|
الإخبارية..!!
|
من حقها علينا أن ننصفها ولو بكلمة حق أو شهادة صدق..
وأن نقول عنها كلاماً صادقاً وأميناً..
وأن نُشيد بهذه القدرات التي أغنت برامجها بما أفرحنا..
وأن نتحدث عنها من جديد في ظل هذا التميز الذي اكتسى برامجها وإخراجها، وتلك الوجوه التي تطل علينا.
***
فهذا بعض حقها علينا..
وشيء من واجبنا نحوها..
وبعض الصدى للمشهود من نجاحاتها..
وما لم نقل كلمة الحق بما نراه ونشاهده فلا خير فينا..
فضلا عن أن الصمت عن مثل هذا المشهد لن يساعدها على أن تبلغ النجاح الذي نتمناه لها.
***
تلك هي قناة الإخبارية..
عمر قصير وخبرة متواضعة ودعم مادي محدود..
يقابل ذلك نجاح كبير وتفوق ملموس..
بما لا يبارى على مستوى قنواتنا المحلية..
وبما تنافس به هذه القناة شقيقاتها على مستوى القنوات العربية.
***
وما زالت الفرصة متاحة (للإخبارية) لتتفوق على نفسها وعلى غيرها..
بعد أن مرت فترة تجربتها بنجاح كبير..
وأثبتت أنها قادمة بقوة وبالتحدي المهني المطلوب..
وهو ما يزرع الأمل الكبير في حقول (الإخبارية) لتورق نجاحات أكثر بهاءً وقبولاً عند مشاهديها.
***
مذيعون ومذيعات في هذه القناة..
يحاورون ضيوفهم بحضور ذهني متألق..
وبلغة جميلة متمكنة..
وأسلوب راقٍ ومشوق ولافت..
في أجمل مظهر وأحسن إطلالة..
بما لا نجده مع شديد الأسف في بعض قنوات سبقتها في الولادة منذ عشرات السنين.
***
وإذا كان الاستثمار الحقيقي هو في البشر..
فإن (الإخبارية) كانت موقعاً إعلامياً استثمارياً كبيراً..
فلولاها لما كان لدينا كل هذا العدد الكبير من المواهب الإعلامية..
فهؤلاء الإعلاميون والإعلاميات..
ما كانوا ليكونوا هكذا لولا هذه القناة..
التي أتاحت الفرصة لهم..
وأضاءت الضوء الأخضر لبروزهم..
ووقفت ضد مَنْ يريد أن يغيب هذه القدرات الوطنية من أن تبلغ ما بلغته من نجاح.
***
شكراً للدكتور فؤاد الفارسي وزير الثقافة والإعلام السابق الذي كانت هذه القناة من إنجازاته..
شكراً للمسؤول الأول عن القناة الدكتور محمد باريان على حسن تفكيره واهتمامه وتشجيعه لهذه الوجوه التي نسعد برؤيتها عبر شاشة (الإخبارية) من حين لآخر..
شكراً للوزير الجديد المجدد الأستاذ إياد مدني الذي يقال إنه يدعم هذه القناة بقوة ويعمل بجدية على تطوير مستوى القناة الأولى لتكون كما يريدها المشاهد.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
النجم سعيد صالح ((مرسي الزناتي)) مستعيدا شريط ذكريات : السجن أجمل مكان في العالم
|
* لقاء خالد فؤاد :
سعيد صالح كوميديان من طراز فريد، فهو صاحب موهبة كبيرة ولكنه قليل الحظ، ولو قارناه بصديق عمره (الزعيم) عادل إمام لوجدت أن الفارق بينهما في الموهبة ليس كبيراً، فسعيد صالح كما وصفه الكاتب الساخر محمود السعدني (قنبلة ضحك من الوزن الثقيل) لكنه لم يأخذ حقه، ولو انضبط (سلوكياً) كما يقول السعدني لكان نجم الكوميديا الأول في العالم العربي، ونافس عادل إمام على (الزعامة)!
الحوار التالي مع سعيد صالح (زعيم مسرح المعارضة) في مصر كما يحب أن يصف نفسه، محاولة للاقتراب من حياة ومسيرة هذا الفنان الكبير، الذي فوجئ الوسط الفني القاهري مؤخراً بوقف عرض مسرحيته (قاعدين ليه) على الرغم من النجاح الجماهيري الذي تحققه المسرحية، وبعد إيقاف العرض تردد أن السبب هو سعيد صالح نفسه، حيث اعتاد على (الخروج عن النص) موجهاً انتقادات لاذعة للحكومة!
****
* لنبدأ معك من آخر محطات وهي مسرحيتك (قاعدين ليه) وحقيقة ما يقال ويتردد عنها؟
صدقوني هناك جانب كبير من المبالغة والشائعات فلا أعتقد أن الحكومة تدخلت بنفسها لكي يتم إغلاق العرض.
* إذن بماذا تفسر إغلاقها بشكل مفاجئ رغم الإقبال الجماهيري الكبير الذي كانت تحققه؟
هناك خطة في مسرح الدولة لا أستطيع التدخل فيها وهذه الخطة تقضي بوضع عروض في مواسم الشتاء وأخرى في الصيف.
* ولكن مسرحيتك استمرت طيلة العام الماضي، أي لموسمين كاملين بعد أن أجبر الإقبال الجماهيري الكبير المسؤولين على مد عرضها فما تعليقك؟
هذا شيء يمكنكم سؤالهم عنه وليس سؤالي أنا.
* نشعر من ردودك أن هناك شيئاً تسعى لإخفائه وترغب في عدم التحدث بشأنه وكأنك تخشى إذا تكلمت من شيء ما؟
هذا غير حقيقي، ومعروف عني أنني لا أخشى أحداً إلا الله.
* تقرير الرقابة أكد على أنك اعتدت الخروج عن النص بصفة متكررة وهو ما أدى إلى توجيه أكثر من إنذار لك؟
على خشبة المسرح، في الماضي والآن، أحب التفاعل مع الجمهور وأتعايش معه، وجمهور اليوم غير جمهور الأمس فكل يوم هناك وجوه مختلفة وأشكال جديدة، فكيف أكون مطالباً بأن أسير على نهج واحد؟ المهم عندي هو شيء واحد وهو عدم إحراج أي شخص بألفاظ خادشة للحياء العام أو اللجوء لأساليب رخيصة لإضحاك الناس، فلا يمكن أن أسمح لنفسي بالخروج على الآداب العامة أو التفوه بألفاظ غير لائقة.. هكذا أنا وحتى آخر يوم لي على خشبة المسرح سأبقي هكذا.
زعيم المسرح المعارض
* ولماذا إذن قمت بالهجوم على الحكومة المصرية وانتقادها بطرق وأساليب اعتدناها منك في عروضك المسرحية السياسية؟
لأنني من عامة الناس وأعبر عنهم، وحينما تكون هناك سلبيات أراها تمسني وتمس هذا الشعب المطحون لا بد أن أشير إليها فلا أستطيع أن أقف صامتاً حيال ما يحدث.
* عند توجهنا لمشاهدة المسرحية وجدنا المسرح تحول لمؤتمر سياسي وليس عرضاً مسرحياً ورحت تهتف مع الجمهور وتناولت كافة الأوضاع السياسية.. فهل هذا هو دورك؟
هذا هو أهم دور لي ولأي فنان، فنحن لسنا مهرجين ومتواجدين فقط لإضحاك الناس فكيف نضحكهم وهم مثقلون بالهموم والمتاعب، فأنا زعيم المسرح المعارض في مصر!
البدايات
* نرجو أن تسمح لنا بترك أزمات المسرح ونفتح معك حقيبة
ذكرياتك.. الميلاد والبداية والنشأة؟
اسمي بالكامل سعيد صالح إبراهيم، مواليد 317 1939، نشأت بداخل أسرة متوسطة الحال وحصلت على ليسانس آداب عام 1960 وبدأت مشواري الفني بعد تخرجي بأدوار صغيرة على خشبة المسرح وببعض الأفلام السينمائية حتى بدأت أتدرج في الأدوار بشكل طبيعي ومنطقي.
* وما العمل الذي لفت الأنظار نحوك؟
في عام 1965 رشحني المخرج الكبير جلال الشرقاوي لدور في (عودة الروح) لتجسيد شخصية خادم الأسرة الذي يشارك في مؤامرة على الشقيقة العانس بالأسرة فينضم لحركة التمرد التي قادها الأخ الأوسط وقدم شخصيته الفنان الراحل نور الدمرداش بينما لعب شخصية الأخ الأكبر سعيد أبو بكر فوجدت النقاد يكتبون عني كلاماً رائعاً لفت أنظار المخرجين نحوي، ومن هنا بدأ المشوار.
*وماذا كان موقف الأسرة من اتجاهك للفن؟
كان الموقف يتأرجح بين الرفض والقبول. بعضهم كانوا مقتنعين بموهبتي الكوميدية خاصة أنني كنت أمثل بسمة كبرى بداخل الأسرة وفي اللقاءات العائلية، وبعضهم الآخر كان يرى أنه من الأفضل أن أتجه للسلك الوظيفي والعمل بأي شركة حكومية بمؤهلي مثل بقية أفراد الأسرة، فكانت الغالبية العظمى من الموظفين.
* ومتى التفت لك مخرجو السينما؟
بدأت مشواري بأدوار صغيرة في أفلام (قصر الشوق) الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ مع الفنان الكبير يحيى شاهين، وكان الفيلم أول ظهور سينمائي لي أنا والفنان الكبير نور الشريف وكان هذا في عام 1967، وفي نفس العام شاركت في فيلم (الدخيل) مع ليلى فوزي وصلاح قابيل، ثم قدمت من عام 69 فيلمي (الحرامي) مع فريد شوقي وسهير المرشدي إخراج نجدي حافظ و(أبواب الليل) مع ليلى طاهر ويوسف شعبان إخراج حسن رضا، وفي عام 1970 قدمت أفلام (ورد وشوك) و(هاربات من الحب) و(ربع دستة أشرار)، وفي عام 1971 أذكر فيلمي (لعبة كل يوم) مع تحية كاريوكا وعزت العلايلي إخراج خليل شوقي و(مدرستي الحسناء) مع هند رستم وحسين فهمي. وفي كل هذه الأفلام وغيرها كنت أقدم أدواراً ثانوية إلا أنها قدمتني بشكل جيد للجمهور، وبالطبع التفت الجمهور نحوي بشدة بعد عرض (هاللو شلبي) مع الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي.
مدرسة المشاغبين
* ومتى كانت النقلة المهمة في مشوارك؟
كانت النقلة الهامة سواء بالنسبة لي أو لكل أبناء جيلي عادل إمام والراحل أحمد زكي ويونس شلبي وهادي الجيار في مسرحية (مدرسة المشاغبين) التي جسدت فيها شخصية (مرسي الزناتي) وأحدثت المسرحية انقلاباً في الشارع المصري وكانت نقلة كبيرة من جيل لجيل آخر ومن شكل اعتاد المسرح تقديمه لشكل آخر، وأصبحنا كلنا نجوم بعد هذا لنا جمهور يحرص على مشاهدتنا وتتبع أخبارنا وأعمالنا وجعلتنا نجوم المرحلة!
* وكيف كان تأثير هذا عليك سينمائياً؟
أثناء عرض المسرحية توالت علي العروض وأصبحت أحصل على أدوار أكبر كما حدث في أفلام (عاشق الروح) و(صوت الحب) و(أين عقلي) و(العذاب فوق شفاه تبتسم) و(دنيا) و(بمبة كشر) و(إنسان وسيدات) و(في الصيف لازم نحب) و(الرصاصة لا تزال في جيبي)، وأذكر أن كل هذه الأفلام قدمتها في عامين فقط هما 1973 و1974 فكنت أخرج من باب هذا الأستوديو لذاك ثم أختم يومي على خشبة المسرح. فقد استمر عرض (مدرسة المشاغبين) لستة أعوام كاملة وهو ما لم يحدث في أي مسرحية عرضت قبلها، وفي عام 1975 شاركت في أفلام (طائر الفجر) و(مين يقدر على عزيزة) و(هذا أحبه وهذا أريده) و(مولد يا دنيا) و(الرداء الأبيض)، ووصل عدد الأفلام التي شاركت فيها عام 1976 لنحو 12 فيلماً أذكر منهم (مراهقة من الأرياف) و(شوق).
اعتذار الزعيم
* في نفس هذا التوقيت كنت بدأت عرض مسرحية (العيال كبرت) مع أحمد زكي ويونس شلبي.. فلماذا اعتذر عادل إمام عن مشاركتكم بطولتها؟
عادل كان سبقنا في البطولات السينمائية المطلقة وأصبح أحد نجوم الشباك خاصة بعد النجاح الساحق الذي حققه فيلمه (رجب فوق صفيح ساخن) الذي شاركته بطولته، وجاءته بطولة مسرحية (شاهد ماشفش حاجة) وبذكائه المعتاد استشعر أنها بدايته الحقيقية مع البطولة المنفردة على خشبة المسرح وهو ما تحقق بالفعل وكان العرض أكثر من رائع، وقدمنا نحن (العيال كبرت) وحققت أيضاً نجاحاً كبيراً واستمر عرضها ستة أعوام أيضاً.
* في (العيال كبرت) تصدر اسمك الافيشات قبل أحمد زكي ويونس شلبي فماذا كان تأثير هذا عليك سينمائياً؟
لم تكن حدثت النقلة بنفس الشكل. نعم قدمت العديد من الأفلام فأذكر في عام 1977 أفلام (سونيا والمجنون) و(البنت الحلوة الكدابة) و(صانع النجوم) وفي عامي 1978 و1979 (الأقمر) و(ليالي ياسمين) و(حب فوق البركان) بالإضافة لفيلم (رجب فوق صفيح ساخن) إلا أنني في كل هذه الأفلام كنت أشارك في البطولة وليس بطولة مطلقة وهو ما حدث في عامي 1980 و1981 حيث قدمت أفلام (لا تظلموا النساء) و(شفاه لا تعرف الكذب) و(فتوات بولاق) و(الوحش داخل الإنسان) و(احترس نحن المجانين) و(الحب وحده لا يكفي) و(خلف أسوار الجامعة) و(لن أغفر أبداً) بالإضافة ل(المشبوه) مع عادل إمام والسندريلا الراحلة سعاد حسني.
أنا وأفلام المقاولات
* الكثير من هذه الأفلام التي شاركت فيها تعرضت لهجوم قاسٍ وانتقادات عنيفة لكونها تندرج تحت اسم (أفلام المقاولات) فلماذا وافقت على المشاركة فيها؟
أنا لا أتفق معكم في مثل هذه الأسماء التي لا أعرف من أين أتوا بها؟! فالجمهور هو الذي يفرض رغباته على صناع السينما، ورغم أنني كنت مع يونس شلبي وسمير غانم نجوم هذه المرحلة إلا أنني كنت حريصاً على المشاركة في أفلام تحمل فكراً ومضموناً كما حدث في عام 1982 فقدمت أفلاماً جادة وهامة مثل (أشياء ضد القانون) و(الخبز المر) و(خمسة في الجحيم) و(أرزاق يا دنيا) وفي الوقت ذاته قدمت أفلاماً حقيقية وكوميدية مثل (حسن بيه الغلبان) مع سمير غانم وحققت أنا ويونس شلبي أعلى الإيرادات بفيلمي (مخيمر دايماً جاهز) و(العسكري شبراوي) وهو ما حدث عام 1983 الذي تطلب فيه الإكثار من الأفلام الكوميدية فقدمنا (حادث النصف متر) و(مملكة الهلوسة) و(نصف أرنب) و(شاطئ الحظ) و(مسعود سعيد ليه) و(المغفل) و(ادراب المجانين) و(المتشردون)، وفي الوقت ذاته شاركت في أحد الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية وهو (السادة المرتشون) مع محمود عبد العزيز ونجوى إبراهيم، وفي العام التالي 1984 قدمنا (الخادمة) و(جبروت امرأة) و(قمر الليل) و(لكن شيء ما يبقى) إلى جانب العديد من الأفلام مثل (نعيمة فاكهة محرمة) و(بناتنا في الخارج) و(درب اللبانة) و(المشاغبون في الجيش) و(مطلوب حياً أو ميتاً)، وأعتقد أن مثل هذا التوازن كان مطلوباً جداً، فمعنى التركيز على لون واحد هو انتهاء الفنان بسرعة وانطفاء بريقه.
* ولكن في نفس التوقيت قدمت عروضاً مسرحية كنت بطلاً لها كانت تحوي فكراً ومضموناً أهم بكثير مما قدمته بالسينما؟
في المسرح الأمر مختلف فأنا البطل الأول، أما في السينما فالأمر مختلف لكوني أقبل أفضل المعروض عليّ، فالجمهور في المسرح يأتي لمشاهدة سعيد صالح بشخصه بينما في السينما يأتي من أجله ومن أجل غيره أيضاً.
* وما أهم العروض المسرحية التي قدمتها في هذه المرحلة وتعتز بها؟
أعتز كثيراً بعروض (لعبة اسمها الفلوس) و(كعبلون) و(حلو الكلام) و(البعبع) فكانت جميعها مرحلة انتقالية للمسرح السياسي وحققت جميعها نجاحاً طيباً، وهو ما حدث أيضاً في عرض (شرم برم).
* ولكن من المؤكد أن هناك أسباباً جوهرية تسببت في إحداث هذه النقلة الهامة في مشوارك المسرحي؟
يمكنكم القول أنها مرحلة النضج والغوص في أعماق مشاكل وأزمات الناس فوجدت أنه كما قدمت مسرحيات اجتماعية كوميدية أمتعت الجمهور بشدة من واجبي التعبير عن مشاكل الناس عبر المسرح السياسي مع الكاريكاتير الساخر والنقد اللاذع، والأمر لا يخلو بالطبع من الكوميديا ولكنها كوميديا تدفع للتفكير.
* فوجئنا بك في هذه المسرحيات خاصة (حلو الكلام) و(كعبلون) تتجه للغناء وتعتمد على الأشعار السياسية للأساتذة الكبار فؤاد حداد وصلاح جاهين وبيرم التونسي.. متى اكتشفت هذه الموهبة؟
أنا لم أدَّعِ أبداً أنني مطرب رغم أنني أعشق الغناء منذ طفولتي وكنت أقوم بعمل ألحان لهذه الأشعار وأدندنها في الجلسات الخاصة مع الأصدقاء والزملاء، ثم وجدت أنه من المناسب استخدامها في هذه العروض، فرغم أن أصحابها قاموا بكتابتها قبل سنوات طويلة من تقديمي لهذه المسرحيات إلا أن الظروف الاقتصادية والمتاعب لم تكن اختلفت كثيراً في عرض (حلو الكلام) الذي هاجمت وسخرت فيها من معاهدة السلام وهاجمت الظروف الاجتماعية للبلد. كنت أعتمد في هذا على أشعار فؤاد حداد، بل إنني حينما قدمت مسرحيتي الأخيرة (قاعدين ليه) وجدت من المناسب الاستعانة بالأشعار التي كتبها أحمد فؤاد نجم أثناء فترة اعتقاله في الستينات والسبيعنات.
موسيقار الأجيال
* وكيف واتتك الجرأة لانتقاد موسيقى محمد عبد الوهاب وهو على قيد الحياة؟
لم أنتقده بالمعنى الذي وصل للناس، وكل ما قلته أن سيد درويش كان رائداً وسبق عبد الوهاب في تقديم الجمل الموسيقية الحديثة وقام بإدخال الموسيقى للمسرح بينما لم نر مسرحاً لعبد الوهاب، فقد ظل محكوماً داخل دائرة المطربين فقط.
* الكاتب الساخر الكبير محمود السعدني كتب عنك قائلاً: سعيد صالح قنبلة زنة ألف طن من الإضحاك، ولو كان انضبط سلوكياً لكان النجم الأول بلا منازع.. ما تعليقك على هذا الكلام؟
مؤكد أن الأستاذ السعدني كاتب كبير ورائع لا يختلف عليه اثنان ولكني اختلفت معه بسبب هذا الكلام في جزأين، الأول هو أن القنبلة تنفجر مرة واحدة وتتلاشى بعد ذلك وأنا حريص دائماً أن أكون قنبلة دائمة التفجر بمعنى أن أظل أبدع وأبحث عما هو جديد، والجزئية الثانية هي ما معنى لو انضبط سلوكياً؟ أنا سألته ولم أتلق منه أي إجابة مقنعة.
* توقفنا في الحديث عند مشوارك السينمائي عند عام 1984، فما أهم الأفلام التي قدمتها في المرحلة التالية؟
قدمت في عام 1985 مجموعة كبيرة من الأفلام أذكر منها (دنيا الله) و(العاشقة والدريسة) و(أنا اللي قتلت الحنش) و(محطة الأنس) وفي عام 1986 (نأسف لهذا الخطأ) و(أجراس الخطر) و(الناس الغلابة) و(سلام يا صاحبي) ومنذ عام 1987 حتى عام 1990 قدمت نحو 30 فيلماً أذكر منهم (الأونطجية) و(العرضحالجي) و(المزيكاتي).
* رغم كل هذا الكم من الأفلام سواء التي قمت ببطولتها أو شاركت فيها بأدوار ثانية لاحظنا أن مشاركتك في التسعينات لم تكن بنفس القدر.. لماذا؟
لا أعتقد هذا بدليل أنني منذ عام 1991 حتى عام 1995 قدمت نحو 25 فيلماً تقريباً كنت بطلاً لغالبيتهم مثل (تحت الربع) و(مجانين على الطريق) و(الصعلوك) و(الهوانم) و(بائعة الشاي) و(نصيب الأسد) و(ذكريات في نويبع) و(الفلاحين أهم) و(أزواج في ورطة) و(خلي بالك من عزوز) و(تمت أقواله) و(خمسة كارت) و(توت توت) و(رجال بلا ثمن) و(ثلاثة على مائدة الدم) و(بلطية بنت بحري) و(الملائكة لا تسكن الأرض) وبالطبع اختفيت تماماً عن السينما والمسرح والفن ككل عام 1996 لسبب بسيط وهو أنني كنت في السجن.
* بعد الإفراج عنك في نهاية عام 1996 وحتى الآن لم تقدم أو تشارك سوى في عدد قليل جداً من الأفلام لا يكاد يتجاوز أصابع اليد الواحدة يأتي في مقدمتها (الجردل والكنكة) الجزء الثاني من بخيت وعديلة مع عادل إمام، فما أسباب هذا التراجع؟
أحوال السينما تغيرت واختلفت تماماً سواء بالنسبة لي أو بالنسبة لكل أبناء جيلي بعد أن آلت الأحوال للدماء الجديدة أو الممثلين الشبان.
* وهل هذا هو مبررك لقبول أعمال كنت فيها أشبه بالكومبارس بعد أن ارتضيت من قبل أن تلعب دور الرجل الثاني خاصة مع صديق عمرك عادل إمام؟
هذا غير صحيح، فهل يمكن أن نقول أن العملاق زكي رستم كان رجلاً ثانياً أو أن حسين رياض أو المليجي أو غيرهم من العباقرة القدامى كانوا بنفس الشكل. إذا كان الأمر كذلك فليس عندي أي مانع أن تقولوا أنني رجل ثانٍ.
* وما أسباب قبولك لمشهد واحد فقير جداً ولا معنى يذكر له مع عادل إمام في فيلم (أمير الظلام)؟
لقد سعى عادل لأن نجتمع أنا وهو ويونس شلبي في لقطة واحدة فوجدناها فرصة لنستعيد ذكريات المشاغبين ليس أكثر.
* وما مبرراتك إذن في العمل مع محمد هنيدي في فيلمه (الواد بلية) ومع هاني رمزي في (زواج بقرار جمهوري)؟
لا توجد أي مبررات. أعجبتني الأدوار فوافقت عليها ليس أكثر، كما سعيت لتأكيد حبي لمحمد هنيدي وهاني رمزي فكنت أول المتنبئين لهما بما وصلا له، والحمد لله معروف عني الوقوف والمساعدة لعدد كبير من الممثلين الذين أصبحوا نجوماً فوقفت إلى جانب أحمد زكي وساندته بقوة في (هاللو شلبي) هو ومحمد صبحي، كما أنني اكتشفت محمد سعد في عرض (شرم برم) وأعطيته فرصة كبيرة في (حلو الكلام) وكذلك أحمد آدم في (البعبع) بل ومحمد هنيدي والراحل علاء ولي الدين في أكثر من فيلم سينمائي.
*ولكن قبل هذا قمت بمهاجمتهم وأكدت أنهم يقدمون فناً هشاً؟
أولاً أنا لم أغير رأيي ولا زلت مقتنعاً بأنهم دون أن يشعروا يرتكبون خطأ كبيراً وهو اعتمادهم على الأعمال الفردية، ويمكنكم العودة لأعمالنا نحن، وكلامي هذا أيضاً لا يعتبر هجوماً عليهم فهم نجوم وظهورهم شيء طبيعي ومنطقي جداً فهذه هي سنة الحياة.
* ما زلت تهاجم الحكومة في مسرحك، ألا تخشى أن يتم إعادتك للسجن مرة أخرى؟
بالطبع كل شيء أتوقعه وأكون سعيداً جداً حينما أتعرض للسجن في سبيل الدفاع عن موقف أو قضية أؤمن تماماً بها.
* ولكن دخولك السجن من قبل لم يكن سببه مواقف سياسية؟
من قال هذا الكلام؟! الكل يعرف أن مواقفي السياسية ورفضي لكثير من الأوضاع الموجودة هو الذي دفعهم لمحاولة إسكاتي بأي وسيلة.
* هذا الكلام غريب للغاية لأننا نعرف أنه تم سجنك بسبب إدمانك للمخدرات؟
هذه هي التهمة التي علقوا عليها أسباب قيامهم بالقبض عليّ أثناء جلوسي مع مجموعة من أصدقائي بمساكن مصطفى كامل بالإسكندرية والحمد لله أن كل أصدقائي والمقربين مني لم يصدقوا الاتهام لكوني كنت أسعى للإقلاع عن التدخين فهل يعقل أن يحاول مدمن ترك التدخين؟
* قضيت عاماً كاملاً بداخل سجن (الحضرة) بالإسكندرية وتؤكد كما تقول أنك تعرضت لظلم كبير.. إذن لماذا لم تفكر في ترك البلد؟
بالعكس لقد زاد تمسكي بهذا البلد، فلا يمكن أقبل أن أغادر مكاناً ظلمت فيه وطباعي التي يعرفها الجميع هي رفض الهروب.
الحياة في السجن
* بعد الإفراج عنك لاحظنا تحسناً ملحوظاً في حالتك الصحية على عكس ما يحدث مع معظم الذين تقيد حريتهم.. ما تفسيرك لهذا؟
نعم هذا حدث بالفعل فقد تحسنت صحتي في السجن ربما لأنني كنت بعيداً عن العمل وضغوطه والمسؤولية بشكل عام، بل تندهشون إذا أكدت لكم أنني شعرت في السجن أنني أكثر حرية من الآخرين فكنت ألعب الكرة وأصلي وقمت بأنشطة اجتماعية عديدة.
فشهور الزنزانة كانت فرصة للتأمل والتقرب من الله وقرأت كثيراً وعشت مئات الحالات الإنسانية مع أبطالها الحقيقيين فكنت أتنقل في قصص حياتهم المثيرة والمدهشة، ووجدت أن كل حالة منها تصلح لأن تكون مادة درامية لفيلم أو مسرحية ومن هنا كانت شهور الزنزانة فرصة للتأمل والعناية بصحتي النفسية والذهنية، بل إن ثقافتي زادت وتعمقت من خلال الراديو الترانزستور الذي لم يفارق أذني معظم ساعات اليوم.
* اسمح لنا أن نقول لك أنك إنسان غريب حقاً، ففي الوقت الذي نجد فيه كل الذين مروا بتجربة السجن يذكرونها بكل سوء وأنت على النقيض تماماً؟
صدقوني فيما قلت، فالسجن هو أفضل مكان وأحسن مجتمع مصغر في العالم يجعلك تشعر بالأمان. فلا ثروة ولا شهوة ولا أي شيء. الإنسان داخل السجن يترك كل شيء خارج الباب فلا قلق على أي شيء ولا خوف من أي شيء فلا سيارة تحت العمارة ولا نقود بداخل خزانة حديدية وكل من تلتقي بهم لا يكذبون في هيئتهم ولا ملابسهم. الجميع سواسية كما أن هناك نظاماً غريباً ومدهشاً فلا يمكن أن تجد إنسانا جائعاً فالطعام بنظام والعلاج دقيق للغاية على عكس حياتنا الهمجية.
* وما أبرز النماذج التي صادفتها بداخل السجن؟
كنت أتوقع عند دخولي السجن لأول وهلة أنني سأصطدم ب(أبو شفة) و(سلومة الأقرع) وغيرهما من الشخصيات الشريرة التي اعتدنا تقديمها في أفلامنا السينمائية، وعندما دخلت وعايشت الحياة بالداخل وجدت الأمر مختلفاً تماماً، فهناك قدر كبير من الواقعية والمعاناة، وغالبيتهم تعرضوا لظروف نفسية واقتصادية واجتماعية قاسية أدت إلى دخولهم السجن.
* نعرف أنك تأثرت بشخصيات عديدة شهيرة قبل دخولك السجن، فهل هناك شخصية تأثرت بها داخل السجن؟
نعم هناك كثيرون سواء من الشخصيات العامة والشهيرة أو حتى من هم لم يحصلوا من الدنيا إلا على أقل الحظوظ، بينما شخصية عمر يوسف (بائع الكبدة) الذي التقيت به في السجن كان من أكثر الشخصيات التي أثرت في نفسيتي، فقد عرفت منه الكثير وتعلمت منه الكثير، فرغم فقره وجهله ومعاناته ودخوله السجن زوراً كما أكد لي إلا أنه دخل السجن جاهلاً وخرج منه متعلماً، بل إنه أصبح مثقفا أكثر مني ومن معظم من يدعون أنهم مثقفون هذه الأيام. وقد حفظ عمر يوسف القرآن الكريم كاملاً. فكنت أعشق الجلوس معه والاستماع لصوته الجميل القوي، وكم تمنيت أن يكون عندي نصف صلابته وإصراره وتحديه لكافة الظروف.
* أثناء أزمتك تخلى عنك الكثير من أصدقائك.. كيف كان رد فعلك؟
هم ليسوا أصدقائي بل كنت أتوهم أنهم هكذا وهناك حكمة تعلمتها في السجن وجدتها تنطبق عليهم وهي (عتاب الندل اجتنابه).
* صف لنا مشاعرك بعد الإفراج عنك؟
شعرت بخوف وهزة نفسية غريبة، ورغم أن هناك زفة كانت في استقبالي عند الخروج إلا أنني كنت أشعر بقلق شديد من داخلي وبالفعل عانيت بشدة من الناس وأساليبهم الملتوية وأفكارهم المريضة لدرجة أنني تمنيت للحظة أنني أعود مرة ثانية للسجن.
* وبماذا خرجت من هذه التجربة؟
أصبحت أكثر قوة وإيماناً وصلابة، فحياتي قبل السجن كانت شيئاً وحياتي بعده شيء آخر.
* بعد خروجك من السجن عدت للمسرح بمسرحية كوميدية بعنوان (كرنب زبادي) مع جالا فهمي وأحمد بدير، وفي أحد أيام عرضها فوجئ بك الجميع تسقط على خشبة المسرح وتم نقلك وأنت في حالة سيئة لأحد المستشفيات وأمر الأطباء بإدخالك غرفة العناية المركزة.. هل تذكر هذا الموقف وأسبابه؟
مؤكد أتذكره جيداً لأنه من المواقف التي تألمت بسببها بشدة ليس بسبب سقوطي بهذا الشكل ولكن بسبب الشائعات التي طاردتني ووصل الأمر بالبعض القول أن هذا حدث بسبب المخدرات في الوقت الذي كنت أقوم فيه بمحاربة المخدرات وتأكيدي على أنها هي الاستعمار الجديد الذي يجب علينا محاربته، ولم يذكر أحد أن حقيقة ما حدث يعود للإجهاد المضاعف الذي كنت أبذله في العمل، سواء في هذا العرض أو في أكثر من فيلم ومسلسل في وقت واحد، فكنت أخرج من باب هذا الأستوديو لذاك ثم أختتم يومي في المسرح حيث إن العروض توالت عليّ بكثافة بعد خروجي مباشرة، وأخطأت في حق نفسي وصحتي.
* ابتعدت طيلة السنوات الماضية عن المسرح السياسي الذي اشتهرت به في حقبة الثمانينات.. لماذا؟
لأنني اكتشفت أنني أسبح بمفردي ضد التيار لكوني كنت أتعرض لكافة السلبيات والمشكلات.
* ولماذا عدت إذن للسباحة ضد التيار؟
أعتقد أن الظروف تغيرت كثيراً بدليل أن الحكومة هي نفسها التي دعتني لبطولة مسرحية (قاعدين ليه) على إحدى خشبات مسرح الدولة (المسرح الحديث) فاعتبرت دعوتهم لي تصريحاً رسمياً لكي أقول أفكاري وأطرح انتقاداتي.
*وهل الحكومة تحملت هذا؟
لا أعرف.
* ألا تشعر أنك بما طرحته تشبه الذي ينفخ في قربة مقطوعة؟
لا.. بل أشعر بوجود تغيير.. الناس مبسوطة بما أقوله وفاهمة جيداً والكل يسعى للتغيير، بل إن الحكومة نفسها حينما شعرت باتجاهات الناس قررت أن تغير من نفسها.
الحياة بدون (هند)!
* في حياة في كل منا أحداث هامة يعتز بها، فما أبرز الأحداث في حياتك؟
أول حدث هو اقتحام مجال التمثيل واشتراكي مع عادل إمام ويونس شلبي والراحل أحمد زكي في (مدرسة المشاغبين)، وثاني حدث هو تكويني لفرقتي المسرحية التي قدمت من خلالها (كعبلون) و(حلو الكلام).
* وما التواريخ التي تحفظها ولا تنساها أبداً؟
أول تاريخ 137 (يوم ميلادي)، وبالمناسبة هو يوم زواج ابنتي والتاريخ الثاني 164 (يوم ميلاد زوجتي)، والثالث يوم ميلاد ابنتي هند.
الحياة العائلية
* بمناسبة الحديث عن زوجتك السيدة (نادية) يحسب لك أنك من الفنانين الذين تزوجوا مرة واحدة. حدثنا عن حياتك مع زوجتك؟
زوجتي هي أعظم ما في حياتي، فقد تزوجتها عن حب ولا زلت حتى اليوم يزداد حبها في قلبي، وتحملتني كثيراً في أوقات عصبيتي و(جنوني) وغيابي عن المنزل، فهي زوجة مصرية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ، فنجحت في احتوائي جيداً ولم تتركني أو تتخلى عني في أحلك الظروف والأوقات، ويكفي أنها أنجبت لي ابنتي الوحيدة (هند) القمر المضيء في حياتي.
* ابنتك هند تزوجت العام الماضي تحديداً في مطلع أغسطس من المصور التليفزيوني فادي محسن وأبدى الجميع دهشتهم بسبب إصرارك على أن تقيم هند وزوجها معك في نفس المنزل ورفضت أن يكون لها بيت مستقل.. لماذا؟
لأنني لا أستطيع تخيل المنزل وهي ليست فيه، فلا زلت أتذكر طفولتها واستمتاعي معها بكل اللحظات، فقد عشت معها كل عمرها ولا أزال أذكر يوم ولادتها ومشاوير توصيلها للمدارس وتخرجها من معهد السينما (قسم مونتاج) وأشياء كثيرة جداً.
* إلى أي (شلة) ينتمي سعيد صالح؟
شلتي ليس لهم علاقة بالفن.. نجلس معاً ونغني معاً ونأكل لقمة ونهرج.
الدنيا (شاغلاهم).
* رغم أعمالك العديدة بالسينما والمسرح نلاحظ قلة أعمالك التليفزيونية، ما الأسباب؟
لأن العمل في التليفزيون شاق ومجهد والنتيجة تكون غير مجدية على عكس السينما بينما المسرح أفضل من الاثنين بالنسبة لي، فهو بيتي الأول.
* وما المسلسلات التي تعتز بالمشاركة فيها؟
(أحلام الفتى الطائر) مع صديق عمري عادل إمام و(السقوط في بئر سبع) و(يا مولاي كما خلقتني)، ولا أخفي عليكم أن هناك أعمالاً أخرى قدمتها وندمت عليها، ولهذا لا أحب أن أذكرها الآن.
* الفنان الكبير سعيد صالح كيف تحسب سنوات عمرك؟
بعدد جمهوري.
* وكيف تخطط للغد؟
فقط أتمنى ألا يكون أسوأ من اليوم.
* بعد 40 سنة فناً أصبت بمرض السكر وماذا أيضاً؟
الفن أعطاني كل شيء جميل والأمراض التي أصابتني لا علاقة للفن بها، فسببها (اللخبطة) في حياتي.
* وماذا كسبت؟
حب الناس.
* أنت من الفنانين القلائل الذين لم يدخروا شيئاً للحياة، فهل تعتقد أنك أخذت حقك مادياً من الفن؟
أخذت ما هو أهم، حب الناس، واسألوا بعد رحيلي وسوف تجدونني في كل الأعمال التي قدمتها فأشعر أنني أغنى واحد، وتعالوا معي نجلس على الكورنيش ونأكل ترمس أو ذرة مشوي فهذا عندي بالدنيا، فأنا راضٍ ومقتنع ولا أريد أي شيء من الدنيا لا قصور ولا سيارات ولا حسابات بنكية.
* إحدى المجلات الفنية كتبت قائلة: (مرسي الزناتي انهزم يا رجالة) ما رأيك؟
(مرسي الزناتي) لم ولن ينهزم أبداً.
* إذن ما هو الجديد الذي يستعد (مرسي الزناتي) لتقديمه لنا في موسم الصيف القادم؟
هناك أكثر من عرض لم أستقر على أي منهم، فهناك محاولات لإعادة عرض (قاعدين ليه)، وهناك مسرحية (مفيش خلاص.. بح) التي كتبها الأستاذ محمد شرشر وهناك فكرة (مر الكلام) امتداد لمسرحيتي (حلو الكلام)، ولكن الكلام أصبح الآن (مُراً) للغاية وأتمنى أن يمن الله بالشفاء على صديق العمر يونس شلبي لنحقق حلمنا بتقديم عرض (العيال كبرت قوي) التي نحلم منذ سنوات بتقديمها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|