|
وماذا ننتظر؟!
|
لا يكاد يمرُّ يوم دون أن يكون هناك ما ينغص عليك سعادتك، أو يشغلك عن عملك..
فقد أصبحت أيامنا دولاً وشعوباً، وعلى امتداد هذا العالم جحيماً لا يُطاق..
بفعل فاعل، وبتخطيط فاعلين..
ممن يسوؤه أن تَنْعَمَ البشرية بالهدوء والاستقرار..
وكأنه يشعر بأن متعته لا تتحقق إلا على أشلاء الضحايا ومن خلال أنهار من الدماء..
***
فنشرات الأخبار..
في كل وسائل الإعلام..
وعلى مدى ساعات الليل والنهار..
ليس لها من عمل إلا نقل هذه المآسي موثّقة بالصور إلى العالم..
باعتبارها أحداثاً حقيقية تَنُمُّ عن جبروت الإنسان ضد الآخرين..
بشكلٍ مفجعٍ ومخيفٍ وغير قابلٍ للتصديق، لولا هذه المشاهد المبكية التي تتوالى منذ زمنٍ طويلٍ ولم تتوقّف..
***
والعالم بدوله وشعوبه..
يبدو عاجزاً عن وضع حدٍ لهذا الذي يُبكينا..
وغير قادر على استحضار الحكمة والقدرة في تعامله مع هذه الأحداث المؤلمة التي تنوء بها المجتمعات..
أو أنَّ هناك بين المؤثرين وصنّاع القرار مَنْ يتعامل مع ما يجري بلا مبالاة ومن غير شعور بالمسؤولية..
***
وأمام هذه الظاهرة الإرهابية..
التي غدت الشغل الشاغل للناس جميعاً..
نتابعها بخوف..
ونخشى من آثارها..
ويقلقنا تداعيات ما ينتج عنها..
دون أن يكون لنا حيل أو قدرة في التصدي لها..
نسأل أنفسنا: وهل من جديد مفرح يُغَيِّر وضعنا من حال إلى حال؟..
***
إنَّ العالم اليوم..
بدوله وشعوبه وأديانه وطوائفه وانتماءاته يمرّ بمفترق طريق ملغم بما لا نتمناه مع ما بلغه من غموض..
وسيكون مستقبلاً في وضع أسوأ بكثير مما هو عليه الآن أمنياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً..
والأمر لا يحتاج إلى مَنْ يذكر بهذا..
أو ينبه إلى خطورة ما نحن مقدمون عليه..
فعلامات ما هو متوقع..
وإشارات ما قد يكون منتظراً..
تؤكدها أحداث الأمس واليوم وما يحضر للمستقبل..
فما أحرى بالعالم أن يعيد نظره في أسلوب التعامل بين القوى الجبارة من جهة وتلك التي يُنظر إليها بأنها لا حول لها ولا طول من جهة أخرى..
وكم من موقفٍ دامٍ قال صغيرنا لكبيرنا أمام مشهده دعني من ظلمك، حتى لا يتكرر مثل هذا المشهد، وحتى لا تكون وأنت الكبير ضحيته.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
(أبو البنات) .. الفنان عمر الحريري : أتمنى القدرة على العطاء حتى نهاية العمر
|
* القاهرة: لقاء خالد فؤاد
احتفل الفنان الكبير عمر الحريري في يوم 12 فبراير 2005 بذكرى ميلاده الـ79، لم يتردد اسمه طيلة هذه الأعوام في أزمة أو مشكلة فقد عاش حياته مثالاً يحتذى به في كل شيء فمن بين الـ 79 عاماً قضى 60 عاماً بالتمام والكمال في الساحة الفنية عاصر خلالها كافة الأجيال ابتداء بجيل العمالقة يوسف وهبي وزكي طليمات ونجيب الريحاني وغيرهم من الرواد الأوائل ومروراً بجيل زمن الفن الجميل؛ فاتن حمامة وأحمد مظهر ورشدي أباظة وشادية والشناوي وشكري سرحان ونادية لطفي وماجدة ومديحة يسرى وليلى فوزي.. إلخ، وجيل الوسط كما يطلقون عليه محمود ياسين ونور الشريف وحسين فهمي وعادل إمام ونبيلة عبيد وإلهام شاهين ويسرا وليلى علوي وانتهاء بجيل الشباب المعاصرين، ويشهد الجميع له سواء من الأجيال الماضية أو الجيل الحالي بأنه من القلائل الذين أجبروا الجميع على احترامهم لأنه احترم الجميع فلم ينضم يوماً إلى (شلة) ولم يدخل في معارك أو أزمات مع أحد ولم يتردد اسمه في أي قضية من أي نوع ولم يخطئ في حق إنسان سواء في حضوره أو غيابه.
هكذا عاش نجمنا الكبير في حالة حب دائم مع الآخرين وكان قاسما مشتركاً في معظم الأعمال الفنية فكان ولا يزال يتهافت عليه المخرجون للاستعانة به في أعمالهم فربطته صداقة محترمة بالعشرات منهم ووصل رصيده السينمائي إلى180 فيلماً سينمائياً و85 مسلسلاً تليفزيونياً و70 مسلسلاً إذاعياً ونحو 32 عرضاً مسرحياً، إنها حياة حافلة وناجحة دفعتنا للتوجه له واختياره ليكون ضيفنا فهو يستحق التقدير عن جدارة واستحقاق.. وفيما يلي نص الحوار:
***
عمر مديد
* الفنان الكبير عمر الحريري اسمح لنا في البداية بمناسبة مرور ذكرى ميلادك أن ندعو لك بالصحة والعافية.
أشكركم كثيراً على هذه اللفتة الجميلة والمبادرة الطيبة.
* 79 عاماً هذا هو عمرك حالياً.. ماذا تعني لك هذه الأعوام وكيف استفدت وتعلمت منها؟
تعني لي أن الحياة من الممكن أن تكون أجمل بكثير مما هي عليه إذا تعاملنا مع بعضنا البعض بمزيد من الحب والأخلاق والابتعاد عن الأشياء المعقدة والأمراض التي نصنعها بأيدينا.. صدقوني إذا أحببنا بعضنا سيحبنا الله وإذا أخلصنا لعملنا سنكون أفضل، فقد تعلمت واستفدت من الحياة الكثير ولعل أكثر ما حافظت عليه هو ما زرعه أبي في وأنا طفل صغير من حب للناس وعدم الإساءة لأحد وتعلمت من أمي أن التعامل بأخلاق ورجولة وضمير حي دائماً سيدفعني للأمام وهذا ما عملت به وعلمته لأبنائي وأحفادي.
أمس واليوم
* ترى هل ثمة فرق بين الأمس واليوم؟
لن أقول لكم نفس الكلام الذي يردده الآخرون إن الحياة بالأمس كانت رائعة وإن العمل كان أفضل أو إن سن الشباب هو أجمل مراحل العمر، بينما أرى أن لكل سن جماله وروعته ولكن الفرق أن الحياة بالأمس كانت أبسط بكثير على كافة المستويات.
مذاق خاص
* في تصريح تليفزيوني قلت مؤخراً إن عام 2004 عام جيد ورائع بالنسبة لك بعد تكريمك في مهرجاني جمعية الفيلم وكذلك مهرجان المسرح التجريبي.. فهل كنت في حاجة إلى جائزة أو شهادة تكريم؟
الأمر ليس كذلك فرغم حصولي على جوائز لا تُحصى وشهادات تكريم لا تُعد ولا تُحصى من كافة المهرجانات العربية والدولية واحتفاء معظم الرؤساء والملوك العرب بي بصفة مستمرة إلا أن التكريم الآن وأنا في هذه المرحلة من العمر له مذاق خاص ومختلف لا يستشعره إلا كل من هم في نفس عمري.
آفة العصر
* لفت الأنظار نحوك في الشهور الماضية بالدعوة الدائمة والمستمرة لمحاربة التدخين وقمت بمبادرات عديدة لتدفع المدخنين للتخلي عن هذه العادة السيئة.. لماذا؟
لأن التدخين هو إحدى الآفات الخطيرة التي يعاني منها المجتمع، وأنا نفسي عانيت منه كثيراً وكل الأمراض التي عانيتها كان هو أحد الأسباب الرئيسية فيها وحينما أكرمني الله وابتعدت عنه شعرت بالفارق الكبير في صحتي فأخذت على نفسي عهداً بمحاربته قدر استطاعتي ليس لأن المدخن يضر نفسه فقط بل يضر أكثر بالمحيطين به.
* ولماذا تقدمت بشكوى لوزير البيئة بضرورة معاقبة المدخنين مما آثار غضب الكثيرين منك؟
أنا تقدمت بشكوى بضرورة منع التدخين بصفة كلية في الأماكن المغلقة وطالبت بالفعل بضرورة توقيع غرامات كبيرة على المدخنين في هذه الأماكن ولكن البعض قام بتحريف الموضوع ليبدو وكأنني طالبت بعقاب جماعي بعد أن حذفوا كلمة الأماكن المغلقة فأنا عضو بإحدى الجمعيات التي تحارب هذه الآفة الخطيرة وأعمل من خلال مكانتي بمجلس إدارة الجمعية.
بداية المشوار
* الفنان الكبير عمر الحريري اسمح لنا بالعودة معك للخلف حيث الميلاد وبداية عشقك للفن ومجال الدراسة إلى آخره؟
اسمي بالكامل عمر محمد صالح عبد الهادي الحريري ومن مواليد 12 فبراير عام 1926م، عشقت الفن منذ طفولتي وكان السبب في هذا العشق المبكر والدي الذي كان يصطحبني معه للعروض المسرحية التي كانت تقدمها فرق عظيمة مثل (جورج أبيض) و(زكي طليمات) و(الكسار) و(الريحاني) و(فاطمة رشدي) و(يوسف بك وهبي)، فقد كان أبي مدمناً للمسرح الراقي ولكوني كنت طفلا هادئا لا أثير أي بلبلة أو شقاوة كان يصطحبني معه من دون بقية أشقائي فكنت أجلس بجانبه في المسرح وأنا طفل لم يتخط الثامنة أو التاسعة من عمره مشدودا ومتابعا جيدا بل ومفتونا بما يحدث أمامي وكثيراً ما سمعت أبي يتمنى لي العمل بهذا المجال خاصة بعد أن ظهرت موهبتي مبكراً في مراحل الدراسة الأولى وساعدني الحظ أن أعاصر نشأة السينما المصرية فمعروف أن أول فيلم مصري كان هو فيلم (ليلى) عام 1927 أي بعد مولدي بعام واحد وكان فيلما صامتا وأذكر أن أول فيلم مصري ناطق (أولاد الذوات) عام 1933اصطحبني والدي معه لمشاهدته في أول عرض ومن هنا كلما كبرت كبر بداخلي حب الفن ورحت أمارس هوايتي في المدرسة وقمت بتكوين فريق ناجح للتمثيل نافس كل فرق المدارس الأخرى وكان من الطبيعي بعد كل هذا العشق أن التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وتخرجت منه عام 1947 وهى نفس الدفعة التي تخرج فيها الزميل شكري سرحان رحمه الله.
صقل الموهبة
* وهل وجدت الطريق أمامك ممهداً عقب التخرج؟
الحمد لله بدرجة كبيرة فقد عملت فور تخرجي بالمسرح القومي وشاركت في عدد كبير من البرامج الإذاعية إلا أن شهادة ميلادي الفنية كُتبت حينما شاهدني عملاق المسرح زكي طليمات واختارني للانضمام لفرقته فتعلمت الكثير وأصقلت موهبتي بدرجة كبيرة.
* ومن كان صاحب الفضل في دفعك للأمام؟
الفنان الكبير يوسف وهبي هو صاحب الفضل الكبير على مسيرتي ولا أستطيع أبداً إنكار ذلك، فقد تعلمت منه عند عملي معه في العرض المسرحي العظيم (راسبوتين) أنا وشكري سرحان واختياري أيضاً لتقديم دور مؤثر في فيلم (الأفوكاتو مديحة) عام 1950 وكان من تأليفه وإخراجه وبطولته مع العظيمة مديحة يسري وكان هذا الفيلم هو بدايتي السينمائية الحقيقية وتأكد وجودي أيضاً على يد يوسف وهبي بعد أن أعطاني دورا أكبر في فيلم (أولاد الشوارع) من إخراجه وبطولته مع مديحة يسري وزوزو ماضي فتعرف المخرجون على وجهي جيداً ويكفي أنني في نفس العام 1951 شاركت في ثلاثة أفلام أخرى هي (وداعاً يا غرامي) مع فاتن حمامة وعماد حمدي وكذلك (ابن النيل) مع شكري سرحان وفاتن حمامة وأخيراً (السبع أفندي) كل هذا ولم يكن عمري تجاوز الـ 25 عاماً.
* في هذا العام 1951 انطلق شكري سرحان للنجومية المطلقة بالفيلم الخالد (ابن النيل) مع يحيى شاهين وفاتن حمامة والمليجي وكان دورك فيه صغيرا بدرجة كبيرة ألم تشعر بالغيرة من انطلاق ابن دفعتك للبطولة قبلك؟
بل العكس هو الصحيح فقد كنا جميعاً نتنبأ لشكري سرحان بما وصل إليه فقد كان يستحق أكثر من هذا لأن الموهبة التي حباها الله له تفوقنا جميعاً وكان يحمل كافة مقومات وصفات النجم الأول وكانت السينما في حاجة شديدة له ومن هنا لم أتردد في تجسيد شخصية الشيخ الأزهري الذي يسعى لرده لصوابه بعيداً عن الانحراف في أحد الأفلام معه.
قاسم مشترك
* بعد نجاحك مسرحياً وسينمائياً في عام 1950 و1951 أصبحت قاسماً مشتركاً في معظم الأفلام السينمائية التي قُدمت في الخمسينات والستينات حدثنا عن أهم هذه الأفلام؟
نعم حينما أجلس إلى نفسي هذه الأيام وأسترجع شريط الذكريات أندهش بشدة لنشاطي المكثف في هذا الوقت، فقد كنت أشارك في نحو ثمانية أفلام في المتوسط سنوياً فأذكر في عام 1952 قدمت عددا كبيرا من الأفلام أذكر منها (سلو قلبي) و(ناهد) و(قدم الخير) و(أنا وحدي) وألتقيت لأول مرة هذا العام مع الموسيقار فريد الأطرش في فيلم (ما تقولش لحد) مع سامية جمال ونور الهدى إخراج بركات.
وفى عام 1953 شاركت في أفلام (حكم قراقوش) و(كلمة الحق) و(وفاء) و(حكم الزمان) بالإضافة للفيلم الخالد (بائعة الخبز) مع أمينة رزق وشادية وماجدة الصباحي إخراج حسن الإمام وفي عام 1954 قدمت أيضاً عددا كبيرا من الأفلام مثل (الأنسة حنفي) مع إسماعيل ياسين و(رسالة غرام) مع فريد الأطرش) و(شرف البنت) مع شادية وعماد حمدي وقمت في هذا العام بالبطولة المطلقة لفيلم (بنت الجيران) مع شادية وزهرة العلا وفؤاد المهندس وهو من الأفلام التي أعتز بها كثيراً وأحتفظ بها في مكان خاص في أرشيفي ورغم أنني في أعوام 1955 و1956 و1957 شاركت في بطولة 25 فيلماً إلا أنني أعتز كثيراً بأفلام (رضى بقليله) من بطولتي المطلقة و(أغلى من عينيه) والاثنان في عام 1955 وكذلك أفلام (قتلت زوجتي) و(وهبتك حياتي) و(دعوة المظلوم) عام 1956 بينما شهد عام 1957 أفلام (إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات) و(ليلة رهيبة) و(مليش غيرك) وأعتز جداً بفيلمي (بيت الله الحرام) وكذلك (الوسادة الخالية) الذي جمعني بعبد الحليم حافظ لأول مرة.
* إذا انتقلنا للحديث عن أهم أفلامك في أعوم 58 و59 و60 ماذا تقول؟
قدمت في هذه الأعوام الثلاثة 32 فيلماً أي أكثر من عشرة أفلام كل عام وأهم هذه الأفلام (حتى نلتقي) و(شباب اليوم) و(خالد بن الوليد) و(هذا هو الحب) و(المعلمة) و(سيدة القصر) وجميعهما في عام 1958 بينما قدمت في 1959 أفلام (أم رتيبة) و(مبروك) و(هدى) عش الغرام) و(العتبة الخضراء) وفي عام 1960 أفلام عديدة أيضاً منها (قيس وليلى) و(أبو أحمد) و(وطني وحبي) و(ثلاث وريثات) و(نهاية الطريق) و(شجرة العائلة) و(سر إمرأة) و(الرباط المقدس) وأعتز كثيراً بفيلمي (نهر الحب) و(سكر هانم).
التحول للتلفزيون
* نلاحظ تراجعا ملحوظا في عدد الأفلام التي قدمتها منذ عام 1961 واتجهت إلى التليفزيون.. فما سبب هذا التحول؟
معروف أن التليفزيون المصري والعربي تم إنشاؤه وتأسيسه في عام 1960 فكان لا بد من النهوض به فاتجهت إليه بقوة أنا وعدد كبير من الزملاء بتوجيهات عليا واختيار دقيق لنا فشاركت في عدد كبير من المسلسلات والبرامج ومن هنا كان لا بد أن يتراجع التواجد السينمائي واضطررت للاعتذار عن عدد كبير من الأفلام السينمائية التي عرضت عليّ فأذكر أنني في عام 1961 لم أقدم سوى فيلمين فقط هما (جوز مراتي) و(عودى يا أمي) وفي عام 1962 قدمت (غصن الزيتون) و(الخيانة العظمى) و(وفاء إلى الأبد) وكان أكبر عدد من الأفلام هو ما قدمته في عام 1963 (عريس أختي) و(الخائنة) والجيل) بالإضافة للناصر صلاح الدين وفي عام 1966 قدمت فيلم (رجل وامرأتان) وفي 1967 (المخربون).
سر الاختفاء!
* لفت أنظار الجميع اختفاؤك بشكل كبير عن الساحة الفنية في النصف الأول من السبعينات فلم تشارك في أي أعمال سينمائية أو مسرحية أو تليفزيونية.. لماذا؟
لأنني سافرت إلى ليبيا بقرار سيادي عقب حصول ليبيا على حريتها وخروج الإيطاليين منها فقمت بإنشاء وتأسيس المسرح الليبي واخترت له اسم (المسرح الشعبي) ودربت عددا كبيرا من الممثلين وأخرجت العديد من العروض المسرحية حتى تأكدت أنهم قادرون على تحمل المسئولية فعدت مرة ثانية بعد غياب خمسة أعوام تقريباً زرت مصر خلالها مرات قليلة.
وجهة نظر
* عرف عنك عدم دخولك في أي مشاكل أو أزمات مما دفعك لتصبح صديقا مقربا لمعظم نجوم ونجمات الفن حتى فوجئ الجميع بك تشيد بظاهرة التأميمات التي عانى منها الفن المصري في الستينات مما عرضك لانتقادات عديدة.. فماذا كانت وجهة نظرك؟
رغم أن الكثيرين هاجموا هذه القرارات لكونها تسببت في خراب بيوت الكثير من الفنانين بعد تأميم أملاكهم وشركاتهم إلا أن إنني كنت أرى فيها إيجابيات عديدة ساعدت على النهضة الفنية الكبرى التي عشناها في الستينات إلا أن العديد من زملائي هاجموني ورفضوا الاقتناع بوجهة نظري.
زواج بسيط
* أسمح لنا بالابتعاد مؤقتاً عن الفن لنسألك عن حياتك الشخصية وقصة أول زوجة في حياتك؟
كان الزواج بشكل بسيط وعائلي فقد سعى والدي وأنا في سن المراهقة لتحصيني من النزوات أو الأخطاء فتزوجت زوجتي الأولى السيدة (أم نيفين).
* نفهم من هذا أن الزواج تم على غير إرادتك؟
ليس كذلك فقد سعى والدي لتحصيني من الخطأ ولكن ليس بإجباري على الزواج وأكبر دليل على هذا حبي الشديد لها واستمرار علاقتنا الزوجية أعواما عديدة وأنجبت منها ابنتي الكبرى (نيفين).
* إذاً لماذا دبت الخلافات بينكما؟
كانت خلافات مثل التي تحدث في كافة البيوت والسبب الرئيسي فيها هو غيرتها عليّ وعلى بيتها خاصة بعد إنجابها لأولى بناتي (نيفين) أقرب أبنائي لقلبي ربما لأنها كما يقولون (البكرية) ولهذا عندما انفصلنا عدنا مرة ثانية ثم انفصلنا ثم عدنا حتى اختارها الله وتأثرت كثيراً برحيلها.
* أضربت عن الزواج عدة أعوام ثم أعلنت عن زواجك من السيدة نادية سلطان.. فكيف كان أول لقاء بينكما؟
كان أول لقاء في إحدى الحفلات فقد كانت رحمها الله سيدة مجتمع من الدرجة الأولى ويشهد الجميع برقيها وثقافتها.. دارت بيننا مناقشات ولقاءات عديدة ووجدتها متميزة ومختلفة عن الأخريات فتزوجنا وأنجبت منها ابنتي الثانية (ميريت) ولا يمكن أن أنسى السنوات الجميلة التي قضيتها معها حتى بدأت أيضاً الخلافات بنفس الشكل الذي عانيته في الزيجة الأولى ووصلت العلاقة لطريق مسدود فاتفقنا على الانفصال بهدوء ودفعني هذا لعدم التفكير في خوض التجربة والتفرغ لفني فقط.
زوجة مغربية
* لكننا فوجئنا بك في مطلع التسعينات تعلن زواجك من الفنانة المغربية رشيدة بعد أول زيارة لها في مصر فكيف تم التعارف؟
حضرت رشيدة لمصر مثل كل الفنانات العربيات اللاتي حضرن للبحث عن فرصة للتواجد والانطلاق كمطربة وممثلة وتعرفت عليها في أحد المسلسلات وبادرت هي بالاقتراب مني ونجحت في اختراقي وبعد فترة من التعارف شعرت أنني لا أستطيع الابتعاد عنها وتم الزواج.
* فارق السن بينكما يتجاوز الـ35 عاما ألم يمثل هذا أي عائق؟
رغم هذا الفارق إلا أنني لم أشعر بأي أحاسيس مؤلمة ولم تشعرني هي بهذا والحمد لله أعيش معها حتى اليوم حياة هادئة وبعيدة.
* وما ردك على ما قيل إنها ارتبطت بك لتساعدها في تحقيق أحلامها الفنية فقط؟
ردي على هذا الكلام هو استمرار علاقتنا والحمد لله رغم عدم مساعدتي لها على الإطلاق فقد قلت لها في أول يوم لزواجنا أنها لن تجد مني أي مساعدة وعليها أن تعتمد على نفسها فلا واسطة في الفن.
أب في السبعين
* وما شعورك عندما أنجبت ابنتك الصغيرة من السيدة رشيدة بعد تجاوزك سن السبعين؟
مشاعر لا توصف فقد شعرت بسعادة طاغية شعرت أنني ما زلت شاباً وإذا شاهدتموني وأنا ألعب وألهو معها تشعرون أنني طفل في مثل عمرها (سبع سنوات) والجميل أنها أصغر من أصغر أحفادي بكثير.
أبو البنات
* يطلقون عليك في الوسط لقب (أبو البنات) لإنجابك ثلاث بنات بواقع واحدة من كل زوجة فهل نصيبك من الأحفاد كان كذلك؟
لا فقد اختلف الأمر فأحفادي من نيفين هم (حمادة ومحمد وياسمين) وأحفادي من ابنتي الثانية ميريت أيضاً (حمادة ونادين) ومعظمهم أتموا دراستهم الجامعية ومارسوا حياتهم العملية ومنهم من تزوج، والحمد لله أنا سعيد بهم جميعاً فهم ثروتي الحقيقية التي خرجت بها من الحياة.
* نعود إذاً للفن وعودتك مرة ثانية بعد غياب لعدة سنوات في ليبيا فماذا عن نشاطك بعد العودة؟
فى نفس عام 1975 الذي عدت فيه لمصر شاركت في فيلم (الجبان والحب) وتضاعف نشاطي في عام 1976 في أفلام (المذنبون) و(سنة أولى حب) و(دائرة الانتقام) و(نبتدي منين الحكاية) وقدمت عام 1977 أكثر من عشرة أفلام أذكر منها (امرأة من زجاج) و(كفاني يا قلب) و(دعاء المظلومين) و(لمأذون يا حبيبي) و(سقطت في بحر العسل) و(الحلوة والغبي) و(العذاب امرأة) بينما قدمت في عام 1978 (إبليس في المدينة) و(القاضي والجلاد) و(ليالي ياسمين) و(المحفظة معايا) و(رحلة النسيان) وفي عام 1979 (الشك يا حبيبي) و(سلطانة الطرب) و(قاتل ما قتلش حد) و(حياتي عذاب) و(الوهم) و(عاصفة من الدموع) وبالطبع قدمت في نفس الفترة العديدة من المسلسلات التليفزيونية والإذاعية بالإضافة لمجموعة عروض مسرحية مع عادل إمام الذي كان يصر على وجودي معه.
العمل مع (الزعيم)
* بمناسبة الحديث عن تعاونك مع عادل إمام الذي كان يصر على وجودك معه فشاركته بطولات مسرحيات (شاهد ما شفش حاجة) و(الواد سيد الشغال) و(الزعيم) فضلاً عن العديد من أفلامه، فما هي أسباب هذا الإصرار؟
عادل إمام صديق عزيز وفنان موهوب ومحترم وقد توطدت علاقتنا بشدة أثناء العمل في مسلسل (أحلام الفتى الطائر) وفي نفس التوقيت قدمنا مسرحية (شاهد ما شفش حاجة) وتوالت أعمالنا سويا.
* إذا لماذا تم الانفصال مسرحياً وسينمائياً بينكما؟
كل ما قيل وتردد عن وقوع خلافات ومشاكل بيننا ليس له أي صلة بالحقيقة فأنا ما زلت أحترمه وهو كذلك وكل ما في الأمر أنني لم أعد بحكم السن قادرا على المجهود اليومي المطلوب للمسرح فأعتذرت عن عدم الاستمرار.
* وهل نفس السبب هو الذي جعلك تقلص نشاطك السينمائي في السنوات الأخيرة؟
لقد ركزت مجهودي أكثر في التليفزيون فشاركت في بطولات عديدة ومؤكد تعرفون أن التليفزيون يتطلب مجهودا أكبر ومن الأسباب التي دفعتني للابتعاد عن السينما أيضاً هو أن مكانة الكبار فيها لم تعد كسابق عهدها، فالسينما تركز أكثر على الشباب وعلى نوعية معينة من الأفلام.
* لكنك شاركت في أفلام سينمائية في هذه الفترة؟
نعم ولكنها أفلام قليلة مثل (علامة معناها الخطأ) و(شفاه لا تعرف الكذب) والاثنان قدمتهما في عام 1980 وكذلك (الرحمة يا ناس) و(أهل القمة) و(انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط) عام 1981 والقليل من الأفلام الأخرى مثل (القضية رقم 1) عام 1983 و(خيوط العنكبوت) عام 1985 وغيرها.
سطحية السينما
* آخر فيلم شاركت فيه هو (معالي الوزير) مع أحمد زكي قبل عامين فلماذا لم نشاهدك في أفلام بعده؟
السينما خلال الأعوام السبعة الماضية تركز على الممثلين الجدد واتجهت للموضوعات الخفيفة والكوميدية التي لا تعالج أي مشاكل ومن الصعب أن يكتب لهذه الأفلام البقاء مثل الأفلام القديمة وقد أعجبني بشدة (معالي الوزير) ووجدته استثناء من بين كل ما تقدمه السينما حالياً وأعجبني جداً دور رئيس الوزراء الذي قدمته في الفيلم وسعدت بالجوائز العديدة التي حصلت عليها على هذا الدور.
سيدة الشاشة
* تحدثت أكثر من مرة عن اعتزازك بصداقة سيدة الشاشة فاتن حمامة، فما سر هذه الصداقة؟
الصداقة القوية والمتينة التي ربطتني بها وربطتها بي كانت هي أساس كل احترام بيننا، ففي معظم مشاكلي وأزماتي كنت أبحث عنها وهي كذلك، فقد بدأت علاقتنا بحب واحترام ولا تزال حتى اليوم، فأنا أحرص دائماً على الاطمئنان عليها وهي كذلك، كما أن مجموعة أفلامي معها أعتز بها جميعاً ولكن أعتز بصفة خاصة بأفلام (سيدة القصر) و(نهر الحب) و(حتى نلتقي) و(موعد مع الحياة) و(سلو قلبي) و(وداعاً يا غرامي) فجميعها من الأفلام التي أضافت لي الكثير في مشواري الفني.
احترام متبادل
* وما شكل العلاقة بينك وبين جيلك من الفنانين القدامى؟
صدقوني علاقة محترمة يسودها نفس الاحترام فلا يمكن أن يمضي أسبوع واحد دون أن أطمئن عليهم وهم كذلك وبصفة خاصة أذكر نادية لطفى وليلى فوزي ومديحة يسري وكمال الشناوي ومريم فخر الدين وصباح والمهندس ومدبولي وغيرهم من زملاء زمن الفن الأصيل في كل شيء.
* شاركت في بطولات العديد من المسلسلات ووصل رصيدك في التليفزيون إلى 58 مسلسلاً فإذا طلبنا منك أن تحدثنا عن أقربهم لقلبك ماذا تقول؟
أعتز بالطبع بمعظمها ولكن هناك أعمال محفورة في ذاكرتي وذاكرة الجمهور مثل (القط الأسود) مع المليجي والدقن والذي حقق نجاحاً مدوياً في الستينات، و(أوراق الورد) مع الفنانة الكبيرة وردة بالإضافة للأعمال التي انتهيت منها مؤخراً مثل (شجرة الود) مع ليلى طاهر إخراج نادية حمزة و(مصر الجديدة) الذي يتناول حياة السيدة العظيمة هدى شعراوي وشاركت في بطولته مع فردوس عبد الحميد إخراج محمد فاضل وكذلك (رحيق الفوارس) مع شويكار وشيرين وغادة إبراهيم إخراج شريف حمودة وأقدم فيه شخصية كاتب صحفي كبير يتعرض للاضطهاد بسبب آرائه الجريئة.
* نجدك متفوقاً في المسلسلات الدينية والتاريخية؟
بصدق شديد أنا عاشق لها وأرى أنها تمثل إفادة كبيرة للناس لكونها تقدم معلومات هامة عن عصور سابقة سواء على المستوى التاريخي أو الديني وساعدني على النجاح فيها والحمد لله إجادتي للغة العربية بشكل طيب لهذا نجحت جميع أدواري في المسلسلات والأفلام الدينية والتاريخية التي شاركت فيها منذ الستينات حتى اليوم.
* وما هي أكثر المسلسلات الدينية والتاريخية التي تعتز بها بشكل خاص؟
يأتي في مقدمة هذه الأعمال (البخلاء للجاحظ) إخراج سعيد عبد الله و(القضاء في الإسلام) أكثر من جزء و(عدالة الرشيد) و(عمر بن عبد العزيز) مع نور الشريف وكذلك مسلسل (ابن ماجه) مع حسن يوسف والعديد من المسلسلات الأخرى بالإضافة للكثير من المسلسلات الإذاعية والعروض المسرحية ولعل أبرز هذه العروض مسرحية (الحاكم بأمر الله).
* الفنان الكبير عمر الحريري بعد هذا العمر الطويل والأعمال الهامة كيف ترى مشوارك؟
هذا شيء يراه الآخرون وأتمنى أن أكون قدمت شيئا أفاد الناس ولم يضر بهم فأنا سعيد بما قدمت وأتمنى أن أظل قادراً على العطاء حتى آخر لحظة في حياتي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|