* إعداد - صلاح شنكل
حاصرت الفضائيات وبرامجها المتعددة والمتنوعة المشاهد خلال الشهر الفضيل حصاراً شديداً، فما يهرب المرء من قناة الا ويقع في فخ قناة أخرى أكثر سوءاً وأشد ضراوة، ولم تعد تلك الفضائيات محدودة بحيث يعرف المشاهد برامجها ومواعيدها ويمكنه التنقل بينها حسب تلك البرامج وأوقات بثها، بل صارت أخطبوطا لا يعرف أوله من آخره،
واذا غبت في دهاليز البحث عن فضائية تناسب ذوقك أو ثقافتك فستجد نفسك أبعد ما تكون عن شاطئ الرجعة الى المحطة الأولى، فكيف يتعامل المشاهد مع هذه الأمواج المتلاطمة من قنوات البث الفضائي، وكيف ينقذ نفسه من الوقوع في فخها المنصوب في كل البيوت؟ وأين رمضان شهر المغفرة والتوبة والطاعات من كل ذلك؟ بل أين هذا اللون من الاعلام من شهر رمضان الكريم؟
طرحنا هذا المحور على أصدقائنا في المنتدى لمعرفة آرائهم حول التعايش مع رمضان في ظل هذه التخمة من الفضائيات، فجاءت مشاركات ومداخلات المنتدين على الوجه التالي:
( محمد بن عبدالعزيز اليحيى: اعتقد انه موضوع لم يعد جديدا منذ اكثر من 5 سنوات واصبح شهر العبادة والتقوى والتواصل والمحبة اصبح للاسف لدى من يروجون لتلك الفضائيات شهرا لتدني الذوق والدعوة للسفور والتبرج بما يقدمون من أعمال لا تمت للدين والاخلاق بشيء، وهي اعمال تدعو الى هدم روح الشباب، اعمال رديئة في أحداثها وحتى الممثلات في لبسهن وما نشاهده ابتعد عن الهدف المأمول الا وهو الاعمال التي تتناسب مع قدسية الشهر الفضيل والاعمال التي تحث على الصدقات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، حقيقة يحمد الله من لا يوجد لديه قنوات فضائية في بيته لانه سيكون في منأى عن ذلك الاسفاف الذي وصل اليه الاعلام في ظل هذه الفضائيات ما نقوله هو ان تتقوا الله في المسلمين ويجب ان نرى مثل تلك البرامج تمنع وتحارب من قبل القائمين على تلك الفضائيات الذين اسهموا بشكل مباشر او غير مباشر في تسميم الافكار وضياع الشباب نتمنى الا نرى تلك البرامج في رمضان ولا غيره نتمنى ان نرى البرامج التي تدعو الى نبذ الارهاب والتبرج والسفور والفساد وتدني الذوق في تقليد الغرب وما يأتون به والله من وراء القصد.
لا جديد للمشاهد
( سعيد محمد آل الزير: أرى أن يكون هناك احترام لهذا الشهر المبارك وعدم عرض أي مسلسل في رمضان او غيره لأن التخمة موجودة في رمضان او غير رمضان بسبب كثرة القنوات التي لا تعد ولا تحصى والتي لا تقدم شيئا مفيدا للانسان، بل تركز على عرض الأفلام والمسلسلات السطحية وغير الهادفة، والمشكلة أنها تكرر بعضها وليس هناك قناة تقدم جديدا للمشاهد، وقليل جداً تلك القنوات التي تعنى بالتراث والثقافة والأدب والتاريخ والأشياء المفيدة في حياة الانسان.
( فهد عوض الحربي: شهر رمضان الشهر الوحيد الجامع لأركان الاسلام يجمع اقامة الصلاة يجمع زكاة الفطر يجمع الصوم يجمع ايضا العمرة في شهر رمضان وتعتبر حجة، اما تخمة الفضائيات والمسلسلات الكثيرة العرض التي تلهي المشاهد لان شهر رمضان هو شهر الأجر وليس مشاهدة المسلسلات، مشكلتنا ان المشاهدة كثيرة وقراءة القرآن قليلة جدا وذلك بسبب المسلسلات الكثيرة التي اصبحت في جل القنوات، وكأن الغرض منها الهاء المشاهد عن اغتنام هذا الشهر وفضل العبادة والنوافل فيه، اخيراً احب أن اشكر جريدة الجزيرة على هذا التميز وهذا ليس غريبا عليها. والشكر لكم على طرح هذه المواضيع الرائعة والتي تهم كل قارئ.
شهر المسلسلات
( عمرو بن إبراهيم العمرو: هذا السباق هو ايضا موجود لدى هذه المحطات ولكننا للاسف نراها تركض للحصول على اكبر قسمة في كعكة نصيب المشاهدين دون ان تحاول ان يكون لها يد جميلة ومظهر اسلامي يحاكي حرمة هذا الشهر الفضيل فهذا الشهر هو في الحقيقة محترم ومبجل دينيا في المقام الأول وشعبيا بين الناس كلهم قيادة وشعبا فالكل يفرح بهذا الشهر والكل يدعم البر والأعمال الخيرية، ونجد اكبر مثال على ذلك ان الناس يبذلون أموالهم، ولكننا نجد هذه التخمة غير المفيدة تداهمنا وتأخذ أوقات البعض، دون أن يستفيدوا من عظمة الشهر الكريم، ولو حاولنا ان نستشعر هذا الشهر بفصوله وساعاته فإننا لن نمل ابدا، لكن لعلي في الختام هنا اهمس في أذن القائمين على القنوات الفضائية واقول حقيقة يا إخوتي ليس هناك مانع ان يكون لدينا برامج خاصة، ونتمنى ان يكون لدينا برامج مفيدة لكننا نرجو الا تركز على هذا الشهر فقط وهو شهر المسلسلات والبرامج غير المفيدة والتي قد تضيع على المسلم اجرا كثيرا وربما تأثم بعض المحطات بوضعها لهذه البرامج التي تلهي العابدين والصائمين عن طاعة الخالق، ولو أننا فعلا حاولنا ان نصحح المسار فلنستعد من الان لوضع استراتيجيات لرمضان في العام القادم ونصنع برامج حقيقية في المقام الأول موجهة للشاب المسلم وللطفل المسلم لتبني فيه معاني الرجولة ومعاني العمل الجميل ومعاني البذل ومعاني الرحمة وكل المعاني السامية الإسلامية التي تهذب هذا المسلم وتجعل منا معشر المسلمين خير أمة أخرجت للناس ونحن بإذن الله خير أمة أخرجت للناس، والقرآن خير معين لنا، لذا ارجو ان يسخرنا الله سبحانه وتعالى لخدمة دينه الحنيف وشرعه المطهر فنحن أمة الاسلام والسلام.
ملهاة للناس
( عبدالرحمن سلطان السلطان: الملاحظ أن شهر رمضان اتخذه البعض لمنحى آخر غير ما كان ينبغي ان يكون عليه ، فبدلا من البحث عن الأجور ورضا الله وزيادة الحسنات والتنافس في فعل الخير أصبح شهر رمضان عند البعض هو شهر الدنيا واللهث وراء الماديات حيث يبحث فيه المنتجون عرض أفلامهم والكثير من الناس يشجعون المنتجين على ذلك، من خلال متابعة تلك الأفلام والمسلسلات التي تلهي الناس عن العبادة وتقلل أجر الصوم وتبعدهم عن تلاوة القرآن وقيام الليل، والتمتع بمعاني الصوم الحقيقية، ونحن لا نلوم المنتجين لان الجمهور هو الذي يحفزهم على الاستمرار في طريق جعل رمضان موسما للكوميديا والدراما التي تتناقض مع معاني الصوم والحكمة من مشروعية رمضان شهر الرحمة والصدقات والتعبد والتقرب الى الله.
موسم حصاد
( مرام المسعود: أصبحت الفضائيات خطرا كبيرا على المشاهد العربي المسلم، كونها تساهم في إلهاء المشاهدين الصائمين عن القيام بواجباتهم الدينية في شهر رمضان المبارك فقد حولت هذه الفضائيات شهر الصوم الى طعام وشراب وسهر حتى بات الكثير من أفراد المجتمعات العربية يعزفون عن صلاتي المغرب والعشاء في المساجد لمتابعة ما يعرض في هذه الفضائيات ونلاحظ ان هذه الفضائيات للأسف تكثف جهودها طول العام لتقدم أعمالا خاصة للسوق في هذا الشهر الكريم، وليتها كانت تناسب عظمة رمضان، بل تعتبر رمضان موسما لحصاد الأموال، وليس الأجور والحسنات، ختاماً دعوة لكل مسلم بمتابعة الفضائيات التي تحث على الأعمال الحسنة والصالحة في هذا الشهر الكريم، وذلك حتى لا يفوتنا فضل هذا الشهر الذي يختلف عن بقية الشهور بفضله وما يحمله الينا من خير كثير.
صراع حول الكعكة
( سعد الباتلي: نقيضان يلتقيان في هذا الموسم من كل عام، استعداد الناس لنيل فضل هذا الشهر الكريم، وتنافس الفضائيات لتقديم برامجها الرمضانية منذ شهر شعبان لترغيب الناس في تلك المسلسلات وحجز حصتها من المشاهدين، بل المنتجون يعتبرون هذا الشهر الفضيل الذي يجب ان تكتظ فيه المساجد بالمصلين والمعتكفين وقارئي القرآن، تعتبره أكبر موسم لحصد كعكة السوق، لأنها تدرك أن هناك من ينتظر هذه المسلسلات والأفلام، الى متى نظل في هذه الغفلة، وقد جاء الشهر وأدرنا وجهنا عن فضله، ونتوجه نحو شاشات الفضائيات ونعطيه ظهورنا، الى متى نعرض عن أكرم ضيف وأفضل زائر يأتينا بما هو خير من ألف شهر، حقيقة نحن في غفلة كبيرة ولولا أن يتغمدنا الله برحمة منه وهداية لهلكنا.
تضييع للوقت
( أنوار العبد الوهاب: نعم تخمة الفضائيات تحاصرنا كل عام، وتزداد وطأتها عاما بعد آخر، ولكن ماذا فعلنا لمواجهتها أو مقاومتها؟ أظن اننا نكاد نكون استسلمنا لسطوتها، وأسلمناها زمام الأمور، والأنكى والأمر أن أولياء الأمور، وأرباب البيوت هم من يتركون الحبل على الغارب لبقية أفراد الأسرة فتجد البنات والأولاد الكل يتحلقون حول التلفاز لمشاهدة اشياء يعلمون سلفا أنها لتضييع الوقت، ومتى كان لدينا وقت فائض حتى نبحث عن وسيلة لتضييعه؟ ومتى نستثمر هذا الشهر الكريم اذا كنا نسلم حواسنا للفضائيات طيلة أيام رمضان. المسألة في تقديري تحتاج الى وقفة جادة، واتخاذ قرار حاسم بشأن هذه الفضائيات التي تسرق أعز ما لدينا ولا تعطينا شيئا، تأخذ الوقت والعمر، وتضيع عنا العبادة وتبيعنا الاسفاف والضحك على العقول، والمنتجون الذين لا يخافون الله في المشاهد يجنون الملايين من وراء جلوسنا أمام شاشات الفضائيات في الشهر الكريم هاجرين المصحف ومبتعدين عما يفيدنا في الدنيا والآخرة، ليتنا نعي الأمر قبل فوات الأوان.
نشاط محموم
( سالم الشهراني: كثرت الفضائيات خصوصا في رمضان، وصارت تراهن على المشاهد في هذا الشهر الكريم وكأنها تدرك أن لديها القدرة على جذبه والهائه عن كل ما هو نافع ومفيد له، وهذا هو الذي يحدث بالفعل، فالفضائيات صارت لا حد لها ولا عد، وهي مضيعة للوقت في كل زمان ومكان، ولكنها الأسوأ في رمضان لأنها تلهي المشاهد عن تلاوة القرآن ومتابعة الصلوات في مواعيدها وتوظيف وقته بما يمكنه من جني ثمار هذا الشهر الفضيل، وفي نظري هذا أحد أهم أهداف هذه الفضائيات ان لم يكن الهدف الأساسي لها، والا لماذا تتكالب على المشاهد العربي المسلم في رمضان وتحاول أن تأخذ كل وقته، ما الهدف من ذلك، ولماذا لا تقدم له برامج تنسجم مع عظمة هذا الشهر، وتحترم مشاعر المسلمين، وتتعاطف معهم (على الأقل خلال رمضان) لماذا لا يحدث ذلك، لأنه لو حدث فسوف يثمر، ولو أثمر، فلا داعي لكل تلك القنوات، فقد انتفى الغرض من نشاطها، لذا فهي تؤدي دورا مهما خلال شهر رمضان وأظن أنها تنجح فيه، وأعني الفضائيات التي تقدم ما يرضي الله في هذا الشهر الكريم لأن هناك قنوات نزيهة، وان كانت نادرة، لكنها تقدم برامج هي فعلا تناسب المسلم في رمضان وغير رمضان. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.