|
لبنان.. يا لبنان!!
|
هذا البلد الجميل..
الذي تقودنا طبيعته إلى حبه والتعاطف معه..
بكل هذا الزخم الكبير من عواطفنا ومشاعرنا..
ونحن الخائفون أبداً عليه من أهله قبل خوفنا عليه من الآخرين..
إلى أين يسير من أسرنا بحبه وما زال..؟
***
لبنان الشقيق..
بحضارته..
وريادته..
ودوره المؤثر..
لماذا يصر أبناؤه على دفن وتغييب كل جميل فيه..؟
وتشويه ما نعده تميزاً وتفرداً في هذا البلد دون غيره..؟
***
لبنان، بلد التعدد..
والحرية..
والديمقراطية..
الموشحة بهذه الطبيعة الخلابة..
لماذا يسن أهله سكاكينهم لدفن كل هذا الجمال..؟
ومن المستفيد من هذا السباق المحموم بين أبناء البلد الواحد على اقتلاع زهرة أو دفن وردة أو منع شتلة مورقة من النمو..؟
***
ويلي يا لبنان..
ويلي يا أهل لبنان..
مما تحضرونه لبلدكم ولأنفسكم من دمار وقتل ودماء..
في لحظات يغيب فيها مع شديد الأسف الوعي وعدم استحضاركم لتلك المآسي التي مر بها لبنان من قبل.
***
علموا الآخرين أن الديمقراطية تعني الحوار المنضبط لا التراشق بالكلام البذيء..
قولوا لهم إن الحرية تعني فيما تعنيه عدم الاعتداء على حريات الآخرين ولو بكلمة عابرة أو رأي غير صحيح..
تحدثوا للغير بما يعطي أحسن انطباع عن وعيكم وتاريخكم وكل هذا الازدهار المفرح الذي تحقق لبلدكم..
نريد أن نرى هذا، لا ما نراه من مشاهد مبكية ومحزنة ومؤلمة لا نعرف إلى ماذا ستقودكم في المستقبل المنظور.
***
لبنان هو حبنا الكبير..
وكل قطرة دم تراق تؤلمنا وتمسنا بالسوء..
وهؤلاء الأبرياء الذين يغدر بهم من حين لآخر، فيما هم يستحقون التكريم والتبجيل منكم، إنما يمثل ما جرى ويجري قمة الخزي والعار أمام هول المصاب..
فيا لبنان..
ويا أهل لبنان..
كفوا عن إيذاء أنفسكم..
وعودوا إلى رشدكم قبل أن يفوت الأوان.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
أحمد زكي يفتح قلبه لـ(مجلة الجزيرة) مستعرضا تاريخ حياته : أنا مثل عبد الحليم.. موعود بالعذاب !
|
* القاهرة لقاء خالد فؤاد
رغم تدهور أحواله الصحية في الآونة الأخيرة يصر النجم الأسمر أحمد زكي إصراراً غريباً على تجسيد شخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم (حليم) الذي يتم تصويره حالياً، الذي رصدت له ميزانية قدرها 16 مليونا ليعد أحد أضخم الأفلام في تاريخ السينما العربية، ولا أحد يعلم سر هذا الإصرار سوى أحمد زكي نفسه، الذي يؤكد أن بينه وبين (حليم) ما يشبه التوأمة الروحية، وأنه مثله.. موعود بالعذاب!
يعيش أحمد زكي حالياً محاطاً بعناية صحية تامة، خاصة بعد تعرضه للإصابة بالجلطة، لكنه ما زال يفضل العيش في الفنادق رغم اضطراره مؤخراً لبيع سيارته الفارهة والاستعانة بسيارة صغيرة وبسيطة في تنقلاته.
أما السر في رفضه العيش بمفرده في شقته فهو أنه ببساطة (يخاف) من الوحدة!
في الحوار التالي يحدثنا النجم الكبير عن مشواره الحافل منذ البداية، ويعود بالذاكرة إلى محطاته الأولى مع الفن والحياة، وإلى تلك اللحظات السعيدة أحياناً والمحزنة غالبا، فإلى نص الحوار مع النجم الأسمر احمد زكي:
***
* كلنا نعرف كيف نشأ عبد الحليم وكيف عانى من اليتم وعدم الاستقرار فما وجه التشابه بينك وبينه؟
هناك تشابه كبير ربما يصل إلى حد التطابق بيني وبين حليم، فأنا موعود بالعذاب مثله ومن مواليد محافظة الشرقية وتحديداً مدينة (الزقازيق) نفس المدينة التي نشأ فيها عبد الحليم. وكان البيت الذي ولدت فيه قريباً جداً من (الملجأ) الذي تربى فيه عبد الحليم، ولم أشاهد أبي فقد رحل وهو في سن الشباب قبل أن أولد، وكانت أمي صغيرة جداً ومن هنا لم يسمح لها أخوالي الفلاحين بالشرقية أن تظل بلا رجل فزوجوها من أحد الأقارب، ولم تستطع أن تبقيني معها لأن زوجها لا يريد هذا ولم يكن عمري قد تجاوز العام حينما حرمت من حنان الأم إلى جانب عطف الأب المتوفى فنشأت يتيماً، وراحت الحياة تلقي بي كيفما تشاء. فعشت في بيت جدتي لأمي وحينما ماتت جدتي تنقلت في بيوت كثيرة. عند خالي هذا تارة. وعند خالتي هذه تارة أخرى وعند عمتي تلك فترة أخرى فكنت حريصاً على ألا أقيم في أي بيت لفترة طويلة حتى لا يزهق منى أحد وكان أكثر ما يؤلمني هو كلمة (يتيم) التي كنت مشهوراً بها في البلدة، بل إن علاقتي بأقاربي لم تكن علاقة سوية. كنت من داخلي أتمزق ولهذا كنت أشعر بغربة شديدة بينهم فكل واحد كان مشغولاً بأولاده، نعم أمي كانت تزورني وتربت عليّ ولكنها كانت زيارات عابرة وخاطفة لم أكن أستطيع أن أملأ عيني منها أو أضع رأسي على صدرها وأبكي مثل كل الأطفال فكانت دائماً مشغولة ببيتها وزوجها وأنا بلا بيت.. حتى الآن!
عالم الفن
* وما هي الأسباب التي دفعتك لطريق الفن؟
لقد شعرت بموهبتي في مدرسة الزقازيق الثانوية الصناعية حيث بدأت ملكاتي الفنية تتفتح وأدين بالفضل في هذه المرحلة لناظر المدرسة فقد كان هذا الرجل عاشقاً للفن وهو الذي وضع يده على موهبتي وجعلني أكتشف عالمي الحقيقي وأنا أشترك في مسرحيات الفصل الواحد التي كنا نقدمها على (كأس) الناظر. ومن هنا عرفت أن هناك شيئاً جميلاً اسمه الفن فأصبح مسرح المدرسة موهبتي وعالمي في الوقت ذاته، بل هو عملي أيضاً لأن الناظر خصص لي أجراً عن هذه المسرحيات وهو ما لم يكن يحدث أبداً في أي مدرسة وقادني مسرح المدرسة لقصور الثقافة فقرأت موليير وشكسبير وأخرجت مسرحية (اللحظة الحرجة) ليوسف إدريس ولم أصدق نفسي وميكروفون المحافظة يطوف الشوارع ليعلن عن عرض المسرحية فظللت أصرخ وأهتف بأعلى صوتي: (أخيراً وجدت نفسي وعثرت على ذاتي) ومن هنا أيضاً لم أتردد في الحضور للقاهرة فور حصولي على الثانوية لأتقدم بأوراقي للمعهد العالي للفنون المسرحية.
الفخ الأول!
* معهد الفنون المسرحية يشترط إجراء اختبارات قبول على المتقدمين فهل لا زلت تتذكر ذلك اليوم؟
قطعا ، فكيف أنسى وقوفي أمام نخبة من عمالقة الفن مثل المخرج العظيم صلاح أبو سيف والمخرج القدير سعد أردش والعبقري كرم مطاوع وغيرهم من الأساتذة الكبار مثل نبيل الألفي والدكتور رشاد رشدي وكيف أنسى هذا الرجل القصير الذي كان يهابه الجميع ويحترمونه الأستاذ علي فهمي الحاصل على الدكتوراه من إنجلترا في فن (البانتوميم) ؟ لقد سألني هذا الرجل سؤالاً صغيراً جداً هو: لماذا تريد أن تمثل؟!! فلم أستطع الإجابة فقد اهتزت الأرض تحت أقدامي ورغم انني لم أجب بكلمة واحدة فوجئت بأن ترتيبي جاء الأول على جميع الممتحنين رغم كثرتهم مما دفعني للتوجه لهذا الأستاذ لأسأله فوجدته يقول لي: لو كنت أجبت على السؤال كنت سقطت في الامتحان.. لأن الفنان الحقيقي لا يعرف كيف يقدم فناً، لقد كنت أنصب لك فخاً!
وأثناء دراستي في المعهد عملت في مسرحية (هاللو شلبي) ثم في (مدرسة المشاغبين) وكان راتبي في مسرح (الفنانين المتحدين) 35 جنيهاً شهرياً وهو بلا شك مرتب جيد لشاب مبتدئ، وذات مرة أفلست وأنا في نصف الشهر فطلبت سلفة مقدارها 5 جنيهات فرفض سمير خفاجي ليس بخلاً منه ولكن عقاباً لي لأنني إنسان مسرف ولم يكن أمامي بديل سوى الصحفي فؤاد معوض الشهير (بفرفور) فقد كان صديقاً حميماً لسمير خفاجي فطلبت منه أن يتوسط لي عنده فوافق سمير خفاجي إلا أنه رفض إخراجها من جيبه الخاص وأرسلني لمدير الفرقة محمد حافظ الذي جعلني أوقع على إيصال بالمبلغ فشعرت بضيق شديد فقمت أمامهم جميعاً بتقطيع الـ 5 جنيهات لأكثر من 20 قطعة وانتابتني حالة هيستيريا وجنون وبعد تقطيعها قمت بوضعها أسفل حذائي وتركت المسرح، وسبب هذا الموقف أزمة نفسية شديدة لي فبدأت أفكر بجدية في شق طريقي بالسينما.
بداية المشوار
* حدثنا عن أهم الأفلام التي قدمتها في بداية مشوارك السينمائي ومهدت لطريق النجومية والبطولات المطلقة.
في هذا الوقت كدت أصبح بطلاً مطلقاً لأول فيلم أشارك فيه وذلك بعد ترشيح المخرج أحمد بدرخان لي لأقوم ببطولة فيلم (الكرنك) أمام الفنانة الكبيرة سعاد حسني وكنت أقيم في غرفة فقيرة فوق سطوح إحدى عمارات وسط البلد ووقع اختيار علي بدرخان عليّ باقتناع كامل لكوني كنت الأول على دفعتي في المعهد وأيده في هذا الاختيار الكاتب الكبير نجيب محفوظ (صاحب القصة) وكاتب السيناريو والحوار للفيلم ممدوح الليثي إلا أن الموزع اللبناني حسين الصباحي كان له رأي آخر تماماً حيث انفعل عليهم بشدة وقال: هذا الولد (وأشار نحوي) الأسمر صاحب الملامح المحروقة والشعر المجعد كيف يحب (السندريلا) سعاد حسني؟ وواصل قائلاً: (حبيب سعاد حسني يجب ألا يصدم الناس) وسعى بدرخان لإقناعه بأن البطل فقير يعيش في حارة شعبية ويدرس بكلية الطب والبطلة فقيرة مثله وهي أي البطلة صورة رمزية لمصر التي انتهكت من أجهزة الدولة الشمولية، كل هذا دون جدوى حيث أصر الموزع على عدم صلاحيتي وذهب الدور للزميل العزيز نور الشريف.
* وكيف تصرفت حيال هذا الموقف؟
أغلقت على نفسي باب غرفتي وكنت قاب قوسين أو أدنى من (الانتحار) وقد راودتني فكرة الانتحار ليس لأن الدور الذي ظللت أحلم به واستعد له ضاع مني ولكن بسبب قسوة الكلمات التي قالها الموزع اللبناني فقد ذكرتني بما كنت أسمعه في طفولتي من أهل القرية فظلت كلمة (اليتيم) التي كنت أسمعها تتردد في أذني وكلما حاولت وضع يدي على أذني لكي أسكتها تزداد أكثر.
انكسار الأحلام
* وكيف خرجت من هذه الأزمة النفسية؟
بدأت أظهر وأشارك بأدوار ثانية وثالثة في بعض الأفلام والطريف أن أغلب هذه الأفلام كان يغلب عليها الطابع الوطني مثل (بدور) مع نجلاء فتحي ومحمود ياسين تأليف وإخراج نادر جلال و (أبناء الصمت) مع نور الشريف وميرفت أمين إخراج محمد راضي و (العمر لحظة) مع ماجدة الصباحي و (وراء الشمس) مع نادية لطفي ورشدي أباظة إخراج محمد راضي وأفلام اجتماعية أخرى مثل (شفيقة ومتولي) مع سعاد حسني و (إسكندرية ليه) ليوسف شاهين، وغيرها من الأفلام التي ثبتت أقدامي على سلم النجومية.
أفلام الثمانينات
* حقبة الثمانينات شهدت نجوميتك الكاسحة وقدمت عدداً كبيراً من الأفلام المهمة.. حدثنا عن أهم هذه الأفلام.
كان من أهم هذه الأفلام فيلمان قمت ببطولتهما عام 1981 هما (عيون لا تنام) تأليف وأخراج رأفت الميهي عن مسرحية (رغبة تحت شجرة الدردار) لأوجين يونيل وشاركني بطولته الفنان الكبير فريد شوقي ومديحة كامل وفي نفس العام قدمت فيلم (طائر على الطريق) أيضاً مع فريد شوقي وآثار الحكيم وفردوس عبد الحميد إخراج محمد خان ومع الفيلمين عرفت طريق الجوائز حيث حصلت على جوائز عديدة عن (عيون لا تنام) وجائزة أحسن ممثل في مصر عن (طائر على الطريق) وتوالت الأفلام المهمة بعد ذلك مثل (العوامة 70) عام 1982 مع تيسير فهمي وكمال الشناوي وماجدة الخطيب، و (الليلة الموعودة) مع فريد شوقي وكريمة مختار وتيسير فهمي، و (درب الهوى) مع محمود عبد العزيز ويسرا وفاروق الفيشاوي إخراج حسام الدين مصطفي. وللتليفزيون قدمت (أنا لا أكذب ولكني أتجمل) مع آثار الحكيم وصلاح ذو الفقار. وفي عام 1984 التقيت لأول مرة بالمخرج عاطف الطيب أبرز وأهم المخرجين الذين عملت معهم وحينما رحل ظللت ولا زلت أبكيه حتى اليوم. فقد قدمنا معاً مجموعة من أهم وأعظم أفلامي ابتداء بفيلم (التخشيبة) مع نبيلة عبيد عام 1984 و (البريء) عام 1986 مع محمود عبد العزيز و (الحب فوق هضبة الهرم) في نفس العام 1986 مع آثار الحكيم و (الهروب) عام 1991 مع هالة صدقي وكان أعظم وأهم الأفلام التي قدمناها معاً (ضد الحكومة) عام 1992 مع لبلبة وعفاف شعيب وأبو بكر عزت.
* بعد تقديمك لمجموعة هذه الأفلام مع عاطف الطيب تردد أن الظروف الصعبة التي مررت بها في طفولتك وشبابك المبكر تركت ظلالاً على أدائك واختياراتك.. ما ردك؟
هذا الكلام فيه جزء كبير من الحقيقة فعلى سبيل المثال في فيلم (الحب فوق هضبة الهرم) شعرت فيه أنني أتحدث عن نفسي وعن جيل بأكمله فكنت أجسد دور شاب تخرج من الجامعة وكانت الآمال تملأ قلبه ثم اصطدم بالواقع. لا شقة ولا وظيفة وعاجز عن تحقيق أحلامه مع حبيبته، وهكذا كانت أحلامي أيضاً منكسرة على صخرة الواقع المؤلم.
مسلسل (الأيام)
* نعود معك لمحطة مهمة في مشوارك الفني إلا وهي محطة مسلسل (الأيام) الذي جسدت فيه شخصية عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.. كيف تم ترشيحك لأداء هذه الشخصية؟
أنا من أشد المعجبين بشخصية الدكتور طه حسين. فقد أذهلتني عزيمته وإصراره وتصميمه وروح التحدي التي كان يتحلى بها فاستطاع التغلب على فقده لبصره وفقره والعديد من المشاكل الأخرى. ولهذه الأسباب وجد التليفزيون أن قصة حياته كنز يجب استثماره وقاموا بترشيح الفنان الكبير محمود ياسين على أساس أنه قدم الشخصية في فيلم (قاهر الظلام) وأنه أنسب واحد لها وبسبب اختلافات في وجهات النظر أعتذر هو فتم ترشيح نور الشريف ثم عزت العلايلي وحدثت نفس الخلافات ثم وجدت المخرج الكبير الراحل يحيى العلمي يبحث عني في كل مكان وحينما عثر عليّ أخبرني بترشيحه لي لبطولة المسلسل فارتبكت بشدة وأصابني الرعب، وبعد عدة جلسات وتوقيع العقد أخذني وذهب بي لبيت الدكتور محمد حسن الزيات (وزير الخارجية الأسبق) وزوج الأستاذة أمينة ابنة الدكتور طه حسين وقضيت معهم أوقاتاً طويلة متقطعة راحوا يحكون لي خلالها عن عميد الأدب وأهم صفاته وروحه المرحة بل ونكاته وقفشاته وأمدوني بكل شيء لمساعدتي في تقديم الشخصية. وكان من أبرز الأشياء عملي في هذا المسلسل مع العمالقة الكبار يحيى شاهين وأمينة رزق ومحمود المليجي. ولم أكن أتخيل كل هذا النجاح الذي حققه المسلسل فأقيمت لي حفلات عديدة حضرها كبار المسؤولين وكتب عني النقاد أشياء رائعة لا أنساها حتى اليوم كما لا أنسى أبداً ذهابي لمنزل الدكتور طه حسين بعد عرض المسلسل فوجدت ابنته أمينة تستقبلني قائلة: (أهلاً يا بابا) !
هو وهي
* بعد مسلسل (الأيام) ورغم نجاحه الكبير غبت عن التليفزيون ستة أعوام كاملة حتى عدت في منتصف الثمانينات لتقديم مسلسل (هو وهي) مع السندريلا سعاد حسني ورغم النجاح الكبير الذي حققه لم نشاهدك بعده وحتى اليوم في أي مسلسل آخر لماذا؟
لأنني بصدق لم أجد عملاً يحفزني على العودة والمغامرة فكل ما عرض عليّ لم أجد فيه ما يجذبني.
العلاقة مع (السندريلا)
* بمناسبة الحديث عن السندريلا الراحلة سعاد حسني.. نعرف تماماً قوة العلاقة التي كانت تربطك بها بالإضافة لمشاركتك لها عدداً كبيراً من الأعمال، حدثنا عن رد فعلك عقب معرفتك برحيلها المأساوي.
صدقوني مهما قلت وتحدثت عن سعاد حسني لن أوفيها حقها ومهما وصفت الحالة التي كنت عليها بعد رحيلها لن أستطيع أن أصف لكم حالة انهياري وحزني وإغلاقي على نفسي باب غرفتي وقتا طويلا.
* في فيلم (حليم) الذي تقوم بتصويره حالياً قمتم بترشيح الشابة سهير رجب لتقديم شخصية سعاد حسني على عكس كل التوقعات.. على أي اساس تم ترشيحها ؟
أنا الذي اخترت سهير رجب لتقديم شخصية سعاد حسني فرغم أنني لم أكن شاهدتها في أي عمل من قبل ولم التق بها أبداً إلا أنها خطفتني حينما وجدتها تجلس في مكان عام مع مجموعة من أصدقائها فشعرت أنني أشاهد سعاد حسني وعلى الفور حدثت شريف عرفة (مخرج الفيلم) فاندهش في البداية من ترشيحي هذا الا أنه عندما شاهدها اتفق معي في الرؤية وقام على تدريبها وبذل معها جهودا مكثفة.
* ولكن كل الدلائل كانت تؤكد ترشيح منى زكي لتجسيد شخصية سعاد حسني ؟
هذه حقيقة ومؤكد أن منى زكي فنانة جميلة وموهوبة للغاية وعملت معي في فيلمي (اضحك الصورة تطلع حلوة) و (أيام السادات) حيث جسدت فيه شخصية السيدة جيهان السادات في النصف الأول من حياتها ولكننا وجدنا أن سهير رجب هي الأقرب للشخصية بينما عثرنا على منى زكي في شخصية نوال (احدى المعجبات بصوت العندليب) التي اثرت في حياته وأثر هو أيضاً في حياتها بشكل كبير وحينما عرضنا الدور عليها وجدناها تطير فرحاً بالشخصية.
* وعلى أي أساس تم اختيار الممثلة السورية سلاف فواخرجي للعمل في الفيلم؟
لأن سلاف تشبه كثيراً في ملامحها شخصية (ديدي) صديقة عبد الحليم الأرستقراطية المجهولة فهي تحمل تماماً الكثير من ملامح البراءة والجمال وتميزت بالأدوار الرومانسية الرقيقة.
لقاء العندليب الأسمر
* نعرف أن هناك أكثر من لقاء جمعك بعبد الحليم حافظ وكنت أنت في بداية المشوار حدثنا عما دار في هذا اللقاء ؟
كانت المرة الأولي حينما كنت في غرفتي في المسرح أثناء تقديمنا لعرض (مدرسة المشاغبين) فسمعت دقات على باب الغرفة فسألت بصوت عالٍ: مين ؟ فأجابني من بالخارج: (أنا عبد الحليم حافظ.. افتح) !! فغضبت بشدة وصرخت امش يا سعيد يا نصاب، فقد كنت اعتدت على مقالب كثيرة من سعيد صالح وعادل إمام فكانا يتصلان بي في التليفون (أزيك يا أحمد أنا رمسيس نجيب.. عايزك تجيلي دلوقتي علشان فيلم جديد) فأطير فرحاً واذهب لاكتشف أن الموضوع (مقلب منهما) ومرة ثانية يدق احدهم على الباب ليتقمص شخصية يوسف وهبي أو أحمد مظهر أو.. الخ. ولطالما عانيت من مقالبهم هذه ومن هنا توقعت أن يكون هذا مقلبا من مقالبهم خاصة أن عبد الحليم حضر قبلها عرض المسرحية بصحبة أمير عربي وبعد انتهاء العرض قام بزيارة كل النجوم في غرفهم إلا أنا فغضبت يومها وبكيت وعرف عبد الحليم بما حدث فعاتب نفسه بإحساس الفنان الجميل وأصر على أن يحضر بنفسه ليزورني ليعتذر لي وهو شيء لا يصدق فمن أكون أنا لكي يحضر لغرفتي عبد الحليم، أكبر فنان في مصر، ليزورني. ولهذا تخيلت أن يكون هذا مقلبا منهما فرفضت أن أفتح الباب ولم أقتنع إلا عندما سمعت صوت فؤاد معوض (صديقي وصديق حليم) فأسرعت نحو الباب لأجد عبد الحليم حافظ بشحمه ولحمه يحتضنني بقوة ويعتذر لي وجلس معي وقتاً طويلاً يسألني عن أحوالي ويشجعني، وقبل أن ينصرف طلب مني ان اذهب له في بيته بالزمالك في اليوم التالي. ولم أنم هذه الليلة وقلت لنفسي: معقولة سأذهب لبيت ابن بلدي الذي أصبح أعظم فنان في القاهرة.. هل سأراه كيف يعيش بعد أن كنت أمر من أمام الملجأ الذي تربى فيه بالزقازيق لكي أتشمم رائحته. أسئلة كثيرة حتى وجدت نفسي متوجهاً لبيته ولا تتصورون الشكل الذي استقبلني به وتكررت اللقاءات بعد هذا واكتشفت الكثير في عالمه الخاص وشعرت أنه مني وأنا أيضاً منه. أستمع مني لمعاناتي وحكى لي عن معاناته وضحك وهو يقول لي: لقد خرجت من شرنقة اليتم مكسور الجناح بينما الشرنقة التفت حول رقبتك أنت بعدي.
(المافيا) سرقتني!
* رغم أن فيلم (أيام السادات) حقق نجاحاً ضخماً إلا أنه تردد بعدها أنك قررت اعتزال الفن وأنك فكرت في الانتحار فما حقيقة هذا؟
نعم رغم النجاح الذي حققه الفيلم وأسعدني جداً خاصة أنه كان من إنتاجي. لا أنكر أن سرقة الفيلم وتهريبه وتوزيعه عن طريق مافيا الفيديو أصابني بيأس وإحباط شديدين خصوصاً ان غرفة صناعة السينما ودوائر التحقيق لم تتوصل للفاعل مما أدى لخسارة كبيرة لي، لهذا أصبت بيأس وإحباط وفكرت فعلاً في الاعتزال ولكن الأمر لم يصل لفكرة الانتحار والحمد لله!
فيلم عن مبارك
* نعلم أنه من بين أحلامك الآن عمل فيلم عن الرئيس مبارك.. ما موقف الرئيس من هذا الفيلم؟
هذا الرجل مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه وصدقوني كلامي هذا عنه ليس نابعاً من كونه وقف معي في محنة المرض وأوامره التي وجهها فور معرفته بضرورة علاجي على نفقة الدولة واتصاله بي شخصياً ليطمئن عليّ أكثر من مرة رغم انشغاله الكبير. فحبي له قديم، ولقد عبرت قبل المرض عن أمنيتي هذه.
وتوسط الإعلامي عماد الدين أديب في برنامج (البيت بيتك) عبر الاتصال الهاتفي الذي جرى بينه وبين الرئيس وكان سبقاً كبيراً وأبلغه رغبتي هذه ولم يغلق الرجل الباب أو رفض ولكنه قال: ليس الآن. ومن هنا فالمشروع قائم وأتمنى أن يوافق على عمل هذا الفيلم حتى يرى النور.
تجربة الزواج
* تعيش الآن وحيداً ولقد خضت تجربة الزواج مرة واحدة من الفنانة الراحلة هالة فؤاد والدة ابنك الوحيد (هيثم) .. لماذا لم يستمر هذا الزواج؟
بصدق شديد، أنا تزوجت هالة (رحمها الله) عن حب شديد وكنت أتمنى استمرار الزواج وتكوين أسرة صغيرة سعيدة وفشل زواجنا يشبه كل حالات الفشل التي واجهت كل الزيجات الأخرى في المجتمع ككل ودائماًَ تعود للاصطدامات بين الطرفين لأسباب عديدة وهذه الأسباب هي نفسها التي أدت لفشلنا.
* ولماذا لم تخض أي تجربة زواج أخرى بعدها؟
أولاً أنا أؤمن ومقتنع تماماً أن الرجل لا يستطيع الاستغناء عن المرأة ولكني دائماً كنت ولا زلت أفكر: من هذه التي من الممكن أن تتحملني وأنا أقضي معظم وقتي في الاستوديوهات؟ خاصة أنه من أبرز عيوبي العصبية الشديدة فأخشى الفشل مرة ثانية.
* وما حقيقة الشائعات التي طاردتك مع فنانات كثيرات؟
صدقوني لا أساس لها من الصحة فكلما كنت أقدم عملا مع فنانة جميلة وغير متزوجة أفاجأ بقصص وحكايات لا أساس لها من الصحة.
* سمعنا أن أبنك (هيثم) يستعد لخوض تجربة التمثيل ما رأيك؟
أنا ربيت (هيثم) على الصدق والصراحة وأن يتخذ قراراته بنفسه فإذا كان لديه الموهبة واقتنع به المخرجون بعيداً عني فمؤكد أتمنى له كل توفيق ولقد لفتّ نظره لمتاعب المهنة وضغوطها.
* قبل محنة مرضك الأخيرة رفضت عرضاً مغرياً من إحدى القنوات الفضائية وصل لثلاثة ملايين جنيه مقابل تسجيل قصة حياتك، فما سر رفضك؟
لأنني مقتنع أن حياتي الخاصة ملك لي بمفردي. أما فني فهو ملك للجميع ووجدت أصحاب هذه المحطة لا يريدون الاكتفاء بالحديث عن أعمالي الفنية أو نشأتي وظروفي فحسب بل يريدونني أتحدث في أمور تخص زملاء وزميلات وأشياء أخرى فرفضت تماماً لأنني لم ولن (أتاجر) أبداً بعلاقتي بزملائي.
* وما هي الأسباب الحقيقية التي تدفعك للإقامة بالفنادق رغم أنك تملك شقة فاخرة في أحد أرقى أحياء القاهرة؟
هل تصدقون أن السبب هو خوفي الدائم من الوحدة (فهيثم) ابني مشغول في دراسته ومع زملائه معظم الوقت وليس معي أحد ولهذا أتوجه للفنادق لأني أبحث عن عائلة لي بين الناس!
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|