|
وعدوان على خارطة الطريق..!!
|
مع كل عملية استشهادية في فلسطين المحتلة يتسابق الرئيس الامريكي وأركان حكومته الى التنديد بها واستعداء دول العالم على المنظمات الفلسطينية وبعض قيادات السلطة..
وتتصاعد وتيرة الموقف الامريكي المناصر لإسرائيل من خلال التصعيد غير المبرر في اتخاذ الكثير من الاجراءات المضرة بحقوق ومصالح الشعب الفلسطيني فضلاً عن الإضرار بعملية السلام.
* * *
وبافتراض ان الولايات المتحدة الامريكية طرف نزيه وعادل ويُعتمد عليه للتوصل الى سلام دائم وعادل في المنطقة يقوم على الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني والاتفاق على اقامة دولة للفلسطينيين الى جانب دولة اسرائيل..
فإن مثل هذا الافتراض مالم يستند من الولايات المتحدة الامريكية إلى تعامل متوازن بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وعلى موقف واحد من كل الخروقات سواء من هذا الطرف او ذاك، فإن مثل هذا الافتراض لايكون له معنى ولا يعتد به لأنه بذلك يفتقر الى المصداقية والى الشعور بالمسؤولية.
* * *
وخلال فترة الهدنة بين الجانبين لاحظنا التزاماً في تطبيق ماتم الاتفاق عليه من جانب الطرف الفلسطيني فقط، فيما نكث الجانب الاسرائيلي بكل التزاماته وتعهداته وواصل عمليات الاغتيال والاجتياح وهدم المنازل والزج بالمزيد من الفلسطينيين في أقبية سجون العدو..
ولم يكن الموقف الامريكي من الصراع ومن التطورات المتلاحقة بين الطرفين مقنعاً او مثار ارتياح للفلسطينيين تحديداً، لأن جدية ومصداقية راعي عملية السلام في إلزام كل طرف بتطبيق ماتم الاتفاق عليه كانت مثار شك طالما ان الولايات المتحدة الامريكية تتعامل بمعيارين وتكيل بمكيالين في موقفها من الطرفين..
* * *
ولاشك ان شارون واعضاء حكومة الحرب في اسرائيل هم من اغتالوا الهدنة بين الجانبين بعدم التزامهم بإيقاف مسلسل قتل قيادات وكوادر ورموز المنظمات الفلسطينية، وهم دون غيرهم من استثمروا تعليق الجانب الفلسطيني للعمليات لمواصلة العدوان والاجتياح والاعتقال والقتل والتملص مما اتفقوا عليه..
وكنا نعتقد ان الادارة الامريكية بحكم متطلبات رعايتها للسلام في المنطقة وما قطعته على نفسها من وعود، ومن خلال مبادرة الرئيس بوش لعقد قمتي شرم الشيخ والعقبة، وماتم التوصل اليه من اتفاق بين الاطراف المعنية، كنا نعتقد انه لن يسمح لأي طرف بالتأثير السلبي على ماتم الاتفاق عليه، فإذا بنا امام موقف امريكي متعاطف مع اسرائيل يعيدنا الى حلبة الصراع بأكثر مما كان عليه ومن دون بارقة أمل بخارطة الطريق.
++
خالد المالك
++
|
|
|
الصديق القاتل المطرب ذبح والدة صديقه بحثاً عن المال
|
ماما سميرة».. هكذا كان يحلو له أن يناديها.. كما كان يحلو لها أن تسمعها منه فهي أرملة مات عنها زوجها بعد رحلة طويلة من البحث عن الإنجاب.. وبعد 15عاما رزقهما الله بولد ولكن قبل أن يمضي عامه الأول غادر والده الحياة وتركها وحيدة مع فرحة العمر.. ترعرع وحيدها «وجدي» أمام عينيها كالوردة في البستان الزاهر ووفرت له كل ما يريد.
ومنحته كل ما كان يطلبه.. كانت عيناها ترقبانه مع كل يوم تطلع شمسه والحسرة في نظراتها.. لقد تربى يتيما وحيدا وكم كانت تتمنى أن يكون له أخ يشد من أزره في الحياة أو أخت تحنو عليه وتكون له أما ثانية بعد وفاتها خاصة وهي تخشى أن يختطفها الموت فجأة كما خطف أباه من قبل ويصبح «وجدي» وحيدا في الدنيا.. أثلج صدرها اختياره «محمد» صديقا له فهو ابن الجيران في المنزل الملاصق لهما وتعرفه أسرته جيدا ومتأكدة من حسن أخلاقه وانه سيكون الأخ الذي كانت تتمناه لابنها وسوف يصدق عليه المثل «رب أخ لم تلده أمك».
الموهبة المشؤومة
في أي وقت كان «محمد» يدخل إلى بيت صديقه.. كثيرا ما كان يطلب الطعام من ماما سميرة كما تعود أن يناديها وكثيرا ما كان يشكو لها من قسوة والده عليه.. كانت تقدم له الطعام وتخفف من حدة آلامه النفسية فالدنيا كانت عابسة في وجهه كما يقول فبعد حصوله على مؤهله المتوسط وجد أن فرص العمل أمامه مستحيلة.. وكانت هي تبتسم وهو يؤكد لها انه صاحب موهبة غنائية وانه الآن يجرب حظه في الأفراح التي تقام في الشوارع بالمنطقة الشعبية التي يقيمون فيها.. أقسم لها مرارا انه ينتظر الفرصة ليصنع أول شريط سيحطم به اليأس وينتقل من حياة الصعاليك إلى حياة المليونيرات.. دعت له أن تتحقق أحلامه وأخذت تنصحه بالصبر وان يتحمل صاحب المكتبة التي يعمل بها خاصة وانه صديق والده ومنحه ثقته الكاملة في إدارتها.
دافع الجريمة
طرق «محمد» باب شقة ماما سميرة.. هي ملجأه الوحيد في السراء والضراء.. لم يجد صديقه «وجدي» وأخبرته الأم انه سافر إلى أهلها في القرية لأداء واجب العزاء في وفاة أحد الأقارب.. خجل أن يروي لها المشكلة التي يمر بها.. هل يقول لها انه أصبح سارقا.. سيطلب منها 150 جنيها على سبيل القرض ولن تمانع أو ترفض خاصة وانها المرة الأولى التي يلجأ إليها فيها لاقتراض النقود كما انه صديق ابنها الوحيد وتعتبره ابنها الذي لم تحمله في بطنها.. و قبل أن يتكلم بادرته بالسؤال عن سبب الهم الذي يكسو ملامح وجهه.. تلعثم وهو يحكي لها مشكلة اختلقها من خياله وان حلها في 150 جنيها يأمل أن تقرضها له.. كانت مفاجأة له وهي تعتذر له بعدم وجود نقود معها في الوقت الحاضر وطلبت منه مهلة يومين أو ثلاثة لتدبير المبلغ المطلوب.. أسقط في يده وهو يسمع اعتذارها.. إنها الأمل الوحيد أمامه قبل أن ينفذ صاحب المكتبة تهديده ويتعرض للفضيحة.. أشعل سيجارة مخدرة وطلب منها كوباً من الشاي فتركته في صالة الشقة متوجهة إلى المطبخ؟.. ثوان معدودة تلبسه فيها الشيطان مع تأثير المخدرات وأخذ يسأل نفسه.. لماذا لم يشعر أبدا ان هذه السيدة الأرملة أم صديقه في ضيق من العيش كما يشعر طوال عمره في بيت أبيه.. دائما الخير في بيتها.. دائما ما وجد مع ابنها نقودا لا يمكن لمثله أن يحصل عليها من أمه أو أبيه.. من المؤكد إنها تدخر الكثير من الأموال لتساعد ابنها الوحيد في زواجه.. كيف تقول انه مثل ابنها ومع ذلك تبخل عليه بهذا المبلغ البسيط وترفض أن تقيله من عثرته.. لو غابت عن الوعي لدقائق معدودة لفتش الشقة وعثر على الأموال.. لقد رأى في الأفلام السينمائية ان ضربة على الرأس كفيلة بإحداث هذه الغيبوبة.. ليفعلها كما يفعلونها في السينما.. يضربها على رأسها بمقبض السكين الملقى على المائدة في الصالة وعندما تفيق لن يهون عليها أن تدخله السجن.
تجرد من الرحمة
وعادت «ماما سميرة» بكوب الشاي الذي طلبه فأخذ يحتسيه على مهل وفي نفس الوقت أعاد عليها طلب النقود فكررت اعتذارها فقرر تنفيذ ما نواه.. طلب منها كوبا من الماء فتوجهت على الفور إلى المطبخ لاحضاره.. التقط «محمد» السكين على الفور وتوجه خلفها إلى المطبخ لتنفيذ ما نواه لكن السيدة «سميرة» شعرت بخطوات أقدامه.. التفتت فرأته ممسكا بالسكين ورأت الغدر في عينيه فحاولت الصراخ لكنه لم يمهلها وسدد لها طعنة بالسكين وفي نفس الوقت كتم فمها بيده لمنعها من الاستغاثة.. وسقطت «سميرة» على الأرض مضرجة بدمائها.. ولم يشعر «محمد» بنفسه وأخذ يسدد المزيد من الطعنات وحتى يتأكد من وفاتها قام بذبحها ثم راح يفتش في الشقة بحثا عن الثروة التي تخيلها وكانت المفاجأة انه فشل في العثور على أي نقود فسرق جهاز الفيديو وكاميرا فوتوغرافية وتسلل خارجا من الشقة دون أن يشعر به أحد.
سمعت جارة المجني عليها صوت خرير الماء من الصنبور الذي كانت قد فتحته لاحضار كوب الماء الذي طلبه القاتل فتوجهت الجارة إلى الشقة ووجدت الباب مفتوحا وعثرت على جثة المجني عليها سابحة في بركة من الدماء فأخذت في إطلاق صرخات الفزع التي تجمع الجيران على إثرها وعلى الفور تم إبلاغ الشرطة..
كشفت معاينة مسرح الجريمة أن القاتل دخل بطريقة مشروعة نظرا لعدم وجود أي آثار لكسر في منافذ الشقة.. وأكدت بقايا كوب الشاي ان القتيلة استضافت المجرم قبل قيامه بتنفيذ جريمته وبفحص المترددين على شقة القتيلة أشارت التحريات إلى المتهم وتم إلقاء القبض عليه وبمحاصرته وتضييق الخناق عليه اعترف بارتكاب الجريمة وأرشد عن المسروقات التي كان قد أخفاها لدى أحد أصدقائه وطلب منه أن يبيعها لحسابه.. أحيل المتهم إلى النيابة وأمرت بحبسه على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالسرقة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|