في فيلم (لأنني قلت ذلك) تقوم ديان كيتون بدور دافن ويلدير، الأمّ الوحيدة لثلاث بنات شابات: ماجي (لورين جراهام)، البنت المسؤولة، ميلي (ماندي مور)، الوحيدة، وماي (بيبر بيرابو)، البنت التي تفضل ارتداء الملابس القديمة.
أما الأمّ فهي تلك السيدة المتعصبة للغاية التي تهتم بالأمور الدقيقة جداً عندما يتعلق الأمر بحياة بناتها العاطفية، وهي قلقة بشكل خاص فيما يتعلق بميلي، التي تدير أعمال إعداد الوجبات الجاهزة، وإذا كان الامر سينتهي بها مع الرجل الخاطئ أو لا يكون لديها رجل على الإطلاق.
وقريباً جداً، بفضل نظام (دافن) لتحديد المواعيد الغرامية على الإنترنت، يصبح لدى ميلي رجلان، السّيد رايت الخاطئ، والسّيد رايت الصحيح.
وعلينا ان نرى ما إذا كنا سنستطيع معرفة الفرق بينهما. جايسون (توم إفيريت سكوت) هو المهندس المعماري الذي يعيش في منزل حديث أنيق على التلال يطلّ على لوس أنجليس. وعندما تكسر ميلي صحنا في ساحته، ينزعج جدا. جوني (غابريل ماتشت)، منافسه، لاعب قيثارة وأبّ وحيد الذي يشترك في بيت من طابق واحد مريح في فينيسيا مع ابنه ووالده (ستيفن كولينس). وعندما ينكسر صحن في مطبخه، يتعامل معه بسهولة.
ضحك ودموع وأحضان
تفرض قواعد الكوميديا الرومانسية بضعة اختيارات خاطئة في الطّريق إلى الاختيار
الصحيح، ويتناوب الضحك مع الدموع والأحضان حيث يتعامل الفيلم بشكل حذر مع تلك القواعد. الفيلم من إخراج مايكل ليهمان عن نصّ تأليف كارين لاي هوبكنز وجيسي نيلسن، وهو فيلم معتدل في التوسّط المتعمّد، من خلال الضحك الخافت واللحظات العاطفية التي تم توزيعها بعناية كالبندق في حلوى تم صنعها في المصنع.
ولا تثير قلة الطموح في الفيلم أي دهشة، ولكن كلا من الآنسة مور والآنسة كيتون، التي تستطيع إثارة الكوميديا من المواقف الأكثر اعتدالا، تستحقّ أفضل من ذلك؛ فهما مؤثرتان وتستحقان.. فالآنسة كيتون عندما تتجهّم تصفّق يديها، والآنسة مور عندما تعبس تتنهّد وتدير عيونها.. لكن ليس هناك الكثير للقيام به هنا، فالقصّة تتقدم للأمام بدون التعقيد المتسارع المطلوب، مع القيام في عدة أحيان باستبدال المونتاج المصحوب بأغاني البوب محل التطوير الدرامي الفعلي.
قوالب رخيصة
لكن ينتج عن الحوار بعض النكات البارزة، ولذا يستند منتجو الأفلام على اللقطات الكوميدية البديهية وقطع الكوميديا الجسدية.
وتتعرض الآنسة كيتون للعديد من الحوادث التي تتضمّن الكعك الكبير وأحداثا أخرى
تتعلق بعدم قدرتها على فهم كيفية تشغيل حاسوبها. وهناك منطاد أحمر يربط نفسه
بالآنسة مور من الخلف (برغم أن آلة التصوير تبدو أكثر اهتماما بالآنسة بيرابو).
وهناك ثرثرة المدلّكات في الحاشية السينمائية؛ ما يدل على أنه عندما يفشل كلّ شيء آخر، فإن النساء الآسيويات يمكن استعمالهن كقوالب جاهزة هزلية ورخيصة.
وكلّ شيء ما عدا ذلك لم يفشل تماماً في فيلم (لأنني قلت ذلك) وذلك لأن الفيلم لم يبذل حتى المحاولات. طبقا لمواده الصحفية، فإن فكرة الفيلم بدأت بالموعد الروتيني لدى طبيب الأسنان وقد عاد إلى نقطة البداية الآن.