|
العراق المبتلى!!
|
يخيفني الوضع في العراق الشقيق، ويؤلمني توقفه من يوم لآخر في محطات دامية وقاتلة..
حتى وإن اتفق الإخوة العراقيون على دستورهم الجديد، أو غُيِّب مثلما غاب أمنه واستقراره..
طالما أن هناك إملاءات غير واقعية، كتلك التي تفرضها بعض القيادات العراقية مدعومة بسلطة المحتل..
***
يخيفني أكثر التوجُّه نحو إقرار الدستور باتفاق على مواد وبنود تمس حق ودور بعض العراقيين..
وأكثر ما يخيفني تعليق أو تأجيل إقرار الدستور بانتظار اتفاق الجميع وليس بعضهم على جميع نقاط الاختلاف، وهو ما لن يتحقق في ظل غياب حرص الجميع على وحدة العراق..
***
يخيفني أكثر وأكثر استمرار العراق هكذا!! بلا سلطة حقيقية تملك حق إدارة بلادها ووضع برنامج متفق عليه من الجميع لخروج المحتل منها، وبالتالي خروج العراق من النفق المظلم..
وبخاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بريطانيا ترفضان الموافقة على أي جدول زمني يحدد موعداً لانسحابهما من العراق وتسليم هذا البلد المحتل لأهله..
***
ولا يقل خوفي على مستقبل العراق الشقيق عن شعوري بالصدمة مع كل مشهد لعراقي بريء يفقد حياته بفعل الاحتكام إلى السلاح بين بعض العراقيين والقوات البريطانية الأمريكية من جهة وفيما بين العراقيين من جهة أخرى..
حتى وإن بُرِّر لذلك بأنه يُلجأ إليه للقضاء على ما يسمى الإرهاب وأنه يتم من أجل خلق جو آمن للمواطنين هناك..
***
ويزيد ألمي وخوفي وشعوري بالصدمة، أن إقصاء صدام حسين ونظام حكمه الفاسد لم يوقف حمام الدم مثلما كنا نتمنى ولم يحل دون الزج بالعراقيين في غياهب السجون..
بل إنه في ظل الاحتلال أصبح يفوق بكثير ما كان عليه إبّان النظام البائد، والمؤسف أنه لا يلوح في الأفق ما يشير أو يبشر بغير ما نراه الآن من قتل وتدمير ومن بوادر حرب أهلية قادمة ربما تكون آثارها المدمرة أسوأ وأكبر مما هي عليه الآن..
***
إنها مشاعر حزينة على ما آل إليه الوضع في العراق، وقراءة موضوعية لما أراه يجري على الساحة العراقية من اقتتال وأعمال إرهابية يجب أن يُسأل عنها المحتل وكل العراقيين على حد سواء..
***
وهي كلمة أذكر بها بما أرى أنه سلوك مخيف قد يحل ويجثم بكل آثاره المدمرة على صدور العراقيين مستقبلاً بما لا قدرة لأحد على تجنبه أو معالجته أو الخروج منه سليماً..
فيما يظل المرء المحب والمتعاطف مع شعب العراق، بانتظار أن يقبل الله دعاء المخلصين بإنقاذ هذا البلد الحبيب من محنته ويجنب شعبه الأبي شر ما يحاك له من مؤامرات ضد وحدته واستقراره ومستقبله وحياته الحرة الكريمة.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
نقيب الممثلين يوسف شعبان يكشف لـ (مجلة الجزيرة ) العمل بالفن لم يكن من بين أحلامي
|
* القاهرة - لقاء خالد فؤاد:
في بداية الستينيات ظهر على الساحة الأدبية شاعر شاب موهوب، يكتب الشعر الأصيل ويرسم لوحات فنية مبدعة، ودخل هذا الشاعر في مساجلات شعرية ونقدية مع العمالقة عباس العقاد، وأحمد رامي، وأحمد علي باكثير وغيرهم، والطريف أنه كان يرفض نقد هؤلاء الكبار لأنه كان يرى نفسه شاعراًَ كبيراً.
وهكذا بدأ الفنان يوسف شعبان حياته شاعراً ورساماً، ولم يكن الفن ضمن أحلامه أو في مخطط حياته كما يقول.
فما سبب تحوله عن الشعر والرسم إلى الفن؟ وما هي أهم محطاته الفنية؟ وكيف كان مشواره الفني؟ وما هي العقبات والصعاب؟ وما حجم النجاح الذي حققه وهل هو راض عن هذا النجاح؟ ولماذا أهمل الفن في السنوات الأخيرة واتجه إلى العمل الإداري كنقيب للممثلين المصريين؟ كل هذه الأسئلة وغيرها أجاب عنها الفنان يوسف شعبان في الحوار الآتي:
* في البداية سألناه عن سبب حبه للفن وكيف كانت البداية؟
ربما أول مرة أبوح لأي مطبوعة أو وسيلة إعلامية أنني لم يكن من بين طموحاتي في شبابي المبكر العمل بالفن فلم يكن هذا أبداً من بين أحلامي، والقدر وحده هو الذي قادني لهذه المهنة الصعبة والقدر أيضاً هو الذي قادني لتولى مسئولية كل الممثلين المصريين لأصبح نقيباً لهم.
***
الرسم والشعر
* إذن ماذا كنت تتمنى أن تكون؟
كان عشقي الأول هو الرسم وكنت متميزاً فيه منذ طفولتي وحصلت على العديد من الجوائز، وموهبتي الثانية هي كتابة الشعر وكنت حريصا دائماً على المشاركة في الندوات الأدبية والشعرية وكان لي مواقف وطرائف مع أدباء وشعراء الخمسينات من الفطاحل والعظماء مثل عباس محمود العقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس والسباعي وعلي أحمد باكثير وإحسان عبد القدوس وأحمد رامي وآخرين.
* وما أبرز هذه المواقف؟
كنت أدخل معهم في معارك ومساجلات وكان عندي ثقة شديدة فيما أكتب ولهذا حينما كنت أعتلى المنبر في أي ندوة لكي ألقي أحد أشعاري وإذا انتقدني
أحدهم كنت أنفعل بشدة، والآن أضحك كثيراً وأنا أتذكر مثل هذه المواقف في تلك الأيام الخوالي.
* وهل كان أحد من أفراد أسرتك لديه ميول فنية؟
إطلاقاً أنا الوحيد الذي خرجت عن الصف المعتدل للعائلة كما كانوا يصفونني فأنا أكبر إخوتي ولي شقيقتان توليت أنا تربيتهم فيما بعد وشقيق واحد يعمل بحقل التدريس.
***
الميلاد والنشأة
* يقودنا هذا للعودة معك لمحطة البداية الميلاد والنشأة؟
اسمي بالكامل يوسف شعبان شميس من مواليد حي شبرا العريق عام 1931 وسط عائلة ملتزمة هادئة، ولازلت حتى اليوم أذكر شارع الطويل الذي نشأت وقضيت فيه مرحلة الطفولة والشباب بين أولاد البلد البسطاء الذين اكتسبت منهم صفات حميدة وكان والدي يعمل مصمم إعلانات كبيرا لمجموعة (إيجيبشيان جزيت) وهي الشركة التي أممتها ثورة يوليو وحولتها لدار التحرير للطبع والنشر الآن التي تصدر جريدتي (الجمهورية) و(المساء) وتلقيت تعليمي الأساسي بمدارس الإسماعيلية ثم التحقت بمدرسة التوفيقية الثانوية ولم أكن متفوقاً إلا في مادة الرسم، ولهذا كنت أتمنى الالتحاق بكلية الفنون الجميلة إلا أنني واجهت صعابا عديدة من قبل أفراد الأسرة فكان أمامي ثلاثة خيارات الأول هو كلية البوليس (كما كانت تسمى في ذلك الوقت) مثل عدد كبير من أبناء أخوالي والاختيار الثاني هو الكلية الحربية التي تخرج فيها عدد كبير من أبناء أعمامي فكان كلاهما يريدني الانضمام لصف عائلته والاختيار الثالث هو كلية الحقوق فقد كان معروفاً أن الوزراء وكبار رجال الدولة في ذلك الوقت يتم اختيارهم من بين المحامين ورجال القضاء.
* وماذا فعلت حيال هذا المأزق؟
لم أكن راغباً في الالتحاق بأي كلية منها ورغم ذلك حرصت على إرضائهم فقدمت أوراقي للحربية وأسقطت نفسي بنفسي في كشف الهيئة لأبرر لهم أنني تقدمت كما أرادوا لي، ولكنهم اكتشفوا ما فعلت فكانت النتيجة إجباريا على الالتحاق بكلية الحقوق وبداخل هذه الكلية بدأت ميولي تتجه للتمثيل بعد أن جمعتني صداقة قوية بالفنان الراحل كرم مطاوع والممثل المتميز سعيد عبد الغنى والكاتب الكبير إبراهيم نافع فقد لمست عشق كرم مطاوع للفن وحديثه المستمر عن المسرح والدراسة بمعهد الفنون المسرحية وبدأ يجذبني لهذا الاتجاه وبالفعل انضممت إلى فريق التمثيل بالكلية وشاركت في عروض متميزة فاقتنعت وقدمت أوراقي للمعهد العالي للفنون المسرحية إلى جانب الدراسة بالكلية، وشيئا فشيئا بدأت أنجذب أكثر للمعهد فتركت كلية الحقوق بجامعة عين شمس من السنة الثالثة وتفرغت تماماً للمعهد خاصة إنني كنت بدأت العمل وحصلت على جائزة وميدالية عن مسرحية (سالومى) حتى تخرجت في المعهد دفعة 1962م.
* وماذا كان موقف الأسرة من هذا التحول المفاجئ؟
بالطبع الأمر لم يكن سهلاً بأي حال من الأحوال وحدثت مناقشات وخلافات وشد وجذب وفي النهاية تركوني لكي أختار لنفسي ما أريد.
* وما هي الأعمال التي قدمتها في بداية مشوارك ولفتت الأنظار نحوك؟
أثناء دراستي بالمعهد شاركت في فيلم (في بيتنا رجل) مع عمر الشريف وزبيدة ثروت إخراج بركات، ورغم أن دوري في هذا الفيلم كان صغيراً إلا أنه لفت الأنظار نحوى فتم اختياري للوقوف أما سيدة الشاشة فاتن حمامة في فيلم (المعجزة) إخراج حسن الإمام ثم فيلم (أنا الهارب) مع فريد شوقي وأعقب هذه النقلة الكبرى في حياتى بطولة فيلم (زقاق المدق) عام 1963 مع شادية وصلاح قابيل وحسين رياض إخراج حسن الإمام وتوالت الأفلام بعد هذا حيث وصل رصيدي في السينما 110 أفلام حتى الآن.
* وما هي أبرز وأهم هذه الأفلام؟
أذكر منها (الراهبة) عام 1965 مع هند رستم وحسين رياض وعماد حمدي و(معبودة الجماهير) عام 1967 مع عبد الحليم حافظ وشادية وفؤاد المهندس إخراج حلمي رفلة، و(ميرامار) عام 1969 إخراج كمال الشيخ مع شادية ويوسف وهبي وعماد حمدي، و(بائعة الجرائد) مع ماجدة ونعيمة عاكف و(الثلاثة يحبونها) مع سعاد حسنى، (وللرجال فقط) مع نادية لطفي وسعاد حسنى وحسن يوسف، و(الطريد) عام 1968 في لبنان مع فريد شوقي وسميرة بارودي ورندة،وفي نفس العام 1968 شاركت في (المساجين الثلاثة) مع رشدي أباظة وشمس البارودي ومحمد عوض إخراج حسام الدين مصطفي، وسبق هذا الفيلم عام 1966 فيلم (مراتى مدير عام) مع شادية وصلاح ذو الفقار وعام 1969 فيلم (أبواب الليل) مع ليلى طاهر إخراج حسن رضا، وهناك أيضاً أفلام أحبها في نفس حقبة الستينات مثل (للنساء فقط) ثانى بطولة مطلقة لى عام 1966 و(أيام ضائعة) مع ليلى طاهر وعماد حمدي وغير هذا من أفلام هذه المرحلة.
***
منافسة شرسة
* ظهرت في عصر كان مليئا بفتيان السينما الأوائل مثل رشدي أباظة وكمال الشناوي وصلاح ذو الفقار وحسن يوسف وشكري سرحان وغيرهم من عمالقة هذه الفترة فكيف نجحت في إثبات وجودك وسط هذه الكوكبة؟
مؤكد أن الأمر لم يكن سهلاً بأي حال وكانت منافسة شرسة وعنيفة ولكن الحق يقال كانت منافسة شريفة فلم يكن أحد يسعى للقضاء على زميله بأساليب غير مشروعة، لكن الصراع كان على تقديم الأفضل ورغم هذا فقد تعرضت لحروب كثيرة لا أنساها أبداً على صعيد الأجور مثلاً فكان هناك فنانون غير الكبار الذين ذكرت أسماءهم يقومون بتخفيض أجورهم لدفع المخرجين للاستعانة بهم بدلاً مني في بعض الأفلام خاصة وأنني أثبت وجودي في فترة زمنية سريعة وكان عمري صغيرا جداً.
***
أنا وعبد الحليم
* وما هي أبرز المواقف التي لا تنساها في هذا الوقت؟
أذكر أن عبد الحليم حافظ وكان وقتها أكبر فنان في مصر أعترض على عملي في أحد الأفلام إلا أن شادية أصرت على وجودي بحكم الأعمال العديدة التي جمعتنا معاً وحققت نجاحاً كبيراً مما أثار
العديد من الشائعات نحونا في هذا الوقت ووصل الأمر بها للتهديد بالانسحاب من الفيلم إذا أصر عبد الحليم على موقفه مني فقررت أنا الانسحاب وتصاعدت الأزمة حتى اجتمعنا أنا وعبد الحليم وتحدثنا كثيراً وانتهي الأمر بعملي في هذا الفيلم وأصبحنا صديقين حميمين.
* وما سبب اعتراضه عليك؟
حتى اليوم لم أفهم ولم أعرف ولم أصدق ما قاله لي البعض بأنه شعر بغيرة من وجودي معه في فيلم واحد، وأعتقد أنه كان أكبر من أن يفكر بهذا الشكل وهو على القمة.
***
فترة السبعينيات
* ننتقل للحديث عن أهم أفلامك في المرحلة التالية وهي السبعينيات؟
هناك أفلام عديدة لعل من أبرزها (الرصاصة لا تزال في جيبي) مع محمود ياسين ونجوى إبراهيم إخراج حسام الدين مصطفى، و(المذنبون) مع سهير رمزي وحسين فهمي وحشد ضخم من النجوم إخراج سعيد مرزوق، و(زائر الفجر) مع شكرى سرحان وماجدة الخطيب وعزت العلايلى إخراج ممدوح شكري،و(امرأة سيئة السمعة) مع شمس البارودي ومحمود ياسين إخراج بركات، و(دائرة الانتقام) مع نور الشريف وميرفت أمين إخراج سمير سيف و(آه يا ليل يا زمن) مع رشدي أباظة ووردة إخراج على رضا، و(أذكرينى) مع نجلاء فتحى ومحمود ياسين إخراج بركات، وأعتز كثيراً بفيلم (حمام الملاطيلي) مع شمس البارودي ومحمد العربي إخراج صلاح أبو سيف فهو أحد أهم الأفلام التي شاركت في بطولتها.
***
فيلم مثير للجدل
* هذا الفيلم أثار ضجة واسعة وقت عرضه مما أدى بالرقابة لرفعه من دور العرض كما أن دورك فيه كان غريباً فكيف تعتز به؟
ما تقولونه حدث بالفعل ولكن ما لا تعرفونه أن أدائي في هذا الفيلم تم تدريسه بمعهد السينما وأكاديمية الفنون وحصلت عنه على جوائز عديدة داخل مصر وخارجها.
* قدمت أدوار الشر في العديد من الأفلام والمسلسلات ألم تكن تخشى رد فعل الجمهور نحوك؟
أنا من الأساس ضد وضع الفنان في قالب واحد وثابت وأمامكم أمثلة عديدة لفنانين حبسوا أنفسهم بداخل نوعية من الأدوار لم ينجحوا في الخروج منها فابتعدت عنهم الجماهير وانتهوا لهذا حاولت التنويع في أدواري ومحاولة عدم التكرار كثيراً ولكن الظروف أحياناً تحكم الفنان.
* النقاد والمتابعون اتفقوا على أنك وصلت لأعلى معدلات النضج في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات.. حدثنا عن الأفلام التي تعتز بها في هذه المرحلة؟
هناك أفلام عديدة أذكر منها (للفقيد الرحمة) عام 1982 مع فريد شوقي وميرفت أمين إخراج عمر عبد العزيز، و(قهوة المواردي) مع فريد شوقي ونبيلة عبيد والفيشاوي إخراج هشام أبو النصر، و(حكمت المحكمة) مع فريد شوقي ويسرا وماجدة الخطيب إخراج أحمد يحيى، و(أنا اللي قتلت الحنش) عام 1985 مع عادل إمام وسعيد صالح ومعالي زايد إخراج أحمد السبعاوي و(المرأة الحديدية) مع نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي إخراج عبد اللطيف زكي و(الدنيا على جناح يمامة) مع محمود عبد العزيز وميرفت أمين إخراج عاطف الطيب عام 1989م، كما قدمت سلسلة كبيرة من الأفلام مع نبيلة عبيد في التسعينيات ابتداء ب(قضية سميحة بدران) إخراج إيناس الدغيدى عام 1990 و(كشف المستور) إخراج عاطف الطيب عام 1994 و(هدى ومعالي الوزير) عام 1995 إخراج سعيد مرزوق و(حارة برجوان) وغيرها.
* خلال الأعوام الثمانية الماضية لم نشاهدك في أى فيلم سينمائي جديد.. لماذا؟
هناك عروض كثيرة تلقيتها ولكننى لم أتحمس لأى منها خاصة في مرحلة التحول التي شهدتها السينما في هذه الفترة كما أن مشاغلي كنقيب للممثلين لم تتح لي أي فرصة فقررت التركيز في التليفزيون ولكن بحدود أيضاً أي أكتفي بمسلسل أو أثنين على الأكثر سنوياً.
***
محطة التليفزيون
* بمناسبة الحديث عن التليفزيون ولك كما يعرف الجميع رصيد كبير من المسلسلات منذ نشأة التليفزيون حتى الآن حدثنا عن أهم محطاتك فيه؟
مشواري مع التليفزيون بدأ منذ عام 1963 وأستمر حتى الآن وطيلة الـ42 عاماً الماضية قمت وشاركت في بطولة 85 مسلسلاً تليفزيونياً ومن الأعمال التي أعتز بها (العائلة والناس) و(الشهد والدموع) و(الوتد) و(عائلة الدوغرى) و(لحظة ضعف) و(رأفت الهجان) و(أعمال رجال) و(التوأم) وسلسلة مسلسلاتي مع سميرة أحمد (ضد التيار) و(أميرة في عابدين) و(امرأة من زمن الحب) وانتهيت من تصوير مسلسل (مصر الجديدة) مع فردوس عبد الحميد إخراج محمد فاضل كما أعتز بكل المسلسلات الدينية والتاريخية لكن هناك مسلسل اسمه (الحب الكبير) عام 1963 مع ليلى طاهر وصلاح منصور ومحسنة توفيق يحتل بلا شك مكانة خاصة عندي لأنني عشت بعده أجمل سنوات عمري.
***
أول زوجة
* هذا المسلسل (الحب الكبير) جمعك بالفنانة ليلى طاهر وأعلنت زواجك منها أثناء تصويره فما هي المواقف التي تتذكرها عن هذه التجربة؟
الفنانة الكبيرة ليلى طاهر كانت أول زوجة لي وهي إنسانة فاضلة أتذكرها بكل خير فقد ارتبطنا باحترام وانفصلنا أيضاً باحترام وجمعتنا أعمال عديدة أثناء فترة زواجنا مثل (أيام ضائعة) و(للنساء فقط) وغيرها.
* تزوجت منها لمدة أربعة أعوام شهدت العديد من الخلافات بدليل وقوع الانفصال بينكما خلالها ثلاث مرات.. لماذا؟
ربما بسبب العصبية الشديدة والغيرة والمجادلات المستمرة ولكن هذا لا ينفي وجود الحب والاحترام بدليل أننا كنا نعود لاستئناف زواجنا حتى وقوع الطلاق الثالث الذي لم يكن هناك عودة بعده.
* وهل أثر هذا على تعاونكما فنياً؟
أبدا بدليل اشتراكنا بعد الانفصال في بطولة فيلم (أبواب الليل) والعديد من المسلسلات والأفلام الأخرى مثل فيلم (حكمت المحكمة) مع فريد شوقي إخراج أحمد يحيى.
***
أنا والأميرة
* كانت الزوجة الثانية لك هي الأميرة فوزية وأثار زواجك منها ردود أفعال واسعة النطاق خاصة أنك أصبحت بعده (عديل) الملك فاروق (آخر ملوك مصر) كيف تم زواجك منها؟
الأمر بالنسبة لي لم يكن أميرة وفنان محبوب كما صوره البعض ولكنه متعلق فقط بامرأة ورجل تقابلا في بعض المناسبات وتلاقت عواطفهما فاتفقا على الزواج وهو ما حدث بالفعل رغم كل ردود الأفعال والمشاكل والأزمات.
* وما سبب هذه المشاكل والأزمات؟
قطعاً حدث احتجاج داخل اسرة الاميرة فوزية خاصة أن الملك فاروق كان لا يزال على قيد الحياة رغم أنه لم يكن ملكاً أو موجوداً في مصر ولكن الموضوع بالنسبة له ولكل أفراد العائلة كان أمرا غاية في الصعوبة لكون الأميرة فوزية أول امرأة من العائلة تتزوج خارج حدود العائلة.
* في منتصف شهر فبراير الماضي ودع عالمنا آخر ملكات مصر (ناريمان) وتم إحضار جثمانها لتدفن في مقابر العائلة المالكة بمسجد الرفاعي وفوجئنا بك تتخلف عن المشاركة في الجنازة وتردد أنك رفضت الحضور لكون ناريمان اعترضت بشدة على زواجك من الأميرة فوزية وظلت تحارب الزواج حتى وقع الانفصال.. ما حقيقة هذا؟
لا يوجد أي حقيقة في هذا الكلام واسمحوا لي أولاً أن أصحح معلوماتكم بأن الملكة ناريمان تم دفنها في مقابر الشهداء بمدينة نصر بناء على طلب نجلها أدهم النقيب أي بعيداً عن مقابر العائلة المالكة.
ثانياً أننى تخلفت نعم عن المشاركة في الجنازة ولكن لظروف خارجة عن إرادتي حيث كنت أعاني من وعكة صحية وقضيت بضعة أيام في المستشفى بسبب آلام بقرحة المعدة ولم أكن أنا المتخلف الوحيد فقد تخلف أيضاً ابنها الملك أحمد فؤاد لدخوله المستشفى بسويسرا لإصابته بجلطة وقد اتصلت به وعزيته كما قدمت واجب العزاء للواء طبيب إسماعيل فهمي آخر أزواجها والأهم من كل هذا أن علاقتي بالملكة الراحلة كانت طيبة للغاية لأنها لم تعترض على الزواج كما أشيع وتردد في هذا الوقت.
* وما ردك على ما قيل بأنك بعد خروجك من المستشفى سافرت خارج مصر لتهرب من حصار الأسئلة حول هذا الأمر؟
هذا أيضاً غير حقيقي فقد سافرت للسعودية بدعوة من مجموعة من أصدقائي هناك لقضاء فترة نقاهة من جهة ولحضور مهرجان الجنادرية الذي دعيت
لحضوره من جهة أخرى.
* بعد انفصالك عن الأميرة فوزية طاردتك شائعات عديدة بالزواج سراً من فنانات وغير فنانات.. ما ردك؟
ردي أنها شائعات سخيفة فكلما كنت أشترك مع فنانة في عمل أو أكثر من عمل أفاجأ بأقاويل وحكايات تتناثر هنا وهناك وكلما ظهرت مع إحدى السيدات أو الفتيات أفاجأ أيضاً بأقاويل مشابهة وبالتأكيد فقد أزعجني هذا الأمر خاصة بعد اكتشافي أن الكثير من هذه الأقاويل كان يروج لها النساء أنفسهن مما سبب لى قلقا شديدا.
* وماذا فعلت؟
أصبحت حريصاً جداً في علاقاتي وفي السهر خارج البيت وأؤدي واجباتي الفنية في حدود وضربت سياجا حديديا على حياتي الخاصة فلا أحد يعرف عنها الآن أي شيء لأن هذا أمر يخصني بمفردي وأرجو ألا تسألوني لأنني لن أجيب وكل ما أستطيع قوله أنني أعيش الآن حياة هادئة ومستقرة مع زوجتي وأولادي وأحفادي.
***
محطة المسرح
* وقفنا معك في محطاتك السينمائية والتليفزيونية فماذا عن محطة المسرح في حياتك؟
بدأت مشواري مع نشأة مسرح التلفزيون بعرض ( الطريق المسدود ) أول عمل لي كفنان محترف بعد التخرج إخراج نور الدمرداش ومن أهم المسرحيات التي قدمتها (شيء في صدري) و(أرض النفاق) وغيرها في هذه المرحلة.
* قدمت استقالتك فجأة من مسرح التليفزيون في منصف الستينات وصدر قرار بمنعك من العمل بالإذاعة والتليفزيون لمدة ثلاثة أعوام لماذا؟
أذكر أن مقرنا كان هو مسرح الهوسابير وكان يعمل به 54 خريجاً من المعهد واستشعرت وقتها أن المسرح مقبل على أزمة كبيرة فقدمت مشروعا بإنشاء 6 فرق مسرحية لاستيعاب كل العاملين فتم رفض الطلب فاستقلت فصدر قرار منعي وأدركوا بعد هذا أنني كنت على صواب ولكن بعد أن وقع المسرح في أزمة كبيرة فصدر قرار بإلغاء قرار فصلي إلا أنني رفضت العودة فاتجهت للقطاع الخاص وقدمت عرض (مطار الحب) مع ميرفت أمين وعبد المنعم مدبولي عام 1970 وحققت نجاحاً كبيراً وقتها.
* ومتى حدث الصلح بينك وبين مسرح التليفزيون؟
لم يحدث صلح لأن مسرح التليفزيون انهار ولم يعد له وجود وكل المحاولات التي بذلت بعد هذا لإعادته للحياة باءت بالفشل ولكن أقنعتني سميحة أيوب بالانضمام للمسرح القومي فقدمت على خشبته العديد من العروض التاريخية مثل (رابعة تعود) و(رجل في القلعة) وغيرهما.
***
أنا والنقابة
* تشغل منصب نقيب الممثلين منذ عام 1997 لدورتين متتاليتين من الذي أقنعك بخوض انتخابات النقابة؟
مثل هذا الأمر لم يكن يشغل ذهني ولم أكن أفكر فيه على الإطلاق ووجدت الضغوط علي كثيرة من قبل معظم الفنانين والفنانات بعد تصاعد المشاكل والأزمات ونشر أسماء الفنانين في صفحات الحوادث بدلاً من صفحات الفن ولكن أمام حبي للمهنة وحبي لزملائي رضخت ورشحت نفسي وحصلت على تأييدهم وأعتقد أننا قدمنا أشياء كثيرة في غضون الأعوام السابقة.
* وما هي أبرز الإنجازات التي حققتها للنقابة وللزملاء؟
من أبرزها النادي الذي نجلس فيه الآن فقد ظل هذا حلماً يداعب الفنانين وحققناه بعد 28 سنة فأصبح للفنانين مكان يلتقون فيه بعد أن كان مقر النقابة شقة صغيرة بوسط القاهرة كما حققنا الكثير على صعيد علاج الفنانين والتأمين الصحي والمعاشات وأشياء أخرى عديدة.
* وما ردك على شكاوى عدد كبير من الفنانين الذين عانوا أمراضا صعبة في الأعوام الأخيرة واتهموا النقابة بأنها لم تقف إلى جانبهم بالشكل المطلوب؟
هذه ادعاءات غير حقيقية فأنا مهمتي الأولى والأساسية رعاية زملائي في المحنة والمرض والغريب أننا نجد بعضهم ينكرون موقفنا معهم وآخرون ينكرون أو يتظلمون.
* ما سر المحاضر التي حررتها ضد 150 ممثلا وممثلة من بينهم نجوم لامعون مثل أحمد عز وبسمة وأميرة فتحي وآخرين وصممت على إحالتهم للمحكمة عن طريق أقسام الشرطة مما أثار زوبعة كبيرة ضدك؟
لأنني أحفظ حقوق النقابة وهؤلاء لم يكونوا أعضاء بالنقابة فكان لابد من دفع رسوم محددة مقابل عملهم بالتليفزيون وحينما لم تقم الشركات بسداد هذه الرسوم قررت تحريك الدعوى لأنهم يعملون بغير وجه حق وما يدفع للنقابة من أموال يعود عليهم وعلى زملائهم في وقت الشدائد.
* الفنان يوسف شعبان سؤالنا الأخير هو: ماذا أضاف لك العمل النقابي؟
لم يضف لي أي شيء بل أخذ مني الكثير وأضاع مني أدوارا عديدة وأثر على راحتي واستقراري نفسياً وكثيراً ما فكرت في الاستقالة خاصة بعد الدورة الأولى إلا أنني وجدتهم يضغطون علي في الدورة الثانية فكلما فكرت في الاستقالة أجدهم يصرون على وجودي ويضغطون علي مؤكدين أنه لا يوجد بديل عني الآن مما يضاعف من إحساسي بالمسؤولية.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|