|
وماذا بعد مجلة الجزيرة..؟!
|
يسألني البعض بشيء من الدهاء، وماذا بعد مجلة الجزيرة..؟
وهو سؤال وجيه يسعدني سماعه، لأنه يشير ببساطة الى اتساع دائرة الاهتمام بصحيفة الجزيرة، ضمن هذه المساحة الكبيرة التي احتلتها وهي تقدم لقرائها هذه المستويات التي لامست ربما شيئاً من رغبات القراء وتطلعاتهم..
***
ونخطىء خطأ فادحاً، إن أنا أو أياً من زملائي استسلمنا لتصور قد يداهمنا ومضمونه بأن ما نقدمه يزيد ولو قليلا عن الحد الأدنى المطلوب والمنتظر والمستهدف تحقيقه لبلوغ ما يتم التخطيط له لمستقبل الجزيرة الموعود إن شاء الله بالكثير من الوثبات..
***
إن العمل الصحفي من وجهة نظر شخصية يقوم على التجديد ويعتمد على الابتكار، وبذلك فإن التفوق المستهدف يتحقق حين تتميز الجزيرة عن رصيفاتها بكل شيء، من صياغة المادة الصحفية وكتابة عناوينها الى تبويب الصحيفة وإخراجها، من اختيار الصور وتوظيفها الى تقييم المادة الصحفية ونشرها في حدود المساحة التي تستحقها، ومن التواجد في قلب الأحداث وعدم الغياب عنها الى التفرد بكل ما يخطر وما لا يخطر في أذهان قرائها..
***
ومرة أخرى، تخطىء أسرة تحرير صحيفة «الجزيرة» إن لامس هذا الكلام هوى في نفوس أفرادها، إن صدقوا ما قد يقال لهم من أن الجزيرة تصدر حالياً وبعد طول انتظار متشحة بهذه الملامح الجميلة لصحافة العصر، لكن الزملاء ومعهم الصحيفة يكبرون لدى القراء بما يقدمونه من عمل مدروس وعلى النحو الذي يقومون به الآن ضمن خطة وآلية عمل لانجاز صحفي تتوافر فيه كل هذه المواصفات، بانتظار اللحظات الأجمل والأروع التي نحتفل فيها جميعاً بنجاح هذا التدخل الجراحي الكبير في جسم صحيفة الجزيرة الذي أعادها سليمة ومعافاة من بعض جوانب القصور..
***
نعم، وماذا بعد مجلة الجزيرة..؟!
سؤال وجيه..
وإجابته أختصرها بالتأكيد لكم على أن وثبات الجزيرة قادمة ولن تتوقف، وسوف نضيف قريباً المزيد من الجماليات، انتظرونا، فالجزيرة تكفيك..
++++
خالد المالك
++++
|
|
|
العلاج بالجينات.. في قفص الاتهام هزيمة لعلماء الاستنساخ: دوللي مريضة والخنازير أصابتها أمراض القلب فرنسا أوقفت الأبحاث بعد إصابة طفل باللوكيميا
|
القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح:
بعد مائة عام من البحث والتجريب توصل العلماء الى آخر واعظم اكتشافات القرن العشرين ووضعوا ايديهم على خرائط العديد من الكائنات الحية بما فيها خريطة الجينوم البشري، وتطور بسرعة البرق ما يعرف بعلم العلاج بالجينات ويهدف الى تخليق كائنات حيوانية وبشرية توفر اعضاء بديلة للاعضاء البشرية التالفة وتسهم في علاج الكثير من الامراض المستعصية كالايدز والسرطان.
ورغم الاحلام الكبيرة والاشواق التي داعبت خيال العلماء والاطباء والمرضى الا ان اغلب المشاريع العلمية ادت الى نتائج محبطة ومخيفة وأثارت ردود فعل عنيفة ومتباينة . أصوات تعطي الضوء الأخضر للعلماء للمضي قدما في بحوث الجينات للأغراض الطبية، وأخرى تطالب بتحريمها بدعوى انها تدخل وتلاعب في نواميس الطبيعة .. ومؤخرا اوقفت فرنسا تجارب جديدة خاصة بالعلاج الجيني كانت تجرى على اطفال يعانون من خلل نادر في النظام المناعي الخاص بالجسم .
جاء قرارالايقاف بعد اصابة احد الاطفال الذين خضعوا للتجارب بمرض سرطان الدم«اللوكيميا»وكان برنامج العلاج لهؤلاء الاطفال يتضمن تعديلا جينيا قد يؤدى الى ايقاف النظام المناعي عن العمل مع وضع هؤلاء الصغار داخل كرات بلاستيكية ضخمة لتفادي انتشار العدوى وانهيار المناعة .
قال المراقبون ان القرار الفرنسي الاخير بمثابة ضربة لمصداقية علم علاج الجينات رغم ان الاطفال الآخرين الذين يتلقون نفس العلاج يبدون في صحة جيدة.
التجارب على الحيوانات
واذا كان العلاج بالجينات يعد أملا لبعض المرضى الذين يعانون امراضا نادرة ومستعصية، الا انه يحتاج الى ضوابط و شروط صعبة منها ألا يكون سببا في زحف فيروس خبيث غير متوقع، من هنا قصر عدد من العلماء ابحاثهم على الحيوان فقط وطرح بعضهم امكانية تخليق حيوانات يمكن زرع اعضائها في الانسان بديلا عن الاعضاء التالفة . لكن في سياق اعادة النظر في عمليات (الاستنساخ) المعملي كشفت مصادر علمية بريطانية ان الحيوانات التي ولدت بهذه الطريقة كانت مصابة بنوع من (الاختلال في الجينات) فمثلا جاء في تقرير نشره البروفيسور ايان ويلموت رئيس الفريق المسؤول عن (استنساخ) النعجة دوللي اول واشهر حيوان تم استنساخه منذ عدة سنوات انها قد ولدت مصابة باختلال يعرف باسم (قصور التيلوميريس) مما لايوفر حماية لاطراف (الكروموزومات) وادى ذلك الى اصابتها بالشيخوخة بسرعة كما انها اصيبت بمرض تيبس المفاصل وهي في الخامسة من عمرها.
اكد البروفيسور ويلموت ان هناك اعراضا اخرى يمكن ان تنتج عن عمليات الاستنساخ مثل تضخم حجم الكائن المستنسخ كما حدث في بعض حالات الابقار والاغنام ووصل في حالات الفئران الى اربعة امثال الحجم الطبيعي بالاضافة الى ظهور اعراض الاصابة بامراض القلب في الخنازير كما انه رغم تقديم كميات معقولة من الطعام فان بعض الحيوانات المستنسخة تحتفظ اجسامها بالدهون كما ان بعضها عانى من صعوبات في نمو الاعضاء واصابتها باعراض في الرئة وكذلك ظهر عليها عجز في جهاز المناعة. من ناحية اخرى اضطر الفريق العلمي في معهد روزالين في أدنبره إلى وقف مشروع استنساخ أعضاء الخنزير المعدلة وراثيا لأغراض طبية للاستفادة من أعضائها في زراعة الأعضاء للإنسان بسبب بعض المخاوف الصحية وخشية من انتقال أمراض جديدة إلى الإنسان بواسطة هذه الأعضاء الجديدة.
التجارب على البشر
رغم المخاوف المحيطة باستنساخ الحيوان الا ان هذا لم يمنع العلماء من التجريب على البشر وروج بعضهم ان استنساخ البشر اسهل، في حين اكد البروفيسور ويلموتان هناك ادلة عديدة تفيد ان عملية الاستنساخ قد تسبب مشاكل وليس هناك مايشير الى ان هذه المشاكل لن تحدث في حالات استنساخ البشر.
وما حدث مؤخرا في فرنسا حيث اصيب احد الاطفال باللوكيميا ليس الحادث الاول من نوعه، فمنذ عام تقريبا اوضحت ابحاث تكنولوجيا الخلايا في الولايات المتحدةالامريكية ان ثلاثة اجنة بشرية عجزت عن النمو واضطر فريق الابحاث الى اعدامها، وكان الغرض من استنساخ الجنين استخدامه مصدرا للخلايا الجذعية، وهي خلايا الكائن الحي الأساسية التي تنشأ منها الأنسجة والأعضاء المتخصصة، وليس الهدف تخليق كائن بشري.
واكد المدير التنفيذي للشركة المسؤولة عن المشروع إن ما تنتجه الشركة ليست حياة بشرية، بل مجرد حياة خلوية لتنمية كتلة متناهية الصغر من الخلايا لاستخدامها بإنتاج الخلايا الأساسية، لكن زعماء دينيون وسياسيون أمريكيون بينهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي السناتور توم داشلي سارعوا إلى الاحتجاج على المشروع باعتباره عملا مقلقا ومربكا ويسير في الاتجاه الخاطىء. وتجاوز الطموح العلمي الحد حين دعا أحد العلماء الألمان الى إنتاج رجل متفوق (سوبرمان) يجري تركيبه باستخدام جسد رجل مريض على حافة الموت، يقول البروفيسورجنتر فون هاجينز من معهد الجراحات التقويمية انه يريد توثيق هذه العملية ابتداء من مرحلة العثور على متطوع يوافق على ان تجرى العملية على جثمانه بعد وفاته الى ان يقوم التلفزيون بتسجيلها خطوة خطوة لعرضها على المشاهدين في وقت لاحق، وحال الانتهاء من العملية يجري حفظ الجثة في مادة البوليمرلكي تراها الأجيال المقبلة، ويؤكد ان المخلوق البشري المثالي يملك خواص ومميزات مثل مفصل الركبة التي تنحني الى الخلف أيضا، وبدلا من الزائدة الدودية ينبغي ان يكون هناك قلب آخر احتياطي في حال تعطل القلب الأول .
من التغييرات الأخرى التي يقترحها البروفيسور الالماني زيادة عدد اضلاع الصدر وتحسين مظهر العينين والأذنين وتعديل المريء لكي لا يغص الفرد أثناء تناوله الطعام. وقرر هاجينز ان يطلق على هذه الجثة الرجل المتفوق او السوبرمان مما أثار عاصفة من الاستهجان ضده .
هذه الامثلة وغيرها تكشف ان محاولة تخليق الاجنة تتجاوز علاج الامراض بالاستفادة من ثورة الجينات الى العبث بالكائنات لارضاء نوازع مرضية لعلماء يملؤهم الغرور، وهيهات ان يتحقق من وراء هذا الا المزيد من الشقاء لبني الانسان وظهور امراض وفيروسات ما سمع بها احد من قبل، من هنا تصبح الحاجة ماسة الى ضوابط اخلاقية وعلمية وقانونية ايضا .
حل سعودي
وقد قدمت الباحثة السعودية الدكتورة إلهام أبو الجدايل بحثا طبيا متميزا يتجاوز المشاكل المثارة حول تخليق الاجنة سواء من ناحية الرفض الديني والاخلاقي او من ناحية الاعتراضات والشكوك العلمية، تؤكد فيه أنها تستطيع تقديم البديل لتقنية استنساخ الاجنة للغرض العلاجي باستنباط ما يعرف بالخلايا الجذعية من خلايا أشخاص بالغين دون الوقوع في الورطة الاخلاقية التي تحيط باستنساخ الاجنة لنفس الغرض وإذا ما تم التحقيق علميا وعمليا من التقنية التي اكتشفتها الدكتورة إلهام أبو الجدايل فسيمكن من خلالها علاج العديد من الامراض المستعصية مثل الشلل الرعاشي واللوكيميا والزهايمر .
تقول الدكتورة إلهام أبو الجدايل إنه خلال عملها في بحث كان يقتضي قتل خلايا الدم البيضاء وجدت أن هذه الخلايا الكاملة النمو والتي تختص بعمليات الدفاع عن الجسم يمكن لدى ملامستها لمادة حيوية أن تعود الى مرحلة بدائية من مراحل التكوين هي مرحلة النشأة أو ما يعرف بالخلايا الجذعية وهي خلايا بدائية غير متخصصة وظيفيا، هذه الخلايا قادرة على تعمير أنسجة وأعضاء عديدة في الجسم بما فيها الخلايا العصبية وتصف عملية التحول في الخلايا المتخصصة الى خلايا جذعية أو أولية بأنها عملية تميز ارتجاعي وتفسرها بحدوث محو لبرنامج الخلية المتخصصة الى أن يصبح برنامجا مبسطا كما هو الحال في الخلايا الجذعية ومن ثم يمكن برمجة الخلايا ثانية للقيام بوظائف متعددة، والمذهل أن هذا يمكن أن يحدث خلال ساعات وتكاليف هذه العملية بسيطة للغاية على حد قولها ولا تعرف الدكتورة إلهام أبو الجدايل على وجه التحديد السبب في تجاهل الدوائرالطبية والعلمية لبحثها طوال هذه السنوات، ولم يكن أمامها سوى توثيق هذا البحث الذى تقدمت به الى الباحثين في مستشفى هامرسميث والكلية الملكية، إمبريال كولدج، في لندن الذين استغرقهم الامر ست سنوات كاملة للتحقق من جدية البحث.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|