|
سياحتهم وسياحتنا!!
|
تكثر هذه الأيام الإعلانات عن فرص مناسبة ومغرية للسياحة في المملكة، وبالتالي التمنِّي على المواطنين قضاء إجازة الصيف في ربوع الوطن - تحديداً - وليس في بلاد الله الواسعة.
فعلى امتداد الشوارع والطرقات، وحيث توجد أماكن مناسبة للإعلان، يشاهد المار سواء أكان راكباً أو راجلاً حضوراً إعلاميّاً قويّاً لهيئة السياحة.
***
فإعلانات هيئة السياحة لافتة وجذّابة من حيث الشكل والمضمون، والعبارات مختصرة ومنتقاة بعناية شديدة، والصور معبِّرة وتمثِّل نماذج لما تختزنه أرضنا من آثار ومجالات ينبغي أن نتعرَّف عليها.
كما أنّ اختيار هيئة السياحة لهذا التوقيت كي تعلن عن هذه الكنوز الثمينة من الآثار التي لا يعرف المواطن شيئاً عنها، هو اختيار موفَّق وينبغي أن يتواصل ويستمر بانتظار أن تتغيَّر القناعات والمفاهيم الخاطئة إلى القبول بما يُعلن عنه.
***
لكن التسويق للسياحة ينبغي ألاّ يتوقَّف على الإعلان - على أهمِّيته - فقط, إذْ من الضروري أن تصاحبه خطوات أخرى وسريعة تساعد على إقناع المواطن على تغيير وتبديل بوصلة اتجاهاته صيفاً من الخارج إلى الداخل.
وهذا لا يتحقَّق من خلال إفهامه فقط بأنّ لدينا آثاراً يحسن به أن يتعرَّف عليها، أو أنّ لدينا أجواءً طبيعية تُماثل من حيث الطقس بعض ما يقصدها أو يختارها المواطن من أماكن في الدول الأجنبية لقضاء إجازته الصيفية فيها.
***
هناك - وهذه حقيقة - ما يُغري المواطن للسفر صيفاً إلى الخارج، ومن الضروري أن يجد الحدَّ الأدنى منها في مدننا التي ننصحه بالسفر إليها وقضاء إجازته مع أُسرته فيها.
وإذا لم نحقِّق له متطلَّباته بحدِّها الأدنى فسنظل نعلن ونسدي النصائح ونرغِّب بالسياحة الداخلية دون أن نجد من المواطن الاستجابة التي تناسب هذا الجهد المبذول.
***
أعرف أنّ هيئة السياحة تحارب على جبهات كثيرة من أجل أن تزرع حبَّ السياحة وإقناع المواطن بقضاء إجازته في المكان الذي يناسبه على امتداد وطننا الغالي وليس أن يقضيها خارج المملكة.
ولا أنكر أنّ الهيئة قطعت مشواراً طويلاً في ترسيخ هذه القيمة الكبيرة والمهمّة لدى فئات من المواطنين الذين عزفوا عن السفر إلى الخارج، لكن المشوار أمامها أطول بكثير إذا ما قيس ذلك بما تحقَّق من إنجازات في هذا الطريق الطويل.
***
ومن أجل بلوغ النجاح الذي تتمنّاه الهيئة ونتمنّاه معها، فهي تحتاج إلى عون ودعم من جهات حكومية عدَّة، مثلما أنّها لا تستغني عن أيِّ مشاركة أو إسهام فاعل ومنتج من القطاع الأهلي، وإلى تجاوب وتفاعل من المواطن مع برامج وتوجُّهات ومخطَّطات الهيئة.
إذْ إنّ الهيئة لوحدها لا يمكن لها أن تختصر مسافة الزمن، فضلاً عن أن تكون جهودها على الأرض مقنعة لعدول المواطن عن السفر إلى الخارج بغية الاستمتاع بهواء وأجواء مناسبة ومطلوبة في وطنه، وبالتالي لا بدَّ من تضافر جهود الجميع لإنجاح هذا التوجُّه الجميل.
***
يقال - بالمناسبة - إنّ الأوضاع في سوق الأسهم حدّت من الإقبال على السفر إلى خارج المملكة، لكن عدم السفر إلى الخارج إذا لم تقابله سياحة داخلية فهو لا يكفي، إذْ على الهيئة أن تستغل وتستثمر هذه الفرصة لتقديم ما يغريه لرحلة داخلية ممتعة حتى ولو كلَّفها ذلك شيئاً من المال.
والذي يغري المواطن - مادمنا نتحدَّث عن استقطابه إلى سياحة داخلية - أن يجد مقعداً على الطيران في الوقت الذي يختاره ويناسبه، والذي يغري المواطن أكثر أن يجد برامج ترفيهية له ولأولاده، والذي يقنعه أيضاً أن يجد السكن المريح بالسعر المريح، وأن تكون لديه خيارات كثيرة ومتنوّعة عند رغبته في التسوُّق.
***
لهذا فمن الضروري الإسراع في تهيئة هذه المتطلَّبات، بالتعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي، إذا كنّا جادِّين فعلاً في كسب المواطن داعماً حقيقياً لتوجُّهات هيئة السياحة.
وحتى لا يكون تحقيق هذه المتطلَّبات أماني يذروها مرض النسيان، فعلى هيئة السياحة أن تضع برنامجاً زمنياً معقولاً وقابلاً للتنفيذ لتحقيق ما هو أكثر من الأماني لعلَّه يوقظنا من حالة النعاس والتردُّد والشعور بالإحباط.
***
تلاحظون بأنّني لم أتحدّث عن إغراء من هو غير سعودي لاختيار بلادنا مكاناً لقضاء إجازة ممتعة في أيٍّ من مناطقنا، فهذه قصة طويلة وقضية لن ينتهي النقاش حولها، وأفضل لنا أن نركِّز على سياحة المواطن وعلى إجازة المواطن في وطنه من أن نضيِّع وقتنا في إقناع غيره ليستمتع بما لدينا مما ينسجم مع رغبته واهتمامه.
وأسباب ذلك كثيرة، وهي معروفة ولا تخفى على من يقرأ لي هذه السطور، ولا بدّ أنّ الهيئة مع ما بذلته من جهد ملموس، وبالرغم مما واجهته من عقبات، لم يصبها الشعور باليأس بعد في إنجاز مشروعها الطموح مع غير السعودي متزامناً مع مشروعها الآخر مع المواطن في سياحته بالوطن، وهي لهذا يمكنها أن تقول بثقة واطمئنان: إنّ جهودها في المسارين سيبلغ النجاح لاحقاً بالرغم من نظرتي التشاؤمية التي قد لا يكون لها مكان في قاموس الأمير الصديق سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.
خالد المالك
|
|
|
الزوجة المعلقة
|
* إعداد - صلاح عمر شنكل
بين ظلم الرجل وقسوة الأهل الزوجة المعلقة ظاهرة أخذت تداهم المجتمعات العربية بشكل مخيف وهي لا تستند إلى دين أو عرف أو قانون، إنما حالة من حالات الانتقام، والرغبة في تأديب الزوجة بأسلوب قاس لا ينم عن رحمة أو شفقة، بحيث يترك البعض زوجاتهم لا هن مطلقات ولا هن يتمتعن بميزات الحياة الزوجية بمفهومها العام، بهذا التصرف الذي يعتبره البعض بسيطا وتلقائياً تدخل المرأة في غيبوبة عن الحياة، وتصبح في وضع غير إنساني لأنها افتقدت حريتها في أن تعيش حياتها كامرأة، أو حتى كمطلقة، بل صارت بين هذا وذاك، وكلما امتدت الأيام وتناقصت سنو عمرها تضاءل نصيبها في هذه الحياة، وتراجع رصيدها في إمكانية الحصول على فرصة زواج إذا تم طلاقها من هذا الزوج، وهكذا تمضي الأيام والليالي وهي لا تملك من أمرها شيئا، هذه الظاهرة باتت تهدد البيوت الآمنة، وظلت تجلب معها المزيد من المخاوف من أن تجر وراءها مشكلات كان الناس في غنى عنها..
ترى ما أسباب هذه الظاهرة، ولماذا يلجأ إليها البعض، ومن الذي يتحمل مسؤوليتها؟ وما هي الحلول المناسبة لها؟ لمشكلة كبيرة وبالسكوت عنها ظلت تتنامى وتكبر مع الأيام، وحتى نقف على حجم المشكلة وأبعادها، طرحنا هذه القضية على أصدقاء المنتدى فلننظر ماذا يقولون؟.
محمد بن عبد العزيز بن محمد اليحيى- كاتب وناقد سعودي محرر بمجلة اليمامة: المرأة المعلقة أو لنقل المطلقة لا أعتقد أنها تواجه قسوة عندما تكون مع أهلها وخصوصا عندما يكون هذا التعليق أو هذا الطلاق بسبب مشكلة من الرجل إما أن يكون سيئا وشرس الطباع أو الأخلاق أو أن يكون من المدمنين المتعاطين للمخدرات وما شابه ذلك، وعندما تأتي إلى أهلها لا أعتقد أنها ستجد قسوة منهم أو سوء معاملة بل هي فلذة كبدهم مهما تكون الأم، وكيفما يكون الأب لا يمكن أن يقسوا على ابنتهما.
ظلم الرجل كأنها تعني الشمولية ظلم الزوج ظلم الإخوان لا أعتقد أن هناك ظلما بالمعنى الحقيقي في مجتمعنا في المملكة، وإن كانت هناك حالات فهي تعتبر حالات شاذة لا أعتقد أن هناك زوجا يتعامل مع زوجته بأن يقسو عليها أو يعاملها معاملة لا إنسانية، هذه أمور ونحن ندرك أن أبغض الحلال عند الله الطلاق فهذا الأمر ممكن يكون خارج عن إرادة الزوجة أو الزوج، قد تحتدم الأمورعلى أبسط الأشياء، وكلنا نؤمن بالعين والحسد قد تكون عين أصابته كل هذه الأمور يمكن أن تحدث ولكن- الحمد لله- نحن في مجتمع مسلم محافظ متدين لا يمكن أن تصل بنا الأحوال إلى أن يكون الرجل قاسيا أو ظالما مهما وصلت تصرفاته، وأعتقد إذا كان هناك رجل ظالم فهناك في المجتمع أيضا نساء ظالمات من خلال قسوتهن في التعامل مع الأزواج من ناحية التقصير في الحقوق والواجبات وإرهاقهم بالطلبات الزائدة، وما نخلص إليه هنا أنه في بلدنا لا يصل الأمر إلى هذا المستوى ولا نصل إلى القسوة على المرأة أو الإساءة لها فيكفيها ما هي فيه من أمر بل سنسعى لأن نساعدها لنخرجها من هذه الحالة.
وقفة حقيقية
فاطمة سعد الجوفان: الزوجة المعلقة هي بلا شك صرخة وكارثة كبيرة ضد ظلم المجتمع والرجل للمرأة ليس من المنطق ولا المعقول أن تمضي سنون طويلة دون أن يكون هناك زواج حقيقي أو اتصال الزوجين ببعضهما، وقد تصل قضاياهم إلى عشر سنوات أو أكثر نحن لا ننسى قول الرسول- صلى الله عليه وسلم- عندما تكره المرأة خلقه من حقها أن تطلب الطلاق في أضعف الإيمان وهناك بعض الزوجات عندما تقرر الانفصال وتهرب من بيت الزوجية هي بدون شك لم تفعل ذلك إلا ما بعد وجدت سيئات، فالكثير من أفراد مجتمعنا لا ينصفون المرأة فنجد أن الرجل قد يعلقها إمعانا وتعذيباً فيها بدون أن يجد جهة تلزمه حتى لو صدر قرار المرأة مطالبة بعملية المتابعة والمراجعة، وهذا يعطي انطباعاً سيئا أو بمعنى أصح تشويه للمعاني السامية للدين الإسلامي فنحن نعرف أن الزواج مودة ورحمة وليس عملية تعذيب مستمرة نحن بحاجة لوقفة حقيقية من المشايخ وبحاجة إلى قرارات أكثر تطبق على أرض الواقع حتى نستطيع أن نغير ولو جزءا بسيطا من معاناة المرأة بشكل عام والمرأة المعلقة على وجه الخصوص.
دور الأهل والأقارب
مشعل الثويني - المجمعة: أشكركم على طرح هذا الموضوع المهم الذي يمس شريحة مهمة من المجتمع السعودي ألا وهي المرأة وأقول: إن ما تتعرض له المرأة المعلقة يعتبر ظلما كبيرا من شريك حياتها الذي يقاسمها حلو الدنيا ومرها، وأقترح أن يتم تدخل الأهل والأقارب في مثل هذه المواضيع لإيجاد الحل العادل للطرفين وخاصة منهم الأولاد وإعادة الوضع إلى مساره الحقيقي حتى يعيش الأولاد إن وجدوا للعيش في وضع بشري صحي وسليم.
الضمان الخليجي
حمد بن عبدالله ابن ثنين - المأذون الشرعي لعقود الأنكحة بالدلم: أقول مستعينا بالله أن هذا الموضوع غاية في الأهمية يؤرق العديد من العوائل والأسر ويزعج المجتمعات هذه المرأة التي ظلمها الزوج ولم ترحمها الجهات المعنية، فلا توجد في الضمان الاجتماعي طريقة لحل مشاكل هذه المرأة إن المطلقة أخف ألماً وأقل مأزقاً من المعلقة، فالمطلقة تقف معها الجهات المعنية وتمنحها مساعدات من الضمان الاجتماعي والجمعية الخيرية وفاعلي الخير، أما المعلقة فحدث ولا حرج، فهي تضيع ما بين نظرات المجتمع وظلم الزوج الذي لا رحمة فيه ولا شفقة لقد ضاع عمرها في السراب وتقطعت همومها على صخرة صماء فقد تزايدت حتى أصبحت ظاهرة يتحتم معها الدراسة والعلاج ومعرفة الظروف والأسباب التي تقف وراءها والتي امتدت إلى الأبناء في كثير من الانحرافات النفسية والسلوكية نتيجة غياب الاستقرار المادي والنفسي والاجتماعي ثم كيف تلبي النساء المعلقات متطلبات الحياة لهن ولأبنائهن وما الدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع إزاء معاناتهن حكايات نسمعها دائما ونراها ونعيشها حتى أصبحت حديث الساعة وشدت انتباه الكثيرين من المهتمين والمختصين ونحن بصدد طرحها على المسؤولين إننا ماذا نتوقع من المعلقة التي هجرها زوجها وتركها وحيدة من دون عائل فكيف صبرت على عناد الزوج وتحطيمه لها أين حقوق المرأة وأين حقوق الإنسان ولماذا يترك الحبل على الغارب للأزواج وهم غير قادرين على العدل والمساواة لماذا لا يحصل تدخل الجهات المعنية ووضع إدارة تهتم بهذا الجانب فليس كل معلقة أو مطلقة تريد اللجوء إلى المحاكم ولا يرغبن إظهار الحزن وحديث المجالس إن القارئ يتألم من حكايات نقرؤها عبر الصحف، فما الحال إلا أن تقول المعلقة فما حالها عندما رحل زوجها وتزوج بأخرى ولم يسأل عنها وعلى عيالها ولكن ثمة تعليق نشير به هنا لامرأة ليس لها أهل أين تذهب وأين تعيش إن الطلاق في نظرها أهون عليها من التعليق لأن الطلاق يمنحها حقوقاً فمن أين لها المطالبة أين أصحاب الضمائر الحية إن الدين المعاملة حسن المعاملة أو عشرة بالمعروف.
مشاكل أسرية
عبدالله بن فهد بن محمد - محامي ومستشار قانوني: بصفتي محاميا ومستشاراً قانونيا تعرض علي في كثير من الأحيان القضايا الزوجية التي تشتكي فيها النساء من ظلم الرجل أو الأزواج، فهذه المشاكل أسرية وتتعلق بحقوق المرأة مع الرجل أو الرجل مع المرأة فتسلط الرجل أو ظلم الرجل أو تحكم الرجل في الحقوق الزوجية وهضم حقوق زوجته شرعاً فيها تظلم كثير، ومع ذلك حتى لو أقامت دعوى في المحاكم أو الجهات المختصة تجد ظلما كثيرا لحقوق الزوجة لعدم الثقافة ولعدم الاحترام والاستقرار النفسي، فأرى أن الموضوع شيق جداً ويطول الشرح فيه أو التعليق عليه لأشياء كثيرة فيا ليتنا نمنح مجالا للمناقشة في هذا الموضوع لأن الأسباب كثيرة وتتفرع ومختلفة، القضايا ليست موحدة فيها الحقوق فيها التحكم وأشياء كثيرة تتعلق بالرجل تجاه زوجته وبصفة خاصة عندنا في السعودية نادرا ما تلقى الرجل الذي يتعامل مع زوجته بالاحترام والثقة بالحقوق الشرعية فالرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله فهذه مفقودة في كثير من الأسر والبيوت، فمعاناة النساء كثيرة ولا حصر لها فيا حبذا لو نجد فرصة حتى نناقش الموضوع بتوسع.
من ينصف المرأة
عبده بن أحمد الجعفري : هذا موضوع حساس يهم شريحة كبيرة من النساء أولا لا يوجد هناك تعليق في الإسلام، فالمرأة لا تعلق وبأي حق تعلق جعل الله عز وجل لها مخرجا ومتنفسا تتنفس من خلاله، فهناك الطلاق إذا اتفق الطرفان على الطلاق بدون مرافعة أو مدافعة وغير ذلك فإذا لم يتوفر الطلاق فهناك فسخ، والفسخ إذا رأت الزوجة على زوجها شيئا يخل بالشرع أو بالآداب الإسلامية، فإن لها ان تطلب الفسخ سواء كان على عوض أو غير ذلك، ولا ينبغي لها أن تجلس مع زوج لا يتقي الله ولا يخافه، وعليها أن تتقدم رأسا بفسخها من زوجها الذي قطع الصلة بينه وبين الله فإذا لم يتوفر الفسخ فهناك الخلع بأن تفتدي نفسها من زوجها لما دفعه لها أو يتفقان على شيء معين يدفع للزوج مقابل طلاقها وهذا الاتفاق ليس شرطا ان يكون بنفس المهر الذي دفع على حسب رضا الزوجين واتفاقهما فليس هناك تعليق في الإسلام، فالإسلام دين لا يحب هذه الأمور التي تنطوي على الظلم بأن يأتي الزوج ويعلق زوجته ويقول لها لن أطلقك حتى تموتي هذه أمور جاهلية، والإسلام جاء لتصفية أمور الجاهلية وإبعاد المسلمين عنها.. إن المرأة المعلقة إذا استمر تعليقها للأسف الشديد نرى ان بعض الأسر لا تتأقلم مع هذه المعلقة أحيانا لا تتأقلم معها لكي تأخذ حقها من القضاء الشرعي، نعم تأخذ حقها بأن تتقدم إلى القضاء الشرعي لكي ينصفها من زوجها ويأخذ لها حقها والنبي- عليه الصلاة والسلام- حذر من إهانة المرأة وبين أن الرجل صاحب الرجولة العظيمة لا يهين المرأة، وإذا تأزمت الأمور ووصلت إلى حد لا تعود فيه أبدا فلماذا تصر على إمساكها ولماذا لا تقوم بطلاقها وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله)، هناك أمر آخر تركه كثير من المسلمين وهو متعة المطلقة، نسينا الآن المتعة بعض الناس يطلق زوجته ولا يعطيها حقها من المتعة، وهذا كما نشاهده عند كثير من الناس، وذلك بسبب عدم اختيار الزوجة للزوج الكفء، فالمرأة المعلقة أصبحت تقاسي الألم الشديد مع أنه ليس في الإسلام تعليق، ولكن بسبب هذه الأمور غير السوية كانت المرأة معلقة.
سلوك الجاهلية
سليمان الحماد الخويطر: طبعا لا يجوز للزوج أن يعلق زوجته لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، فإذا كان يرغبها يعيش معها بإحسان وإن كان لا يريدها يطلقها حتى تأخذ طريقها في الزواج بزوج آخر، والله سبحانه وتعالى أمرنا بكظم الغيظ، والعفو وأن نعرض عن أعمال الجاهلية، ولا شك ان تعليق المرأة يعتبر من أمور الجاهلية والحياة لابد أن تبنى على المودة والمحبة وعلى المشاركة الطيبة بين الزوجين أو التسريح يكون بإحسان كما دخل بإحسان يخرج بإحسان ولا يكون هناك ظلم من الطرفين خاصة من الزوج الذي بيده العشرة وبيده القوامة وبيده الطلاق فكثير من الأزواج نسأل الله العافية يظلم زوجته.
خراب المجتمع
مريم محمد الفوزان: إن الرحمة انعدمت في بعض القلوب.. والمرأة بحد ذاتها ضعيفة والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:(رفقاً بالقوارير). ومازال يقلقني وضع المرأة المعلقة إذا كان الرجل ظالما والأهل قاسين، إلى من تلجأ هذه المسكينة إلى رجل لا يعرف الرحمة فرت منه ولم يحاول أن يستعطفها ويجلبها إلى قلبه وترجع المياه إلى مجاريها، أم إلى الأهل الذين يصبحون هم والأهل عليها رحماك ربي ان الدنيا زائلة، والأمر هام بأن يفكر الرجل بالحل والمرأة أيضا وأرجو من الرجل أن يحل المسألة بدون انتقام من المرأة فلم يتركها تسترزق على الله ولا رجعها إلى قلبه وشكر الله ومن الأمور التي نسمعها من أن بعض الأهل ينتقمون من البنت التي تقع مع رجل ظالم لا يعرف الرحمة والعطف بل يريد أن يتركها معلقة بدون مصروف بدون سؤال عنها.. أيها الرجل تعليقك لها يجلب الخراب على المجتمع، ويعمل على أشياء كثيرة لا سمح الله، وإن كانت الأمور مستعصية مع الزوجة والزوج فنرجو من الأهل أن يكونوا القلب الحنون والمحافظة على البنت ونعم الأهل المحافظون، ولكن لا ضرر ولا ضرار أيها الأهل إن لم ترحموا بناتكم فمن يرحمهن ويعطف عليهن نرجو من الله الإصلاح بذات البين.
توخي الحذر
عايض علي محمد الصحبي: الزوجة لابد أن تتوخى أولا الحذر عندما يتقدم إليها الرجل بالزواج، ولابد أن تسأل عنه وإذا تأكدت من أخلاقه وطباعه والحمد لله الشريعة الإسلامية كفلت للمرأة حقها في الحياة مع الرجل الذي تريده الرجل مهما كان حاد المزاج والأهل لابد أن يكونوا منصفين في اتخاذ القرار.، إن العبرة اختيار الزوج الصالح ليس من أجل الظروف العادية فقط، لأن في الظروف العادية كل الأزواج طيبون ويستطيعون أن يتعايشوا مع زوجاتهم، لكن يأتي الفرق عندما تحدث الخلافات، فالحكيم والأصيل هو الذي يسعى إلى حلها بالتي هي أحسن، وإن وصل الطرفان إلى طريق مسدود، يكون الطلاق بما يرضي الله هو الحل الذي يرتضيه الطرفان، ولا يلجأ من يخاف الله إلى التعليق الذي لا يرتضيه لأخته أو بنته أو قريبته، فلماذا يرتضيه لزوجته أم أبنائه، بنت الأهل الذين رحبوا به ووافقوا على زواجه من ابنتهم؟ كيف يرتضي الإنسان لغيره ما لا يرتضيه لنفسه؟ حقيقة هذا السلوك غريب جدا عن مجتمعنا وديننا، فهو لا يقره شرع ولا قانون ولا تراث بل هو عمل لا إنساني ولا يرضي الله سبحانه وتعالى.
لذا نجد أن اختيار الزوج الصالح أهم من اختيار الزوجة بحكم أن العصمة بيده فإن لم يكن يخاف الله فسوف يستخدم هذا الحق في الظلم والوقوع في غضب الله وتعذيب زوجته.
عمرو بن إبراهيم العمرو: ان أمر الزوجة المعلقة بدأ ينتشر عند بعض الناس- هداهم الله- الذين استخدموا هذا الحق في أمر باطل فيه إهانة للمرأة واستخدام للصلاحيات من أجل الاستقواء، ومن أجل إظهار سطوته على المرأة، أقول: ان التعليق هو امر شرعه الله تعالى في حدود ضيقة جدا، لكننا نرى استخدامه بات كثيرا عند بعض الناس حقيقة إنني أتحدث بأسف وأتكلم بمرارة عندما أرى بعض الناس وبحكم عملي حقيقة في الجانب الاجتماعي تعاني المرأة معاناة شديدة فتجدها تحدث من له يد حتى يساعدها ويخرجها من هذا المأزق رغبة في أن يكون لها مخرج من هذا العقاب الذي عوقبت به، كذلك حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي حثنا على إكرام المرأة، وكان حديثه الأخير استوصوا بالنساء خيرا، كان يحث ويكرم النساء ولا نظلم هذا المخلوق الضعيف الذي هو أمنا وأختنا وزوجتنا التي نحن لا نستغني عنها، فهي نصفنا الآخر في هذه الحياة الذي نريد أن نبني بها أسرة سعيدة فأقول: إن أمر الزوجة المعلقة هو سهل بإذن الله وخروجنا من هذه المشكلة هو أمر هين جدا جدا، بشرط وهو أن تتقوا الله عز وجل، ونجد أن المسألة انحلت بإذن الله وطبقوا أحاديث الرسول- صلى الله عليهم وسلم- وبإذن الله سنجد أننا لا نعاني أبدا ولن نعاني -إن شاء الله- من وجود هذا الأمر في مجتمعنا في الختام أشكركم شكرا جزيلا إلى اللقاء وأتمنى لكم التوفيق دائما.
أم شهد - الرياض: تعليق المرأة ظاهرة منتشرة منذ زمن لكن في نظري أن ذلك يعود إلى أسباب نفسية في الرجل لكن في ذلك ظلم للمرأة وللأولاد، ويؤثرعليهم سلبيا أتمنى أن يكون مجتمعنا متماسكا حتى تنشأ لدينا أجيال تنعم بالحب والأمان، والفهم الواعي للحياة الزوجية، حتى تختفي هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية.
أم أزهار - الشرقية: حينما تتسمى هذه الأشياء كلها على المرأة تكون ضائعة في مهب الريح حينما تطلب الاستنجاد بالأهل في بداية الحياة يقال لها انتظري فمع الأيام تتحسن الأمور، بعد ذلك يكون الأبناء، ثم تأتي القيود التي تضعها على نفسها قبل ان يضعها عليها الآخرون، لكن أين الحل في هذه الأشياء كلها، ولا أمل في الحل، بين تفكيرها العقلاني في الحياة والمحافظة عليهم تستمر في الظلم ألا يوجد حل ألا توجد مكاتب تختص بهذه الأمورلتساعد على حل المشاكل قبل أن تستفحل الأمور ويصعب حلها.
تجربة ذاتية
أميرة : أنا إحدى المعلقات منذ فترة وجيزة المشكلة انني تزوجت قبل سنة تقريبا بعد ان تم عقد الزواج تبين لي في العقد أنني أكبر من زوجي بسنة واحدة، طبعا الموضوع أثار قضية كبيرة من قبل زوجي خصوصا أن عادات وتقاليد المجتمع لا تسمح له بالزواج من امرأة أكبر منه أو في عمره.. المهم والدي تفاعل مع القضية أعطى زوجي مهلة مدة أسبوع لكي يحكم مصيره إما بإتمام الزواج أو الانفصال من البداية بعد أسبوع اتصل فيني زوجي طبعا كلمني فأبدى ارتياحه لي واستمر الزواج لمدة ثمانية شهور لم يصبها أي مشكلة المهم بعد ثمانية شهور أحضرني إلى منزل أهله بحجة زيارة أهله وفي اللحظة هذه لم تبد عليه اية علامات انفصال عني أو أنه يريد الانفصال عني أو الطلاق أحضرني إلى منزل أهلي وعد والدي أن يحضر إليه في اليوم الثاني من أجل أن يتناول معه وجبة العشاء يعني كان طبيعيا جدا، فلما اتصلت فيه بعد أربعة أيام لكي يحضر يأخذني فوجئت بأن الجوال مغلق بعدها بيوم اتصل فيني، وقال لي كلام من البداية ما أرتاح إليك ويريد الانفصال أعطاني السبب أنني أكبر منه سنا والشيء الثاني لا يوجد بيننا تكافؤ في الأجسام المهم الآن أنا معلقة لي تقريبا ثلاثة أشهر بدون أي حقوق يعني لا اتصال حتى لا يرد على والدي إذا قام بالاتصال به لا يرد عليه الشيء الثاني لم تصلني منه أي حقوق أو مصاريف لمدة ثلاثة أشهر حتى الفترة هذه وجدت وظيفة حكومية من قبل ديوان الخدمة المدنية، وأنا لا يوجد لدي إثبات لأن جميع أوراقي عنده وراحت علي الوظيفة الحكومية، والشيء الثاني لم تصلني مصاريفي منذ ثلاثة أشهر ولا نعرف السبب، فأنا أتمنى أن توجد هيئة أو مؤسسة تهتم بحقوق المرأة المعلقة..
انا مازلت في البداية لكن غيري قد تمتد فترة تعليقهن ومعاناتي في هذه الفترة معاناة مع أهلي معاناة في الوظيفة، وأيضا من الحالة النفسية أتمنى وجود هيئة أو مؤسسة تحفظ حقوق المرأة المعلقة أنا أردت ان أشارك في رأيي واقتراحي في إيجاد هيئة أو مؤسسة ترعى حقوق المرأة المعلقة لتضع حدا لهذه الممارسات خصوصا أنها انتشرت في مجتمعنا وبكثرة حتى أصبح الطلاق أكثر من الزواج، كما سمعنا طبعا هذا الذي أردت أن أقوله، وأشكر الجزيرة على مبادرتها معنا كمعلقات.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|