د. رياض بن محمد الهجن(*)
الشقيقة أو الصداع النصفي من الأمراض الشائعة المنتشرة في العالم العربي وسبب حدوثه غير معروف تماماً وإنما ينتج عن اضطراب في الأوعية الدموية داخل الرأس ويمر بعدة مراحل. المرحلة الأولى وتشهد تقلصاً في الأوعية وما ينتج عنه من نقص في إمداد الدم. والمرحلة الثانية وهي عبارة عن تمدد في الأوعية الدموية ومن ثم زيادة مفاجئة في إمداد الدم. والمرحلة الثالثة وفيها زيادة في تمدد الأوعية وما ينتج عنها من ترشيح سوائل خارج الأوعية في أنسجة المخ المحيطة على شكل احتقان يبدأ في المرحلة الرابعة في التراجع تدريجياً عن طريق امتصاصه مرة أخرى.
في المرحلة الأولى يشعر المريض بمقدمات لحدوث نوبة الصداع حيث يشتد الألم في المرحلة الثانية ويكون في الذروة في المرحلة الثالثة ثم يبدأ في التحسن تدريجياً مع تراجع الاحتقان في المرحلة الأخيرة.
وليس مرض الصداع النصفي دائماً في نصف الرأس وإنما يكون أحياناً في جهتي الرأس معاً والمقدمات التي يشعر بها الإنسان لنوبة الصداع تتراوح بين الشعور بالغثيان أو التقيؤ، وعدم تحمل الأصوات والأضواء واختلال في النظر والتنميل في الأطراف وإسهال أو إمساك.
وهناك العديد من العوامل التي تساعد على حدوث النوبات مثل روائح معينة وبعض أنواع الطعام، والتوتر، والإرهاق العضوي أو النفسي، والجوع، وتغير حالة الطقس، وقلة النوم، والدورة الشهرية، وحبوب منع الحمل.
والكثير من المرضى الإناث يلاحظن اختفاء الصداع النصفي في فترة الحمل وهو ما يدفع بعضهن إلى الترحيب بالحمل للتخلص من نوبات الصداع ولو لفترة محدودة. ويوجد هذا عند الإناث أكثر من الذكور بنسبة ضعفين إلى أربعة أضعاف.
ولابد عند التشخيص من التمييز بين الصداع النصفي وغيره من أنواع الصداع ولا بد عموماً من إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد العديد من الأسباب التي قد تكون السبب المباشر للصداع أهمها: التهابات الجيوب الأنفية المزمنة، وخُرّاج في الأسنان، والتهابات مزمنة في الحلق، واختلال في النظر، وارتفاع في الضغط، وفقر في الدم، وأورام أو التهابات في المخ، واضطرابات في الهضم، وتغيرات في فقرات الرقبة. وتتراوح نوبات الصداع من حيث الشدة والزمن فمن خفيفة نسبياً وقصيرة لمدة ساعات إلى شديدة تدوم يوماً إلى يومين.
العلاج: هناك مسكنات للألم تؤخذ عند حدوث النوبات وكذلك أدوية للوقاية منها تؤخذ في فترات بين النوبات، فالمسكنات يجب أخذها فوراً عند الإحساس ببدء نوبة الصداع ويجب أن تكون تحت إشراف طبيب لوصف الدواء المناسب لكل حالة.
هذا مع اعتبار أن هذه الأدوية تؤثر بطرق مختلفة وقد تكون لها بعض المضاعفات على مختلف الصور مثل: التعب والخمول، والدوخة، والإمساك، والإسهال، والاضطرابات الهضمية، والغثيان، والحساسية، والتنميل وغيرها.
كما أنه من المستحسن اللجوء إلى العلاج بالإبر الصينية التي أثبتت دورها في علاج الصداع النصفي للاعتبارات التالية:
- نسبة عالية من النجاح حيث تتراوح بين القضاء على النوبات لسنين وبين التخفيف من حدة وعدد النوبات إلى حد بعيد.
- ليست هناك أي مضاعفات أو سلبيات.
- الاستغناء عن استعمال أدوية الصداع أو التقليل منها إلى حد بعيد وبالتالي تجنب مضاعفاتها المحتملة.
(*) استشاري باطنية وأخصائي العلاج بالإبر الصينية - المركز السعودي الصيني