك أثراً مقلقاً, كأنك أنت القارىء، إذن على أرض غير ثابتة، تكون
مطمئنا ويأتي سالنجر ذات يوم ويقول لك هذه رواية، أو هذه قصة، وإنها بالاقتصاد الكبير لرسم الإطار
والمتن تسترسل بالهذر الذي يتداوله أشخاص غالباً ما يجدون صعوبة في الاهتداء إلى العبارة المناسبة،
لذلك يدورون ويناورون في الكلام، حتى لا يكاد الكلام ينتهي، ولا يقولون في النهاية إلا القليل،
والقارىء يحدس بهما لا يقال لأنه في هوامش الانقطاع والتأتأة والارتباك، ولا يقرأ المتن,, أشخاص سالنجر
حاضرون دائما، حتى الأموات منهم، عبر اللغة التي تطول إليها شبهة في كتابته,
فاللغة التي تستخدم للتواصل، والاتصال، لا تبدو كذلك حين يستخدمها سالنجر,, غالباً ما يكون بطل سالنجر
عاجزاً عن العبارة الصحيحة ويحسب دائماً أن ما يقوله لا يفي بما يشعر به فعلاً، لذلك يكرر كلامه ويغمغم
ويسعى جاهداً (والقارىء يتابعه) لايجاد الكلام المناسب لكنه غالبا يحقق في مسعاه, لذلك لا يكاد يخلو
موقف من المواقف أو حوار من الحوارات من غرابة ما أو من مسحة سذاجة توصلها اللغة المحكية التي يستخدمها
سالنجر إلى ذرواتها؛ فالحس المذهل الذي يتمتع به سالنجر حس التقاط المسموع، والايقاع والوتيرة والبزة،
إضافة إلى خصوصيات اختلاف اللغة المحكية، محطات الكلام التي تتردد، والعادات واستخدام اللفظ أحياناً في
غير محله,, لا يبالي سالنجر كثيراً بموضعة الأشخاص، أو كما يقال في المتعارف عليه، برسم الإطار،
فالديكورات والأمكنة مقتضبة وسالنجر لا يلتفت كثيرا إلى ترتيب أجزائها أو وضعها, إذ تمثل الشخصيات منذ
البداية تكون هنا وتبدأ بالكلام,
ومع تشعب الحوار تكتسب الشخصيات حضورا وخصائص وصفات، لأن سالنجر لا يروي سوى الآني والراهن، وإذا ما
عمد إلى صيغة الماضي (في طبيعة الحال) فإن الأحداث تجري في الحاضر, فزمن السرد لا يني يتطابق مع زمن
الحدث حتى لو كانت صيغته تتلبس زمن الماضي, ورأى بعض النقاد في اسلوبية سالنجر استكمالا لجماليات
الرواية الأمريكية التي تتبنى، منذ همنغواي، وإلى حد بعيد معايير السلوكية ومنطقها حيث يسعى الكاتب
لأن يغيب تماما خلف المتن الذي يكتبه,, ما يكتب عنه سالنجر يدور، مهما تنوع، حول الطفولة والمراهقة،
وليس اختياره هذا لأنه استطاع أن يجعل الأطفال والمراهقين يتكلمون بلغتهم، بل ربما لأنه يرى في هاتين
المرحلتين التعبير الصارخ عن حالة من التصحي هي أقرب إلى المفهوم الديني,, كان نورمان مايلز الروائي
الأمريكي، يصف سالنجر بأنه الروح العظيمة التي ظلت على مستوى المدرسة الثانوية,, وأجد صعوبة أن أتخيل
سالنجر يخوض معركة الرواية الراشدة الحقيقية ,
أخيراً ولد جيروم ديفيد سالنجر في نيويورك عام 1919م، ولم تلبث أن طارت شهرته كأحد أبرز الروائيين
والقصاصين الأمريكيين منذ عام 1948م عندما نشرت له مجلة النيويوركر قصته اليوم المرتجى لسمك الموز
التي تبعتها أعمال عدت من بين أفضل ما قدمه الأدب الأمريكي في فترة ما بعد الحرب الثانية,
backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
شعر
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved