يصعب الحصول على نتائج دقيقة بشأن نسبة الرجال والنساء الذين ينزلقون إلى مربع الخيانة، فالنتائج المعلنة في هذا السياق غالباً ما تكون محكمة بعدم رغبة الناس في الإفصاح عن أسرارهم حتى وإن كانوا متأكدين من عدم ذكر أسمائهم، ويشير علماء النفس إلى أن المرء يتردد في الحديث عن الأشياء المحرجة بالنسبة إليه مثل السلوك الشاذ، والكذب والغدر، ويتصرف في مثل تلك الأحوال وكأنه خاضع للرقابة، حتى وهو متأكد من أن أحداً لن يستدل إليه من خلال ذلك الاعتراف، وعلى الرغم من ذلك فإن النتائج التي يتم الحصول عليها يمكن أن تكون مؤشراً معقولاً، ذلك أن تردد بعضهم لا يلغي النتيجة الكلية. بناء على ذلك، فإن من أجروا دراسة بريطانية أخيراً وتوصلوا إلى أن 35% من النساء المتزوجات مارسن الخيانة مرة على الأقل، ويقدرون أن النسبة الحقيقية هي 60%.
الجدير بالتأمل في تلك الدراسة هو ما يتعلق بالدافع، فقد بين أن الرجل يلجأ للخيانة بدافع البحث عن المتع الحسية، وكأنه يعبر عن وفائه للطبيعة الحيوانية المتأصلة في غريزته، أما المرأة فلا تخون لذلك الغرض إنما تخون عندما تصبح حياتها العاطفية صعبة للغاية وعندما تشعر أنها تفتقد للأمان العاطفي فيطرأ في حياتها رجل يشعرها بذلك الأمن يجعلها تستعيد الإحساس بذاتها.
ولذلك خلصت الدراسة إلى نتيجة في غاية الأهمية: إن قدرة الرجل على ضمان وفاء زوجته أكبر من قدرة المرأة على ضمان وفاء زوجها، السبب واضح، وهو أن المرأة قد تلعب (بذيلها) نتيجة لأسباب موضوعية تتعلق أساساً باضطراب علاقتها بزوجها وبافتقادها للدعم العاطفي الذي تحتاج إليه من الزوج، أما الرجل فهو ميال لأن يلعب (بذيله) في كل الظروف، ولا يستطيع ردعه عن ذلك إلا امتلاكه لمنظومة قيم أخلاقية قوية تضاف إلى استقراره العاطفي والزوجي.
