قال منظمو أول عرض مسرحي بأسلوب مسرح الشارع الذي اقيم في احدى ساحات مدينة رام الله انه حقق نجاحا كبيرا من خلال اقبال الجمهور وتفاعله معه.
وقدم مسرح عشتار بالتعاون مع مسرح (بريد اند بابيت) الأمريكي عرضا مسرحيا شارك فيه ما يقارب 30 ممثلا ومتدربا تناول مواضيع الجدار وعملية السلام والاقتتال الداخلي الفلسطيني بأسلوب مسرح الشارع الذي يعتمد بشكل اساسي على دمى كبيرة الحجم.
وقال ادوارد معلم الممثل والمخرج المسرحي الفلسطيني: (لقد نجحنا في أول عرض لهذا الاسلوب من المسرح الذي يخاطب الناس ويناقش واقعهم السياسي والاجتماعي من خلال نقد ساخر ولاذع باستخدام مجموعة من الدمى الكبيرة).
واضاف (لدينا توجهان بعد نجاح عرض الليلة الماضية اما ان نقيم ورش عمل للتدريب على هذا الاسلوب المسرحي أو نواصل عرض مسرحية (كلنا في الهوا سوا) في عدد من المدن).
ويأتي العرض في إطار النقد لوضع الفلسطينيين على مختلف الأصعدة. فمثلاً قدم العرض نقداً حول مشكلة الجدار الفاصل، من خلال لوحة تعلن ان الشعب سيظهر ليخرج ثلاثة ممثلين احدهم يرقص والآخر يعزف والثالث يدق على المهباج (اداة لطحن البن) ثم يضع كل منهم يديه اما على عينيه أو اذنيه أو فمه في اشارة إلى مقولة: لا اسمع لا أرى لا اتكلم، ثم يختفون خلف الجدار.
كما قدمت المسرحية وصفا لحياة الفلسطينيين كأنها جسد مقطع من خلال دمية كبيرة لانسان الرأس فيه مفصول عن الجسد واليدين والساقين كذلك.
سقوط الجدار
وحول فكرة مسرح الشارع قال بيتر شومان مؤسس مسرح (بريد اند بابيت) ان ما يميز مسرح الشارع ان المال ليس مهما وكل ما يحتاج اليه هي الفكرة وكل ادوات العرض تكون من المواد المستعملة. وفي كل مشهد من هذه المشاهد كان الجدار الفاصل يتقدم بينما يستمر العرض إلى ان يظهر عصفور ابيض كبير يحمله شخص تسير بجانبه فتاة تغني بصوت شجي (وسلامي لكم يا اهل الارض المحتلة يا منزرعون بمنازلكم قلبي معكم وسلامي لكم) امام مجموعة من الممثلين وهنا يتوحد الجميع وسويا يبدؤون في لحظة واحدة النفخ على الجدار حتى يسقط. وقال معلم: هذه رسالتنا (بالوحدة والتلاحم يمكن تحقيق كل شيء لا يجب ان ننتظر من يخلصنا مما نحن فيه. هذا هو مسرح الشارع يدعو إلى التمرد على الواقع).
أسلوب جديد
وقال عمر الجلاد الممثل الفلسطيني الذي شارك في هذا العرض لرويترز (تعلمنا اسلوبا جديدا في ايصال الفكرة للناس وان تذهب إلى الناس في اماكن تواجدهم وليس ان تنتظر حتى يأتوا اليك.) واضاف (لقد فاق جمهور العرض توقعاتنا ويبدو اننا نجحنا في استدراجه من خلال الكرنفال الذي اقمناه قبل العرض المسرحي).
وقالت آلسن وير من الولايات المتحدة التي كانت تشاهد العرض المسرحي لرويترز (كان العرض واضحا حتى لو لم تفهم اللغة التي يتحدثون بها. اتمنى ان تعرض هذه المسرحية في الولايات المتحدة التي يمكن ان تعطي صورة عن اثر الجدار على حياة الفلسطينيين)، وقال شومان الذي يقول انه اعاد الحياة إلى مسرح الشارع في نيويورك مطلع الستينات قبل مغادرته رام الله اليوم (اتمنى ان نكون قد اسسنا لهذا الاسلوب المسرحي في فلسطين وسنكون سعداء للتعاون في هذا المجال معهم (الفلسطينيين)).