|
الوطن الحبيب في ذكراه
|
في مثل هذه الأيام من كل عام..
اعتدنا أن نحتفي بذكرى توحيد المملكة..
لنستذكر مع هذه المناسبة الخالدة - وبالإعجاب والثناء - سيرة بطل هذه الوحدة ورمزها وزعيمها الكبير وقائدها الملهم.
***
كما اعتدنا أن نغني للوطن..
ونكتب عنه وبه أجمل الكلمات..
ونقول فيه من الشعر ما يليق بمقامه ومكانته..
وأن نخاطبه بأرق كلمات التبجيل والاحترام.
***
وأن نروي القصص عن هذا الوطن وعن أمجاد الرجال الذين خدموه..
فنخص كبيرهم - عبدالعزيز - بما يستحق، وبما يجب أن يُقال عنه..
فيما ترتفع الرؤوس عالياً احتراماً للوطن، ضمن الاحتفاء الجميل بهم وبيوم الوطن.
***
وبمثل هذه المشاهد والمواقف ترسخت منذ القدم وتترسخ الآن العلاقة الحميمة بين الوطن والمواطن..
ومسؤوليتنا في هذا أن نعلِّم هذه المبادئ لصغارنا ونقرِّبهم منها..
ليواكبوا هُمْ أيضاً مسيرة هذا الحب، ويسيروا على خطى مَنْ سبقهم من الآباء والأجداد..
إذ بمثل هذا الصنيع لن نخاف من أن يختفي أو يغيَّب هذا الوهج من تاريخنا.
***
لقد جاءت وحدة الأرض التي أنجزها عبدالعزيز من وحدة القلوب التي غرسها بين مواطنيه وستظل..
وكان مشروع عبدالعزيز الوحدوي الذي لم يُسبق إليه قد أتمه معتمداً في ذلك على الله أولاً ثم على أنصاره من المواطنين..
وإذ نحتفل هذا العام بما أُنجز - وهو كبير ومهم - وبما أضيف إلى هذه الملحمة البطولية - وهو امتداد للأهم - إنما لكي نحتفل بما كان يُنتظر أن يُنجز بعد سنوات من الآن فإذا به يسبق الموعد بسنوات بفضل عزيمة الرجال، وهذا هو بنظرنا التحدي الإيجابي الذي رافق مسيرة الوطن والمواطن منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
***
وفي ظل هذا المشروع الوطني الوحدوي الطموح الذي قاده عبدالعزيز..
فعلى كل مواطن أن يحافظ على هذه المكتسبات..
بأن يرويها بما تستحقه من إخلاصه ومحبته وصدقه حتى تتضاعف وتنمو وتستجيب لآمال وطموحات كل منا..
وذلك بالحرص على عدم الإضرار بما تحقق..
بعيوننا الساهرات التي ينبغي ألا تنام من أجل أن نحافظ على المصلحة العامة..
وبالمتابعة والاهتمام والشعور بالمسؤولية التي يجب ألا تغيب عن أي شأن يُبقي هذا الوطن شامخاً ومهيباً وقوياً.
***
وعلينا أن نتذكر دائماً أن الوطن لنا جميعاً..
وأن خيراته هبة إلهية لنا، وبالتالي فينبغي استثمارها بما يعطي مظلة من الأمان لكل الأجيال القادمة..
كما أن وحدة هذا الوطن هي هدية عبدالعزيز لنا جميعاً، وليس مقبولاً أن نفرط بها، أو نتصرف بما يشوهها، أو يسيء إليها..
ومن حق هذا الشعب أن يفرح اليوم وكل يوم، وأن يعبر عن احتفائه بيوم الوطن بأجمل ترحيب، حتى لا يُنسى تاريخنا وأمجادنا، أو أن تغيب المناسبة دون كلمة جميلة منا عن الوطن الحبيب.
***
ولأنه الوطن، ولأن رمزه الكبير هو الملك عبدالعزيز، فإن الكلام فيهما وعنهما يبقى دون ما يتمنى المرء وإن حاول؛ إذ إن الحب الحقيقي للوطن ولعبدالعزيز أكبر من أن تتسع له الصدور، أو أن تشبع العيون من تأمل ملامحه وصوره الجميلة على امتداد خريطة الوطن، وحيثما كان هناك مشهد من مشاهده الخلابة والمؤثرة والجاذبة لحب الوطن وحب عبدالعزيز.
***
ومهما قيل أو كتب عنهما..
في مناسبة أو بدونها..
فهما أبداً أثيران على نفوسنا، وجديران بأن نعطيهما ونمنحهما كل حبنا وعواطفنا ومشاعرنا، وأن نختزنهما في عقولنا وقلوبنا، ونحتفظ لهما بكل هذا الود، مثلما يفعل كل العشاق المخلصين المتيمين عادة بمن رقت لهم عواطفهم فاستسلموا معهم لحياة عامرة وزاخرة ومتوهجة بكل ما هو جميل، ضمن نمط حياة تجمعهما وقد جللهما الحب والوفاء والإخلاص.
***
ويبقى الوطن مع هذه المناسبة - وكل مناسبة - هو الحب الأكبر، والعشق الأجمل، ويبقى عبدالعزيز هو رمزنا وقدوتنا وحبيبنا الذي لن تختفي سيرته وتاريخه من ذواكرنا.
خالد المالك
|
|
|
عزيزي الرجل : أنصت .. تحببك المرأة
|
إعداد: وفاء الناصر
عادة ما تلجأ المرأة إلى تفريغ ما تواجهه من ضغوط حياتية عن طريق الكلام، فذلك يشعرها بالراحة والسعادة، وعندما تشتكي المرأة، فهي لا تبحث عن حلول بل عن آذان مصغية لها، وأكثر ما يقلقها، هو سكوت الرجل، فهو يثير فيها العديد من علامات الاستفهام، وخاصة إذا طال صمته هذا فهنا تمتد إليها ظنونها لتنبئها بما هو أسوأ لذلك إذا وجدت نفسك عزيزي الرجل الصامت ومقبلاً على صمت طويل فأنت في أمس الحاجة لقراءة هذا الموضوع، والذي يوضح فيه عضو جمعية الانصات الدولية ومؤلف كتاب أنصت يحبك الناس، محمد النغميش لقراء كيف تصبح منصتاً حيداً للمرأة.
يقول النغميش: إن شهية المرأة تتفتح للكلام عندما تواجه ضغوطاً حياتية وهذا ليس بغرض الحصو لعلى حلول بقدر ما هو بحث عن أذان صاغية لها، بينما يلجأ الرجل إلى حل مشاكله بنفسه وأحياناً التفكير فيها منفرداً وذلك الفارق بين الجنسين ربما يعلل سبب لجوء كثير من النساء إلى صديقاتهن (للفضفضة) عما بداخلهن فإذا لم يجدن أحداً استعن بسماعة الهاتف على عكس ما يفعله الرجال.
اسمعني فقط
ويتابع النغميش بالقول: أخبرني أحد الإخصائيين النفسيين في دولة الكويت أن فتاة أصرت على حجز ساعات الاستشارات في مركزه الاستشاري لأسبوعين كاملين ودفعت المبلغ مقدماً وكان طلبها الوحيد، (أريدك أن تسمعني فقط فلا أحد يسمعني في المنزل) ويضيف أن الموظفة إذا لم ينصت إليها المسؤول فقد تجد نفسها مضطرة إلى افشاء مشاكل العمل وضغوطه لزميلاتها وبالتالي تنشر مشكلتها تدريجياً وربما مشوهة إلى جميع إدارات العمل.
قدرات المرأة الخارقة
حسب دراسة شهيرة لجامعة هارفارد فإن الرجال لا يستطيعون مسايرة المرأة الخارقة على القيام بأكثر من عمل في آن واحد حيث كشفت الدراسة أن الجانب الأيسر من مخ الانسان مسؤول عن الأنشطة الذهنية كالكتابة والأرقام واللغات وغيرها أما الجانب الأيمن فهو مسؤول عن التخيل والتفكير أو ما يسمى بأنشطة اللاوعي التي تدور في أذهاننا كما يتولى هذا الجانب مسؤولية أحلام اليقظة والألوان وما شابهها وأكدت الدراسة - التي صارت حقيقة علمية تدرس في الجامعة - ان النساء يستطعن القيام بأنشطة الجانبين الأيمن والأيسر في وقت واحد، والأمر الذي يشكل صعوبة بالغة على الرجال فالمرأة تستطيع قراءة الصحيفة والاستماع إلى برنامج تلفزيوني في الوقت نفسه، ويمكنها التركيز على سماع صوت طفلها الذي يلهو في الغرفة المجاورة أثناء عملها داخل المطبخ.
أحاديث التفاصيل
ويواصل النغميش وصفه لشهية المرأة الكلامية: من يعمل مع النساء يلاحظ أنهن أكثر ميلاً إلى أحاديث التفاصيل على عكس الرجال الذين غالباً ما يميلون للأحاديث المتقضبة والمباشرة فهم (يحبون الزبدة) كما يقال ولقد أخبرني رئيس مجلس إدارة احدى الشركات (مشكلتي مع النساء في الشركة أنهن يعشقن الحديث المفصل ولذا عندما أطلب احداهن لمناقشة قضية ما فإنني احتاج إلى وقت أطول من زملائي الرجال الذين عادة ما يناقشونني وقوفاً بسبب عجلتهم).
كيف تنصت إليها؟
قبل الإنصات يجب الإشارة إلى حقيقة أن المواضيع التي تختارها المرأة لا تصب بالضرورة في وعاء اهتمامات الرجل ولكنها في غاية الأهمية بالنسبة لها، لذلك يعد الاهتمام بكل ما تقوله المرأة لنا أمراً مهماً ويتطلب التفاعل الصادق البعيد عن التمثيل والتكلف لأنها فطنة بطبعها وقال النغميش: احرص ألا تستعرض القدرات الكلامية فالمرأة تحبك منصتاً جيداً، وقد أكدت ذلك دراسة صادرة عن أهم المراكز العلمية في العالم MIT بولاية بوسطن الأمريكية حيث أكدت أن اختراق قلوب النساء لا يكون باختيار المفردات الجميلة بل بإعطائهن آذاناً صاغية، وقام الباحثون في هذه الدراسة المهمة بتحليل دقيق لـ60 محادثة بين الرجال والنساء، استغرقت أوقاتاً مختلفة فيما أعطي كل رجل وامرأة فيها دقائق قليلة ليتعرفا على بعضهما البعض وأن يقررا ما إذا كانا يرغبان في الالتقاء مرة أخرى، وكانت النساء انجذبن أكثر نحو رجال استخدموا كلمات مشجعة لهن على الاستمرار في الحديث مثل OK و I See حيث تبين للباحثين أن بعض الرجال استخدموها خمس مرات خلال خمس دقائق في استخدمها آخرون أكثر من ثلاثين مرة في الفترة الزمنية نفسها.
اختيار الكلمات
النساء كالقوارير.. تشف ما في جوفها من مشاعر وبنظرة خاطفة إلى ملامح وجوههن تتضح لنا حالتهن النفسية وهنا تأتي أهمية الحذر عند اختيار الكلمات الموجهة إليهن والإنصات بجدية إلى حديثهن فهن ينزعجن كما ننزعج من تجاهل الآخرين لحديثنا ولنتخيل كيف ستكون ردة فعلتنا عندما نحمل همومنا إلى صديق أو قريب لنجده غير مكترث البتة بما نقول! ما شعورنا إن كان من نحدثه ينظر إلى النافذة أو يقلب القنوات الفضائية أو منشغلاً بوظائف هاتفه النقال؟ وضع أنفسنا في موقع الآخرين يجعلنا أكثر إحساساً بهم.
هل يتطور الإنصات مع مرور الوقت؟
سؤال يجيب عليه النغميش، فيقول: البعض يظن واهماً أن الزمن حلال المشاكل وأن قدراتهم الانصاتية ستتحسن مع مرور الوقت لقد قرأت دراسات عدة في هذا الشأن وشهدت تجارب عملية متنوعة في دوراتي التدريبية لكبار السن فوجدت أن الانصات لا يتطور من دون رغبة داخلية حقيقية وتقييم ذاتي مستمر بل اتضح أن عادة عدم الانصات إلى الآخرين هي إحدى أهم الصفات التي تنفر الناس منا ولو استعرضنا أسماء من لا ننسجم معهم لوجدناهم يشتركون في أنهم لا ينصتون إلينا فكيف ننسجم مع من لا تتفاعل أذناه مع أفكارنا، آرائنا؟ إن الإنصات يبدو صعباً في بداية الأمر ولكن مع التدرب المتواصل يصبح عادة يومية سهلة وهو فضيلة مهمة نفهم بها الآخرين ونتقرب إليهم خصوصاً معشر النساء اللاتي يكن غالباً في احتياج لهذا الانصات.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|